ما هي الحياة إن لم تكن لعبة عبثية يلعبها الجميع ويتظاهرون بأنها ذات قيمة؟ يولد الإنسان ليعيش وفق نظام لا يخصه، يسير في طريق مرسوم مسبقاً، ليحقق أهدافاً لا تهمه، ثم يموت دون أن يسأله أحد: هل كنت راضياً؟
الحياة ليست سلسلة من الإنجازات يجب أن نحققها، بل هي مجرد مجموعة من اللحظات. بعضها سعيد، بعضها صعب، بعضها غامض. لكن كلها، في النهاية، تنتمي إلينا. لذلك، ربما لا نحتاج إلى إجابات بقدر ما نحتاج إلى تقبل الحياة كما هي ..
نحن الوحيدون الذين نبحث عن إجابات حتى عندما لا تكون هناك أسئلة حقيقية. وفي الحقيقة نحن لا نحتاج إلى قصة كبرى كي نعيش، ولا إلى معنى ثابت كي نستمر. أحيانًا، يكفي أن نستيقظ، نأخذ نفسًا عميقًا، ونقول: “أنا هنا، وهذا بحد ذاته كافٍ“
يعتقد البشر أن الحياة يجب أن يكون لها هدف واضح، لكن ماذا لو كان المعنى نفسه مجرد اختراع بشري؟ هل الشجرة تحتاج إلى معنى كي تنمو؟ هل البحر يحتاج إلى فلسفة كي يستمر في المد والجزر؟ هل النجوم تحتاج إلى غاية كي تضيء؟
الماضي انتهى، والمستقبل غير مضمون، وكل ما نملكه هو هذه اللحظة. حين نركز على الحاضر، نخفف من وطأة اللايقين، لأننا لا نحمل عبء ما سيأتي، ولن نندم على مامضى ..
"الفضيلة هي الوسط بين رذيلتين" ارسطو. يعني ذلك أن الفضيلة تكمن بين إفراطٍ وتقصير. أي أن الأخلاق ليست مطلقة، بل تعتمد على تحقيق توازن بين طرفين متطرفين من السلوك الإنساني، بحيث يكون الفعل متزنا وليس مبالغا فيه أو ناقصا. مثل الشجاعة تكمن بين التهور والجبن ،الكرم بين الاسراف والبخل
الشجاعة لا تعني القضاء على الخوف، بل العيش معه. أن تستمر في المضي رغم معرفتك بأنك قد تسقط. أن تحب رغم معرفتك بأنك قد تفقد. أن تؤمن رغم معرفتك بأن كل شيء قابل للتغير ..
الإنسان ليس كيانًا ثابتًا، بل هو تجربة متحركة، كائن في حالة تشكل مستمر. كل يوم، نحن نعيد تشكيل أنفسنا، دون أن نلاحظ. الأفكار التي كنا نؤمن بها قبل خمس سنوات ��م تعد نفسها. علاقتنا فيمن حولنا. حتى اصواتنا، طريقتنا في الضحك، تفضيلاتنا في الطعام والموسيقى، كلها تتغير دون ان نشعر ..