يحاولون طمسَ البلادِ بكل الطُرق، وما البلاد؟! نحنُ البلاد، مَبسمُ الأحرارِ أسطورةٌ مُضرَّجةٌ بالدّماء، دربُ الرصاص هُويَّة الشهداء، وصاياهم خُطّت على عَجَل، أضاءت درب الأحياء. أعمارٌ فنت خلف قضبان الحديد، دموعٌ مكتومةٌ يعلوها زغاريد وفؤادٌ منفيّ، انفطر من الشوقِ والحنين

لتعود غزة بأرضها حُرَّةً بِأمجاد رجالٍ اشتبكوا ودكّوا وقصفوا بالهاون و الرجوم و الياسين، بسواعدهم وبِسيل دمائهم الزكيّة

رغم أنف السجّان كُسِر القيد وحُطّمت الأغلال وخرج الأبطال مرفوعي الرأس بعد عقودٍ وسنواتٍ عجافٍ خلف القضبان، بدماءٍ زكيةٍ طاهرة وبصبرٍ وصمودٍ تحقّق القسم وأوفى الأحرار بعهدهم، ولامس أسرانا تراب الأرض وعانقوا الأحباب، فيا حرية قريبة لكل بطلٍ غيّبته المعتقلات.

الذي سار للشهادة دون ذعر، أحد مؤسسي كتيبة طولكرم، خاض حربه مع الاحتلال، يشدّ بيده على جمر حزنه لفقد رفاقه،وبالأخرى يشدّ على زناد بندقيته، مجاهداً بطلاً أذاق عدوه شدة بأسه وصلابة ثأره. اشتبك حتى ارتقى بعدما حوصِر لساعات وقصف بالإنيرجا، مضى شهيداً على طريق رفاقه، بذات العهد والجهاد

وهذا مصطفى المُجتهد الطموح، تعلّق بحبال أحلامه وكرم ربه رغم بشاعة الحرب، لكن شاء الإله أن يختار لمصطفى أعلى الشهادات وأسمى الرُتب في ذكراه الأولى، تجدون هنا قبسًا من حياة المُمرّض الشهيد مصطفى عليان النجار

مقتحمًا، مُلتحمًا، عابرًا... مضى ذو العشرين عاماً ونيّف، مخترقًا حصون العِدا، مفرّغًا مخزن سلاحه في قلب الحاجز العسكريّ المُقام على الأراضي المُغتصبة من الضفّة، موقعًا عشرة جنودٍ ما بين قتيلٍ وجريح، هذا محمد دراغمة وريث نهج الشهداء وجدواهم، ابن طوباس الأبية وشقيق قائدها الشهيد.

هذه ميلاد وليد دقة، ابنة البلاد التي رُزقنا بها رغم أنف الاحتلال، تطفئ شمعة عامها الخامس رفقة المحرر العنيد زكريا الزبيدي رفيق والدها الذي منعه الاحتلال من إنقاذ حياته من خلف القضبان، ارتقى وليد وتحرّر زكريا وتكبر ميلاد عنادًا في المحتل. عامٌ سعيد يا ميلاد، فلسطين حرّة يا ميلاد