"واللهِ لن يتركك الله بلا عوض ولا فتح ولا تمكين، وأنت الذي ما سَئِمت مناجاته ولو لمرّة، ولم يتسلّل اليأس إلى قلبك ولو لمرة، واللهِ لن يخذل الله قلبك الذي يفيضُ ثقةً ويقينًا به، ولن ينسَ قسمته من الفرح والجبر .. واصبر لحكم ربِّك فإنك بأعيُنِنا".
"الدُّعاء جُنْد خفيّ قد لا تشعر به فأكثِر منه قدر المُستطاع، أنت لا تدري لعلّ كان بينك وبين الوقوع في الشرّ والمهلكة شعرة فأنجاك الله منها بدُعاء يومك وأمسك .. في الحديث: «و إمّا أن يَدفع عنهُ من السُّوءِ مِثلها»"
يقول ابن عثيمين:
"اجعل نفسَك دائما في تفاؤل والذي يريده الله سيكون، وكن مسروا فرحا، واسع الصدر،
فالدنيا أمامك واسعة، والطريق مفتوح، فهذا هو الخير . أما التشاؤم والانقباض، أن يجعل الإنسان باله في كل شيء، فإنها ستضيق عليه الدنيا ".
"في النفس حاجات دواؤها الحديث مع الله، وفي القلب وحشة أمانها اليقين بالله، ما نحتاجه هيّن لا يُـنقص شيئًا من ملك الله، نثق بلطف اختياره، وجميل تدبيره، إن شاء أعطى بكرمه، وإن شاء منع بحكمته وهو على كل شيء قدير"
«إذا أردت أن تدعو الله بقين تامّ فقِس حاجاتك على -قدرة الله- لا على القدرة البشرية! استشعر قوله تعالى: «وما كان الله ليُعجزه من شيءٍ في السمٰوات ولا في الأرض» الذي رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض ونصب الجبال لا يعجزه أبدًا أن يُبدّل حالك في غمضة عين! فادعُ الله وأنت موقن بالإجابة».
"شعور الثقة بالله أعزّ شعور قد يسكن قلب المرء، تخيّل تصبح وتمسي، تنام وتستيقظ، تمشي في مناكب الأرض وأنت واثـق بما عند الله، واثـق أنه سيُدبّرك في أحسن تدبير، واثـق أنه لن يتركك ما دمت تُطرق بابه وتستمدّ القوة منه، واثـق أنه سيحميك ويكفيك ويعطيك، شعور عزيز جدًا يفيض طمأنينة!"
"عِوَض الله عزيز .. إذا حلَّ غمرك بالسرور والرِضا، حتى تكاد تنسى الطعم المُرّ الذي تذوقته، إن الله لا يُهملك ولا ينساك، يعلم أنَّك تنتظر، تنتظر مؤمنًا مُحسنًا الظن بهِ ترى العسير يسير والشاق سهلاً لأنك تعرف من قلبك أن الله معك ويسمعك وسيجزيّك".
"قد يكون في خزائن الغيب لك من التمكين والأرزاق ما يفوق آمالك لكنها إن أتتك الآن على ضعفٍ في إيمانك قد تفتنك، فيبتليك ربك ويربيك حتى تترقى في سلم عبوديته وتتسلح بإيمان يحميك، حتى إذا جاءت خضعت لرازقك وأخبت وزدت إيمانًا ويقينًا فيجتمع لك خير الدارين!"
"عِوَض الله عزيز .. إذا حلَّ غمرك بالسرور والرِضا، حتى تكاد تنسى الطعم المُرّ الذي تذوقته، إن الله لا يُهملك ولا ينساك، يعلم أنَّك تنتظر، تنتظر مؤمنًا مُحسنًا الظن بهِ ترى العسير يسير والشاق سهلاً لأنك تعرف من قلبك أن الله معك ويسمعك وسيجزيّك".
