رحم الله الشاعر الإنسان سمو الأمير بدر بن عبد المحسن
--
أذا ما لبدر ودعنا وغابا
ودمع العين ما كلت عتابا
وأقسم موت من أحببت بلوى
أبعد الموت يمطرنا السحابا ؟
وما ظني سأطوي في حياتي
كتاب الحزن أحفظه غيابا
فعهد يا سفير الشعر أبقى
طوال العمر أقرأكم كتابا
-
نجمانِ والبدُر في عينيكِ مغتَصَبُ
والهُدبُ من حزنِه قد مسَّهُ تعَبُ
في غمرةِ الحزن يبدو الوجهُ مكتئِبَا
والقلبُ يعزفُ والآهاتُ تنتحِبُ
ودمعةُ الحُزنِ تشقي من تنَشُّقِها
والبائسون من الأطفالِ ما كذَبوا
في معبدِ الظلم كادَ الحزنُ يرسمُها
تلك العيونُ وفي جدرانِها نصبُ
شكرا لمن قرأ القصيدةَ عُمقَها
متسائلا ما صاغَه المجنونُ
غزلٌ ونبضُ الحبِّ مَوشومٌ بها
وجَوازُ عشقٍ في الكتاب شُجونُ
مدنية العينين أغرت مقلتي
بالورد ليس بغيرها مفتونُ
فقصيدتي عذراءُ تّسكُبُ عطرَها
وأنا هنا طيرٌ بها مسجونُ
الدمشقي
لا العيد يشبهني ولا أنا عيد
ما دمت مغتربا والهجر تأبيد
تبكي العيون مروج الحب قاحلة
عم الظلام وضوء القلب مفقود
كم كان يحلم في الأبحار زورقنا
والباب عند حدود الغيم موصود
فمن بربك بعد الشام أعشقه
للعاشقين بنبض القلب تجويد
يحار قلبي و كم يشتاق شامته
صوت القلوب على الأطلال تنهيد
فلتقرئي بين السطور عتابي
ولتملئي كأس الخمور بما بي
إني قطفت من الحنين قصائدي
وشرعتُ في ليل الهوى أبوابي
وعشقت من حلم السنابلِ زهرةً
إن الجمال شريعتي وكتابي
ونظمت من ذاكَ الجمالِ قصائداً
من صبوتي ومشاعري وعذابي
ليذيب شعري العاشقين بِحَرفه
كي يفقد الحُسَّاد كلَّ صواب
الدمشقي
ليل بعينيك منه الضوء يرتشف
وزهرة في يديها تخطف الشغف
ودمعة بالثريا من سحائبها
خميلة عطرها الوردي نختطف
تمر كالبرق والأمطار في دمها
وكل شعري لها بالحب يعترف
فكيف لا ترحمين , الروح معذبة
أنت الجهات وانت النبض والنجف
مليكة توجتها الروح غانية
وكل ما فيك بين الخلق مختلف
الدمشقي
يا طفلة تختال بين سطوري
لا تعبثي بقصائدي وشعوري
تحكي الحروف تعلقي وصبابتي
مجنون ليلى والحروف نسوري
كالصقر أسمو في الأعالي شامخا
والقنص من شِيَمي فويحَ طيوري
أخشى عليك من الغرام فإنني
طفل وحسنك قبسة من نور
أعلنت قلبي للجمال مدينة
وجعلت من حكم الهوى دستوري
عيناك بحر ساحرُ الأمواجِ
وبريقها فوق الخدود سمائي
والروح تزهو عند وصفك والهوى
في خافقي , والصوت في أرجائي
شام البراءة في عيونك متحفي
في ورد خدك متعتي وصفائي
وإذا ضحكت أجن يا عصفورتي
نغم الكنار الحب في الأرجاء
يا باقة العشق المطرز بالندى
شغَّف جمال الحب في الأسماء
حفيدتي شام
وسكبت من قلبي الهوى أقداحا
فبدا الشذا في مهجتي فواحا
-
وتخدر الحرف الكليم وقد بكى
حتى استفاضا الكأس منه جراحا
لا لا تلوموا باتضاحِ جنوننا
