من عنابر المصحة النفسية وعلى مدار ٩٣ يوماً؛ كتبت لكم يا اصدقاء ما يحدث خلف قضبان دور الرعاية النفسية بالتفصيل الممل في كتابي #مذكرات_واجمة والذي اصبح متاح في مكتبة جرير
@JarirBookstore
، قراءة ممتعة
في أحد نوبات الاكتئاب قبل تشخيصي توقفت عن الاستحمام وتمشيط شعري لمدة شهرين ونصف، كان وقت إجازة الصيف وكنت أرفض الخروج من المنزل، ورغم كل محاولات عائلتي لدفعي للاستحمام لم ينجحوا إلا بعد شهرين ونصف، ولشدة تشابك شعري قمن ثلاثة من اخواتي بالتعاون لتمشيط شعري، كان عمري 16 عاماً
قبل شوي طلبت فستان للعيد من شي ان لاول مرة من سبع سنوات واحس شعور غرييييب! مدري كيف اشرح لكن حسيت اني انسانة محظوظة جداً فقط لقدرتي على شراء شيء يعكس ذوقي واني قادرة ادفع التكاليف! عيوني دمعت وانا اكتب، يارب لك الحمد والشكر والله يديم علينا النعم والشعور بقيمتها.
استقلت من وظيفتين وخسرت انترنشب بسبب نوبات الاكتئاب الشديدة والتنويم بالمصحة النفسية، واليوم ما شاء الله موظفة في نيوم واتكرم على انجازاتي، لا تستسلمون
أثناء أحد نوبات اكتئابي؛ توضأت وجلست على سجادتي محاولة أداء صلاة الفجر وللأسف الشديد بقيت على السجادة تسع ساعات تقريباً حتى أُذن لصلاة الظهر، فور سماعي للأذان؛ انهرت باكية لعجزي كل العجز عن أداء صلاة الفجر، الاكتئاب أسوأ مما تعتقدون.
تركت الصلاة لأول مرة في حياتي بسبب نوبة اكتئاب ذهاني، والشيوخ اسقطوا عني الصلاة والصيام في تلك الفترة بسبب عدم مقدرتي على التفرقة بين الليل والنهار، واليوم بعد معاناة لمدة خمس سنوات أصبحت محافظة على الصلوات مع بعض التقصير وأشعر بأني ملكت الدنيا وما فيها
اصبت بعدة اضطرابات نفسية وتنومت بالمصحة النفسية خمس مرات وتعطلت حياتي كم سنة وفقدت بعثتي ووظيفتي وبفضل من الله رجعت لي الحياة مؤخراً وقدرت اكسب مالي الخاص لاول مرة من فترة طويلة ورجعت لي رغبة الشراء والاستمتاع بالحياة بحمد الله، صحيح متعسرة مادياً لكن مشكلتي الاكبر كانت صحية ❤️
صورة ألتقطت لي قبل آخر تنويم في الصحة النفسية بتاريخ 28 اكتوبر 2021 وشقيقتي والطبيب يحاولوا اقناعي بضرورة التنويم، يومها فقدت شعلة الحياة وتساوى عندي الموت بكل جمال وزهو الدنيا لدرجة انهم وضعوني على كرسي متحرك لعدم قدرتي على المشي، نظرتي تحكي الكثير.
