يعجبني من ينتبه إلى مواطن اللطف في كلامه وفي تعامله مع الناس، ومن يخشى أن يكون ثقيلا أو متطفلا على أحد، يراقب كلماته وتصرفاته قبل أن تصدر عنه ويعرف أثرها في نفوس الآخرين ومشاعرهم. هذا الشخص غالبا تجده حاد الذكاء خفيف الروح بعيدا عن البلادة والغباء.
من سبل اللطف أن تعطي غيرك فرصة لإكرامك، وألا ترفض معروفا مُد لك، خصوصا حين يكون المعروف بسيطا غير مكلف لصاحبه.. فالإنسان يسعد حين يكون في موضع المعطي، ومن كرم النفس أن تمنح غيرك هذا الموضع.. والكريم لا يتحرج من تقبل المعروف.
سبب النفور من المواعظ الدينية والأخلاقية الآن، أن الموعظة بطبيعتها تعارض الحياة المعاصرة.. الموعظة تأمرك أو تنهاك، والأمر والنهي يشمئز منه الإنسان الذي تربى على قيم التحرر والفردنة. لذلك ليس هناك أثقل على الفرد المعاصر من سماع النصح والتوجيه.
فيه شيء من الرداءة غير الملحوظة تتسرب إلى المرء حين يدمن متابعة ماهو تافه ورديء.. شيء يؤثر في نمط مخفي من نفسه، ربما لا يلحظ بدقة آثاره ولا مظاهره، ولكن من هنا تكمن خطورته، أنه تأثير أعمق من أن يرصد، شيء ينفذ إلى أصالة الروح، ويؤثر بعيدا على المستوى الوعي واللغة وطريقة التفكير.
إسرائيل دولة مجرمة، ليس فقط لأن أفعالها إجرامية، بل لأنها نشأت من الأصل نشأة إجرامية.. كل يوم يمر على إسرائيل في فلسطين هو إجرام، مجرد وجودها إجرام.. إسرائيل مجرمة أصلا وفصلا، ما يحدث الآن هو امتداد لأصل إجرامي عريق..
الملل كائن حديث، ولا أظن أن أجدادنا عرفوا الملل كما نعرفه نحن، ليس لأن حياتهم كانت مليئة بالتسلية والإثارة، ولكن لأن فهمهم للحياة يختلف عن فهمنا. فكرة الرغبة في التسلية الدائمة والإشباع اللحظي، وفهم الحياة على أنها دائما سباق ومطاردة وعلى الإنسان أن يركض كما يركض الناس
ليس لدي سناب ولا تيك توك ولا انستغرام، ولم يسبق أن خضت تجربة في إيٍ من هذي البرامج لا متابعةً ولا استخداماً، ونسبة كبيرة من المشاهير الجدد لا أعرف حتى أسماؤهم.. ومع ذلك مبسوط والحياة ماشية ولا أشعر إني نفسية، والمهم أيضا لم يحصل أن ندمت على شيء فاتني.
هناك شعور نفسي، إن امتلكته فقد ملكت كنزا، هذا الشعور هو: الانزعاج من الأوقات التي تذهب سدى.. هذا الشعور لا يتأتى لكل أحد، بل هو خاص لأصحاب الهمم والطموح والذين يريدون شيئا من هذه الحياة. وحتى لو فاتك الفعل فمجرد هذا الشعور أمر حسن، إذ هو كفيل بأن يبعدك عن خانة البلداء.
أحب هذا النوع من السخرية، وأعتبر السخرية هي التعامل الأمثل مع هذه العينات.. لأن هذه العينات لا تواجهك أصلا بالمنطق أو العقل حتى تواجهها به.. بل التهكم، وحتى التنمر، هو الحل الأنسب لهم
فيه نمط من التفكير بدأ يشيع مؤخرا خصوصا في وسائل التواصل، نمط يهتم بالمشاعر أكثر من الحقائق. بمعنى صار المهم التطبيب على مشاعر الناس على حساب الحقيقة. فكل شيء صار مقبول، ومافي أحد مخطئ، والناس كلهم جميلين ولطيفين، وأذواق الناس لازم تحترمها ولا تتكلم في ذوق احد، ومن هالكلام الفارغ
وأنا أتصفح بعض الردود على النابلسي.. أتعجب كيف أن نمط الحياة المعاصرة تحول إلى دين يُعبد، الانغماس في عالم اللذائذ والعيش من أجل الاستهلاك والتمتع ليس مجرد ممارسات بل هي طقوس مقدسة عند البعض، لذلك اغتاظ هؤلاء من هذه التوبة لأنها إعلان صريح عن الخروج من الدين المادي الذي يقدسونه.