يبقى الجنون مع الحبيب مباحا
رقص الغرام على جبين عذابنا
لما أتانا بالعذاب صباحا
أنا بسمات شمس لا تغيب
تضيىءُ الكون في الدنيا تطيب
نجوب الروض في لهو وجد
ونار العشق في قلبي لهيب
هي الأفراح ترفع في سمانا
ونجري كالفراش ونستطيب
ونحن الحب عنوان لود
ونحن الورد والغصن الرطيب
تعبٌ أنا فلتكتمِ الخبرا
وصدى الأنين سيلهب الوترا
لا تخبر الأبناء عن سفري
إني أخاف الوقت والسفرا
هذا فؤادي ناح من شغف
يا ليته لم يركب الخطرا
غابت خطوط الذكريات فهل .. أحد يُردَّ الموت إن حضرا
الدمشقي
إني وهبتُكِ والغرامُ من الدمِ
من بوحِ شعرٍ قد تعتَّق في فمي
أني لأجلِك , قد نظمتُ قصيدتي
فأنا الغريبُ وأنت وحدُكِ مُلهِمي
قلبي القتيلُ ومن هواكِ أرتجي
صبًّا بسَهمٍ من عيونٍ قد رُمي
شعري إليك إذا أضاءَ زمامَه
حتى النسيمُ بما أخطُّ لَمُغرَم
-
تشتدَّ في نفسِك الآلامُ والسَّقمُ
فقلْ لربِّكَ مِنكَ الخيرُ والنِّعَمُ
واكتمْ بقلبِكَ جرحًا أنتَ حاملُهُ
فالحمدُ يطفِئُ ما بالروحِ يضطرِمُ
( كل الشكر والتقدير للأصدقاء والأخوات على مشاعرهم النبيلة ودعائهم لي بالشفاء وكل من أرسل أو أتصل ليطمئن علي )
تركتُ روحَكَ تَجثو فوقَ ذاكِرَتي
ولم تُودِّعْ فؤادي أيُّها الرجلٌ
فما وجَدتُ مُناجاتي لها فرَحاً
هل يَفرَح ُالخِلُّ إن أودى به الجَللُ ؟؟
فما ليَ اليومَ بعدَ البَينِ أغنيةٌ
ولا أظُنُّ عيوني بعدُ تكتحِلُ
يا مِشعلَ النورِ إن النورَ في ظَمأٍ
زيتُ المصابيحِ يخبو كيف يشتعِلُ ؟
جُرح الفؤاد وما أراه يسلِّمُ
فالنار تغلي بالحشى لا ترحمُ
فزجاج قلبي قد هوى متحطما
والريح أقوى من صمودك هيثمُ
لله أشكو في عيوني دمعةٌ
فالحزن قد بلغ الزبى لو تعلمُ
يا ناعس العينين مُنَّ بنظرة ٍ
فعسى فؤادي بالسقام يُؤقلمُ
في مسرح الأحداث كانت تسألُ
وبكفها الأمل الجميل الأولُ
وترى الجماجم والرفات تناثرت
وأنا بأركان الفنا أتأملُ
قالت أروني وجه آخر بسمة
ولعل شاعر حينا لا يسأل ؟؟
قالت كأني بالفتى مهمومة
وعيونه في مقلتي تتأملُ
يبدوا أتانا مكرها أو زاهدا
فصرخت في وجه الرفاق : تمهلوا
الدمشقي
ما خفت من قادمِ الأيامِ والغرقِ
قصائدي حبرها من غيهبِ القلقِ
من سكرة الحب تبدو الروح تائهة
والقلب مشتعل بالموج والأرقٍ
تلك العيون على أهدابهِا نزق
أزرار ورد وما في الطرف من ودقِ
قد شاب من محنةِ الإيامِ عاشقهَا
وباتت الروح بعد الهجرِ كالشفقِ
الدمشقي
الشعر في جنة الأحساء معتكف
يا جاسم الشعر ، زاد الشوق و الشغف
هذي المعلقة الكبرى ، نطقت بها
فيضا من النور بالأحلام تعترف
عجبت للشعر يأتي عند ذكركم
وما له دونكم فضل ولا شرف
لا وقت للحب كي يبدي محبته
مادام بالشاعر المقدام يعترف
وحدي قتيلٌ مِثل حزني لا أرى
لي في متاهات الحياة هديلا
