مهم
نصائح الدكتور ماهر شفيق فريد للمترجمين الشباب
هذا الرجل من كبار النقاد والمترجمين العرب.
قال عنه الشيخ عبد الله الهدلق:
"ما احتقرت نفسي ولا ازدريت معارفي ولا وقفت على حقيقة جهلي إلا حين عرفت هذا الرجل، وقرأت له .. أستاذ من كبار أساتيذ الأدب والنقد في عصرنا الحاضر ، كاتب فذّ
بهجةُ المُجالسة.. وحلاوة المؤانسة:
يتكرر هذا الموقف أمامي كثيرا: شخص يطلب من زميله في العمل أن يصعد معه إلى السطح أو يهبط معه إلى أسفل المبنى؛ ليُدخّنوا معًا! حتى التدخين يأنس أصحابه بالمشاركة! لاحظت أن رغبة الإنسان في المشاركة والمؤانسة تزيد إذا تعلّق الأمر بالمزاج
=
كلما اعتدتَ قراءةَ الكتب ذات الأسلوب العربي زاد نفورُك من الكتب ذات الأسلوب الأعجمي، أو تلك الكتب التي حلّت بها مصيبةُ الترجمة الركيكة.. وإنك لتغتاظ أشد الغيظ وأنت ترى بعضَ الأفكار الرائعة وهي تتوارى-بل تُدفن حيةً- تحت تراب الترجمة الرديئة.
بعض الترجمات جرائم تُرتكب في حق النصوص!
مهما بلغت علاقاتك بأهلك وأصدقائك وأحبابك من الحميمية والصدق والقرب.. ستظلّ تشعر في بعض الأوقات بأنك وحيد، ستشعر بأن حبل الوصل مُعرَّضٌ للانقطاع في لحظةٍ ما لا تعلمها، لأيِّ سببٍ كان، وحدها العلاقة بالله هي التي لا تنقطع، وحدَه حبل الله المتين، هو الذي ما دمتَ متشبِّثاً به فلن
نشأتُ في قريةٍ حتى بلغتُ سنَّ الشباب، ثم سكنت المدينة مثل ذلك أو قريبًا منه.. ثم عدت إلى القرى على فترات متقطعة، وأزعم أنني عرفتُ كثيرا من الفروق بين العيش في القرية والمدينة، وخبرتُ مزاياهما، فإذا عدتُ إلى ذاكرتي الخؤون سحّت لي في ذلك بما يرضيني على غير عادتها..
=
مَن لي بليلةِ سمَرٍ مع مثل هذا الشيخ الشنقيطي العليمِ بالعربية، الحفيظِ لروائعها، الطَّروبِ لبيانها.. ليلةٍ مأنوسةٍ مُطرَّزَةٍ بالعلم والأدب، لا يَضجَرُ سُمّارُها ولا يُفرحَ بانبلاجِ صُبحِها!
محل في قلب الجزيرة العربية يُسمى (مارجريت)، تخيل لو أنك رأيت محلا في روما أو لندن أو باريس باسم (حصة) أو (عائشة) أو (ليلى)، ربما سيخطر ببالك أن صاحبه عربي، ولن تُخمّن أنه أوروبي، هذه المفارقة ما كان لها أن تحدث لولا الانهزامية المسيطرة، وغياب الهُوية، وتعظيم ثقافة الغرب.
الحزمَ الحزمَ في تعاملك مع نفسك؛ فإن من ترك العملَ الذي عليه لأدنى عذر لا يُفلِح في شيء، وما أكثر الأعذار لمن آثرَ الكسل واستسلمَ للعجز، وما هذا بخُلُقِ الجادّين المشمّرين، "ولكن تؤخَذُ الدنيا غِلابا".
"عذوبة لفظك من عذوبة نفسك"
منذ قرأتُ هذه العبارة للعلامة محمد أبي موسى وأنا طرِبٌ بها.. وهي من العبارات التي تُعَدُّ مثالاً لنفسها! فعذوبتها من عذوبة نفس الشيخ حفظه الله ومتع به.
حوارٌ جميل بين الفتى جِم والقرصان سيلفر من المسلسل الكرتوني (جزيرة الكنز)، فرقٌ كبير بين أفلام الكرتون في الماضي والحاضر.. لقد كانت صياغتها الأدبية عالية ومغازيها عميقة في الماضي.