من الحالات الغريبة التي جلبتها الحياة المعاصرة، حالة التمظهر بالسعادة. ثمة هوس عند كثيرين في محاولة إظهار مدى سعادتهم وفرحهم للآخرين، لم يعد الأمر الآن أن تكون سعيدا، بل كيف تظهر هذا للآخرين. من هنا قد يتحول المرء إلى مجرد ممثل وظيفته اليومية أن ينشر تفاصيل حياته الشيّقة للآخرين!
بعد كل خيبة عاطفية، يكتسب الإنسان قدرا من ذكاء الشعور، حالة نافعة من التبلد تمنحه شيئا من وضوح الرؤية واتزان القلب.. الخيبات علاج مر لطيش العاطفة وتسرع الشعور، صدمة تنير بصيرة الإنسان وتزيد من حكمة الروح.
أذكر في حلقة ثمانيه سأل المذيع الأستاذ سليمان الناصر إذا ما حصل وتعرض لمضايقات او هجوم بسبب اهتمامه بالفلسفة، رد سليمان: "حلو الواحد يظهر بالصيغة البطولية هذي بس الصراحة ما حصل شيء من هذا". أعجبني هذا الصدق. تقدر تكون ناجح بدون ما تمثل دور المناضل، وعادي تقول انك نجحت بشكل عادي.
من أفعال الخير المغفول عنها في المجالس والاجتماعات أن تساهم في رفع الحرج عمن وقع فيه، أو تساند ضعيف الموقف، أو تحاجج مع صاحب الحق المغلوب.. مثل هذه الأفعال تدل على نبل ونباهة، وهي وإن كانت بسيطة الفعل إلا أنها كبيرة المعنى في نفس من يتلقاها.
في الأزمنة المعاصرة وفي ظل الترويج لأنماط حياتية مزيفة، تم تضخيم قيمة الحب وجعله هو الأساس الذي تقوم عليه العلاقات، حيث صُورت العلاقات الزوجية التي لا يتخللها هذا الحب، كعلاقات فاشلة ومملة ولا تطاق.. وهذا التصور الهوليودي واقعيا تصور متهافت لا زالت التجارب تكذبه مرة تلو المرة.
أول درجات الحمق أن يعتقد الإنسان أنه أذكى من حوله لمجرد أنه قرأ كتابين وحفظ اسم كم فيلسوف.. ثم إني لاحظت أن التباهي بفرادة الاهتمامات وتصوير أحاديث الناس وأساليبهم بالسطحية والسذاجة هي غالبا من سمات عوام القرّاء والمثقفين
هناك شيء من الطهر النفسي يعتريك بعد أن تمر بتجربة حزن، الشعور بالألم أحيانا يفضي إلى نقاوة روحية.. فبعض الأحزان تهذّب النفس وتزيل غشاوة الروح، يصبح الإنسان معها أرهف حسا وأذكى قلبا.. الحزن في النهاية هو شكل من أشكال الاقتراب من النفس والشفافية مع الروح.
أكثر إنسان جدير بالثقة هو الإنسان المعتدل، معتدل المزاج، معتدل الطبع، معتدل التفكير، تثق به حتى لو كان يخالفك.. المتطرف، المبالِغ، الحاد، لا يمكن الثقة به حتى لو كان في صفك.
بين كل متاحبين أو متعاشرين ينشأ قاموس لغوي خاص، لا يفهمه سواهما.. لغة جديدة، الكلمات فيها ذات طابع مختلف، طابع غير معجمي.. نوعية الكلمات المستخدمة في الترحيب، اختيار اسم المنادى، صيغة السؤال والجواب.. فروق طفيفة ذات دلالات شاسعة لا يعيها إلا من نشأت بينهما هذه اللغة.