عني أُفتِّش في جفون قصائدي
لكن صحوت فما اهتديت سبيلا
فقمعت حرفي حين ناح معاتبا
أخشى إذا ضاق المدى ما قيلا
وجلدت قلبي في سرائر مهجتي
ونفيت نفسي مذ سئمت رحيلا
فكر الأناقة
لم نختلف إن كنت يوما معرضا
أدلي بدلوك ياصديق وأعترف
فكر الأناقة من صفاتي فاحترس
هذبت نفسي،لن أثورا وأعتكف
تبدو أمام بالحديث كما أرى
تخفي الذي كتم الفؤاد وترتجف
ما كنت أعلم للحديث مآربا
أماالسكوت فلا تقل:هو مختلف
تبدو رؤاك من الأناقة صنعة
وبخوف قلبك يا مزيف تلتحف
أداري وما أدري بقلبي يعذّبُ
كشمعات قهر في هواك أذوّبُ
فيا عاذلي نهر المودة يرتوي
ومن غير توت الشام قلبيَ يتعبُ
فأنت القصيدة ضوءها من سحائبي
وروحيَ من دمع المحاجر تهربُ
فمن في عفاف البدر يغتال ضحكة
ودمع رماد في سنا الروض يسكبُ
أترضى فراقي سنبلات بروضتي
وبات خفوقي من أمانيه يطلبُ
صوت الغياب
من أين ابدأُ والحديثُ يطولُ
أحدو وصوتُ الصامتينَ هديلُ
يا ليلُ لا تدعِ الشُّموعَ تلومُني
فالقلبُ مِشكاةُ الأسى مَعلولُ
فيك اعتكفتُ وآزرتني أحرُفي
ومشاعري بعدَ الفِراقِ عَويلُ
أبكي على داري التي ودّعتُها
ما كنتُ أعلمُ فراقَها سيطولُ
الدمشقي
أني أرى بيتَ القصيدِ معتقًا
والحرفُ في ثغرِ الحسانِ نبيذُ
واعلَمْ بأن الشعرَ سحرُ غوايةٍ
كالشهدِ ترياقُ النساءِ لذيذُ
فإذا ارتوينا من سحابِ قصائدٍ
أحسستُ أني في الهوى تلميذُ
والشعرُ ـ يا لَلشِعرِ ـ برق سحابةٍ
أحكامُه - صعبٌ - بها التنفيذُ
فرشت للناعسات السُّودِ منديلا
وما رضيت لهذا الحب تأجيلا
لأنت أطيب ما في الكون من هبة
كنفحة العطر في الأرواح معسولا
كم ذا عشقت من الأزهار أروعها
والعشق والله لا يحتاج تأويلا
وما وجدت بهذا الحلم يا قمري
نبعا من الوجد بالدمعات متبولا
رمضان جاء , بنوره الخلابِ
شهر الصيام متوّجا بسحابِ
أعظِمْ بشهر قد أتاك مبشرا
تجني بشارةَ طاعةٍ وكتابِ
الله قد وهب الحياة كنوزها
ليكونَ بِرُّكَ جمعة الأحبابِ
نعم الذي زان الفطور بتمرة
أذق الفقير حلاوة الأعنابِ
الشهر تاج عقده أيماننا
والله يغفر توبة الأوابِ
شكرا لمن قرأ القصيدةَ عُمقَها
متسائلا ما صاغَه المجنونُ
غزلٌ ونبضُ الحبِّ مَوشومٌ بها
وجَوازُ عشقٍ في الكتاب شُجونُ
ملكية العينين أغرت مقلتي
بالشام ليس بغيرها مفتونُ
فقصيدتي عذراءُ تّسكُبُ عطرَها
وأنا هنا طيرٌ بها مسجونُ
قد أرهقتني بدمعها ونَحيبِها
كم من عيونٍ بالمساء تخونُ
سقاني المرَّ
كأس الحبِّ أدماني
ودَفت��رَ
من أذى الأوجاعِ
أهداني
وكأسٌ من
سُلافِ الحُبِّ يُسقيهِ
فلا يرقى
ولا من ثغرِ رَوَّاني
خليلُ القلبِ
من صُوّانِ مُهجَتِهِ
لمن أشكي
ظلومَ الشَّوقِ خَلّاني
الدمشقي
متى ألقاكَ يا شامِ
فدمع العينِ يكويني
أنا كالورد لا أسمو
بلا ماء ولا طين
ونبض القلب في وله