في بداية اصابتي بالاكتئاب الحاد طبقت هذه المقولة بالحرف، حتى أوشكت على رمي نفسي من الشرفة، تجاهل مشاعرك أقصر طريق للهلاك وهذه العبارة أكبر كذبة في تاريخ البشرية
دام فيك كل هالامراض ليه ما تنتحرين وواضح انك دبه بعد يعني انتحري بسرعه — الله يرزقك الرحمة لكن هالكلام لا بيضرني ولا بيثبط عزيمتي، استحقاقي للحياة عالي وما يتأثر بالتافهين والجبناء
كمصابة باضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي PMDD اقولكم انه اضطراب مخيف ويصيب نسبة قليلة من النساء وتزيد نسبة الانتحار للنساء المصابات فيه وللأسف مافي توعية بهذا الخصوص بحجة انه البنات يتصنعون التعب وسوء الحالة النفسية او انه جميع النساء يمرين بنفس الحالة وهذا غير صحيح، ليست كل النساء
تبغون البشارة 😍؟
اليوم طبيبي النفسي أعلن ولأول مرة من عام 2019 إني صرت طبيعية وبخير وبستمر على الأدوية فترة وبعدين بقطعها بالتدريج، سعيدة وفخورة جداً بنفسي
الكل مشغول يعالج التروما اللي حصلت لهم وما يدرون انه التروما تؤثر على ثلاثة اجيال، فممكن انت الآن تعيش تروما حصلت لجدك او جدتك!! ما تصدقوني اقرأو عن intergenerational trauma
آخر رسالة انتحار كتبتها كانت في عام 2019 وبفضل الله ثم صديقتي لم اكمل تنفيذ المحاولة، لازال هذا النص من أعمق ما كتبت ولا أعلم كيف يمكن للإنسان كتابة شيء بهذه البشاعة
قد يعتقد الكثير بأن الاكتئاب نتيجة لضعف الوازع الديني أو ضعف شخصية او غيرها من الاسباب غير المنطقية، لكن الاكتئاب بدأ معي من عمر 11 عاماً، وكانت أول محاولة انتحار لي بنفس السنة، كيف "لطفلة" بأن تتخذ قراراً بقتل نفسها، رغم انعدام الانترنت وقتها وكل وسائل الاتصال وأي مؤثر خارجي ؟
رحلة العلاج شاقة جداً وقد تكون من أصعب وأسوأ ماقد تصادف خلال حياتك، لكن نهايتها رائعة وتستحق بذل الغالي والنفيس من أجلها، خلال رحلتي اعتمدت على العلاج النفسي بالأدوية ثم العلاج النفسي بالجلسات ثم محاولاتي المستمرة للخروج من وحل الاكتئاب وأخيراً وليس آخراً دعوات حملت اسمي الى الله
بما إني مهتمة كثير بالفن وارسم فطبيعي يكون عندي إهتمام بتاريخ ظهور وصناعة الألوان وسبق تكلمت عن بعض الألوان، لكن اليوم بتكلم عن تاريخ اللون الأزرق المبهر
لكن وبعمر 11 عاماً اقدمت ثلاثة مرات على الانتحار وفشلت جميعها، فحدث شيء عجيب وهو أن يأسي من اليأس قادني إلى الحياة! وهذا ما حدث فعلاً حيث يأست من الموت فقررت العيش بكل ما أملك من قوة وهكذا فعلت حتى اصبح عمري 28 عاماً
ست تنويمات بمستشفى الصحة النفسية حتى احصل على تشخيص لاضطرابي النفسي
أول محاولة انتحار كانت بعمر ١١ سنة واليوم بعمر ٣٣ سنة تشخصت وأخيراً بثنائي القطب النوع الثاني، اترككم مع ملخص رحلتي
أصبت باكتئاب في الطفولة وحاولت انتحر ثلاث مرات بسن ١١ سنة وبدون محد يحس علي، وحدة من المرات
عندما أردت أن أجهز فطوري قبل الذهاب للجامعة لاحظت بأن أحد الخرق القماشية التي استخدمها في التنظيف اصبح لونها أحمر فاقع على غير العادة، وأيضاً تسللت خيوط الشمس الذهبية فلامست بشرتي واحسست بشعور دفء الشمس لأول مرة منذ اكثر من سنة، وأيضاً شعرت بأن مزاجي اقل تعكراً مما اعتدت عليه
أي سحر وصفه لي هذا الطبيب! لقد كنت مثل الغالبية اشكك في فعالية الأدوية لكن اختبرت تأثيرها شخصياً واصبت بالذهول، عندها ادركت فقط بأن هذا الوحش يمكن قهره وهزيمته، عندها قررت مواجهة الاكتئاب وجهاً لوجه مغترة بالتحسن البسيط الذي احسست به، لم أكن اعلم بأنه سيطرحني ارضاً مرات عديدة!
