صدرَ أخيرًا بحمد الله تعالى كتابُ "المعلَّقات السبع" عن دار دُرَّة الغوَّاص. وهو (نسخة مختارة من أصحِّ الروايات وأجودها، مع نفي مصنوعها ومنحولها).
وسيتوفَّر في معرض القاهرة الدولي للكتاب بإذن الله.
#صدر_حديثًا
إنّ من مفاتيح فهم النحو حسنَ التفهّم لمقدماته قبل دخول أبوابه. وهذا كتاب مختصَر دونت لك فيه (مقدمات النحو).
وقد توخّيت أن يكون ترتيبه منطقيًّا وتسلسله واضحًا. ثم جوّد تنسيقَه أحد الإخوة الأفاضل جزاه الله خيرًا.
أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب كل من قرأه:
لو شئتُ أن أرتّب المعلقات السبع بحسَب سهولة الحفظ والفهم لجعلتها بهذا الترتيب. وهو ترتيب مقترَح للحفظ. وقد أتّبعه في النشرة المطبوعة القادمة للمعلّقات:
1- عمْر بن كلثوم.
2- عنترة بن شداد.
3- زهير بن أبي سُلمى.
4- امرؤ القيس.
5- الحارث بن حلزة.
6- طرَفة بن العبد.
7- لبيد بن ربيعة.
من أراد أن ينشئ لنفسه مكتبة في النحو والصرف لا تتجاوز عشرة كتب، تكفيه إن رام الرسوخ فيهما وتعينه على تدريسهما أو مراجعة مسائلهما عند الحاجة تعرض له، فإني أختار له هذه الكتب، فهي بمجموعها حاوية لعلمي النحو والصرف أصولِهما وفروعهما وتنظيرهما وتطبيقهما، لا يكاد يعزب عنها شيء ذو بال:
صدر لي بحمد الله كتابٌ شبَكيّ يضمّ جميع ما نشرتُه في علوم العربية من مقالات وتغريدات وفتاوى في سِفْر واحد. وقد نهض بجمعه وتنسيقه أخي الحبيب محمود المسعودي -شكر الله له وبارك في مسعاه-.
ويمكن احتماله من هنا:
أجمعَ البُصَراء بالشاي وذوو العِلم والتجربةِ المشهودُ لهم بصحَّة الذوق فيه أن أصول الشاي وأركانه ثلاثة: شاي أبو جبل، وشاي الوزَّة، وشاي الربيع. وما سوى ذلك فمختلَف فيه متنازَع عليه، فمنه ما يحسُن في حال دون حال، ومنه ما يطيب لقوم ولا يطيب لآخرين.
وهذه صُوَر المعنيِّ منها:
أتدرون كيف تتسمّم اللغة؟
إذا تكاثرت الألفاظ الأجنبية في لغةٍ ما واستحبّها أهلها على ألفاظ لغتهم من غير ضرورة موجبةٍ فذلك تسمّمها. وهو مفضٍ بعد زمان إلى انطماس ملامحها وتحلحل بنائها.
فلنتألّبْ جميعًا على حرب ما لا حاجة لنا إليه منها.
وسأذكر في هذه السلسلة طرفًا منها مع ذكر بديلها.
صدرَ بحمد الله كتابي "قوانين الإملاء" عن "دُرَّة الغوَّاص". وهو كتابٌ تعليميٌّ جامعٌ لجمهرة مسائل الإملاء المعاصرة مع ذكر مذاهب المعاصرين فيها منسوبةً إلى مَن قال بها من المتقدمين ومذكورةً حُجَجُها وسببُ اختلافهم فيها.
#صدر_حديثًا
هذه نسخة صوتية من (المعلقات السبع) بطريقة التكرار، تولّى إخراجها مشكورًا الأخُ الكريم
@Tadween99
.