"القُرب من الله يهبك قوّة الاتزان؛ فكلّما عظّمت الله في قلبك تصاغرت في عينيك تفاهات الخلق؛ لأنك جعلت الله هو الأول في حياتك فصار همّك الشاغل أن ترتقي منزلتك عنده.."
"إذا تعلَّق قلبك بالله حقَّ التعلُّق؛ زهدتَّ برضا الناس عنك، تحرَّرت من قيودٍ واهية كانت تُحيط بك، لم ترقب عيناك غيرَ الله وِجهةٌ، ولا يميل قلبك لغيره أنيسًا، لا يهمك من فقدت، ولا من لقيت.. اللهُ معك، وهذا حسبُك".
«عندما تدعو الله في مسألة ما وتلحّ عليه، ثم بعدها ينعكس كل شيء ضدك، إياك إياك أن تظن أن الله خيّبك ولم يقبل منك! إن الله يسوق لك الخير بطرق قد لا تفهمها وإنه ليختبر يقينك ببعض العوارض، فإذا رأى يقينك ثابتٌ ولم يهتز أدهشك بالعطاء! وإن الله عند ظن الواثقين به».
"﴿أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ﴾
مهما عظم عليك ما تطلب اطرق أبواب خزائن الله باسمه ( العزيز و الوهّاب ) وتوسل إليه بهما، إنهما ما ذُكرا عند مطلوب عزيز إلا هان تحصيله ولا استوهِب بهما كثير إلا تيسر"
“الله لطيف. يرحمُ عبده الضعيف من جهةٍ خفيّة لا يتفطّنُ لها ، وقد تُحيطُ بقلبه الهموم وتتأخّرُ عنه إجابة دعائه حتى يظنّ بأنّ الله غير راضٍ عنه ، وأنه سيهلُك في هذه الحياة بشقائه وتعبه ؛ فإذ بلُطف الله يغمرُهُ بكسْرةٍ في قلبه بعد ذنب ، أو لذّة دُعاءٍ بعد طول بلاء ؛ يُسعده الله بها”
"قد لا تُرزق قُرة العين إلا بعد أن تبكي هذه العين طويلا طويلا ، واللسان معها يدعو، واليد معهم تُرفع، والقلب يُحرّك ذلك كله؛ بحُسن ظنه بربه، وحُسن توكله مع بذل الأسباب."
يسوق الله لك أحدًا من أقصى الأرض، فيجمع الله بينكما من غير سابق معرفة ولا ميعاد، ثم يقضي الله حاجتك على يديه، وأنت الذي لو طفت الأرض كلها شرقًا وغربًا ما كنت تدري بمن تُنزِل حاجتك ..
إنّها ألطاف الله التي يُدبّركَ بها من حيث لاتشعر، فاطمَئِن دائمًا ..*
"﴿وﻻ تيأسوا من رَوح الله﴾
لم يقُلهَا يعقوب مع بوادر الفرج حين وجد ريح يوسف وأُلقي إليه قميصه!! بل قالها وقد ابيضّت عيناه وبلغ الحزن به مُنتهاه!
لنعلمَ أنّ الثقة بالله والفال الحقيقي هو الذي يكون في أَوْج المعاناة، وتحت أزيز الشدائد."
قال ابن القيم
"يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى زلة أو هفوة، فلا يزال مستيقظًا حذرًا.
وأما من سقط من عينه وهان عليه فإنه يخلي بينه وبين معاصيه، وكلما أحدث ذنبا أحدث له نعمة، والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه ولايعلم أن ذلك عين الإهانة…"
﴿لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا﴾
"لا تأذن لنفسك أن تعيش خيبة البابِ المغلق والعثرة التي لا نهوض بعدها؛ مادام يقينك بالله قوياً، ثق أن قدراً جميلاً في طريقه إليك وأنّ الله قادر على تغيير واقعك في لحظة .. فلا تأخر الفرج بطول الجزع ولا تستبطئ الإجابة مع الدعاء".
