#جيونيوز | طائرات بريطانية تقوم بعمليات تجسسية خلال عملية تسليم الأسرى في غزة.. ما الذي كشفته بيانات الملاحة الجوية؟ #فيديو #إيكاد

يطالبون المصريين بالتوحد في هذه اللحظة الفارقة، وذلك والله أمر واجب وضروري، لكن التوحد هذا في شقه المستعجل يتطلب الإجابة على سؤال جوهري هو: نتوحد حول ماذا؟ وهنا لا بد من خطاب واضح وقاطع، لا لبس فيه ولا تردد ولا تحايل أو مداراة، يوجه للشعب المصري بأن بلدنا لن يقبل تهجير بعض أهل غزة إليه، ولا بد أيضا أن يكون الاصطفاف والالتفاف والتوحد حول المصلحة المصرية العليا، ولا يطلب لشخص أو مجموعة. هناك إجراءات أخرى مستديمة يصنعها الاصطفاف القائم على الرضا، منها انحياز السلطة السياسية للعدالة الاجتماعية والقضائية، والحرية، والكفاية، وتوظيفها القدرات الخشنة والناعمة للدولة في الدفاع عن أمنها القومي. وهناك إجراءات تلطيفية مستعجلة غير مكلفة، منها: إطلاق سراح سجناء الرأي والسياسة، واعتراف السلطة بالأخطاء التي ارتكبتها في الاقتصاد والسياسة وأحوال العدالة القانونية والأمن، وإعطاء وعد بتغيير الخطاب والمسار، واتخاذ إجراء، الآن وهنا، يضمن تحقيق هذا، وينفي عنه أن يكون مجرد خداع جديد. في كل الأحوال يجب تمكين الناس من التعبير عن رفضهم لتصور المأفون ترامب، فهذا وحده الذي سيؤخذ على محمل الجد، وليست المهرجانات المفتعلة التي لم يتعامل معها الإعلام، لا العربي ولا العالمي، على أنها شيئ جدير بالذكر، وبالتالي فأثرها هبط إلى الصفر، ثم صار خصما بالسالب من موقف مصر وصورتها. لتعلم السلطة الحالية أن المواطن المصري البسيط حصيف وشجاع، فوصف ترامب عند أولاد البلد هو "فنجري بق" و"جعجاع" وعند أهل الفكر والسياسة هو الرجل الذي لم يحقق سوى 10% فقط من كل ما قاله في دورة رئاسته الأولى، فلا يجب التعامل معه على أنه إن قال فهو بالضرورة سيفعل، وإن فعل فهو بالضرورة سيحقق ما يريد. ولا ننسى أن أمريكا هي التي خاضت الحرب أصلا ضد المقاومة بيد إسرائيل. في الختام، يُطرح السؤال: إذا كان هناك خوف من إطلاق الشعب حرًا ليدافع عن بلده برفض تصور ترامب جهارًا نهارًا وعيانًا بيانًا، حتى لا يتحول الغضب ضد السلطة نفسها، مع أن المصريين يفرقون جيدًا بين حال وحال، فكيف يُطلب من الشعب نفسه الالتفاف حول سلطة غير مطمئنة للناس؟ اعقلوها وتوكلوا، والشعب يعرف ويقدر.