ضعِ السمّاعة في أذنيك وسرّعِ الأداء تجدْ ذلك من أعْوَن الأشياء على حفظها:
اكتمل الآن في مدوَّنتي بحمد الله نشرُ جميع ما كتبته في «ملتقى أهل اللغة» و«تويتر» و«فسبك» وغيرها من بحوث ومقالات وفتاوى وتغريدات بعد مراجعتها وتنقحيها وضم الشيء منها إلى نظيره وتصنيفها بحسب علومها. وقد بلغت أكثر من 150 منشورًا:
بحمد الله وتوفيقه نلتُ هذا اليوم درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى في تخصص النحو والصرف، عن بحثي "أثر أصول النحو في صناعة قرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة. عرضٌ وتقويمٌ".
صدرَ بحمد الله كتاب "الحماسة" لأبي تمَّام برواية المرزوقي، عن دار ابن الجوزي.
وقد تعاورناه بالمراجعة والتصحيح مرارًا حتى ظننّا أنه بلغَ منتهَى الصّحّة والإتقان. هذا وروايةُ المرزوقي من أقدم روايات الحماسة وأصحّها.
#صدر_حديثًا
نعوذ بالله من أمَلٍ يخيب، ومن صنيعةٍ تُكفر، ومن عادةِ خيرٍ تنقطع، ومن إقبالٍ يستحيل إدبارًا، ومن عزيمةٍ تعود كسلًا.
ونسأله انفساح الرجاء، وطواعية الأسباب، ونفعَ الخَليط، ويُمن التدبير، والمعونةَ على مراشد الأمور وجِسام المَطالب.
هذه إضاءات متناثرة في طلب العلم والقراءة والنحو والأدب ذكرتُها في لقاء مع بعض الأحبّة. وقد التقطها وكتبها وصنفها ونسّقها أخي الحبيب الأديب عبد الحميد هوساوي
@abdolhameed_id
مشكورًا:
من أحسن من رأيتُ من المصنفين المعاصرين شرحًا لمسائل النحو وإبانةً عنها محمد محيي الدين عبد الحميد في شروحه ولا سيما شرحه على "أوضح المسالك"، وعباس حسن في كتابه "النحو الوافي". فإذا تعذّر عليك فهم مسألة نحوٍ فالتمس بيانها عندهما.
هذه نسخة جديدة منقّحة من "حماسة أبي تمام" برواية المرزوقي، استخرجها من شرحه بتحقيق عبد السلام هارون، كريم محمدي
@km29112008
، وتولى مراجعتها أيوب الجهني
@_ayuob_
.
ورواية المرزوقي من أقدم الروايات وأصحها. وهذه النسخة أصح نسخة منشورة. وهي نسخة مناسبة للحفظ:
هل علمتم أن هذه (المعلقات السبع) التي يتهيب حفظَها ويستصعبُه بعضُ طلاب العلم اليومَ، ذكر ابن طيفور (ت٢٨٠هـ) أنها أول ما يُتعلَّم في الكتّاب! وذكر ابن داوود الظاهري (ت٢٩٧هـ) أنها جارية على ألسن الصبيان والمبتدئين!
في سعة العربية مضطرَب عن أن تسمي التغريدات المسلسَلة باللفظ الأعجمي (ثريد). سمّها إن شئت (سِلسلة) أو (نظَمًا) [بفتح الظاء، اسم لما يُنظم] أو (منظومة) أو (عِقدًا) أو (نسَقًا) أو (سِمطًا) [وهو الخيط الذي يكون فيه النظم] أو (نضَدًا) [وأصله ما نُضِد بعضه فوق بعض أي وُضِع] أو نحو ذلك.
قلَّما رأيت رجلًا راسخًا في العربية أو غيرها إلا وفيه خصلتان: القراءة المتأمِّلة الناقدة التي لا تبالي بحساب الزمان، والتطبيق الدائم لما تعلَّمه بكثرة التمارين.
أحبّ الفتى يطرب للنادرة حين يسمعها ويُسرّ بها ويوفّيها حقّها من التعجّب، فأَنخله النصيحة من نفسي وأخلِص�� بخالصة منّي. وتنقبض نفسي عن من يتلقَّى النادرة بالجفاء، فلا تَعرف بهجتَها في وجهه ولا تجد صداها في نفسه ولا تسمع شكرها على لسانه، فأطوي دونه رغائبي وأقطع عنه حبائل آمالي.