"يُوَسّعُ علينا ربّنا ﷻ بقوله.. ﴿واسألوا اللهَ من فضله﴾.. ثم يُذَيّل ذٰلك بقوله سبحانه: ﴿إن الله كان بكل شيء عليما﴾.. وكأنّ الآية تقول.. سلوا الله ما شئتم.. ولكن تذكروا أنه يعطي بِفضلٍ ويمنعُ بعِلم.. فهو ﴿أعلمُ بكم﴾.. هل من عزاء أبلغ من هذا لكل خيبات الأمل؟"
" رأيت من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة و لا يرى أثرا للإجابة ؛ فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر".
بن الجوزي
"شعور تفويض الأمر لله شعور عزيز يفيض طمأنينة، يكون الأمر حينها متروك من بين يديك مضمونٌ عند الله، شعور الاعتماد على الله والتوكل عليه في كل شأن وفي كل أمر وفي كل خطوة تخطوها في حياتك شعور عزيز جدًا ، تشعر أنّك متكئ في مكان آمن لا يمكن أن يحدث لك فيه خدش أو ندب".
إذا أقدمت على شيء واجتهدت فيه فلم يتيسّر لك فلا تقل: لم أُوفَّق، بل قل: لم يتيسّر لي، أو لم يُهيّأ لي، فلا تدري لعل التوفيق ألّا يتيسّر لك.
تأمل في حياتك وستجد الشواهد على ذلك كثيرة.
﴿وعسى أَن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكُم وعسى أَن تُحبّوا شَيئًا وهوَ شرٌّ لكم﴾
د. بندر الشراري
"لا تدري لعلّ الله يُحدِث بعد ذلك أمرًا"
"لكَم جاءت هذه الآية مُبشّرة، مُطَمئِنة، وكم هي صادقة إلى أبعد حد؛ أنت أيها الإنسان الذي لا تعلم ما يُخبئ لك الغد بين طيّاته، ولا تعلم ما ينتظرك في خبايا الغيب، تخبرك أن لا تركن لما بين يديك؛ فقد يُحدِث الله بعد ذلك أمرًا لم يخطر ببالك!"
"لا بأس عليك إنما هي أيامٌ قلائل وسيمرّ كل مُرّ وستأتيك تلك اللحظة التي تقول فيها بكُل مشاعر قلبك المُبتَهِج ونبرة صوتك المتحشرجة بالدمع :“ قد جعلها ربّي حقًا “ ستعلم يقينًا لا يخامره شكّ : أن كل مرارة يعيشها المرء الآن سيعقبها فيضٌ من الحلاوة .. إنّهُ الله إذا أعطى أدهش سبحانه!"
"ليس ثمّة شيءٌ يصب الرَّاحة في قلبِ المؤمن صبًّا مثل اليقين التام بأن الله يعلم أوجاعه، كاشف ضرّه وآلامه، رزقه في خزائنه، ونواصيه بيده، يقينه بأن الله عزّ وجلّ لم يتركه هملًا يتخبَّط في أودية الدنيا؛ حين تتوالى عليه سُود الليال، وأحمالها الثِّقال".
"قد يتمنى العبدُ طاعةً لكنه يُحرَم القيام بها، ويتمنى الإقلاع عن ذنب و يُبتلى بالإصرار عليه، فإذا قام في القلب معنى : “ لاحول ولا قوة إلا بالله “ جاء الفرج!"
رُويَ عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في تفسيرها : لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته"
"كلّ دعاءٍ تدعوهُ ولم ترَ له إجابةً ومع ذلك فأنت تُحسِنُ الظنّ بالله أنّه يُريد بك الخير، وأنّ السعادة التي ترجوها لها أجلٌ عند الله؛ فاعلم أنّ هذا الدعاء له شأنٌ عند الله، وأنّ دموعك التي تُسابِق آمالك لن تضيع عنده سبحانه، وأنّها أقدارٌ يسوقك الله بها إلى خيري الدنيا والآخرة".
