بماذا نجيب ربنا يوم الحساب وقد أسلمنا جيران الأقصى بأيدينا إلى القتل؟! إلى الله المشتكى وكفى.
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ
إنْ كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
#رفح_تحت_القصف
لما حضرت سعيد بن العاص -رضي الله عنه- الوفاة جمع بَنِيه، فقال: أيكم يكفل دَيني؟ فسكتوا.
فقال: ما ل��م لا تكلَّمون؟!
فقال ابنه عمرو: وكم دينك يا أَبَهْ؟
قال: ثلاثون ألف دينار.
قال: فيم استدنتها يا أبه؟
قال: في كريمٍ سددت فاقَته، وفي لئيم فديت عِرضي منه.
فقال عمرو: هي عليَّ يا أبه.
#ولعت كلمة صادقة من قلب مسلم طار فرحاً وهو يرى نار الحرب أهون من الظلم:
وَحارِب إِذا لَم تُعطَ إِلّا ظُلامَةً
شَبا الحَربِ خَيرٌ مِن قَبولُ المَظالِمِ
يا أيها الناس افهموا!!! هذه الحرب الضروس «ولعت» في كل أرض العرب اليوم أو غداً؛ فهي حرب وجود قبل أن تكون حرب عقيدة.
لمَّا ماتت النّوار امرأة الفرزدق أوصت أنْ يُصلِّي عليها الحسن البصري، فحضر جنازتها وجوه أهل البصرة.
فقال له الحسن: يا أبا فراس، ما يقول النّاس؟
قال: يقولون: حضر الجنازة خير النَّاس وشرُّ النّاس.
قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرِّهم يا أبا فراس؛ فما أعددت لهذا اليوم؟
المقدمات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة والاستشهاد على الخطأ بخطأ لا يجعل من الخطأ صواباً؛ فخالد بن عبد الله القسري ملاك رحمة مقارنة بالحجاج؛ فالحجاج لا واحد له في عصره قتلاً وجبروتاً؛ ويكفى ما كان منه تجاه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قتل عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما،
لماذا اختلف الناس حول «الحجاج بن يوسف الثقفي»؟ وهل أنصفه التاريخ أم ظلمه؟
حديث عن قائد اقترن اسمه بسفك الدمـاء والجدل!
في حلقة جديدة من #بودكاست_جولان
مع رضا العنزي
@Abu_Malek_20
و
@m_a_alshathry
🎧:
👁️:
أقبح كائن العربي المتصهين؛ لا تتكلم عن المعركة غير المتكافئة، لو كنت مع جدك عبدالله بن أُبي لسخرت من الرسول ﷺ وجيشه في مؤته، ولنتقَّصت من أبي بكر لإرساله جيش أسامة.
الإسلام لا ينهض إلا بالرِّجال والجهاد والشهادة، ولا يضعفه سوى المنافقين وأشباه النساء مثلك.
#غزه_تحت_القصف
يدافع عن الشِّعر القديم وعن شعراء الجاهلية بكلامٍ سُوقيٍّ عامِّي! ويُفضِّل شعراء العامية على نزار!!! أنت جاهل ولا تدري أنَّك لا تدري أنَّك جاهل، وبينك وبين العلم بالعربية كما بين المشرقين، ولو نُشِر نزار من قبره وسمعك لاستشهد بقوله:
أنا يا صديقةُ متعبٌ بعروبتي
فهل العروبةُ لعنةٌ
الباحث في التاريخ رضا الشملاني العنزي: أنا لا أعتبر #نزار_قباني شاعرا بخلاف الآخرين لأن شعره حداثي ولا يقارن بالشعراء القدماء
#سؤال_مباشر
#السعودية
الحلقة الكاملة:
@khalid76
@Abu_Malek_20
لم يمر في تأريخ العرب في الجاهلية أو الإسلام أنَّ عرباً حاصروا إخوانهم ليقتلهم العجم، فمن لم يمت قتلاً مات عطشاً وجوعاً.
قاتلكم الله أليس فيكم رجلٌ رشيد؟!
هذا والله أشد على أنفسهم من الحرب والقتل.
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
قال الرَّافعي رحمه الله تعالى: وأشقى النَّاس من يتوقَّع الشقاء؛ فهو يتوهَّم الخوف، ثمَّ يخاف مما يتوهَّم، ثم يخاف أن يكون الأمر أكبر مما توهَّم!.
وقال البحتري في هذا فأصاب المعنى:
لَعَمْرُكَ ما المَكْرُوهُ إلاَّ ارتِقابُهُ
وأبْرَحُ مِمَّا حَلَّ ما يُتَوَقَّعُ
روى الإمام ابن الجوزي في كتاب الأذكياء فقال: خرج قاضي أنطاكية ليلاً إلى مزرعة له فلما سار من البلد اعترضه لص فقال له: دع ما معك وإلا أوقعت بك المكروه. فقال القاضي: أيدك الله؛ إن لأهل العلم حرمة وأنا قاضي البلد فمن عليَّ.