اليوم الذي قررت به أن انهي حياتي في بداية الألفين الميلادية، ولأني لم اسمع بمصطلح "الانتحار" كنت أتحدث لنفسي بأنه يجب علي قتل نفسي، ولانعدام مصادر المعلومات اخترعت طريقة للموت مستفيدة من أحد دروس مادة العلوم، ونفذت الخطة واغمى علي لفترة من الزمن وعندما صحوت أحسست بالغضب لأني حية
لا أعلم كيف استطعت العيش بسلام حتى عمر 28 لكن كنت اعاني في الاهتمام بنظافتي الشخصية ونظافة غرفتي ويزورني اليأس من فترة لاخرى ليلقي علي تحية الموت، بعد زيارتي للطبيب النفسي شخصني باكتئاب Dysthymia والذي فيما بعد قاد إلى اصابتي بالاكتئاب المضاعف بعمر 28 عاماً
بعمر 28 عاماً عدت إلى فكرة الانتحار وتسلقت شرفة شقتي بمانهاتن في يوم ربيعي بارد لأقذف بكل شيء من الطابق الثالث، لكن فكرة صغيرة وجدت طريقها الى عقلي، كانت الفكرة تقول " إذا كان ما اعانيه لديه اسم فسوف أقضي عليه، وان لم يكن يملك اسماً حينها فسوف أنهي كل شيء"
وفي اليوم التالي ذهبت إلى أول شخص وجدته في طريقي لطلب المساعدة وكانت امرأة كاثوليكية، استمعت إلي بانصات تام وصادف بأنها تحمل شهادة ماجستير في علم النفس، وقامت بنفسها بحجز موعد لي لمقابلة طبيب نفسي لأول مرة في حياتي، حينها عرفت فقط بأن كل ما كنت اقاسيه يحمل اسماً بشعاً .. "اكتئاب"
كشخص مهتم بالعلوم الطبية بشكل عام؛ تمر علي بين فترة وفترة حالات طبية نادرة ومثيرة جداً للاهتمام! لكن اليوم بتكلم لكم عن حالة هي "الوحيدة" من نوعها في العالم! حرفياً مافي اي شخص آخر في العالم حتى اليوم يعاني من نفس هذي الحالة الطبية! صاحبة هذه الحالة ملقبة بـ"الفتاة الآلية"
انه ترجع حياتي طبيعية واتوظف بعد انقطاع خمس سنوات بسبب نوبات الاكتئاب والهوس، دخلت دورة مع مسك طلعت عيوني خصوصًا اني فقدت مهارات ��ثيرة في تخصصي والآن اعمل بشركة عالمية في تخصص مختلف بعد ان غيرت وجهتي في تخصصي الدقيق، مو غلط اننا نغير وجهتنا اذا كان التغيير في صالحنا
أجرى لي الطبيب النفسي اختبارات نفسية لقياس شدة الاضطرابات النفسية، وتم تشخيصي بنفس اليوم بنوبة اكتئاب حادة ورهاب اجتماعي وقلق معمم، وبدأت بتناول أول جرعة دواء نفسية في شهر ابريل عام 2018 وفي اليوم الخامس من تناولي للادوية احسست ببعض الفروقات
خلال السبعة أشهر كنت ادعي الله سراً بأن يأخذ امانتي ويريحني من هذا العذاب، لم يبق مرض عضال إلا ودعوت الله أن يصيبني به، كنت رغم الاشراق المزيف الذي كنت ابعثه لمن حولي، اضمر لنفسي أبشع وأحقر طرق الموت التي عرفها التاريخ، ولدهشتي لم يصبني شيء حتى انهرت أخيراً بعد نهاية الشهر السابع
كنت خائرة القوى ضائعة لا أستطيع حتى إطعام نفسي، أتذكر أيضاً باني توقفت عن تناول الطعام لمدة ستة أيام واكتفيت بقهوتي السوداء وبتفاحتين، كما توقفت عن الحديث لمدة ثلاثة أيام متتالية لدرجة ان ��فتي إلتصقتا ببعضهما البعض، أتمنى لو كنت ابالغ فقط لكن والله ثم والله هذا ما حصل معي
أيضاً ما دفعني إلى العودة هو اكتشافي لاستغلال المرأة الكاثوليكية لي ولمرضي، كانت تستغل أي فرصة لتضعف عقيدتي وتدخل الش�� بقلبي، كنت حينها قد توقفت عن أداء الصلوات لأول مرة في حياتي رغماً عني، وكانت عديمة الانسانية تشجعني على ترك الصلاة والذهاب معها إلى الكنيسة، لكنها لم تنجح بجري