"في النفس حاجات دواؤها الحديث مع الله ، وفي القلب وحشة أمانها اليقين بالله ، ما نحتاجه هيّن عند الله ، لا ينقص من ملكه مثقال ذرّة ، نثق بلطف اختياره ، وجميل تدبيره ، إن شاء أعطى بكرمه ، وإن شاء منع بحكمته"
﴿يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ﴾
"دائمًا يجيء عوض الله كجبر، يجيء بأجمل مما تمنينا وأعظم مما تخيلنا، الحمد لله الذي ينزع الفقد ويُنسي الأذى، ويمسح على القلب، ويفتح لعبادة بدل الباب ألف باب، سُبحانه الكريم الرحيم."
"لله حكمته الجليلة ولُطفه الجميل في كل ما يحدث لك، فكم وهَب لك العطايا من حيث حسبت أنه أخذ منك، وكم أدخل عليك الأفراح من الباب الذي أحزنك، وكم خبّأ لك الأقدار الطيّبة تحت ستار ما كرهت، ويُعلّمك الزمن أن تثق بتدبير الحكيم لا تدبيرك."
"لكل شدة مُدة، وكل ضيقٍ له مُتسع.. هكذا هي الحياة، يتعاقبُ فيها نهارٌ مُضيء وليل مُظلم، تارةً يُخالجك الألم، وتارة يُصالحك الأمل، واللَّه دومًا في هذه وفي تلك معك! فالحمدلله في السراء وإن قصُرت، والحمدلله في الضراء وإن طالت."
"إذا تعسّر عليك شيءٌ من مرغوباتك وبذلت لأجله الأسباب، فما على قلبك إلا أن يُحسن الظنّ بالله؛ لأنك قمت بواجبك، وفعلت ما بوسعك ولم يتأخّر العطاء إلا لحكمة علِمها الله وغابت عنك..هذا الشعور إن سكَن قلبَك سكّنه؛ فحملك على أن تطمئنّ، وألا تيأس أو تقلق، وأن تزيدَ قُربًا من الله ويقينا"
سُئل عبد الله بن مسعود:- كيف كنتم تستقبلون رمضان؟
قال: ما كان أحدٌ منّا يجرؤ على استقبال الهلال وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم "واسلل سخيمة صدري" أي طهر قلبي وانزع عنه كل حقد وغل وكل مرض يعتريه
"أَعِدُّوا لكلِ بلاءٍ حُسْنَ ظَنٍّ باللهِ تعالى .
- مما يُعين الإنسان على أن يكون منشرح الصدر، دائم السرور، هو يقينه بالله تعالى؛ فتغيب حكمة الأحداث عنه ليمتحن الله قلبه في اليقين .
فأيقن أنَّ في كل شدة حكمة خفيَّة .
﴿ واللهُ يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾."
(والله على كل شيء قدير)
"تأمل.. على كل شيء
يريد الله من هذا الإخبار أن تركن إلى قدرته .. وأن تغالب الدنيا بالتوكل عليه ..
وأن تعلم عجزك وضعفك .. وأنه على كل شيء قدير سبحانه"
"المؤمن غالٍ على الله، آلامه ليست مهدورة أبدًا، ومن يكفر بالشوكة، هو من يكفر بالألم والهم.
هو من يرسل العطايا لينقيك، ويرحمك ويعطيك، لتعود مغسولًا حاملًا كنز اليقين بين أضلعك، راغبًا في رضاه، طامعًا فيما عنده".