فقال اللص: الحمد لله الذي أمكنني منك، لأني منك على يقين أنك
آخر من مات من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص سنة 55 هجرية.
آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر كعب بن عمرو الأنصاري سنة 55.
آخر من مات من أمهات المؤمنين أم سلمة سنة 62.
آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة جابر بن عبد الله سنة 78 هجرية.
آخر من مات
لما حضرت سعيد بن العاص -رضي الله عنه- الوفاة جمع بَنِيه، فقال: أيكم يكفل دَيني؟ فسكتوا.
فقال: ما لكم لا تكلَّمون؟!
فقال ابنه عمرو: وكم دينك يا أَبَهْ؟
قال: ثلاثون ألف دينار.
قال: فيم استدنتها يا أبه؟
قال: في كريمٍ سددت فاقَته، وفي لئيم فديت عِرضي منه.
فقال عمرو: هي عليَّ يا أبه.
للعرب في الجاهلية ما يقرب من عشرين لغة (لهجة) منتشرة بين قبائلها، وما زالت إلى اليوم، مثل:
(1) الكَشْكَشَة: وهي إبدال كاف المؤنَّث شِيناً، قال ابن جِنَّي في «سِرِّ الصَّناعة»: ومن العرب من يبدل كاف المؤنَّث في الوقف شيناً؛ حرصاً على البيان
كانت العرب تمدح بقلِّة النَّوم، قال أعرابيٌّ يُرِّقص ابناً صغيراً له:
أعرفُ منهُ قِلِّةَ النُّعاسِ
وخِفَّةً في رأسهِ من راسي
كيفَ ترينَ عِندَّهُ مِراسي
يخاطب أمَّ ابنه. وقوله: «أعرف منه قلة النُّعاس» أي الذَّكاء والحركة.
وكان عبد الملك بن مروان يقول لمؤدِّب ولده:
هذا البيت للبيد بن ربيعة من أشرف ما نطقت به العرب؛ فهو يغني عن كتاب في الحكمة والأدب:
ما عاتَبَ الحُرَّ الكَريمَ كَنَفسِهِ
وَالمَرءُ يُصلِحُهُ الجَليسُ الصالِحُ
آخر من مات من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص سنة 55 هجرية.
آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر كعب بن عمرو الأنصاري سنة 55.
آخر من مات من أمهات المؤمنين أم سلمة سنة 62.
آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة جابر بن عبد الله سنة 78 هجرية.
آخر من مات
من أجود ما قيل في باب التنفيس عن الهموم للصاحب قول بشار بن برد:
وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي مُروءَةٍ
يُواسِيكَ أَو يُسْلِيكَ أَو يَتَوَجَّعُ
وأنا والله أعجب من حسن هذا البيت، ومن حسن ما قسَّم فيه وفصَّل.
#وايل_الدحدوح ما أشدَّ الصبر! وما أعظم الآجر!! كلما دواى الغَزِّيُّ جرحاً نزف غيره، وكلما وارى حبيباً مات الآخر؛ فتتساقط نفسه قطعةً قطعة بين ألمٍ وفَقْد، فهو كما قال الأول:
فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ سويَّةً
وَلَكِنَّها نَفسٌ تُساقِطُ أَنْفُسَا
مقدِّمة ابن خلدون التي صدَّر بها كتابه وأسس بها علماً جديداً هو علم الاجتماع، قال عنها المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد تويبني: «إنّها أعظم عمل أنتجه أي عقل في أي زمان ومكان». جاء في صفحة 120 منها قوله:
ما كان في القديم لأحد من الأُمَم في الخليقة ما كان للعرب من المُلْك ودول عاد
أسماء الأخرس شابة فلسطينة نفذت عملية انتحارية ضد الاحـتـلال الصهـ ـيوني ولها من العمر 17 عاماً، فمدحها غازي القصيبي سفير المملكة في لندن بقصيدة بديعة أثارت جدلاً واسعاً في بريطانيا وأمريكا؛ فأعاده الملك فهد بعد عام وعيَّنه وزيراً، يقول في هذه القصيدة المؤلمة في صدقها والصادقة في
• آخر من مات من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص سنة 55 هجرية.
• آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر كعب بن عمرو الأنصاري سنة 55
• آخر من مات من أمهات المؤمنين أم سلمة سنة 62 من الهجرة.
• آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة جابر بن عبد الله سنة
قيل للأحنف بن قيس: أنَّى لك هذا الحِلم؟!قال: تعلّمت الحِلم من قيس بن عاصم المِنقري، بينا هو قاعد بفنائه مُحتبٍ بكسائه، أتتهُ جماعة فيهم مقتولٌ ومكتوف، فقيل له: هذا ابنك قتله ابن أخيك، فواللهِ ما حلَّ حُبوته حتى فرغ من كلامه، ثمّ التفت إلى ابنٍ له في المجلس فقال له:
ثلاثة أبيات جياد جاءت في معنى واحد وهي،
قول المتنبي:
فإنْ يكُنِ الفِعلُ الذي ساءَ واحداً
فأفعالُهٌ اللَّائي سَرَرنَ ألوفُ
وقول زُفَر بن الحارث:
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إن أسأتُهُ
بصالحِ أيامي وحُسْنِ بلائيا؟!
وقول ابن نُباتة:
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنُهُ بألفِ شفيعِ
دخل ابن عيّاش على مسلم بن قتيبة وبين يديه سلَّة زعفران، فقال: أنشدني بيتاً لايستطيع إنسان أن يقول كذبت؛ وهي لك، فأنشده قول أنس بن زنيم الكناني رضي الله عنه:
ومَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا
أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنُ مُحَمَّدِ
فقال: خذها، لابارك الله لك فيها!.
أربعة أبيات جاءت في معنى «الطَّبع غلَّاب» ليس لها نظير في ديوان العرب، أولها قول ذي الإصبع العدواني، وهو حكماء العرب المشهورين:
ومَنْ يَبْتدِعْ ما ليسَ مِن خِيمِ نفْسِهِ
يدَعْهُ ويَغْلِبْهُ على النَّفْسِ خِيمُها
(الخِيم: السَّجيّة والطَّبيعة والأصل).
وثانيها له كذلك:
حين انتصر الحجاج على ابن الأشعث في دير الجماجم، كتب رسالة إلى عبد الملك مع عِرار بن عمرو بن شأس الأسدي وكان أسود دميماً، فلما ورد به عليه جعل عبد الملك لا يسأل عن شيء من أمر الوقعة إلا أنبأه في أصح لفظ وأتم قول وأجزأ اختصار، فشفاه من الخبر وملأ أذنه صواباً فقال عبد الملك متمثلاً:
أربعة أبيات جاءت في معنى " الطَّبع غلَّاب" ليس لها نظير في ديوان العرب، أولها قول ذي الإصبع العدواني:
ومَنْ يَبْتدِعْ ما ليسَ مِن خِيمِ نفْسِهِ
يدَعْهُ ويَغْلِبْهُ على النَّفْسِ خِيمُها
(الخِيم: السَّجيّة والطَّبيعة والأصل).
وثانيها قول زهير بن أبي سُلْمَى:
أذكر أني قرأت في مقدّمة ابن خلدون أنّ الوالي يشترط فيه شروط صحة وشروط كمال، ومن شروط الكمال أن لا يكون حديد الذكاء؛ وأظنّ أنه أخذ ذلك من عمر حين أمر أبا موسى الأشعري -رضي الله عنهما- أَن يعزل زياداً عن ولايته بعد عام واحد، فقال زياد: يا أمير المؤمنين أعن مُوجِدَةٍ أَوْ خِيانة؟
للبحتري بيت نفيس، هو دواء لكلِّ من اعتادت نفسه على المخاوف من المستقبل المجهول:
أَجِدَّكَ ما المَكروهُ إِلّا اِرتِقابُهُ
وَأَبرَحُ مِمّا حَلَّ ما يُتَوَقَّعُ
من أجود قصائد العرب قصيدة كعب بن سعد، وكان يقال له كعب الأمثال لكثرة ما في شعره من الأمثال. قال فيها الأصمعي: ليس في الدنيا مثلها، وعنها يقول أبو هلال العسكري: ليس للعرب مرثية أجود من قصيدة كعب بن سعد الغَنَوي التي يرثي فيها أخاه أبا المغوار.
وهي طويلة وكلها بديعة، ومنها قوله:
لما حضرت سعيد بن العاص -رضي الله عنه- الوفاة جمع بَنِيه، فقال: أيكم يكفل دَيني؟ فسكتوا.
فقال: ما لكم لا تكلَّمون؟!
فقال ابنه عمرو: وكم دينك يا أَبَهْ؟
قال: ثلاثون ألف دينار.
قال: فيم استدنتها يا أبه؟
قال: في كريمٍ سددت فاقَته، وفي لئيم فديت عِرضي منه.
فقال عمرو: هي عليَّ يا أبه.