كنت أقضي أيامي بالبكاء بعد أن عدت إلى رشدي لاني وجدت نفسي بلا هوية ولا مستقبل وقد خسرت مستقبلي الدراسي والوظيفي، خسرت الكثير بالفعل وكنت أمر بمرحلة رثاء لكل شيء خسرته ولم أجد بداً من البكاء
وصف لي الطبيب اول جرعة تصرف لي من الحبوب المنومة، وبعد استخدامي لها اصبحت أستطيع النوم لمدة ثلاث ساعات خلال اليوم والليلة، لكن الاكتئاب اصبح أسوأ وبدأت اعاني من نوبات انفصال عن الواقع لدرجة اني فقدت طريق العودة لشقتي وبقيت أراقب المارة لمدة تزيد عن 40 دقيقة وكأني جسد بلا روح!
@FaraahMustafa28
تسعة اشهر فقط شكلت لديك نظرة قاصرة عن التعليم والحياة، اشعر بالاسى لمن يتلقى العلم الرفيع من على يديك الملطخة بالعنصرية، تباً لكل معلم و معلمة يشابهك بالفكر ويسقط عقده الشخصية على العملية التعليمية.
وللأسف رغم بدئي في رحلة العلاج إلا أن الاكتئاب بدأ يشتد، كنت اعاني من مشاكل في النوم ووصل بي الحال إلى اني أصبحت أكتفي بقيلولة لمدة 20 دقيقة وابقى مستيقظة بقية 23 ساعة و 40 دقيقة، استمريت على هذا الحال ثلاثة اسابيع حتى علمت المرأة الكاثوليكية برداءة ساعات نومي فقامت بحجز موعد آخر
خلال معاناتي مع الاكتئاب أصبت بالاكتئاب المزمن من سن 11 إلى 28 ثم الحاد من 28 إلى 29 ثم اكتئاب ما قبل الحيض من 29 إلى 30 والان أنا بعمر 31 ولم اصب بأي انتكاسة أو نوبة اكتئاب منذ ثلاثة أشهر بعد أن توصل طبيبي النفسي للأدوية والجرعات المناسبة
خلال الأعوام 2019-2020-2021 تم ادخالي للمصحة النفسية خمس مرات بسبب اذيتي لنفسي بشدة أو محاولاتي الفاشلة للانتحار، لكن خلال مكوثي في المصحة النفسية للمرة الخامسة تمكن الطبيب من معرفة سبب تعرضي للانتكاسات بشكل متكرر، لقد كان بسبب متلازمة اكتئاب ما قبل الحين او كما تعرف بـ PMDD
تم ابلاغ القنصلية السعودية بخبر مرضي الشديد وقد تكفلوا بكل اجراءات عودتي للوطن، كما أنهم عينوا موظفة لتبقى على اتصال دائم معي حتى أضع قدمي على رحلة العودة، لا أتذكر الكثير من تفاصيل العودة فقد كنت أعيش في عالم موازي لا يمت للعالم الحقيقي بأي صلة
عندها اتخذت احد أصعب القرارات في حياتي، وهو ترك جامعة أحلامي والعودة للوطن خالية الوفاض، لم يكن القرار سهلاً أبداً لكن وصل بي الحال لدرجة بدأت افقد فيها رجاحة عقلي، وأصبحت اقترب أكثر واكثر من القفز من شرفة شقتي بدون حتى النظر إلى الخلف
4. عندما استدعاني الطبيب المناوب واشتكيت له من تصرف الممرضة بدأ بالضحك هو وجميع من في الغرفة بينما كنت ابكي بحرقة، في تلك اللحظة فقدت إيماني بمهنة الطب وبالطب النفسي في السعودية
عندها سارعت عائلتي لمحاولة حل المشكلة وبسبب ضعف التوعية اختارت عائلتي البدء بالرقية الشرعية، خلال زياراتي للرقاة لم أكن اتأثر بشيء لأني كنت جسداً بلا روح، لكني أتذكر قارئة مسنة همست لوالدتي في اذنها وقالت:" ابنتك تعاني من مشكلة نفسية مكانها ليس هنا" ومن هنا بدأت زياراتي للأطباء
وعندما فقدت الأدوية النفسية سحرها فقدت ثقتي بها وبالطب النفسي وقررت محاربة الاكتئاب لوحدي، بدأت بالبحث عن عمل أي عمل حتى بدأت شيئاً فشيئاً انخرط مع بيئة العمل ونميمة العاملات، استمر عملي لمدة سبعة أشهر، كنت فيها قمة في الانضباط بكل شيء، حتى أنني أمارس الرياضة مرتين باليوم!