الى أنثى ترويني
أنا في البعد لا أقوى
وكم بالبعد تشقيني
فيا حزني ويا فرحي
سواد العين يغويني
أريد الموت في حضن
ليزهو عطر يسمين
وادعوا الله يجمعنا
كما عشق المجانين
ما كنتُ في لغةِ العيون خبيرا
زِدْني غِناءَ لِأُتـقِنَ التّعبِيرا
-
منذ الطفولة والكتابة متعتي
إني المتيم في الهوى تأثيرا
أنا شاعر و سنابل في دوحتي
من ألفِ ورد أستشفُ عبيرا
همس الحروف كما الحمام بروضتي
والحرف يحلو شهده تقطيرا
قمر أطل على الحضورِ فأبهرا
والقلب من سحرِ الغرامِ تفجرا
كلُّ اللواتي قد رأينَ جماله
قطعنَ أيدهن خبثا منكرا
كزليخة قد كنَّ حين نظرنه
لكنه هجر المتاع وأدبرا
لا تعجبوا سبحان من جعلَ الهوى
و به الجمال أمام يوسفَ أصغرا
يا من رأيتَ البدرَ ثم عشقتَه
حق لقلبك أن يتيه ويفجرا
من يرتق الجرح إنَّ الجرح مفتوحُ
أو يُبرِئُ القلبَ هذا القلبُ مذبوحُ
لا دمعَ للبؤسِ في عيني لأذرفَها
سأهزمُ الموتَ عندي للهوى بوحُ
إن قلتُ يا ربُّ كانَ اللهُ لي سندًا
تحيا خلايا فؤادي منهُ والروحُ
الدمشقي
حزني خرافي
---
دموع اليوم تغتال المرايا
من الأحزان يا حزني الخرافي
ألا فارحم أديبا كان بحرا
وتاه الحرف في نبض القوافي
وأمنح لارتعاش الروح صبرا
سحاب الشعر قد مل المنافي
لتسعف في جمالك كل نبض
فحسنك صارخ للشعر كافِ
وعشقك لم يزل كالشمس نورا
ووجهك منه هتان وصافِ
1-
شجنٌ حروفي كلهُنَّ ومأتمُ
وكما تشاءُ مواجعي أتكلمُ
أنا هاربٌ مِن ألف ليلِ قاتمٍ
والليلُ أحنو بالشقيِّ وأرحمُ
أنا شهقةٌ جفت بحلقِ قصيدةٍ
والشعر يبدو حارساً لا يرحمُ
والمعجم الشعري يشرحُ محنتي
وسطورهُ البيضاءُ لا تتبسمُ
حتى إذا جحد الزمانُ يراعتي
ألفيتهُ حتى النهاية يحلمُ
لي ألف عاشقة تطوف
على تخومك يا تهامة
أقصيتها لما بدت
بدمشق أهوال القيامة
من أين للروح الأمان
وأين أسباب السلامة
ولقد قرأت نقوش كل
النائحات مع اليمامة
يا أيها العمر المغلف
بالشقاء ولا ابتسامة
جز بي إلى درب بهي
لا أرى فيه حِمامَهْ
لم يبق لي إلا قدوم
ملاك يلزمني اهتمامه
يا طائرا قل للشآم وأهلها
إني و ربك في البعاد سقيم
غدر الزمان بمهجتي منذ الأزل
شوقي لوجهك في الضلوع مقيم
لا لن يغادر وجهها من خاطري
عشقي و وجهك شامخ وعظيم
الدمشقي
لا تمتحن قلبي ونبض كياني
ولقد علمت الشعرَ مزنَ بياني
حرفي خرافيُّ الهوى متمردٌ
وحرارة الأشعار من أشجاني
وتطل من سفر الغرام قصائدي
فهي الظلال وذا الغرام سباني
قل لي إذا ما جار قلبٌ عاشقٌ
ماذا ستفعل لا تلمْ طوفاني ؟؟
أنا كم أحبك حين أرسم جنتي
لترى الطيور ترنَّحتْ بجناني
مالي أرى مزن النهار عصية
والشمس تحتضن الغريب لتشعله
خمسون عاماً في الشقاء قضيتها
متغربا والدمع يطرح أسئلة
في القلبِ آهات تذوب صبابةً
والنفس في أمالها متحنظله