‹إذا تمنّيتَ شيئًا فتمنّ أن يفتح الله عليك باب الدعاء واليقين؛ فأهل الدعاء هم أقرب الناس لتحقيق الإيمان والتوكل، وأكثرهم حظوةً بالطمأنينة، فكلّ ندبَةٍ في خواطرهم يجدون جبرها بسؤال الله، وكلّ حزن يسرّى عنهم بمناجاة الله، وكلّ رغيبة وحاجة يتوجهون بها إلى الله؛ فما أطيبَ عيشهم!›
"إن الله لايقبل إلا الناخلة من الدعاء: أي التي نخلها القلب فكانت أجود وأزكى ما صعد إليه؛ لملم شتاتك وأقبل على الله بكلّك على ما فيك من علّات، ادع دعاء روح تتلوّى حولها أمواج البحر وتحصي لها ما بقي من زمنها وينذرها الطوفان بالهلاك، تلفّع برداء الذلّة والمسكنة والانكسار ولاتعجل".
"لا يخيّب اللهُ من سعى، ثقْ بالشّفاء ما دمت تستشفي، وبالرّزق ما دمت تكدح، وبالوصُول ما دمت تجاهد، وبالفرج ما دمت ترضى، و بالإجابة ما دمت تسأل وتلحّ، لا تملّ! ولا تبرح الباب، لا تخذلك عجلتك في المنتصف، ولا تقف وقد بدا النّور قريبًا"
"-وهل تتغير الأقدار؟
-أومَا علمت أن الدعاء يصارع الأقدار،
وأن ثمة دعاء من قوته
وكثرة إلحاح صاحِبه
وشدة توسله
يغلب أقداراً تنزَّلت و شارفت على الوقوع
ثق أن الدعاء يعيدُ ترتيب المشهد
ولا يرد القضاء إلا الدعاء"
"ليسَ الشأن أن ترفُلَ في عافيتك طيلة الوقت، ولا أن يبقى خاطرك بعيدًا عن الكدر، ولا أن تكونَ في صفوٍ دائم، ولا أن تدنو منك سُبل الأماني؛ وإنما حين تضع يدك على صدرك بين هذه الفتن والبلايا؛ فتجده نابضًا بالإيمان، هذا والله تمامُ العافية."
"حَسبُك أنّ كل قضاء يقضيه الله لك هو خير ومآله إلى خيـر ، حَسبُك أنّ مع كل ضيق يسكن قلبك ومع كلّ وخزة ألم الأجور تصبّ عليك صبًا ، حَسبُك أنّ الله يعلم ولا يخفى عليه حالك ولا دمعاتك ولا أنينك وشهيقك ، حَسبُك أنّ مع العُسرِ يُسـرا وأنّ الله لا يُخلِف وعده."
"دائمًا الأمور المتروكة لله آتية ومَضمونة، فيا أيّها العبد الضعيف سلّم أمورك لله، سلّمها لربِ الخير، وتأكّد أنه في كل مرة سيُقدّر لك الخَير، ويُحيطك بألطافهِ وأنت لا تشعُر .. سلّم أمورَك للرحمن فهو أحنُّ عليك من نفسك ومن أبيك وأمّك، ويُقدّر كل شيءٍ بوقته الذي هو أصلح لك.. فاطمئن"
"مَنْ ظنَّ أنَّ الدُعاء لا أثرَ له فقد أساء الظنَّ بالله ؛ وإنَّما تتأخَّر الإجابة حتى تتهذَّب النفس ، ويلينُ القلب ، وتعتاد العين إسبال الدمعة بين يدي الله ؛ فيصير المفزعُ للدعاء قبل كل شيء ، ويكون التعلُّق بالله أقوى من كل أحد ."