على المُكثِر من قراءة الأدب الغربي وكتب الغرب عامّةً أن يتعاهدَ قلبه، وإيمانَه، ومُثُلَه العُليا؛ فإن القومَ -إلا قليلا منهم- قد تنكّروا للديانات، واستدبروا كثيرا من القيَم الإنسانية، على رأسها العفة والغيرة وصون الحرُمات، وخلّفوها وراء ظهورهم، ولم يكتفوا بذلك👇🏻
ردًا على سؤال :
يقولون تأخرنا بسبب بعدنا عن الدين، فهل تقدمت أمريكا والصين واليابان لقربها من الدين؟ هل تقدمت أوروبا إلا بعد أن فصلت الدين عن الدولة؟
أجاب د.مصطفى أبو سعد:
لقد تخلّى الغرب عن دين يحارب العلم والعلماء فتقدموا، ونحن تخلينا عن دين يرفع مكانة العلم والعلماء فتأخرنا.
أقرأ للمازني -رحمه الله- ما يُطرِب ويُضحِك، بل ما يجعلني أُقهقه ضحكاً، وأختم ذلك بالدعاء له، كأني أحاول أن أُكافئه على ما أحدث في نفسي وأهداني من السرور والطرب!
المازني من أكثر من يؤنسُك من الكُتّاب بروحه المرحة، وصدقه، وبلاغته غير المتكَلَّفة.
حتى لا يخيب ظنك يا صديقي، عَوِّد نفسك ألّا تتحدث بحماسٍ عن موضوع، أو تُعبِّر عن عواطفك الجياشة تجاه أمرٍ إلا إذا تيَقَّنتَ أن مَن يستمع إليك يعنيه ما يعنيك، ويهتم لمشاعرك واختياراتك.. إياك أن تجعل مشاعرك مُلقاةً على قارعة الطريق.
#محمود_شاكر -رحمه الله- يتحدث عن صعوبة الارتجال عنده، وهو الأديب العلامة، وعن إلفه وحبه لحرية الكتابة، بعيدًا عن أعينٍ تحملق فيه، وتنازعه لسانه! جمالٌ في الوصف:
القارئ الذكي قد يفهم من المكتوب أكثر مما يريد الكاتب؛ وذلك أنه يتأمل الألفاظ والتراكيب، ويتغلغل في الدلالات كما يفعل صاحب الفراسة حين يتأمل الملامح والمظاهر ليصل إلى بواطن الأمور.. وسيترك الكاتب بصماته في النص، قصداً أو عفواً، وكل قارئ يغترف من الدلالات بمقدار وعيه ونفاذ بصيرته.
من العبارات التي تَشِي بلُؤمِ صاحبها حين يتعامل بجفاء وغلظة مع النادل، أو العامل، أو الخادم، فإذا عُوتِب قال: (أنا دافع فلوس)!
جاء في لسان العرب (اللُّؤْم: ضد العِتْقِ والكَرَمِ. واللَّئِيمُ: الدَّنيءُ الأَصلِ الشحيحُ النفس)، وأكثر ما يفضح اللؤمُ صاحبَه حين يظن أنه مستغنٍ بنفسه.
الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
@Ibrahimalamrot
يحكي موقفاً مؤثراً حصل له وهو صغير مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
من سناب المميز الأستاذ فهد التميمي
@FaFeMr
كم أحب هذا العالم، وأحسب أن بشاشة الإيمان وطمأنينته تُرى في وجهه،كما تُرى في كلماته المسطورة في تفسيره وكتبه النافعة، ويزيدك اقتناعا بأنه من العلماء الربانيين: ما تناثر من سيرته الحميدة وأخباره على ألسنة طلابه وفي بطون الكتب.
العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله ورفع منزلته
لقد ملّ كثير من الناس في المجتمع الغربي من هذه"السيولة الفكرية"المتسامحة مع كل شيء، حتى مع الرذيلة والانحراف عن الفطرة البشرية! وأصبحت تسمع ��نهم مثل هذا النقد القوي، والإشادة بقيم الإسلام العظيمة، والإسلام في غنى عن شهادتهم ولله الحمد، لكن في ذلك ملمح لما وصلت إليه الحال في الغرب
يعجبني من يتفنن في توزيع الفواصل بين جُمله ومفرداته، ويعتني بما يكتب ويُطعّمه بعلامات الترقيم، ولو كان تغريدةً من سطرٍ واحد، فلم تعُد تلك العلامات ترفًا مُستَغنى عنه، بل هي أداة مؤثرة في النص، قد يقارب أثرها أثر السكَتات ورفع النبرة وخفضها وتحريك تقاسيم الوجه من المتحدِّث الماهر.