لا أتذكر أيضاً الكثير مما حدث بعدها، لكن أتذكر توقيعي على ورقة الانسحاب رسمياً من جامعة أحلامي لعدم استطاعتي على مواصلة المسير، كنت حينها اعاني من صعوبات بالغة في النوم وتأدية الصلوات والأكل والشرب والاعتناء بنفسي، وكأني فقدت كل مهارات العيش الأساسية!
كانت أول زيارة للطبيب النفسي في السعودية صادمة، إذ قال لي الطبيب بأن الخطة العلاجية التي وصفت لي من طبيبي الامريكي لا يمكن استكمالها هنا لعدم توفر الأدوية، وقام بوضعي على خطة علاجية عقيمة زادت من حالتي سوءً، علمت لاحقاً بأن الأدوية بخطة علاجي السابقة متوفرة لكن الطبيب كان جاهلاً
بعد مروري بتجربة الاكتئاب الحاد صرت للأسف ما أعرف متى اغير ملابسي، ممكن يكون شيء بسيط وبديه بالنسبة لكم لكن للأسف صرت انسى شيء اسمه تغيير الملابس، وممكن اجلس بنفس اللبس اللي انكبت عليه الشربة ثلاث او اربع أيام بدون ما افكر حتى بالموضوع، لكن اليوم توصخت ملابسي وغيرت واعتبره انجاز
لم أشعر بالوقت خلال رحلة العودة رغم بقائي بمفردي وبدون مشاهدة أي فلم خلال الرحلة كاملة، لا أتذكر عدد المحطات التي توقفت بها كنت حقاً اعيش بعالم موازي آخر، وعندما وصلت لأرض الوطن استقبلتني عائلتي وهم محملون بالتساؤلات غير المنتهية، لكن سرعان ما صدموا لرؤيتي وأنا كالجثة خائرة القوى
الاستعداد للعودة كان كالجحيم، فقد قمت ومن فرط يأسي بالجلوس وسط امتعتي لا أستطيع حتى حزم حقيبة واحدة، عندها استعنت بعدوتي التي لا تعلم بأني كشفت لعبتها لمساعدتي لحزم امتعتي، أتت هي وشقيقتها لمساعدتي، وقلت لهما لا يهمني ماذا تضعون في الحقائب المهم هو أن أعود للسعودية بأسرع وقت
في نفس اليوم اجتمعت مع طبيبي النفسي الجديد لأول مرة (على ما أعتقد) وما إن بدأت بالحديث حتى بدأت بالبكاء بشكل هستيري ولم استطع التوقف رغم محاولة الطبيب والممرضات، كانت هذه الأحداث في عام 2019 حين بدأت رحلة العلاج بجدية بعد التخبط لوقت طويل
أيضاً لا أتذكر الكثير من تفاصيل التنويم الأول لكنه كان سيئاً وازدادت حالتي سوء وقد قامت أحد الطبيبات في قسم التنويم بنصح عائلتي لاخراجي ضد النصح الطبي والبحث عن مركز تنويم آخر، وتم اخراجي وأنا بحال اسوء وكأن الاكتئاب نفسه يشعر بالحرج من سوء وضعي وكأن الأمور لا يمكن ان تكون أسوأ
لا أتذكر ترتيب زياراتي للأطباء لكن خلال شهر واحد كانت عائلتي تذهب بي إلى كل طبيب نفسي معروف في منطقتي، وزاد وضعي سواءً حتى أصبحت أزور الطوارئ بانتظام لمداواة الجروح التي اتسبب بها لنفسي، كنت خارج السيطرة تماماً وليس لدي شيء اخسره وكنت أؤذي نفسي عند كل فرصة وبأقرب أداة حادة
أتذكر مغادرتي لشقتي وهي لازالت مليئة بالكثير من الممتلكات الثمينة، لكن بلحظتها شعرت بتساوي الجنة والجحيم بنظري، لكن السيدة الكاثوليكية احسنت صنعاً بجمع كل الوثائق المهمة ووضعها في حقيبة اليد لسهولة الوصول إليها، لم انم ليلتها ولا اليوم التالي ولا خلال رحلة العودة الطويلة!