من الأخطاء الشائعة جدًّا قولهم: (آيب) و(آيل للسقوط) بالياء. والصواب (آئب) و(آئل للسقوط). وأول من نعلمه ادّعى جواز إبدال الهمز ياءًا نصرٌ الهوريني (ت١٢٩١هـ)، وتابعه على ذلك بعض المعاصرين. وهو غلط محض.
إن من خير فضائل الصديق أنك لا تتخوّف أن تُطلعه على سرّك ولا أن تعرّفه نقائصك ولا أن تذكر له منجَزاتك ولا أن تخبره بنعم الله عليك، لأنك آمنٌ من حسده لك وبغيه عليك، ضامنٌ أنه مهما يعرفْه عنك من حسن أو سيئ فلن يغيّره ذلك عليك. ومتى لم يكن الصديق كذلك فما هو بصديق.
إن يكُ ظنِّي صادقًا -وهو صادقي إن شاء الله- فإني أرى أن القصيدة المعروفة المختلَف في نسبتها (إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه) ليست لشاعر واحد، وإنما هي لثلاثة شعراء تداخلت أبياتهم. ومَن تأمَّل وأبصرَ عرفَ اختلاف أنماطها وتباينَ أَحساسها. ولبسط القول في ذلك مقامٌ آخر. وهذا بيانها:
من يسأل عن شرح متوسط لألفية ابن مالك يعكف عليه ويستغني به عن غيره فإني أقترح عليه "شرح المرادي"، فهو جامع لأكثر المسائل حاوٍ لعامة الخلاف مستوعب لكثير من الشواهد مشتمل على بعض الحجج والعلل.
وهذه أفضل طبعاته. وهي في مجلدين:
إذا كررت قراءة كتابٍ ما بعد مدة من الزمان فوجدت فيه كثيرًا من الفوائد والنوادر التي لم تنتبه لها في القراءة الأولى، فليكن منك الفرحُ والسرور بذلك لا الحزنُ والجزع، لأنه إنما أعثرك عليها وعرّفك فضلَها تطورُ فهمك واتساع معرفتك وتكامل فطنتك ونموّ ملكاتك. وعلى قدر هذا يكون ذلك.
#صدر_حديثًا
طُبع بحمد الله كتابي "مجموع مقالات الدكتور فيصل بن علي المنصور في علوم العربية" عن دار ركاز الأردنية. وهو جامع لعامّة ما نشرتُه من مقالات وبحوث وتغريدات وفتاوى في علوم العربية.
وهذه النسخة منقَّحةٌ مزيدةٌ إذ تحوي ما نُشِرَ حتى منتصف المحرَّم من عام ١٤٤٤هـ.
من ما لا يكاد يُعرف من أمر الخليل بن أحمد أنه كان إذا باغته سؤال أطال الصمت قبل أن يجيب عنه، فكلموه في ذلك فقال: (إن إجالة الرويَّة أصوبُ من إلقاء الكلام على عواهنه) وذكر أنه إنما يفكر في إجابة السائل لو اعترض على جوابه وقال: (إن المجيب إذا ابتدأ بالجواب قبُح به أن يفكر بعد ذلك).
من استعصى عليه فهم أبواب الإبدال والإعلال في الصرف فليلزمْ هذا الكتاب، فإنه من خير ما أُلّف في هذه الأبواب، وفيه مع حسن التقعيد وإحكامِه ووضوحِ بيانه كثيرٌ من الأمثلة والتطبيقات.
وهو كتاب "القواعد والتطبيقات في الإبدال والإعلال" لعبد السميع شبانة.
إذا أردت أن تقرأ شروح كتاب ما كـ"المعلقات" أو "الحماسة" أو "فصيح ثعلب" فوصيتي أن لا تقرأها واحدًا بعد واحد، بل اقرأها جميعًا في الوقت نفسه بأن تنظر فيها عند كل مسألة. وذلك لكي تعرف قدر تفاوتها وتصحّح أخطاء بعضها ببعض. هذا مع ما تستفيده من تكرار النظر المُعين على الضبط والاستظهار.