@Eyaaaad
ومبتسمة!!
يالله إنك تهديها للإسلام يا رب قولوا آمين
والله لو أسلمت تعوض كل ما راح من عمرها في السجن وتلقى سعادة الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى
الجاهل اللئيم إذا علِمَ معلومةً واحدةً اختبر بها علمَ الآخرين، وتطاولَ بها عليهم، والعالِم النبيل قد تُحدِّثه بحديثٍ هو أعلم به وأضبط له منك، ومع ذلك يستمع إليك كأنه يسمعه أولَ مرة..
وليس كل جاهلٍ لئيم، كما أنه ليس كل عالِمٍ نبيل.
تتضخم كرامة الإنسان في مقتبل العمر فيكثر عنده من يدوس على أطرافها المترامية! فينبري انتقاماً، أو ينطوي انكساراً! وكلما تقدم العمر بالإنسان أخذ رداءُ الكرامة يتقلّص حتى يصل إلى حجمه الطبيعي، فيتعقّل المرء، ولا يُبالغ في تعظيم ذاته، ويميل للهدوء والسكينة والمسامحة أكثر فأكثر.
قد يحتاج الإنسان إلى أن يعْلق في جمالِ بيتِ شعر، أو يتيهَ في تفاصيل مقالةٍ رائعة، يتعلل بها من سأم، أو يحلّق في فضائها الرحب فوق الواقع الضيق.. حتى لو كان ذلك غياباً مؤقتاً، لا بأس، فحتى النوم غيابٌ مؤقت، لكنه في أكثر الأحيان يغسل النفوس من شوائبها، ويردّها أقوى وأمضى مما كانت.
قليلا ما نرى مَن يلقي شعرا بأنينه ودموعه.. يلقي شعرا يعيشه في واقعه لا في خياله..
هذا هو الوجع الأصيل.. لا الوجع المحكيّ!
اللهم الطف بهم وتولّهم برحمتك واجبر قلوبهم.
ويسألني عن نعمةِ الحظر صاحبي
فقلت: وما أدراك ما نعمةُ الحظرِ؟!
تقلَّبتُ في أفراحها بعد شِقوةٍ
وألفيتُ في تِرياقها ما شفى صدري
وغيَّبتُ عني كلَّ نَذْلٍ مُشاغبٍ
يرى الحِلم ضعفًا، والمهانةَ كالفخرِ!
وجنّبتُ دربي كلَّ باغٍ ومفلسٍ
تمرَّسَ في نشْر التفاهةِ والنُّكْرِ
#منصور_الحذيفي
@EmmanuelMacron
بودي أن تُخبرنا : في أي مكانٍ من العالم تُعرض هذه الجماجم لمسلمين جزائريين؟ البعض يقول إنها في فرنسا، هل يُعقل ذلك؟
J'aimerais que vous nous disiez: où dans le monde ces crânes sont-ils exposés aux musulmans algériens? Certains disent que c'est en France, est-ce possible?
الإخلال باحترام الإنسان المحترم يُحدِث جرحاً غائراً في نفسه، يزيد عمقاً كلما ضعفت مناعته النفسية.. أكثر الناس تهذيباً هو أكثرهم تأثراً حين يُعامَل بجفاء..
وإن من أحسن ما يكتسبه الإنسان -خاصةً في مقتبل عمره-: الصلابة الشعورية.. فبدونها سيتوزع قلبُه مِزَقاً عند كل موقف يُضامُ فيه!
انتهيتُ من قراءة كتاب (رحلةٌ إلى الحجاز) للأديب الكبير إبراهيم المازني رحمه الله..
والكتاب عن رحلة قصيرة في عشرينات القرن الماضي، كُتبت بجُرعات مكثفة من هزل المازني وخفةِ روحه ولذاذة أسلوبه، وقد ضحكت غير مرةٍ بملء فِيّ عند بعض فقراته.