يا قبلة في ظل محراب الهوى
صلت على أحزانه كي تقتله
أتلو شآمي و الظلام يلفها
شعرا به شهد الزمان و رتله
--
تآمر الشعر حتى الحرف محتجبٌ
وينكر الشعر في الوجدان ما فعلا
يا من رجوتك دون الخلق كلهم
حتى نرى حينا في خيره وصلا
كلُّ الذين بعهدِ الحبِ وثَّقَهمْ
قلبي، غُشِشْتُ بهم ، نبضي بهم خُذِلا
قل للذين بزهر العمر قد عبثوا
هل يخدع المرءَ زيفُ القول إن جَمُلا ؟؟
رمضان يا شهر الهدى ما أجملك
والقلب في بابِ الإجابة يسألك
عيني تغص دموعها ريانة
باب الرجاء طرقته والأمر لك
غثني فدمع العين يجرح مقلتي
وأنا الضعيف وكلّ آن أسبحك
يا خالقي والنفس تعلم حالها
رباه جد بالفضل لطفا نسألك
هذي شآمي يا ألهي تشتكي
والجوع قتل بالفقير أذا حلك
تعبان والدمع في عينيَّ ما برحا
حتى العصافير لم تنشد لنا فرحا
يا , يا سمينكِ كم أرنو لبسمته
يا بوح قلبين نبض القلب قد فضحا
إن الشآم كنور الشمس ضحكتها
والبدر طفل بأرض الشام كم سرحا
2
فالموت أرحم من حياة عشتها
ما عدت فوق مواجعي أتحملُ
ورفضتني وسألت عصفور الهوى
ودمي بشريان المآذن يهطلُ
تتناسل الكلمات بين شفاهنا
طفلٌ أراني نحو ثغرك أقبلُ
ردوا على قلبي عطور قميصه
فهو الحبيب المستهام المذهلُ
يا أيها المنسي بين جوانحي
عيناك فيروز وصوتك جدولُ
الدمشقي
عيناك معبد و الأوتار حراس
والقلب مملكة والصدر متراس
والثغر متَّبَعُ الأنفاس أغنية
فكيف يخفى أيا سمراء إحساس
والقلب مسحور إذا غنت بأمسية
فالصوت سحر وللأنغام إيناس
أما دريت بأن النجم يسحرني
ومن جمال تَخفّى سحره الماس
لو ديك حمص بذاك العصر في زمني
لما تخلت جفاءً كفه الكاس
أقتات أوجاعي وإن سائلتهم
بي دمعةٌ في أغلب الأوقاتِ
لو تعلمون مذلتي في نأيهم
قد أحرقوا يوم الهوى شمعاتي
يا لوعة الشعر المكلل بالأسى
شعري ذبيحٌ بوحه دمعاتي
لا شيءَ أكثرَ قسوةً من ظلمهم
إلا احتضار الروح قبل وفاتي
ما كنت أحلم بالأشعار أغزلها
حتى أواسيَ جرحِي حين يندملُ
إني أنا الصبر والأقلام نائحة
قد هدها الصبر والحرمان والخجلُ
لا تملئ الكأس فالأحزان تقتلني
أعاقر الصمت إذ بالحزن أكتحلُ
وأكتبُ الحرف والأشعار من وجع
ذاك الهوى ملني والحرفُ و المقلُ
لن أعلن يوما إفلاسي
يا امرأة كم منك أقاسي
وسيبقى وجهك مرآتي
ودموع انيني جلاسي
يا ألف امرأة في أنثى
تتلألأ ماسا في ماس
يا موج البحر بأوردتي
يا هاجس روحي , وسواسي
لو أقضي عمري منتظرا
لن يشرب غيرك من كأسي
وسأنثر في شعري دمعا
ليبلل دمعي قرطاسي
وسأعلن حبك لا أخشى
أن يسرق أحد أنفاسي
أخفيتُ سرّكِ
--
ثرثرتُ بالحبّ حتى مَلّني صَوتي
وبي من العشقِ ما يطغى على موتي
فهل يُلامُ إذا جفّتْ منابعه
نهرٌ غزيرُ عطاءٍ حينما كنتِ
هل من أمانٍ وهذا العمرُ سارَ به