لا أعلم.. لكن في نفسي شيء من مثل هذه الأساليب الجديدة في الوعظ، وأراها شاعت بكثرة.. هذا التغييب الملحوظ للجانب الأخروي والتعبدي في النصح والتذكير يشبه أن يكون علمنة للوعظ.. الحث على العبادات بوصفها فقط أدوات سحرية لتحقيق الرغبات الدنيوية أسلوب غير شرعي فيما أظن.
على سبيل المثال يجهل بعض منهم أن استحلال الشذوذ كفر مخرج من الملة، وليس مجرد رأي أو دعم للحريات.. بل الوقوع في الشذوذ وممارسته أهون من استحلاله، وهم يظنون العكس أنه إذا لم يفعل الشذوذ ولكن يرى أنه مجرد حرية أهون!
ثمة أناقة فكرية تجدها عند الإنسان الذي لم يتعمّق في التفاهات، ويجهل مواطن الابتذال.. أناقة غير متكلفة وغير مقصودة، تلمحها لمحا في فكره وسلوكه، شيء يشبه جاذبية السذاجة، غفلة لها ملمح الألق والبهاء.. ثمة شيء ما تشعر أنه لا زال طاهرا وناصعا في أعماق نفسه.
هناك نوع من المودّة هي مودة العاقل، أن تألف إنسانا لا لشيء إلا لرجاحة عقله واتزانه.. يقول الجاحظ:
"واعلم أن إجراءك الأمور مجاريها، واستعمالك الأشياء على وجوهها، يجمع لك ألفة القلوب، فيعاملك كل من عاملك بمودة، وأخذ وعطاء، وهو على ثقة من بصرك بمواضع الإنصاف وعلمك بموارد الأمور."
لايمكن أن يكون المرء اجتماعيا دون أن تسلب منه هذه الصفة شيئا من نفسه، هناك ضريبة روحية يدفعها كل من يهب نفسه للناس. يأخذ الناس منك شيئا ربما لا تعرفه، لكن الأكيد أن شيئا أصيلا فيك تفقده حين تكون متاحا في كل وقت. ثمة شيء فيك يُهدر ويُبتذل حين لا تأخذ نفسك حقها من الاختلاء والعزلة.
١_طرحت رأيك في وسيلة عامة وردوا عليك في وسيلة عامة وين الغيبة بالموضوع
٢-المسألة ماهي دراسة حتى تجتهد وتطمح المسألة موهبة. لو لاعب ثبت إن مستواه هزيل ويقول مستقبلا راح أتفوق على ميسي مراح نشجعه راح نضحك عليه
٣-أتفهم شاعر من طبقة فهد عافت او مساعد الرشيدي رحمه الله لو قالوا كلامك=
أولاً : لمَ أذكر بأنني أفضل مِن المتنبي.
ثانيًا: لأنني رجُل فـ أنا أملك من الطموح ماتعجزون عَنه .. فالمتنبي المغرمون أنتم به ليس برسول ولا نبي.
ثالثًا : الظُلم لا أرضاه ولا أقبله على نفسي لذلك "لا سامحكم الله ولا عَفى عنكم"
أخيرًا : قال تعالى " وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا"
ثقافة الإعذار، وعدم التسرع في اللوم، تدل مباشرة على سعة العقل، فالتماس العذر والبحث عن أسباب ودوافع الفعل تدل في الغالب على فطنة المرء ونباهته، بينما تنطوي صفة اللوم وكثرة العتب على ضيق أفق صاحبها ومحدودية تفكيره، كونه يعجز عن إدراك ما وراء الأفعال من ظروف وأسباب ودوافع.
لطالما آمنت بقيمة الإخفاء وعدم الإفصاح وانتقاء ما يُقال، أكثر من إيماني بقيمة الفضفضة، والصراحة، والعفوية بالكلام.. هناك دائما أشياء لا يجب أن تقال، أشياء يجب أن تبقى مخفية حتى عن أقرب الناس لك وأحبهم إليك، بل بالذات معهم.