الذي لا يتحرك إلا بالثناء يوشك أن يتوقّف.. ليس فقط لقلة الثناء، بل لأنه كلما سمع ثناءً تشوَّفَ لأكثر وأبلغ منه، ولم يعُد يرضيه القليل منه، وإذا لم يكن الدافع ذاتياً فما أسرع ما يكلّ ويملّ ويستسلم للفشل.
ما أكثر الكتب التي مُدِحت مدحاً عظيماً فلما بدأتُ في قراءتها وجدتها لا تستحق نصف ذلك الثناء، بل ربما كانت رديئة..
القراءة رحلة اكتشاف ذاتية، تختلف من إنسانٍ لآخر، وعلاقتها بالذوق عميقة، والذوق -كما قيل- لا ينوبُ فيه أحدٌ عن أحد.
كثير مما نكتبه قد لا يتضمن فائدة علميةً عزيزة، ولا معنى باهراً مُبتكَراً، إنما هو أشجانٌ يخفف من وقعِها البوحُ بها، فنحن نكتب من أجل السلوى التي تنتقل ولا بد إلى روح القارئ، فيأنس بها، ويجد من يشاركه ذاتَ الهموم التي يعانيها، ونكتب أيضا لنؤكد معنىً كريماً، ونُعززَ سلوكاً فاضلاً👇🏻
الاقتراب الشديد من إنسان يجعلنا نرى النمش والرتوش وآثار الشقاوة القديمة وضرباتها.. أي يجعلنا نرى الإنسان على حقيقته.. كما هو.. بخيره وشره..
فإذا كان هذا هو غرضك فاقترب ولا بأس، أما إذا كنت تخشى على صورته في نفسك من التشوُّه والاختلال؛ وتتأثر من الاصطدام بهذه الحقيقة؛ فإن القمر
غالبا من جادت عينه عند المصيبة كان أقرب للسلوى ممن بخلت عينه.. وقد قال ابن الرومي:
"وليس البُكا أن تسفحَ العينُ إنما
أحرُّ البكاءين البكاء الموَلّجُ"
البكاء المولّج: أي البكاء الداخلي بلا دموع.
الليلة برعاية حبيبنا المازني رحمه الله 😄😍
يصف المازني هنا الملكَ فيصل رحمه الله
أيامَ كان نائباً للملك عبدالعزيز -رحمه الله- على الحجاز، وعمره ٢٤ سنة، وكانت زيارة المازني للحجاز عام ١٩٣٠م لأداء العمرة.
وانظر لبراعة الوصف ودقته وحلاوته:
سامحوني:
المختارات اليوم متخمة بالشاعرية والجمال والتدفق الوجداني.. من أجل عيون الخميس وأشواقه 😅😍
هاكم هذا المقطع وسأُردفه بآخر بإذن الله
شعر البحتري رحمه الله
إلقاء الشاعر الرائع الأستاذ: عبدالله العنزي (أبو أصيل)
@abo_asil13
(شوقٌ له بين الأضالعِ هاجِسُ)
(وخْدُ
لعل الفرق بين الناجح وغيره في السعي إلى الهدف هو أن الناجح إذا استمالته الراحة والدعة قاوم وثابَر وأنجز قبل أن يرتاح، ثم لا يلبث أن يعود من قريب، وغير الناجح إذا مسَّه التعب استراح طويلاً طويلاً وانصَبَّ في اللهو والتوافه مُدةً قبل أن يفكِّر في العودة للعمل.
قضيتُ أيامَ العيدِ الفائتة في قراءة هذا الكتاب اللطيف الظريف.. وعدت لأسلوب توفيق الحكيم، البديع الماتع، بعد حوالي خمسة عشر عاماً أو تزيدُ من الانقطاع، فألفيته ذكيَّ الإشارة، بارعَ النكتة، شهيَّ الأسلوب، والكتاب كله على هذا النمط الذي وصفت، لولا أنه -رحمه الله- لم يتأدب في بعض
مئات الصفحات من القراءة قد تنتج بضعَ صفحاتٍ من الكتابة، وساعاتٌ كثيرة من التفكير قد لا تجود إلا بأسطرٍ قليلةٍ من التعبير؛ فإن سبيل الإبداع محفوفٌ بالصعوبات، ولولا ذلك لكان الناس كلهم مبدعين، وإن لذةَ الثمار وسعادة الحصاد لتستحق كَدَّ الفلاح وعنايته الدائبة.