وفي أحد الأيام وبلا مقدمات قمت بشق ذراعي بأداة حادة 25 مرة لازالت آثارها على ذراعي حتى اليوم، كانت هذه الحادثة هي التي جعلت عائلتي تستوعب حجم مصيبتي ولكن للأسف لم تكن هذه سوى البداية
كنت اعجز عن النوم لعدة أيام وكان افراد عائلتي يتناوبون على مراقبتي في الليل والنهار لحمايتي من نفسي، رغم ذلك كنت اتملص وأسرق أدوات حادة لاستخدمها لأذية نفسي وبأبشع الطرق الممكنة، وخلال أحد زياراتي للطوارئ نصح الطبيب النفسي المناوب عائلتي بوضعي في تنويم الصحة النفسية للمرة الأولى
سافرت وعائلتي لمدينة أخرى وتم وضعي في مصحة نفسية أخرى وكانت حقاً بدايتي في التحسن، كنت خلال الأيام السابقة فاقدة للوعي والادراك بشكل كامل وعندما عدت إلى رشدي في اليوم الخامس من مكوثي في المصحة الثانية، نهضت من السرير وتوجهت لاقرب ممرضة وسألتها:" ما هو اليوم؟ وكم قضيت يوماً هنا؟"
وتعاقبت الأشهر والانتكاسات حتى أصبح جسدي خريطة لا تكذب موضح فيها كل انتكاساتي وهفواتي، اذكر بالتحديد أحد الجروح الغائرة التي تطلبت تقطيباً، لازلت اذكر عدد الغرز ... 12 غرزة تصرخ في وجه الجميع بأن يخلصوني من معاناتي
تحسنت حالتي بعض الشيء وقرر الطبيب اخراجي للحياة الواقعية، كان التحسن بطيئاً لكن كنت اعاني من انتكاسات كثيرة دفعت بي للدخول للمرة الثالثة للمصحة النفسية لسوء حالتي، كان الطبيب يغير بخططي العلاجية بشكل مستمر وكأنه في سباق مع الزمن ليجد الخطة العلاجية المناسبة لي
تدرون انه الظالمين ما يشوفون نفسهم على خطأ وشايفين انه كل اللي يسوونه صح؟
استوعبت هالفكرة لما قرأت كتاب خوارق اللاشعور لعلي الوردي، وبلخص لكم كلامه.