وانا اسمع بودكاست فنجان عن السمنه، أعجبني طريقة الضيف في تبسيط المعلومه، وجلست أفكر وش اللي يخلي الشخص جيد في توصيل المعلومة.؟ وتوصلت إن أهم سبب إنه يكون الشخص نفسه فاهم وش اللي يتكلم عنه.. الفاهم هو أكثر واحد يقدر يفهم، واذا شفت واحد يتكلم بطريقة معقده فاعرف انه هو نفسه مو فاهم.
قبل أيام كتب أحد الفضلاء نصيحة للشباب عن تجنب العلاقات المحرمة، فكانت الردود عليه من الشباب: "لماذا لا توجه كلامك للفتيات" .. ومثل هذه الجملة شائعة عند الفتيات أيضا: "ليش ماتوجهون كلامكم للشباب"..
هذه النفسية في التعامل مع الأوامر الشرعية نفسية طارئة، لم تكن معهودة في السابق!
فيه مستوى معين من عدم الفضول الوصول إليه مضر اجتم��عيا، يعزلك عن اللي حولك، ويخليك أشبه باللامبالي عن امور واقعية مهمة تحدث حولك.. لا يجب أن يخسر المرء الحد الأدنى من الفضول الاجتماعي، نصيحة من واحد لطالما خسر هذا الحد.
جاء في الإمتاع والمؤانسة:
"ولا تأذنوا لأولاد السفلة بتعلم الأدب فيكونوا لرداءة أصولهم أذهن وأغوص."
يشير هذا النص أن عملية التثقيف ليست بالضرورة تزيد الإنسان شرفا ورفعة، بل أحيانا قد تزيده دناءة.. اللئيم إذا قرأ واطّلع لا تحوله القراءة إلى إنسان شريف بل قد يستعمل ثقافته في لؤمه.
اختلاس النظر إلى النساء أو إلقاء الكلام عليهن في الأماكن العامة والأسواق يحط من قيمة الرجل، ومن لا يجد في نفسه حياء من مثل هذه التصرفات فليراجع مروءته.
مما يُفقِر الإنسان روحيا، أن يعيش حياة ذات بعد واحد، حياة منزوعة التنوع.. يتعلق بفرد، يستهلك طاقته على عمل واحد، لا يمارس أكثر من هواية.. الاقتصار على شكل واحد من أشكال العيش، والتعويل على الحد الأدنى من الأشياء، يضيّق الحياة، ويستنفد المشاعر، ويحرم الإنسان من وجود أعمق وأكثف.
مكافحة النية أصعب عمل أخلاقي يمكن أن يمارسه الإنسان، كيف تجعل أعمالك خالصة لوجه الله، خالصة لفعل الخير لا لغرض آخر، كيف تكون صادقا لا مرائيا.. إن مكمن الصعوبة هنا هو أنك لا تواجه أمرا منفصلا عنك، بل إنك تواجه ذاتك، تواجه أهواءك ورغباتك..ولا شيء أصعب من أن يواجه الإنسان نفسه.
أعترف أن مشكلتي مع الذكوريين الجدد في المقام الأول ليس في إساءتهم للمرأة، مشكلتي معهم أنهم يسيئون للرجل ولقيم الرجولة.. الذكوري هو الوجه المقابل للنسوية، ليس بمعنى أنه يضادها بل يشابهها، والمضادة هي ظاهرية فقط، وإلا فأصل أغاليطهم واحدة وما يترتب على خطابهم واحد.
ليس للإنسان ذات واحدة إنما ذوات متعددة، قد تغيب إحداها وتحضر الأخرى. فالإنسان نفسه قد يكون متألقا في مكان، ومنطفئا في آخر، قد يكون عاديا بحضرة أشخاص وألمعيا في حضرة آخرين.. ويحدث أن يفتقد الإنسان ذاته، أو بالأصح إحدى ذواته، لغياب الآخر أو المحيط، الذي من خلاله تتوهج هذه الذات.
دلالات هذا المقطع تكشف نفسية محمد ومقدار الوهم اللي عايش فيه، وهم انه عالم تنويري يواجه مجموعة من الهمج والمتخلفين (حتى بهذي النظرة يقلد نظرة العالم الأوروبي لبقية شعوب العالم) لكن واقعيا محمد ماعنده أي مساهمة علمية محترمة، وعمله يقتصر على تجميع معلومات ونشرها يعني حده صانع محتوى
مثل هذه المواقف، لا تعبر عن شهامة الرجل فقط ولكن أيضا عن ذكائه.. مثل هذا الذكاء الفطري لا يكتسبه الإنسان من قراءة كتاب أو تصفح مقال ولكن هو هبة يمنحها الله من يشاء..
