رغم أن ابني جسار غير ناطق، ولا يستطيع التواصل، ولا أعرف ما إذا كان يعلم بأني والده، لكن يبقى الإنسان الوحيد الذي يُحبني بلا شروط، أي لا يُعقلن العلاقة بيننا، لا ذكريات يمكن أن نتشاركها، فالماضي منزوع من زمنه كما يبدو، وكل لحظة معه تُمثل حلاوة البدايات، بدايات لا نهائية، ولا محدودة، ليس لأنه لا يعرف التواصل إلا باللمس والضم والقفز، ويُكرر هذه الأفعال على مدار عمره حتى الآن، بل لأنها الأعمق والأصدق والأنقى، فحين يلمس وجهي بيديه، يقرأ ملامحي، ويَطبع روحه النقية على فؤادي، كم مرة امتقع وجهي بالتعب والكدر، وبمجرد لمسته تلك ينسكب العزاء في روحي، وحين يلف ذراعيه حول رقبتي ليشعر بجسده الذي يضطرب فجأة، ويُقرب فمي من أُذنه ليسمع أغنيته المفضلة، لا يعلم أنه يمنحني السكينة التي يبحث عنها ليهدأ، أما قفزاته المتهورة في حضني بسبب عدم تقديره للأخطار، فهي تأكيد للثقة العمياء بيننا، فهو محور حياتي، ومركز استشعاري للنعم، والإنسان الوحيد الذي جعلني أُعيد تعريف معاني الوجود.

RT @salehaltwijri: لن تعرف مقدار إرادتك إلا بعد انحسار خياراتك.

لن تعرف مقدار إرادتك إلا بعد انحسار خياراتك.

@iRash90_ 🌹

من مفارقات الحياة المؤلمة؛ أن يأتي ما تُريده بعد فقدك للإرادة، وكأن الحياة تتعمد أن تضعك أمام ما تشتهيه حين تكون عاجزًا عن مدّ يدك إليه.

من الصعب أن تهزم إنسانًا صنعته الخيبات.

ما الإنسان إلا كائنٌ مثقلٌ بتاريخه العاطفي، يحمل على كتفيه أعباء ما مضى، وينوءُ بما تركت الأيام فيه من أثر، لن تعرفه على حقيقته ما دمت غريبًا عن حكايته، فكل لحظةٍ يعيشها الآن هي أقرب إلى ردة فعل على ما سبقها.

إذا قدمت مشاعر الآخرين على مشاعرك فإنك تُظهر نُبلًا وإيثارًا في سبيل تحقيق المراعاة، لكن المراعاة لا تعني أن تُفني نفسك في غيرك، بل أن تكون ضمن المعادلة بمنح نفسك ما تستحقه لتستمر في العطاء من مكان ممتلئ، وليس من مكان مُثقل بالضغط.

على المرء أن لا يُقيم وزنًا لإنسان بلا قيم؛ هذا الخطأ يصنع المزيد من السيئين الذين لا يعرفون حقيقتهم.

مُرهق جدًا أن تكون الشخص الذي يُبادر دائمًا، ويُحاول درء غوائل احتباس الفهم بسبب فورة سخائم النفس، مُرهق أن تبقى طوال الوقت مخرج طوارئ يُنقذ الجميع.

محاولة فَهمك لإنسان عبر طرف ثالث؛ لا يعني أنك عرفته، بل اكتشفت رؤية الطرف الثالث عنه لا أكثر.

لا تمنح ثقتك لأحد حتى تَستبين أربعًا: حياؤه، وحسن ظنه، وثبات وده، وتقديمه للحق على نفسه.

احتفظ بالكثير منك لنفسك، فمن أظهر أكثر مما ينبغي، تورط في تبرير ما لا ينبغي.

وسّع ��ائرة علاقاتك، وضيّق دائرة صداقاتك، وتعاطف بعمق مع من حولك، وأعط دون إهلاك روحك، ولا تُعلق رجاءك بأحد، ولا تُعلق آمال غيرك عليك حتى تتأكد من صلابة ضلوعك، وتغافل عن كل ما يُشغلك عن انشغالك بنفسك، إلا عن المُسيء عمدًا، فإن تغافلك يزيده انشغالًا بك ويُؤكد له ضعفك.

كل عام يَمر على المرء وهو ثابت على حاله، لم يُقوّم عيوبه، ويُهذب نفسه؛ فهو تائهٌ، لم يُدرك حقيقته، وإن حقق النجاح والمكاسب، وبلغ مكانة عالية، وهو بالضرورة جاهل إن كان لا يفقه أمره، ومُتكبر إن كان يعلم ولا يعمل.

الزواج ميثاق غليظ قائم على المودة والرحمة، يدور حول: كيف نبني حياة مشتركة وداعمة تُحقق المقاصد الشرعية. وليس منظومة رأسمالية قائمة على مُنتَج ومُستهلك، يدور حول: ما الذي سأحصل عليه من مُنتج جاهز يُحقق مُتعًا دُنيا.

لا وقت للندم؛ فما سَقط، سَقط كي أرتفع، وما انكسر، انكسر كي أكتمل، وتلك الريح التي أخذت بعضي، هي نفسها دفعتني إلى ما هو أكثر مني.

من الذكاء أن لا تُقحم نفسك في أي سياق إلا بعد إدراك: تفاوت القدرات العقلية، واختلاف الاهتمامات، وتباين درجة الشعور. ثم بعد ذلك، تسأل نفسك: هل أنا مُضطر للتدخل، ولماذا؟

خُلِقت الأجنحة للذين يجرؤون على قول «لا» في مكانها الصحيح.

دعْ أمرك لله فكل الذي يَجري عليك بِحكمتِهِ، هو الرحيم إذا اشتدت مواجعنا، والكريم إذا ضاقت طرقنا.