إياك أن تظن أن الثبات على الاستقامة أحد إنجازاتك الشخصية فإن الله قال لسيد البشر ولولا أن ثبتناك فكيف أنت حين اختارك الله لطريق هدايته ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك بل هي رحمة منه شملتك قد ينزعها منك في أي لحظة لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ولا تنظر باستصغار لمن ضلّ عن سبيله
إن من حق المتحدث علينا أن نصغي إليه باهتمام ، وألا نصدر حكماً على ما يقول حتى يفرغ من كلامه ، وإن من المؤسف أن مجالسنا كثيراً ما تكون مشحونة بالمقاطعات والأحكام المستعجلة .
إن الجمال الآسر الذي يلفت توّهجه انتباهك، ليس الذي يملك شكلاً جميلاً فهم كثر، بل هو الذي يخطف قلبك بروحاً جميلة تملأ صحبته سعادة يومك. وعقلاً راجحاً تذهل منصتاً من جمال كلماته.
لاشيء أنبل من أن تستر عيوب الآخرين، ولا تفتش عنها، بل لا تبح بها حتى إذا وصلت إليك من نفسها، بل لا تؤكدها حتى لو حكى بها أحدا"غيرك، كن دائما مصدرا للأمان ونبراسا للثقة ومخزنا للأسرار، ولا تخيب أبدا ظن من وثق بك مهما كان؛ الكل يستطيع أن يبوح، والنبلاء وحدهم يحفظون العهد .
سوء الفهم كالسحاب الأسود يحجب شمس الحقيقة ، ويزرع بذور الخلاف في أرض العلاقات ، فيحصد صاحبه ندماً وألماً ، ويجني ثمار القطيعة والجفاء ، فما أحوجنا إلى صفاء القلوب وشفافية التواصل لنبدد ظلام سوء الفهم بنور التفاهم والحوار.
(إذا كان العبد يجد أعمال الخير ميسرة له، مسهلة عليه، ويجد نفسه محفوظا بحفظ الله عن الأعمال التي تضره؛ كان هذا من البُشرىٰ التي يستدل بها المؤمن على عاقبة أمره، فإن الله أكرم الأكرمين ، وأجود الأجودين، وإذا ابتدأ عبده بالإحسان أتمه.) السعدي رحمه الله .
تكمن المشكلة في الفكر وليس في نمط الحياة فكم من مستور لايدرك قيمة الستر وكم من متعافي لايشعر بقيمة العافية وكم من غني عن سؤال الناس لايشعر بغناه. ويشعرون بقيمة النعم ويدركون قيمتها عندما يفقدونها وألم الفقد لايقارن بألم ما لم تحصل عليه فالشكر واستشعار النعم سبب بركتها وزيادتها.
تدار البيوت بالود لا بالند، وتسير مراكبها بالإحترام المتبادل لا بالهجر والتأديب، ويستمر قوامها بالتغافل والتنازل لا بالتناطح والكبر، وتعيش على الحب والتسامح لا على الإهمال والعناد، وتكبر بالكلمة الحلوة والتضحية لا بالتجاهل والأنانيه
قال العلامة ابن السعدي رحمه الله: من تغافل عن عيوب النَّاس ، وأمسك لسانه عن تتبُّع أحوالهم الَّتي لا يحبُّون إظهارها: سلم دينه وعرضه، وألقى الله محبَّته في قلوب العباد ، وستر الله عورته ، فإنَّ الجزاء من جنس العمل ، وما ربك بظلَّام للعبيد.