(الترند) ليس اختراعًا بديعًا لا نعرف مسمَّاه إلا من قِبَل الغرب فيكونوا أحقَّ بتسميته، وليس بعلَمٍ فيصانَ لفظُه، ولم يطُلِ استعماله حِقَبًا فيستعصيَ على التغيير، وليس بالعربية فقرٌ فتُضطرَّ إليه، ولا بها ضَعةٌ فتذعنَ له، فما الذي يمنعنا إذن من استعمال البديل العربيِّ له كما تصنع
"شرح كتاب سيبويه" للرماني!
هذا عمَل صالحٌ شريفٌ تولى تحقيقه الدكتور شريف النجار منفردًا بذلك! وقد أعجبني منه مع حسن طباعته وجودة ضبطه تخفّفُه من الحواشي. ولوددتُّ أن يأخذ المحققون بذلك، إذن لارتاحوا من كثير من العناء، ولأراحوا القارئ من كثير من الغثاء.
إذا شئتَ أن تعرفَ طرفًا من سعة العربية في ألفاظها وكثرةِ ما فيها من وجوه اللُّغات فحسبُك كتاب "تحفة المجد الصريح" للَّبلي أو "لُبابه". وإذا شئتَ أن تطَّلع على شيء من سعتها في وجوه أعاريبها للكلمة الواحدة فعليك بكتاب "التبيان في إعراب القرآن" للعكبري. وإنه لواجبٌ على طالب العربية
"المعلّى" للدكتور محمد خليل الزروق كتاب هذّب فيه مؤلفه "شرح قطر الندى" لابن هشام ثم جمع لكل مسألة شواهدها من القرآن والحديث والشعر الرفيع.
وهو كتاب نافع جدًّا:
كتاب "المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية" للإمام الأصولي النحوي أبي إسحاق الشاطبي (ت٧٩٠هـ) من أنفع الكتب للمحامين والقانونيين، فهو يعلِّم الناظر فيه دقَّةَ النظر في دلالات الألفاظ وشدَّةَ المحاسبة عليها.
هذه "حماسة أبي تمام "برواية المرزوقي مجردة من الحواشي تُنشر أول مرة. وقد استلّها من شرحه
@abderrahmane290
بتحقيق هارون، وراجعها مراجعة دقيقة.
ورواية المرزوقي من أصحّ الروايات. وهي أقدم رواية تامّة مطبوعة.
وأرى هذه النشرة أحسن نشرات الحماسة. وهي تصلح للحفظ.
إذا أحببتَ أن تتعرَّف طبيعة (اللغة العربية) وأن تُلِمَّ بما قيلَ في ميلادها ونشأتها وفضلها ومزاياها في أصواتها وألفاظها وتراكيبها وما أشبهَ ذلك فإني قد بيَّنته في كتابي "المُورق في فقه اللغة". وتجده في منصَّة (إِطبع) لتقرأه إن شئتَ مورَّقًا بآخر نسخة محدَّثة.
وأشكر لشقيقي
هذه نسخة جديدة من ديوان "المفضليات" لم تُنشر من قبل، استخرجها أخونا
@abderrahmane290
من "شرح الأنباري" بتحقيق المستشرق كارلس ليال. وذكر لي أنه قابلها عليها مرارًا. وهي نسخة متقَنة عالية الرّواية مجرّدة من الحواشي تصلح للحفظ.
إذا شئت أن تعرف أيّ اللهجات المعاصرة أقرب إلى الفصحى فلتنظرْ أيُّها أحفظ لأصوات حروفها من التغيير، فاللهجة التي لم تفقد غير صوتين أفصح من لهجة فقدت خمسة أصوات، وهكذا. وذلك أن الأصوات من آخر ما يناله التطور من اللغة، فلا يعثَى فيها التحريف حتى يكون قد أثخن في ألفاظها وأساليبها.
من الدخيل المعاصر (أستديو) و(فديو). ويُكتبان كما كتبتُ من غير زيادة واو أو ياء. وتثنيتهما (أستديُوَان) و(فديُوَان) بواو غير مشددة. وجمعهما (أستديُوَات) و(فديُوَات). ولا يجوز (أستديوهات) ولا (فديوهات) بزيادة هاء.