يجعل الأدبُ الجمالَ أبلغ أثراً في نفسك.. أنت تُرهِف بالقراءة حسَّك الجمالي، لهذا يرى الأديب المنظرَ الجميل أروعَ وأبهجَ مما نراه، ثم يستنطقه ويُفلسفه بحسب ما يمتلك من خيالٍ ومُكنةٍ أدبية.
أقرأ هذه الأيام رواية (ذكريات من منزل الأموات) لدستويفسكي، ترجمة سامي الدروبي..
لن أعرض لها الآن، وربما أكتب عنها لاحقاً، لكن الذي لفت نظري حديثه الودود وإعجابه الشديد برفقائه من السجناء المسلمين في سجن سيبيريا، الرواية مكتوبة على أنها رواية أحد السجناء، لكن في حقيقة الأمر
يصح أن نسمي رحلة الإنسان على وجه هذه الأرض: رحلة البحث عن الأُنس!
كلنا نبحث عمن يؤنسنا وعما يؤنسنا..
وربما تَشحُّ علينا الحياة بذلك في كثير من الأحيان، ولكن من جعل أُنسَه بالله تعالى فلن يستوحش ما عاش، وهو بعد الممات أعظم أُنساً وسروراً برحمة الله.
@adabi_east
من هدي خير الورى صِيغت معانينا
وفي ذُرى مجدِهِ قامت مَعالينا
فلستَ يا داء كورونا بأول مَنْ
حل الحمى،وتهادى في مغانينا
غدًا سيَرفع هذا الخطبَ مُنزلُهُ
وتستفيقُ على سعدٍ روابينا
ودمتَ يا وطن الأمجادِ معتصمًا
بالله،ثم بحبلٍ من تآخينا
منصور الحذيفي
#مسابقة_أدبي_الشرقية
#كورونا_شعرا
أزعم أن لكتب الأوّلين قنط��ةٌ، وقد أسمّيها عَقبة، من جاوزها أو اقتحمها وجدَ لكلامهم أعظمَ النفع واستمتع به أوفر الاستمتاع، وتفتّحَت له ثقافةُ العرب، وضاءت له جوانب شعرهم وبيانهم وحياتهم بما لا يقع تحت وصف، وندِم على تفريطه في حق تلك الكتب الثمينة، وعلى حرمان نفسِه من كنوزها
هذا الكتاب من الكتب اللطيفة التي تنهل من معين كتاب الله، وكم تحتاج أرواحنا إلى دفقاتٍ إيمانية في عالم الماديات المهيمن على معظم البشر الآن..
كتاب (إلى الظل ، قوانين الحياة) للأستاذ/ علي بن جابر الفيفي.
بيتٌ من العامية استلطفته جدا، وحرصت على حفظه منذ أن سمعته:
"إن ضاق صدركْ اتصل بي وانا اجيك
إما لقينا حلّ وإلا كشَتْنا" 😄
ولمن لا يعرف معنى كشتنا، أي: خرجنا للنزهة.
هكذا هي روح الصديق الوفي الذي يبحث عما يفرّج همّ صديقه، مهما قلّت الإمكانيات وانعدمت المخارج..
وأجد أن للقراءة
هذه الأبيات الشجية لمحمد الخضر حسين..
وصديقاه المذكوران في البيت الثالث هما: أحمد تيمور باشا، ومحمد الطاهر بن عاشور رحمهم الله جميعا.
وقد ذكر هذه الأبيات الشيخ الأديب محمد بن إبراهيم الحمد
@M__alhamad
في سناب الأديب الكريم الأستاذ فهد التميمي
@FaFeMr
مما يُغضب الحليم أن يرى متخصصاً يتكلم في فنه كلاما متزناً بعلم ودراسة، ثم يأتي من يجادله بعَباطة، ويرتجل الآراء ارتجالا، وتراه يتنقل بين العلوم وأصحاب التخصصات، فيجادل الطبيب في طبه، والعالم الشرعي في فقهه وأصوله، وهكذا، فلا هو يرد بعلم، ولا هو يتعلم!
من أجمل ما تمنحك القراءة: أنها تجعلك تَعجَب.. وتُحيي فيك حِسَّ الدهشة والاستغراب، وتحفِّز لديك فضيلةَ البحث والتساؤل المثمِر..
ونتيجة ذلك: أن تستفيد وتتجدَّد وتسعَد.