أكثر شيء يغث بالتغريدة هو محاولة منطَقَة العفانة.. شيء تسوي بكيفك، بس لا تحاول تبرره وتجمله وتخليه هو السلوك المنطقي. وهذي ظاهرة قبيحة وتجي بأكثر من شكل، المتنبي مرة تكلم عن أحد تمظهراتها يوم قال:
يرى الجبناء أن الجبن حزمٌ
وتلك خديعة الطبع اللئيم
اذا كنت متصف بصفة سيئة لا تزينها
لما اروح مطعم مع اثنين من اخوياي او اكثر واحصلهم يتناوشون مع بعض عند المحاسب عشان كل واحد فيهم يبغى هو اللي يدفع عشان نقول عنه كريم
اتركهم بحالهم واتفرج عليهم
اللي يدفع أقول له الله بكرمك ويكثر خيرك
للمعلومية وجودي في بيئة ارامكو سواء بالسكن او العمل صنع فيني ثقافة نظام أمريكي
أخلاق المرء ومروءته بل وحكمته تكشفها لك المعاشرة والمخالطة.. ويصعب أن تنكشف بغير هذا، فلا تغتر بحسن الكتابة وسعة الثقافة فتظن أنها دالة على طبيعة الفرد. وأعجب ممن يستحسن كلام أحدهم وجمال أسلوبه فيستنصحه في شؤونه الخاصة بل وقد يكشف عن ثقة ساذجة لمجرد هذا الاستحسان الظاهر!
الحضور الدائم هو ضرب من الغياب.. أحيانا البعد هو إثبات وجود، وهذه مفارقة، ثمة أشياء تُثبت حضورها بغيابها، القرب الشديد يلغي وجودية الشيء، يجعل الشيء منسيا ومهملا.. من هنا فالقليل من الابتعاد هو شكل من أشكال القرب، طريقةٌ في التواجد.. أحيانا البعد الحسي دافع للقرب الروحي.
اللهم إنا نعوذ بك من تضخم الذات، ومن شعور النفس بأنها مدار كل شيء، ونعوذ بك من أن تكون غاية أفعالنا وأقوالنا هي الثناء على أنفسنا، ونعوذ بك من هوس الاستعراض ولفت النظر. اللهم اجعل سماعنا للمديح وعدمه سواء، ولا تفتنا فنلهث خلف ثناء الناس. اللهم وارزقنا البساطة الصادقة لا المصطنعة.
ما وجدت رجلا سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي له تقدير وحظوة عند الناس، إلا وهو يتخذ الصمت منهجا له، الصمت عن التدخل في شأن الآخرين، والصمت عن الأمور المثيرة للجدل، والصمت عما لا يعرف. الصمت لا يجعله سالما فقط، بل يعطي كلامه قيمة، فإذا تكلم أنصت الناس له كما لا ينصتون لغيره.
رمزية البيت في حياة الإنسان عموما بالغة المعنى، البيت ليس مجرد بنيان، هو حشد من الذكريات والمشاعر والآمال.. حين يتهدم بيت يتهدم معه جزء حميم من روح الإنسان، رؤية البيوت بهذا الشكل هو أحد سلسلة المآسي الموجعة التي يعيشها أهل غزة.. الله يفرج عنهم ويعوضهم وينتقم من عدوهم عاجلا يارب.
قاعدة في الحياة، غالبا الإنسان اللي يسوي شيء بدون ما ينتظر مقابل هو أكثر شخص يجيه مقابل، اللي يفعل بدون ما يدور ثناء الناس هو اللي يجيه ثناء الناس، بينما اللي يدور المقابل مراح يحصل عليه.. وهذا دليل إن الصدق والنية الطيبة أقوى أثر من أي شيء آخر.