ربّ فائدة ظفرتُ بها طالما تعنيتُ في طلابها بحثًا ونظرًا، فإذا حدثتني نفسي بكِتمانها خشيةَ حاسد يكدرها أو جاهل يكفُرها ذكرت قول الأزهري: (والضن بالعلم غير محمود ولا مبارك فيه) وقول الباقولي: (ولولا أني شرطت أن لا أكتمك ما منحنيه ربي لكان بالأحرى كتمان هذه الدقيقة) فهان عليّ نشرها.
من جرَّب أن يتّخذ لنفسه دفاتر يقيِّد فيها ما يعِنّ له في قراءته من نوادر المسائل فسيجد من اللذَّة في جمعها وتدوينها ولزِّ بعضها إلى بعضٍ أضعافَ ما يجده التاجر الشحيح من اللذَّة في جمع الدراهم وكنزها.
لَلخليلُ في مقدمة "العين" أعذبُ بيانًا وأحلى ألفاظًا من الجاحظ، استمعْ إليه وهو يقول مثلًا:(الهمزة .. مهتوتة مضغوطة، فإذا رُفّه عنها لانت) و(الدال لانت عن صلابة الطاء وكزازتها وارتفعت عن خفوت التاء فحسنت) و(استحسنوا الهاء.. للينها وهشاشتها. وإنما هي نفَس لا اعتياص فيها).
(الكَرِكتير) هو الرسم المضحك الساخر. ولفظُه إيطاليّ الأصل. وأقترح تسميته بـ(الأُرسومة) لأن الغالب على بناء (أُفعولة) في ما رأيتُ أن يأتي لمعاني اللعب واللهو والباطل نحو الألعوبة والأسطورة والأرجوزة والأحدوثة والأرجوحة والأكذوبة والأضحوكة. ومن مولّده (الأنشودة) و(الأقصوصة).
ألم يأنِ لـ(عمرو) أن ينخلع من هذه الواو الملصَقة به ويستغني عنها بالشكل؟
وهو قولٌ ذكره المبرَّدُ وجعله من إيثار الصواب، وتابعه عليه أبو جعفر النحاس، وحكاه ابن الدهان، واستحسنه ابن الأثير، وقال به مجمع دمشق في نشرته الأولى لـ"قواعد الإملاء"، ورأته لجنة الإملاء بمجمع القاهرة.
لا أثقُ بذوق من يستعمل (مُبَدْأَف) بدلَ (مُبدَّف)، وأرى أنَّ إدخال (أُرِّدِي) في الكلام العربيِّ فِعْلٌ رَدِيّ، وأشفِقُ على من يصدِّق بأن وقوع (ابن) في أول السطر مسوِّغ لإثبات همزتها، وأرحَمُ من ينطق (مِائة): (مَاءَة)، وأستسمجُ صنيع من يُكثر من علامات التعجُّب ولا سيَّما بعد
لم يكن العربي القديم يأنف أن يَعُدَّ نفسه عبدًا لضيفِه أو عبدًا لصديقِه لِشدَّة إكرامه لهما وحُسنِ قيامه بحقِّهما، فمِن العبودية للضيف قول المقنَّع الكِنْدي:
وإني لعبدُ الضيف ما دام نازلًا ** وما شيمةٌ لي غيرَها تُشْبه العبدا
وقول الآخر:
وإني لعبدُ الضيف ما دام ثاويًا ** وما فيَّ
طلب إليّ أخي الحبيب الشيخ سليمان العبودي شرح حماسيّة معن بن أوس المُزَنيّ لنشره في القناة التي يشرف عليها (مختارات شعرية للحفظ) فكتبتُ هذا الشرح لها:
رابط القناة:
قولهم: (توضيح الواضحات من المشكلات) من كلام المتأخرين. وأصل هذا المعنى في كتاب سيبويه إذ قال: (وكذلك الواضح عند كل أحد هو أشدّ تفسيرًا لأنه يوضَح به الأشياء، فكأنه تفسير التفسير، ألا ترى لو أن إنسانًا… سألك عن الواضح شقّ عليك أن تجيء بما توضح به الواضح).