د.سلطان العرابي
"إذا عرَف القلبُ ربّه؛ أورثه اللهُ الأُنسَ معه، وحُسن اليقينِ به، وقوّة التوكّل عليه، والتّسليم له، وخَوْفه في السرّ والعلن فلا يخاف دونَه شيء، وطابَ عَيْشُه، واطمأنّت نفسُه في الحياة معه واستشعار معيّته ﷻ"
"لا تمل من إصلاح قلبك أبدًا مهما كثرت عثراتك، ثِق أن القلب وقود مساعيك ومتى صلح واستقام سابقت نفسك إلى العبادات والخيرات وصارت خفيفة في سبيل التنقّل بين رحابها الوارفة، وليكن مشروعك الأبدي أن تستقيم تلك المضغة التي بين جنبيك وأن تحافظ على دوافعك المُنيبة بعد الزلل"
"والله إذا أمَر أَمرًا نفذ، وإذا قضى قضاءً وقع، ولارادّ لأمره، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم على أن يردّوا أمرًا من أوامره ما استطاعوا ، هذه مشاعر التعظيم التي إن سكنت قلبك منعتك من أن تقلق، فتطمئن إليه وحده."
«وما استُدفِعَت خطرات اليأس بمثل حسن الأمل بالله، ولا أصيبت مقاتله بشيءٍ مثل الدعاء، ولا تبدّلت الأحوال من ضيقٍ إلى سعة ومن عُسرٍ إلى يسر بمثل اليقين بالله.. طيب المعاشِ مع الله ومِنه وإليه!»
"يجبرُك الله بقدرِ صبرِك وتعلقِ قلبِك بسعةِ فضله وثقتِك بمددِه وإن انقطعَت بك كُل السبل ، يجبرُك بقدر ما انتظرتَ على بابِه ، بتكرارِك للدعاء ، ببكائِك بين يديه سرًا وأنتَ القوي المتماسك أمام�� الناس حتى تُضاء عتمتك بضيائه ، ويفيض عليك من رحمته الكبيرة وإحسانه العظيم "
"كفى بمعيّة الله مؤنسًا، كفى به عليمًا بما نُخفي، مُيسّرًا لما نُكابد، قديرًا على ما نعجز، مدبرًا حين لا نعرف ما علينا صُنعه .. عليه سُبحانه كفاية المتوكّلين."
"يعلم الله بذرة الخير في قلبك، وضيقك وحزنك على ما أنت عليه من سوء، يعلم جهادك وخوفك من أن تقبل عليه ملطخًا بالخطايا، يعلم أنك تهزم به الشيطان تارةً، ويهزمك تارةً، لكنك ترجع إلى ربك عازمًا أنها الأخيرة مستغفرًا منيبًا، صدقني لو قضيت العمر على هذا فإنك على خير..إن الله يُحب جهادك"
"لا تنقطع عن الدُّعاء حتى لو بقيَت حياتُك كُلُّها في البلاء؛ فالدُّعاءُ من أعظمِ ما يُثبِّتُ القلبَ ويُسلِّي النَّفسَ ويشرحُ الصَّدر عند اشتدادِ البلاء، ولن يَجِدَ المهمومُ ما يُسعِدُ قلبَه مع بقاءِ همومهِ أعظم من الدعاء”.
"من رحمة الله أن تُحسَّ برحمة الله،فرحمةُ الله تضمّك وتغمرك وتفيضُ عليك، وشعورك بوجودها هو الرحمة، ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة، وثقتك بها وتوقعها في كلّ أمرٍ هو الرحمة"
"أرزاق منسية ..
سكينةُ روح، وصحةُ جسد، ولقاء محب، وجود أخ، وضحكة ابن، وصديق صالح، وصلاح نفس ..
صلاة في وقتها، وعين ترى، ولسان ينطق، ونوم هنيئ، والعافية نعيمٌ ..
اللهم لك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما تحب وترضى ."
قال السعدي:"المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة،بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب،ويكون الفرج بين عينيه،ووعده الذي لا يخلفه ،بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا ،وأن الفرج مع الكرب "
بهجة قلوب الأبرارص ٣١٩
«كسرة النفس في الدعاء عزيزة عند الله جدًا!
فاستغل دائمًا لحظة انكسار قلبك في أي موقف تواجهه في حياتك -باللجوء للدعاء- إياك أن تجعل هذه المشاعر حبيسة الصدر، إياك أن تمضي دون أن تتقرّب بها إلى الله، افرش سجادتك واذهب بهذا الكسر لمن عنده الجبر وإنّ الله عند المنكسرة قلوبهم لأجله!».