رمزية البشت رهيبة، بعد الشد والجذب حول منع شارات الشواذ وأعلامهم، ومحاولات الغرب فرض ثقافتهم الشاذة على كأس العالم، فجأة يرتدي المنتصر البشت العربي بعد أن كانوا يؤملون أن يحمل الفرنسيون العلم الملون.
في حرب المصطلحات المتكررة، سيقال هذه الأيام عن الشخص المتمسك بدينه وقيمه، ويرفض ثقافة الانصياع والخضوع، أنه نكدي.. عزيزي النكدي: نكد عليهم لا أبا لك، وتذكر أن النكدي في عرف هذه الإيام هو الإنسان الواعي المتمسك بمبادئه والرافض لكل أشكال الابتذال والتفاهة!
والنتيجة اللي وصلت لها ( وراح أنزل تحت الشواهد) إنها في إنكارها المتكرر عن عدم ارتباطها بعلم الطاقة تكذب كذبا صريحا لا يقبل التأويل ولا الترقيع، أما لماذا أتباعها تجاوزوا هذه الكذبة ولم ينتقدها أحد، فهذا شيء محير فعلا وما لقيت له جواب. خصوصا إن كل محاضراتها قائمة على فكرة الطاقة!
أثر في معنى "جلسته تنشرى" :
"يروى عن عمر بن عبدالعزيز أنه قال: والله إني لأشتري المحادثة من عبيد الله بن مسعود بألف دينار".
ثم استطرد فقال:
"إنّ في المحادثة تلقيحًا للعقول، وترويحًا للقلب، وتسريحًا للهمّ، وتنقيحًا للأدب."
للشواذ في منصة رصيف:
تجريم الشذوذ إرث ديني وإنساني. ونعم يوجد الشذوذ منذ فجر التاريخ ولكن أيضا هو يعتبر شذوذا منذ فجر التاريخ. ثم إن حركات اليساريين بحشر لفظ الاستعمار لن تجعلنا نتعاطف مع الشذوذ.. بل الشذوذ المعاصر لم ينتشر إلا بالاستعمار الإعلامي الغربي والإرهاب السياسي.
إلى #أبوتريكة …"ليست وظيفتك أن تحط من شأن أي شخص. توجد المثلية في البشر منذ فجر الخليقة وتوجد أيضاً في الكثير من الحيوانات والمخلوقات الأخرى. قوانين تجريم المثلية عندنا هي إرث استعماري"
#ضد_رهاب_المثلية
الموقف الصحيح تجاه من اعتاد المبالغة في الثناء، أن نتوجس منه ونتحفظ، لا أن نصدق ونثق. لأن هذه المبالغة تدل غالبا على طبع ومزاج غير معتدل، أكثر من كونها دالة على صدق المادح أو جدارة الممدوح. وكثيرا ما كشفت لنا التجارب أن من يتطرف في الثناء عليك هو أسرع من يتطرف في ذمك.
استشعارك لقيمة الأشياء البسيطة، والتشبع بمعانيها والانتباه لما فيها من قيمة وجمال خفي، هي ممارسة تحتاج إلى نباهة وحس أصيل.. فمعنى الشيء لا يكمن فقط في وجوده بل أيضا في الانتباه له، ومن مداخل السعادة أن يُرزق الإنسان فن التقاط المعاني البسيطة والتفطن لها.
طرافة أن تجد شخصا ينبهر بذات الأشياء التي تبهرك، يستقبح ويستحسن ذات الاشياء.. هذا الاشتراك العميق في الذوق، وهذه الحساسية الجمالية المتماثلة من أثمن ما تشترك به مع أحد.
يلازمني خجل عميق كلما مر علي شيء مما يحدث في غزة.. غزة منذ أشهر وحتى الآن تواجه الموت بكافة أنواعه.. مذبحة حية يقترفها الكيان الصهيوني كل يوم على مرأى من العالم.. شيء مختلف عن كل ما حدث سابقا. اللهم ياعزيز فرج عنهم وأغثهم يارب.