من أجمل ما في وسائل التواصل هذه أن فيها أناسًا قد لا تعلمهم لهم قلوبٌ لم تسمع خفقها إلا أن حروفك تسللت إليها وغرست فيها أملا وشاركَتها فيما تحب.. كم يسرني أن أعلم أن لكلمتي صدىً في روح القارئ ! هذا هو العطاء الذي يشبه الأخذ!
ما أجمل أن تعاتب نفسك، وتناديها باسمك أو كنيتك.. يا فلان، أو يا أبا فلان، لم فعلتَ كذا، ولم لم تفعل كذا وكذا، يا فلان اتق الله.. يا فلان اعمل لآخرتك.. ألستَ تحب نفسك، وتحب الخير لها؟! ألا إن من لوازم الحب العتاب.
يقول لبيد بن ربيعة رضي الله عنه:
ما عاتبَ الحُرَّ الكريمَ كنفسِهِ
القراءة ومتاهاتها الجميلة
يحدث لي -كما يحدث لغيري- أن يأخذني كتابٌ إلى كتب أخرى، وذلك بأن يَرِد في الكتاب الأول إشارةٌ إلى بعضِ الكتب، فأتصفح بعضها فأجده يجذبني إليه، وقد يرد فيه ذكرُ كتاب آخر أو كاتب آخر فأبحث عن كتبه وأقرأ ما يعجبني منها!
هذا التداعي الجذّاب -وإن رآه البعض
كلما تعمّقت العلاقة بين اثنين تقاصَرَت الكلمات عن التعبير، وأصبحت كثرتُها دليلاً على قِلة حيلتها في وصف المشاعر! ومهما أحسن الشاعر والكاتب في ترجمة مشاعره تجاه محبوبه= فستبقى هنالك في أعماقه معانٍ يخفق بها قلبُه، دون أن تقبض عليها ألفاظه، ليكون عجزُه هذا أبلغَ من كلامه ذاك،
كان تويتر بهياً مثمراً مترفَ الجمال قبل شهور.. ما لي أراه قد تنكّر لي كل هذا التنكّر، أصبح يَظهر لي أشخاص لا أريد رؤيتهم، ولم أتابعهم يوماً.. لقد تطّفلَتْ على بستاني المبهج الذي رتّبته بعناية نباتاتٌ ضارةٌ قبيحة، وبعضها سامّ، حسبي الله على ذلك العِلج المسعور!
كيف يرفع ظامئُ الروح رأسه من السجود ولم يوَفِّ الروحَ حقَّها من التَّرَوّي، حتى تؤوب بقلبٍ غير ذلك القلب الذي خرّتْ به، كأنما غُسِل بماء الحياة فعاد إلى مكابدتها أصلبَ وأنقى وأمضى مما كان!
يُهَوِّن بعض الناس من (الاقتباسات)، ورُبَّ اقتباسٍ قرأته في الصباح سُرِرت به سائر يومي، ونفعني في معاشي ومَعادي.
وما أظن ذلك المثرِّب أُتِي إلا بما غلب عليه من الرغبة في أَطْرِ الناس على سجيةٍ واحدة في الكتابة، فهو يريد من كل أحدٍ أن يصدر عن نفسه في كل ما يكتب، وما كل الناس كذلك.
يُقحِم الأحمقُ نفسَه في مُناوشاتٍ هو في غنى عنها، بل قد يتبرّع للآخرين فيدخل في صراعات لا تَعنيه، وينوب عنهم في الإساءة إلى أشخاص لم يتعرّضوا له يوماً! ولذلك يجد نفسه في يوم من الأيام محاطاً بالأعداء، مُرهَقاً من كثرة المعارك، يتمزق بين (شرف) الانتصار و(عار) الهزيمة!
من اتخذ من ثناء الناس وقوداً لمركبته توقَّفَتْ به في بدايات الطريق.. لن يدوم له هذا الثناء، بل قد يُواجَه بالتثبيط، ويُحارَب..
العظماء لديهم (اكتفاء ذاتي).. إن في أعماقهم ما يكفي من الوقود لإكمال المسير، والوصول إلى النهاية المنشودة، بعون الله ومدده وتوفيقه.
كلام رائع نفيس للأمير الأديب شكيب أرسلان -رحمه الله- عن أن المطالعة ليست بكثرة الكتب..
ينقله عنه الأديب اللبناني أمين نخلة في كتابه (في الهواء الطلق: تذكارات ونجاوى).