"كثرة قراءة القرآن تربي صاحبها دون أن يشعر: فيزيد إيمانه، ويطمئن قلبه، ويهنأ بحياته، ويقنع برزقه، وتزداد رزانته، وتظهر الفصاحة في حديثه، ويخلو حديثه من الألفاظ التي لا تليق ، ويترك مجالس اللغو، و يترك أمورًا كان يفعلها، لأن قلبه قد أضاء واستنار ."
"احتسب الهمّ الذي يُلمّ بك أنه كفارةٌ لذنب نسيت التوبة منه أو رفعةٌ لدرجة لك في الجنة لا تبلغها بعملك، أو صدٌّ لك عن أمر سوء لو كنت منشرحاً لأقدمت عليه، أو لتعرف حقيقة الدنيا لتزهد فيها"
قالﷺَ:
(ما يصيب المسلم من همٍ ولا غمٍ ولا حزنٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
"الهموم التي لا تستطيع البوْح بها ، والمظالم التي لا تستطيع الشكوى منها، ومواقف الخطأ التي لا تستطيع تبريرها ، والآمال التي حال بينك وبينها الماكرون ، والوشايات التي سعى فيها الحاسدون : (ثِقْ وأيقِن) أنّها لا تخفى على الله وأنّ الله يعلم حُزْنك منها ، وأنّ الله يسمع دعاءك فيها."
"سلوانا أن الله يعلم، يعلم عِظم الشعور ولوعة الحزن ومرارة الغصّة، يعلم أنّا لا حول لنا ولا قوة إلا به ولولا يقيننا بلطفه وواسع رحمته ما تجسّرنا، يعلم أنّا ندافع الخوف بالدعاء والقنوط بالرجاء والكرب بفرجٍ يُرتَقب، وأنّا ما سرنا مسيرًا ولا قطعنا واديًا ولا شدّة لولا وابل رحمته".
" توسد الطمأنينة فإن الله يعلم ما في صدرك وما يضيق عليك ..إن الله خلق الإنسان ضعيفًا يقوى إذا عاد إليه ويقوى إذا توكل عليه ويقوى إذا امتلأ باليقين الأعمق،ما خلقك لينساك".
«إنَّما تُقطَع دُروب الحياة الشاقة، وتطوى المسافات النائية، وتقضى الأسفار المُضنِيَة؛ بالإيمان، والتوكل، العزيمة، والثِّقة، واليَقين، واستحضار أنّ الله خير صاحب، وسند، ومُعِين، فَما طابَت الأيام إِلاَّ به، وما قُضِيَت الأمور إلَّا بتوفيقه، وهُو ونعم المولى ونعم النصير»
مررتُ بضائِقة فلزمتُ دعـاء: "اللهم دبّرني فإنّي لا أُحسنُ التدبير" فرأيتُ من بعدها فتوحًا وفضلًا عظيمًا، أنت يا صاحبي حينما تلتجئ لله بكل ما تمتلك من صِدقٍ، متجرّدًا من حولك وقوّتك إلى الثقة بحوله وقوّته؛ فما ظنّك بربّك الكريمِ أن يصنع!*
”التوكّل قوّة؛ ولو جُمعت للمرء أشكال المواساة وألوانها فلن يجد شيئًا يمسح على قلبه ويقوّي أركان طمأنينته مثل تفويض أمره لله واستشعاره أنه في ظلال معيّة الله وأن الله كافيه أمره.“
﴿ ففروا إلى الله ﴾
"إنما هو فرارٌ من قِلّةِ حيلتِك إلى أمانِ الدعاء، فرارٌ من قَدَرِ الأسبابِ إلى خزائنِ الوهاب ، الذي تُرجى عطاياهُ والأسبابُ معدومة كما قيل: إذا سُدَّتِ الأسبابُ ألقيتُ حاجتي إلى قاضيَ الحاجاتِ ، غُرٌّ نوائلُه"
"شعور الثقة بالله أعزّ شعور قد يسكن قلب المرء، تخيّل تصبح وتمسي، تنام وتستيقظ، تمشي في مناكب الأرض وأنت واثق بما عند الله، واثق أنه سيُدبّرك في أحسن تدبير، واثق أنه لن يتركك ما دمت تطرق بابه وتستمدّ القوة منه، واثق أنه سيحميك ويكفيك ويعطيك، شعور عزيز جدًا يفيض طمأنينة" ..