بالمناسبة سلطان في هذا الثريد وفي مقال سابق له، يحاول يروج لفكرة واحدة، وهي إن الشذوذ عادي ومقبول بين المجتمع وشائع، ويحاول يوصل لفكرة غير مصرح بها: إن التشدد في رفض الشذوذ لا ينبغي.. لكن ما يقول هذا بصراحة و يحاول يظهر انه محايد وشغلته بس يسرد الشواهد=
لاحظت عند الحديث عن المثلية تصويرها بأنها ظاهرة غريبة ودخيلة على المجتمع السعودي. تستطيع تعادي المثلية زي ما تحب، لكن لا تستطيع إنكار أنهم فئة من المجتمع وجزء من الثقافة واللغة اليومية وجزء من الأدب والأغاني والشعر السعودي.
وهذه سلسلة تغريدات عن المثلية في الثقافة السعودية
لإيليا أبو ماضي:
لا تطلبنّ محبةً من جاهِلٍ
المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهَما
الفهم مدخل إلى الحب، من يفهمك يطمئن إليك، ذلك أن الفهم هو إزالة للريبة والوحشة بين القلوب، أما عدم الفهم فهو انغلاق نفسي.. من هنا قد يتسرب البغض في اللحظة التي يعجز فيها الإنسان عن فهم الآخر.
رحابة النفس هي رحابة فكر.. وسيع الصدر هو بالضرورة إنسان واسع العقل، عميق الفهم، يُبصر الاحتمالات ويستوعب أبعاد الأمور.. أما ضِيق النفس فهو في الأصل ضِيقُ أفق، ضحالةٌ في التفكير.. ضيّق الصدر هو إنسان محدود الرؤية لا يتقبل ولا يعذر لأنه لا يفهم..
الشخص العاقل صحبته مريحة، ليس فقط لقلة ما يصدر منه من الأذى، ولكن أيضا لرهانك على عقله، تعرف أن يفهمك ويعذرك، تصرفاتك وحتى أخطاؤك لا تحتاج إلى تبرير وتوضيح إذ تعرف أنها وقعت على عقل لا ينقصه الفهم والاستيعاب.
ثمة أوقات يتطلب القرار موقفا عاطفيا لا منطقيا، الحسابات المنطقية في بعض الحالات بلادة وخذلان.. أحيانا أنبل ما يفعله الانسان ويُقدم عليه يأتي في لحظة لا عقلانية، من دافع لا يُقنع.. الأفعال الجليلة هي سليلة الحالات العاطفية لا التفكير المنطقي.
أحترم الإنسان العادي، والذي لا يرى عيبا في كونه كذلك.. يعيش حياته بدون ما تكون الشهرة طموح له. الشخصيات العادية غالبا تجدها عاقلة ومتزنة، لأن الشهرة إذا صارت طموح عند الشخص سيفقد عقله ووقاره تدريجيا، وسيستخف ويتحامق.. تحية لك أيها العادي وإن لم يعرفك أحد، لأن هذا لا يهمك أصلا.
من العبث أن يُعالج الخواء الروحي بمزيد من الإشباع الجسدي، هنا إقفار للروح وليس إثراء لها.. الانغماس في الملذات الحسية هو إيغال في فراغ الروح وتوسيع لوحشة النفس.
سمعت فائدة نقلها د. محمد أبو موسى عن الجرجاني يقول:
“لا تطل النظر في الشعر الفاسد، فإن سريان الفساد إلى الطبع أسرع من سريان الحسن إلى الطبع”
وهذه حكمة عزيزة لا تصلح في الشعر فقط بل في شؤون كثيرة. يملك الفساد من النفوذ والتأثير ما لا يملكه الحسن، فلا تنبغي أبدا الاستهانة بتأثيره.
فيه شعور لذيذ في كونك تكون واضح وما تخفي شيء، ولا تخاف من شيء يظهر منك.. هذا الصفاء الداخلي من متع الحياة، ولكن لأننا بشر ولسنا ملائكة، ولدينا أخطاؤنا وعاداتنا السيئة، فيكفينا مجرد الطموح والسعي إلى درجة مرضية من هذا النقاء..
العاطفة لا تضاد العقل إنما تختلف عنه فقط، ولا يمنع أن يكون المرء عقلانيا وعاطفيا في آن، بل يستحسن هذا. فالعاطفة والعقل كل منهما له فائدته، والعقلانية المجردة مذمومة مثلما هي العاطفة المجردة.. المرء الذي يعالج قضاياه بعاطفة متقدة وعقل نابه خير ممن يعالجها بالعقل فقط.
