تعتقد أنك نجوت بدفن أسرارك حتى يطرق بابك ضيف!يسحبك معه إلى آلة الزمن ويأخذك قسرًا إلى ماضيك،يعبث به وينبش خطاياك.يأمرك أن تنفذ أمرًا ما،جيدًا كان أو سيء،إن فعلته سوف تنجو أنت ومن تحب ولكن إن عصيته.لا مجال لعصيانه سوف تنفذ! رواية المرأب ف معرض الكتاب دار المصري للنشر قاعة2 جناحA24

عُمري ما ندمت على خُسارة شخص أيًا كان هو مين؛ ودا لإنّي دايمًا بعمل اللي عليا وزيادة، بعدّي وبسامح وبحتوي المواقف وباجي على نفسي ومُتصالح مع فكرة إن كل العِلاقات فيها مشاكل ووارد نقصَّر في حق بعض، لكن لما أقرر أبعد فدا معناه إن الشخص اللي بعدت عنّه هو اللي وصل علاقتنا لكدا، وفي الحالة دي مُستحيل أندم على خُسارته بالعكس دا أنا الكسبان لما أبعد عن شخص ما عندوش أي استعداد إنه يتمسك بيا أو يعمل لي خاطر.

لو فُلان زعلان من فُلان ما تزعلش معاه من نفس الفُلان وتقاطعة، يعني ما تحاسبش على مشاريب غيرك، وطالما الشخص ما عملش معاك حاجة وحشة يبقى مالوش لازمة تقاطعه عشان خاطر صاحبك هو كمان مقاطعه، الأيام هتلف والاتنين هيتصالحوا وساعتها إنتَ اللي هتبقى وحش وهيتقال إنّك شيّلت النفوس من بعضها، عامل الناس باللي تشوفه منهم مش باللي تسمعه عنهم.

اللي بيتحمّل المسؤولية ويشيل بيشيلوه أكتر، يعني بدل ما يشكروه ويهوّنوا عليه شيلته بيحملوه فوق طاقته وبيضغطوا عليه أكتر .. ماشيين بمبدأ طالما طلع بيُعتمد عليه وبيعرف يشيل فيشيل بقى لغاية ما نكسر ضهره. واللي بيتدلع ومقضيها إستعباط بدل ما يحاسبوه ويعرفوه إن ما يصحش كدا بيدلعوه أكتر وبيطبطبوا عليه كمان .. اللي هو ياتي إنتي دلوعة إنتي. حياة غير عادلة حرفيًا وناسها بتكيّل بمكيالين.

اِبعد عن النفوس الغير سَويّة؛ بلاش تضيَّع عُمرك وإنتَ بتفسر نيّتك، وبتشرح تصرُّفاتك، وبتوضَّح وجهة نظرك وفي الأخر برضو هتتشاف غلطان ووحش. الشخص المعمي بسوء الظن مُستحيل يشوف أي حاجة كويّسة بتعملها عشانه وهيفسَّر كُل تصرُّفاتك بسوء ظنه وعُقده النفسية، وإحنا مش جايين الدُنيا عشان نتحمل هم غيرنا، فكفاية علينا أوي همنا مش ناقصين هم تاني فوقه.

في صُحاب ما ينفعش نستغنى عنهم، مهما قابلنا وعرفنا ناس جديدة هما في حتة تانية لوحدهم، ودايمًا في كيميا ما بينا .. دا غير الدفا اللي ما بنحسش بيه غير في وجودهم، وأول ما نتقابل بنقعُد نحكي لبعض كُل اللي حصل في الأيام اللي فاتت .. وبنسألهم عن رأيهم وبنشاركهم همومنا ومشاكلنا وكُل حاجة حرفيًا. النوع دا من الصُحاب مهما الدُنيا تشغلنا وتفرقنا في الأخر مالناش غير بعض ودايمًا فاكرين بعض بكُل خير.

من 3 سنين بالتحديد كُنت بتناقش مع حد في موضوع وفي أخر الكلام قال لي: "أنا نفسي أبقى فاهم الناس زيك كدا" وقتها خدت حوالي نُص دقيقة ساكت وقولت بيني وبين نفسي: "دا يا بختك إنّك لسه ما فهمتش الناس ولا شوفت حقيقتهُم". تفوت السنين وأتكلم مع نفس الشخص دا من كام يوم ويقول لي: "إنّه ندمان بعد ما فهم الناس وشاف حقيقتهُم، وإنّه من وقتها مش مرتاح ولا عارف يتعامل مع حد بسبب فهمه وإدراكه لكُل حاجة بتحصل حواليه". أحيانًا فِهمك الزايد عن اللزوم بيضُرك إنتَ.