علي الوردي ضرب مثال على قطاع طرق، فهم يهاجمون العابرين وفي حال قام أحد العابرين بقتل أحد قطاع الطرق؛ فسيهبون للانتقام من قاتل
2. تجاهل رغبة المريض النفسي تماماً بالتنويم والاعتماد على الأهل لدرجة اني قابلت مريضة وضعت في تنويم الصحة النفسية بسبب ان والدتها لم تعد تتحمل وجودها في المنزل وهي مستقرة على ادويتها ولا حاجة لتنويمها
3. عدم كفاءة طاقم التمريض وافتقارهم لأقل متطلبات للانسانية، أثناء التنويم كنت بحاجة إلى مساعدة ماسة من أحد فما كان من الممرضة إلا أن طلبت مني الخروج من غرفة التمريض بدون أن تساعدني أو حتى تسأل عن المشكلة، فدخلت في نوبة بكاء لمدة 6 ساعات
قصتي مع الاكتئاب لم تبدأ منذ بدأ معي الاكتئاب الحاد، فقد مررت بمرحلة اكتئاب في الطفولة وبعمر 11 ربيعاً قررت إنهاء حياتي، كان ذلك عام 2001 قبل أن يصبح الانترنت بمتناول أيدي الجميع، فكرت كثيراً في كيفية قتل الإنسان لنفسه إلى أن توصلت إلى طريقة مثالية لن أذكرها لأسباب نعرفها جميعا
كنت ولا زلت أرى في التعبير بالفن الملجأ الآمن لي حيث يمكنني التعبير عن السواد المخيم الذي يسكن عقلي بالحبر والألوان، بدأت بالرسم بعمر 3 سنوات ومازال صديقي الصدوق حتى اليوم ❤️
5. سألتني إحدى المتابعات عن تصرف طبيب نفسي معها وإن كان يعتبر تجاوزاً ام لا، وهو رفض الطبيب النفسي البدء بجلسة العلاج حتى تكشف عن وجهها، وللأسف الطبيب هذا من الرائدين والمعروفين على منصة تويتر
8. أثناء تواجدي في قسم التنويم لم يكن الطاقم الطبي يهتم بالحجاب لدرجة أن إحدى الممرضات استدعت الطبيب لتربيط يدي على السرير رغم إني لم أكن أقاوم ولم انتبه إلا وأن هناك رجل غريب يقف بجانبي يقيدني من دون حتى أن ارتدي شيئاً لستر نفسي، وهو اختراق واضح لخصوصية وحرمة المريض النفسي
غرفتي وقت نوبة اكتئابي عام ٢٠١٩ ولا اخجل من ذلك لأن الاكتئاب يعطل حياة المصاب به، والدواء ببداية الفيديو من الأدوية النفسية، الاستخاف بمعاناة الآخرين ليس من شيم الانسانية ولا المرؤة
طبعاً لم اذكر كل التجاوزات التي حصلت معي ومع غيري، لكن اتمنى من أحد المسؤولين اتخاذ خطوة حازمة وتصحيح أوضاع مستشفيات الصحة النفسية، لأن ما يحدث خلف جدرانها لا يرضي الله ولا يرضي أي إنسان يمتلك قلب ينبض بالحياة
9. أيضاً بنفس المستشفى، دخل ممرض ورفع رداء أحد المريضات واعطاها إبرة بدون أن مقدمات! المريضة لم تكن تقاوم وهو شيء يمكن للمرضات فعله، الفوضى العارمة في مستشفيات الصحة النفسية يجب أن تصحح بأسرع وقت
فجأة الناس صارت مهتمة بزواجي اكثر مني، عندي ثنائي القطب وعمري ٣٣ وعزباء وما انكر اضطرابي يشكل تحدي بموضوع الزواج لكن مو نهاية العالم، اللي له نصيب بياخذه رغم انف البشر كلهم
10. بنفس المستشفى تم حبس مريضة في غرفة العزل ولك تكن غرفة العزل مجهزة بلباد وتم رميها على البلاط البارد طول الليل وكانت أثناء فترة عادتها الشهرية، لا أنسى منظرها وهي ملقاة على الارض وبجانبها بركة دماء، المنظر كان بشع والرائحة كريهة ولم اتحمل المنظر وقتها
نداء الى الفنانيين ✨
بعد المضايقات اللي صارت لكم من تريند اعتزال الرسم؛ قررت اسوي لكم فعالية رسم كتعويض لكم ❤️
لا يوجد شروط او قيود! فقط اختر احدى الصورتين وابحر في مخيلتك وابداعك واستخدم ما تحب من الادوات والاساليب 😍🔥
6. أيضاً صديقة لي تعرضت للتحرش من قبل اخصائيتها النفسية وطلبت منها صور لجسدها، ولم تنتهي عند هذا الحد بل طلبت معرف حسابها بتويتر ومن ثم تواصل معها رجل وذكر اسم الاخصائية وبأنه شقيقها!