والنبيل لا يتنبَّل، كما أن الفصيح لا يتفصّح، لأن النبيل يكفيه نُبله عن التنبل، والفصيح تغنيه فصاحته عن التفصح.. ولم يتزيّد أحد قط إلا لنقصٍ يجده في نفسه، ولا تطاول متطاول إلا لوهنٍ قد أحس به في قوته.
- رسائل الجاحظ
الشروحات العقدية ليوسف الغفيص في اليوتيوب من الكنوز التي لا تقدر بثمن. ومنهج الشيخ في شرحه منهج علمي رصين، وشروحه مليئة بالطرائف والتدقيقات النظرية والنقدية الفريدة. وبما أننا مقبلون على مشاوير الدوام فهي من خير ما يسمع في هذه الأوقات. وهذه صفحة فيها نتاجه
الفراغ الحقيقي هو فراغ النفس لا الوقت، العاقل ممتلئ حتى في وقت فراغه، والسفيه فارغ في كل حالاته.. وربط الفراغ بالسفاهة يستعمله عامة الناس: "والله انه فاضي" تُقال لمن يصدر منه فعل أخرق.. الفضاوة الداخلية هي منبع حماقات الإنسان.
من الأشياء اللي مقتنع فيها، ودائما ما أجدها صادقة في أمثلة كثيرة، إن الفكاهة وروح الدعابة من النادر أن تجدها في ثلاثة:
الشخص الوسيم، والشخص اللي تربى في بيئة ثرية، والبليد.
فكرة إن علم الطاقة دجل وليس علم، وإن فيه إشكالات شرعية وعلمية، شيء معروف وتكلم فيه كثيرون.. وما ودي أعيد وأكرر الكلام لكن أنا أبي أركز على سميه الناصر بالذات ولقائها مع المديفر، لأني لاحظت إنها تعمدت تظهر بوجه غير حقيقي، وللاسف المديفر رغم محاولاته ماقدر يكشف هذا الوجه
"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"
أحد جماليات هذا الحديث الشريف، تأسيس معنى وجود الإنسان المرتحل، المرتحل حتى في جزئيات حياته. فكل علاقة أو ممارسة أو عمل هو عبارة عن محطة، رحلة من نوع ما.. التعامل مع الأشياء بذهنية أنها عابرة يعني اجتيازها بأكبر قدر من الخفة والطرافة والنبل.
الحياة لا تسير بهذه الطريقة.. الحقيقة لا تأبه بمشاعرك، والواقع فيه صواب وخطأ، وهناك جمال وقبح، وفيه شيء مقبول وغير مقبول. أما تذويب المعايير حتى يصير كل شيء متشابه، الجميل كالقبيح، والصح مثل الخطأ، فهذا سلب للقيمة نفسها، ومحاولة لإفراغ الأشياء من معانيها ومضامينها التي تميزها.
صحيح أن شخصيتك الافتراضية لا تعكس بدقة شخصيتك الحقيقية، ولكن قد تعكس جزءا منها، إذ لا بد وأن يتسرب جزء من طبعك ومزاجك ويظهر على شكل تغريدة أو رد أو موقف معين.. نعم التظاهر ممكن، لكن اختلاق شخصية كاملة تختلف كليا عن صاحبها أراه غير ممكن.
أحيانا يصاحب الانفعالات النفسية الشديدة قدر من النباهة الذهنية والتفتح العقلي، مشاعر الحزن أو الفرح أو الغضب حين تجيش في النفس تفتح بصيرة الإنسان ووعيه أمام أمور لم يكن ليدركها في حالات السكون.. ثمة أحيانا شيء من الإلهام والحكمة تتلبس الإنسان في حالاته الشعورية القصوى.
1- الكون كله عبارة عن نسق من الطاقة وكل شيء له طاقة( ترددات وذبذبات) 2- هذه الطاقة يمكن أن تستجيب وتنجذب للشيء الشبيه والمنسجم 3- الانسان اكبر مصدر للطاقة، وهذا المصدر هو أفكاره ومشاعره الداخلية 4- كيف بالتحكم بالمشاعر تقدر تبث ذبذبات وتجذب الاشياء اللي تبيها.