(كانو دايمًا مع بعض الله يسامح اللي وقع ما بينهم) أنا للأمانة ما بقتنعش بالكلام دا، وما ينفعش أجيب الغلط كُله على الطرف اللي بيقولوا إنّه وقع ما بينهم، في الواقع الاتنين اللي وقعوا في بعض كان عندهم نوايا الإشتباك وكُل واحد فيهم شايل جوّاه للتاني والشخص اللي المفروض وقع ما بينهم يدوب ساعدهم يطلعوا اللي جوّاهم.

صباح الخير؛ ربك اسمه العدل يعني مُستحيل سُبحانه وتعالى يقبل يشوفك مكسور، ربنا أكد على القصاص ووعد به .. يعني كُل اللي أذاك هيتأذي، واللي ضيقها عليك هتضيق عليه، واللي ظلمك هيدوق من نفس كأس الظُلم، واللي إتكلم في ضهرك هيترد له، واللي سَوَّء سُمعتك هيلاقي اللي يسَوَّء سُمعته هو كمان. فوض أمرك لله وإنتظر وعده، فوعد الله حق وأمامه تجتمع الخصوم.

راضيين والحمد لله طبعًا في كُل وقت وكُل حين؛ بس بجد إحنا كبرنا أوي، ملامحنا إتغيَّرت، وشنا المُبهج البشوش بقى عابث وحزين، شعرنا التقيل ما بقاش زي الأول، إحنا كدا كدا حلوين عشان بنحب نفسنا ولكن كنا زمان أحلى من كدا .. أروق من كدا .. أهدى من كدا، الله يهد الحُزن والمسؤوليات اللي كبرونا عُمرين فوق عُمرنا وشيبونا قبل الأوان.

أنا بطلت أظهر مشاعري ودا قرار نهائي لا رجعة فيه؛ اللي هو مُمكن أبقى مُعجب بحد لكن مش هعترف له، أقلق على حد بس مش هبيّن له، هزعل عشان حد ومش هعرفه، هتعاطف مع حد ومش هحسسه بتعاطُفي تجاهه، وما تسألنيش أنا ليه كدا، لكن كُل اللي أقدر أقولهولك إن إظهار مشاعرك هيمرمطك وهيخلي قلبك ملطشة.

ما تستغربش لما تلاقي الشخص اللي أذاك ووجعك بيوحشك، إنتَ كُنت صادق في كُل حاجة بتقدمها فطبيعي من وقت للتاني قلبك يشتاق للتفاصيل والأيام اللي كانت ما بينكو، هيوحشك أه بس مش هترجع، هتحس بحنين بس هتمنع نفسك تقرب تاني، وبمرور الوقت هتفهم إن مش كُل حاجة واحشاك ينفع تجتمع بيها. ودي أعظم مراحل التصالُح النفسي ولما توصلها هترتاح كتير.

أكتر حاجة ندمان عليها في حياتي إنّي كُنت بعدّي، مواقف وحاجات كتير زعلتني كان المفروض أقف عندها وأحاسب اللي قُدامي وأزعل وأعمل اللي يعجبني ما أنا صاحب حق بقى، لكن أنا كُنت بقول معلش وبمشّي الدُنيا، مع إن نفس الناس دي لو غلطت في حقها غلطة صُغيّرة لا تُذكر بيربوني من الأول وجديد وبيحاسبوني بمُنتهى البجاحة! حقيقي أنا أسف لنفسي عشان كُنت بتهاون في حقوقي لإن الناس اللي زي دي لازم تاخُد على دماغها.

ربنا يجعلنا من المُريحين المرغوبين واللي وجودهم دايمًا بيبقى خفيف وجميل على قلوب الناس اللي حواليهم، لا حد يزعل مننا ولا نزعل من حد، لا حد يجيب في سيرتنا ولا نجيب في سيرة حد، لا نأذي حد ولا حد يأذينا، ويا رب قربنا من اللي شبهنا واللي معرفتهم فيها الخير واِبعدنا عن أي حد مؤذي وشايل لينا في قلبه شر لا نعلمه.