إنّ حرامًا أن يوجَّه المبتدئ في تعلّم اللغة إلى حفظ "نظم مثلث قطرب" وأشباهِه من المتون التي تتناول غرائب اللغة وفروعها دون أصولها. والمبتدئ إلى أن يعرف الأصول والمهمّات أحوجُ منه إلى تحفّظ ألفاظٍ لا تكاد تُعرف أو تستعمَل. ومتى شغلَ المرءُ ذهنه بالفضول قصّر به ذلك عن إحكام الأصول.
ما رأيتُ أحدًا أُلينَ له النحو والصرف كما أُلينَ لرضي الدين الأستراباذي (ت٦٨٦هـ) في كتابَيه "شرح الكافية" و"شرح الشافية". وهما من خير ما يعلِّمُ النظرَ في هذين العِلْمين ويعينُ على حُسن التفهُّم لمسائلهما.
"المعلّى" للدكتور محمد خليل الزروق كتاب هذّب فيه مؤلفه "شرح قطر الندى" لابن هشام ثم جمع لكل مسألة شواهدها من القرآن والحديث والشعر الرفيع.
وهو كتاب نافع جدًّا:
ما القول في رموز الأرقام؟
يستعملُ الناس اليومَ رموز الأرقام على طريقتين:
أ- (١٢٣). وتسمَّى الأرقامَ الهندية والمَشرقية. وهي المستعملة في أكثر البُلدان العربية، وعليها أكثر المعاصرين. وبذلك صدرَ قرار هيئة كبار العلماء في السعودية، والمجمعِ الفقهي الإسلامي منكِرينَ الطريقةَ الأخرى.
(الهاجرة) نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر. وسُمّيتْ بذلك لأن الناس يستكنّون في بيوتهم من حرّها، فكأنهم يتهاجرون فيها، فجُعلتْ هي الهاجرة على سبيل المجاز العقلي. وهذا من لطيف الاشتقاق.
من الوهم المشتهر أن سيبويه توفي في الثلاثين من عمره. والصحيح أنه توفي وقد بلغ الخمسين أو كاد أو جاوزها. ودليل ذلك أنه روى عن عيسى بن عمر، وقد توفي عيسى عام ١٤٩، فإذا كان أول سماعه منه عام ١٤٥ وكان عمره حين إذ ١٥ فإن سنه حين توفي عام ١٨٠ تكون ٥٠ سنة.
وقد ذكر نحوًا من هذا ابن مسعر.
المقالة المشهورة (سكِّنْ تسلم) ليست بصحيحة، إذ لا يجوز تسكين اللفظ الذي لم يُنقَل عن العرب تسكينُ مثله في الوصل، وذلك أن السكون علامة على الجزم كما أن الضمة مثلًا علامةٌ على الرفع، ووضعُكَ الجزمَ موضعَ الرفع أو النصب أو الجرّ يُعدّ لحنًا.
فرغتُ الآن من قراءة كتاب "تخطئة اللغويين للمحدِّثين في ألفاظ الحديث" لأخي الحبيب الأستاذ النابه أيوب الجهني. وقد ألفيته كتابًا غزير الفوائد أجادَ مصنِّفه في تحرير مسائله على سَمْت أهل العلم المتقدمين مع حسن تتبُّع لكتبهم ورواياتهم.
حُسْنُ فهمك لأصول مسائل العلم وصحّةُ معرفتك بعللها وأسرارها يغنيك عن حفظ كثير من فروعها وعن الاشتغال بتتبّع أفرادها. وفي ذلك يقول ابن جني: (فاعرفْ هذا الغرض، فإنه أشرف من حفظ مئةِ ورقةِ لُغةٍ!).
لا تطلب رأي أحد في شيء من عملك أو تدبيرك ما لم توطّن نفسك على قبوله إن كان نقدًا.
وإذا سألك أحدٌ رأيَك في شيء من أمره فاستعْفِه وتنصّل منه إلا أن تعلم أنه على سماع النقد أحرصُ منه على سماع المدح، وإن لّا لم تزد على أن تغمّ صدره وتولّد ضِغنه. هذا مع تضييعك علمَك ومشورتَك في باطلٍ.