هند الزهراني.. من المصحة النفسية إلى منصات التكريم
أثبتت نفسها وتميزها وانتصرت على "ثنائي القطب" واليوم هي محللة للبيانات في أحد أكبر المشاريع العملاقة في المملكة "نيوم"
فهل للمستحيل وجود مع العزيمة؟
#الإخبارية | #نشرة_النهار
آخر مرة فكرت بالانتحار كانت قبل شهرين، وآخر مرة تسببت بأذية نفسي كانت قبل شهر، وآخر مرة أخذت حبوب منومة كانت قبل ٣ أسابيع، وآخر مرة مريت بانتكاسة كانت قبل أسبوع وكانت بسيطة.
الأمل موجود دائماً، ما كنت أتوقع أبداً أوصل للي وصلت له اليوم، كنت أعتقد ان الإكتئاب كان نهايتي فعلاً
7. اشتكى لي أحد المتابعين بأنه أثناء تنويمه في أحد المستشفيات النفسية، قام أحد الممرضين بدون أي سبب بحسبه في غرفة العزل ولم يخرجه منها إلا بعد 24 ساعة!!
هذا سجن ام مصحة؟!
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، اخوها انتحر وما لحقوا عليه بسبب إهمالهم له، من متى مريض الاكتئاب الحاد اللي يخطط للانتحار يعطى موعد بعد شهر!!
حسبي الله ونعم الوكيل دمي يغلي
ممتنة جداً لكل هذا الحب والدعم، لم اتوقع أبداً أن تكون قصتي مؤثرة لهذا الحد، كان هدف مشاركتي لقصتي بغرض رفع الوعي والتنفيس عن نفسي، لكن الكم الهائل من الدعوات الصادقة والدعم غير المشروط جعلني أقف حائرة غير قادرة على اختيار كلماتي لأعبر عن شكري وامتناني لكم ❤️
الصورة الأولى وانا بالطوارئ لما كانت اختي والطبيب يقنعوني اتنوم وكنت على كرسي متحرك، الصورة الثانية لما استقريت وصورتها باستراحتي وقت الغداء وانا موظفة، لا تستسلمون لأنه كثرة الدق يفك اللحام
انا مهتمة جداً بالتربية واقرأ كثير في هذا الموضوع ومرة اختي قررت تخلي طفلها عندي عمره اقل من ثلاث سنوات، فجيت اطبق الاشياء اللي اعرفها بالتربية وكانت اول خطوة اني اكسب ثقته واحسسه بالامان، فاول خطوة كانت اني انزل بمستواه واكلمه بصوت هادئ عشان يحس بالامان! لكنه صفقني كف الحونشي!
تعلمت من نوبات الاكتئاب ان اعيش يومي بيومه، لا اتطلع للمستقبل ولا انظر للماضي، اعيش الساعة بالساعة حتى تنقشع الغمامة، اعلم انه مؤلم جداً لكن صدقوني الحياة تستحق منا هذا العِراك.
بعد أربعة أشهر من اثارتي لوسم #تجاوزات_في_الصحه_النفسيه ورفعي ثلاث شكاوى على المستشفى؛ تم إغلاق أيواب المشفى ووصلني خبر إعادة بناء وهيكلة القسم النفسي ومن ثم افتتاحه من جديد
لكل شخص قال "لن يلتفت لك أحد!"؛ احشر هذا الخبر بحلقه
أفضل طريقة لإشباع الفضول البشري هي مقالات Reddit وخاصة ELI5 وهي اختصار Explain like I'm 5 وتعني اشرح لي كأني في الخامسة من عمري والشرح يكون سلس ويستخدم كلمات انجليزية أساسية، أعتمد عليه غالباً عندما ابحث بمواضيع معقدة خارج تخصصي