لو عودت الست على غيابك يبقى ما ترجعش تلومها؛ ما ترجعش تسألها عن مشاعرها تجاهك ولا تستنى منها تعاملك بنفس الشغف ونفس العطاء، غيابك المُتكرر وإهمالك بيغيّر فيها، بيحولها لشخص تاني غير اللي إنتَ عاشرته وعرفته، الست لما بتتساب لوحدها يأسها بيتملّك منها، وعقلها ما بيبطلش تفكير في كُل صغيرة وكبيرة وبتبدأ تقيّم العِلاقة من أول يوم لغاية الوقت اللي أدركت فيه إن عُمرها بيضيع في الولا حاجة ووجودها عندك زي عدمه وفي الحالة دي هي هتمشي ولو الست قررت تمشي بعد ما وصلت لمرحلة الوعي والإدراك مُستحيل ترجع؛ الست المُدركة لا تعود حتى ولو روحها فيك.

أنا بجري دايمًا ورا الحنيّة ومُجرّد ما بلمحها في حد بمسك فيه بإيدي وسناني، أصل هعوز إيه من الدُنيا غير رفيق حنيّن، لإن الشخص الحنيّن عُمره ما يسيء الظن فيك، وأسلوبه لطيف، وبيعرف يسمع ويطبطب ويحتوي لحظات الغضب، يعني مُستحيل تلاقي حد حنيّن لسانه طويل أو قليل الذوق في تعامله .. الشخص الحنيّن تقدر تطمن على نفسك معاه.

إحنا عارفين كويّس أوي النصايح اللي مُمكن تتقال لما نبقى متضايقين أو لما نُقع في مُشكلة أو لما نُصاب بالإحباط، فلما بنختار حد ونحكيلة دا مش معناه إننا مستنين نسمع النصايح اللي إحنا Already عارفينها، الحكاية وما فيها إننا في الحالة دي بنلجأ لأكتر حد بنحبه عشان نحس بأي شكل من أشكال الدعم حتى ولو بكلمة.. البني آدم بطبعه بيحب يحس بوجود حد في ضهره أو معاه.

لو شايف الشخص اللي ظلمك مرتاح في حياته وما نالش عقاب اللي عمله فيك وبدأت تشُك للحظة إن حقك مُمكن ما يرجعش فكّر نفسك بالآية دي: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ). اللي ظلمك هيعيش نفس الظُلم، واللي كسر بخاطرك هيتكسر بخاطره، واللي وجع قلبك هيتوجع قلبه، وكُل اللي دَوَّق غيره المرار هيدوق من نفس المُر .. داين تُدان ودُنيا دوّارة.

خلّي عندك يقين إن ربنا لو اِبتلاك بأمرٍ ما فسُبحانه بيدّي لك مع الاِبتلاء القُدرة اللي تخليك تصبر وتتحمل وتتجاوز ابتلائك بسلام، كُل شيلة من الرب للعبد بتبقى على مقاسه بالظبط، بتبقى على أد إيمانه وصبره، ربنا مُستحيل يحملك أكتر من طاقتك، الموّضوع بيبقى اِختبار لإيمانك واللي إيمانه قوي هو اللي هيعدّي ويقوم يُقف على رجليه من تاني. الدُنيا دي دار اِبتلاء واللي ربنا بيحبّه هيحُطه في محطات صعبة عشان يوريه حقيقة كُل حاجة حواليه، ربنا بينورنا بطريقته، بيقوينا بإختباراته.. عشان كدا اِصبُر وقول يا رب وهتعدّي من أزمتك زي ما عديت من ألف أزمة قبلها بفضل الرحيم بعباده.

(ضربة الغالي بتكسر النِفس) ودي أكتر جُملة حقيقية ومؤلِمة في نفس الوقت، لإن الضربة لما بتيجي من الناس الغالية على قلوبنا بتكسرنا، إنتَ لا متوقّع الضربة ولا مستني من الشخص دا بالتحديد إنّه يعمل فيك كدا، وهنا وجع الضربة بيبقى أضعاف الوجع لو كانت الضربة دي جات لك من حد غريب، ومن صدمتك ما بتبقاش مستوعب اللي حصل وواقف باصص في عين الشخص دا وبتسأله بلُغة العيون: (بقى أنا أستاهل منّك كدا؟).

صباح الخير؛ أنا أكتر حد بيسامح، وأكتر حد بيدّي فُرص، وأكتر حد بيصون العِشرة والعيش والملح، وأكتر حد بيتمنى الخير لغيره، فالمُميزات دي كُلها ليك الحق إنّك تستمتع بيها في التعامُل معايا وتعيش عِلاقة ��اضجة وسوية، لكن إياك تحاول تستغلها ضدّي وتفكر إن طيبتي ضعف وجدعنتي هبل لإن وقتها هفاجئك بشخص تاني.. شخص ما بيتهاونش في حقوقه ولا بيسمح لحد ييجي عليه أيًا كان الحد دا مين.