(وكان فضلُ الله عليك عظيما) ، "ماوُفِّقت لخير إلا بفضل الله، مايُسِّرت لنفع إلا بفضل الله، ماهُديتَ لحسنة إلا بتوفيق من الله، أدقّ أمورك التي تظنّها من إنجازك هي من فضل الله العظيم عليك" .
"مادام الله ألهمك الدُعاء ، فأمنيتك لك"
الله ينزل في آخِر الليل ليستجيبّ الدعُاء ويغفِر الذنبَ ويسمْع النِداء فلا تتهاوُن بفضِل الوتر لعل سجّده قد تكُون استجَابه لكل الامُنيات.
الوتر , الاستغفار ، سورة الملك ، أذكار النوم ، خير خِتام."
اللهُمَّ رُدَّنا إليك رداً جميلاً ..
"معنى الرَّدُ الجميلُ أن يردكَ اللهُ إليه بلطفٍ دون أن يبتليكَ بمصيبةٍ، أن تعودَ إلى اللهِ دون أن تجركَ المصائبُ إليه جراً، كأن تستيقظَ من غفلتكَ بسماعِ آيةٍ أو حديثٍ نبويٍّ أو موعظة" ..
"قال ابن عقيل الحنبلي:
- ومن اشتدّت فاقتهُ فَدعا، أو اشتدّ خوفهُ فَبكى، فذلك الوقت الذي ينبغي أن يدعو فيه فإنّهُ ساعةُ إجَابةٍ وساعةُ صِدقٍ في الطّلب.. وما دعا صَادقٌ إلا أجيب"
“إقبَالُ العبدِ علىٰ اللهِ وتضرُعُهُ إليه، إنّما هو في الحقيقةِ قَبولُ اللهِ له وإقبالُهُ عليه؛ فلا يُقبِلُ علىٰ اللهِ إلّا من ارتضَاه، وقد ثبتَ في الحديث القدسي: "وإنْ أتانِي يمشِي أتيتُه هرولَة".
َ
إذا كُنت مهموماً ، تدعو الله وترجو الإجابة ؛ فأكثر في دعائك من قول : يا حيُّ يا قيوم ..
َقال ابن القيِّم رحمه الله :
َ"لاسم الحيِّ القيوم تأثيرٌ خاصٌ في إجابة الدعوات وكشْف الكُرُبات "..
زاد المعاد ٤ / ١٨٨
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:
إذا ناجى العبد ربه في السَّحَر واستغاث به وقال: يا حيُّ يا قيُّوم لا إله إلاَّ أنت برحمتك أستغيث؛ أعطاه الله من التمكين ما لا يعلمه إلاَّ الله.
الفتاوى 242/2 ..
"لو أنّ بينك وبينَ أمانيك قدر شعرة، لن تبلغها مادامت حكمةُ الله في كَفِّك عنها ..
ولو أنّ بينك وبين أمانيك مسافات متنائية وشاءَ الله أن تبلغها، لبلغتها رغمَ بُعدها واستحالةِ نيلها!"
"إسباغ الوضوء في البرد من مُكفِّرات الذنوب
قال ابن رجب:
ولا ريب أنَّ إسباغ الوضوء في البرد يشقُّ على النَّفس وتتألم به، وكل ما يؤلم النفوس ويشقُّ عليها فإنه كفارة للذنوب."