حلمُ السّحابِ وقلبي أنتِ نوّرتِ
نسرين حرفي ما شكّلتِ تربتَه
فلا أخونُ وروحي نبضُها أنتِ
يا مركب العشق , فِيمَ البحر يشتعلُ
مــاذا أقول و نبض الـقلب يرتحِلُ
نذرت شعري لوجه الغيد أغنية
أبثها الحب , مهما ناءت السبلُ
حلمي الوصال , وقلبي شفه ظمأ
من نشوة الروح شعري فيكِ مشتعلُ
من يعشق الشام , تبقى في سرائره
والياسمين به , الأجفان تكتحلُ
قل للذي بعُهودِ الحبِّ قد نَكثَ
لا يَرحَمِ الدَّهرُ مَن بالقلبِ قد عَبثا
سِيّانَ للمرء ِ خوّانٌ و ذو جَنَفٍ
مَن باتَ فوقَ أديمِ الأرضِ أو جَدثا
فليس للمرءِ إلا ما جَنى عملاً
حصادُه اليومَ مما كان قد حَرَثا
-
أراني من المقلتين أطلُ
على القلب حتى يرانيَ خِلُّ
وأملأ كفي من الشعر نورا
لينبت بين الأصابع فلُ
فترتعش الفاتنات بروحي
ويرقص في السطرِ ظبي وظلُّ
فأنسى الذي كان من بوح نفسي
وأعلم أن الهوى قد يضلُ
فيا ناثر المسك رفقا بقلبي
فما عاد فيه سوى ما يملُ
أنا إذا غافلتني دمعة هربت
يهدني الحزن و الأقلام تنفطرُ
على شفاهي تعابير كشفت بها
تهزني ريحها القصوى فأنكسرُ
رباه إن المزون السود حارقة
وفي صقيع فؤادي يقدح الشررُ
من ذا رآني ونور الضوء منكسر
وفي دمي يستفيق الحب والمطرُ
مالي أرى ,
كيف الهوى قد باعوا ؟؟
هان الغرام على الطيور فصاعُوا
يا أنت , من تغتال ضحكة عاشق ؟؟
هل كان حقّا يا ملاك خداع ُ
و لعبت أدوار البطولة مشهدا
والحب يفصح عن هواه يراعُ
للعشق كانت نزعة شرقية
عند الصباح وفي المساء شعاعُ
هذي روايتك التي لا تنتهي
إن الغرام جميعه أوجاع ُ
سامح و لا تنس المودة بيننا
ظمئت شفاهي حين عزَّ لماكا
يا أيها العشق المكلل بالندى
هل يجتبى بعد الفراق هواكا ؟
كم أسكرت روحي السحاب بدمعهِ
من بعد أن فقد الطريق خطاكا
هو برد قُربكَ إذ يناجي قُبَّتِي
في كل سانحةٍ يفوح سناكَا
اللهَ من حمَّى تبعثرُ خافقي
ماذا جنيت وأنجُمي مسراكَا
دموع اليوم تغتال المرايا
وتاه الحرف في نهر القوافي
-
ألا فارحم أديبا كان نهرا
من الأحزان يا حزني الخرافي
-
وأمنح لارتعاش الروح صبرا
سحاب الشعر قد مل المنافي
-
فأيقظ في خلايا النبض عشقا
وسجل من لظى الشعر اعترافي
وزقزقت فوق ساح الدار بلبلة
وأحضرت من حبيب الروح مكتوبا
وهمهمت بكلام لست أفهمه
كأنما صار عقلي منه مسلوبا
يا من عشقتك دون الناس في شغف
وكان قلبي بدار الحب مطلوبا
أنا المحب ولن أخفي مودتها
حتى يجيز سحاب الشوق محبوبا
يا من أتيتك دون الناس في لهفٍ
والعشق يلهب قلبي كيف أحتمل
أسرت نبضي بحب كيف أشرحُه
في معبد العشق كل الشعر يختزل
ما كنت أعلم وجه البدر يأسرني
والقلب من وجده قد صار يبتهل
فراح يتلو لها في خلوةٍ نغما
عند المغيب ودمع العين ينهمل
وتشعل النار إنّ الحبّ عاصفةٌ
قد بات نبضي بالآهات يشتعل