من أبيات الشِّعر الجاهلي التي تدلُّ العاقل على شمائل الم��وءة ومكارم الأخلاق، قول عبد قيس بن خُفاف يوصي ابنه، في قصيدةٍ كلُّها محاسن:
وَإِذا تَشاجَرَ في فُؤادِكَ مَرَّةً
أَمرانِ فَاِعمِد لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ
قيل أنَّ أبا الحسن التهامي رُئِيَ بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قيل له: بأي الأعمال؟ قال: بقولي في ولدي الصغير:
جاورتُ أَعدائي وجاورَ رَبَّهُ
شَتّان بَينَ جِوارِهِ وَجِواري
ويقول قبل هذا البيت هذه الحِكَم البديعة؛ التي جاءت بأيسِرِ لفظ وأتمِّ معنى:
ثلاثة أبيات جياد جاءت في معنى واحد:
قول المتنبي:
فإنْ يكُنِ الفِعلُ الذي ساءَ واحداً
فأفعالُهٌ اللَّائي سَرَرنَ ألوفُ
وقول زُفَر بن الحارث:
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إن أسأتُهُ
بصالحِ أيامي وحُسْنِ بلائيا؟!
وقول ابن نُباتة:
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسِنُهُ بألفِ شفيعِ
أنشد رجلٌ في مجلس عمر-رضي الله عنه- قصيدة عَبَدة بن الطَّبيب اللَّأمية المشهور، والتي مطلعها:
هَلْ حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ
أَم أَنتَ عنها بعيدُ الدَّارِ مشغولُ
فلما بلغَ إلى قوله:
والمرءُ ساعٍ لأمرٍ ليسَ يُدرِكهُ
والعيشُ شُحٌّ وإشفَاقٌ وتأمِيلُ
قال هشام بن عروة: لما مات معاوية صلّى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهم أجمعين- يوماً فوجم بعد الصَّلاة ساعة، ثمَّ التفت إلينا فقال: لا يُبعِدنّ ابنُ هند! إنْ كانت فيهِ لمخارج لا نجدها في أحدٍ بعده أبداً. واللهِ إنْ كنّا لنُفْرِقه؛ وما اللَّيثُ الحَرِب على براثنه بأجرأ منه
من الأبيات التي تزيد في المروءة قول الفرزدق، وقد أحسن وبلغ الغاية بأيسر لفظ وأتمِّ معنى:
لِكُلِّ اِمرِئٍ نَفسانِ نَفسٌ كَريمَةٌ
وَأُخرى يُعاصِيها الفَتى أَو يُطِيعُها
ولابن الرُّمي في قريب من هذا المعنى:
فاستقضِ عقلكَ لا هواكَ فإنَّهُ
عندَ التباسِ الأمرِ أعدلُ قاضي
من أجلِّ حِكم المتنبي التي يتأسَّى بها الكِرام قوله:
وأعظَمُ ما تُكَلِّفُني اللَّيالي
سُكوتٌ عندما يَجِبُ الكَلامُ
ولو لم يكن للحكم بن أبي الصَّلت إلا هذا البيت لكفاه:
وَما غُربَة الإِنسانِ في بُعدِ دَارِهِ
وَلَكِنَّها في قُربِ مَنْ لا يُشاكِلُهْ
من أجود ما قيل في باب التنفيس عن الهموم للصاحب قول بشار بن برد:
وأَبثثتُ عَمْراً بعضَ ما في جوانِحي
وجَرَّعتُهُ مِن مُرِّ ما أَتَجَرَّعُ
ولا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي مُروءَةٍ
يُواسِيكَ أَو يُسْلِيكَ أَو يتَوَجَّعُ
وأنا والله أعجب من هذا البيت الثاني، من حسن ما قسَّم فيه وفصَّل.
من تمام المروءة في الأدب حفظُ أبيات من قصيدة أبي تمَّام في رثاء القائد محمد بن حُميد؛ فلم تقل الشّعراء في غير قريبٍ ولا حَمِيم، أبدعَ ولا أكملَ ولا أجملَ منها:
فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ
دَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِّكرُ
وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
من أبدع التَّشبيهات في شِعر العرب، قول لبيد بن ربيعة العامري مختصراً حياة الإنسان في بيتٍ واحد:
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِّهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
أصاب المسلمون يوم القادسية مالاً عظيماً، فعزل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- الخُمس ثم فضَّ البقية على الجيش، فبقي مال كثير فكتب إلى عمر -رضي الله عنه- بما فعل فكتب إليه أن فِض ما بقي على حملة القرآن.
أتاه بِشر بن ربيعة الخثعمي وكان فارساً شاعراً فقال له سعد: ما معك من كتاب الله؟
للعرب قصائد بلغ من جودتها وشهرتها أنْ جعلوا لها لقباً تُعرف به، ومنها «اليتيمة» وهي قصيدتان جاهليةٌ وإسلامية. فاليتيمة في العصر الإسلامي لدوقلة المنبجيِ، وقد نُسِبت إلى سبعةَ عشر شاعراً، كلٌّ منهم قد ادَّعاها. ومطلعُها:
هل بالطُّلولِ لسائلٍ ردُّ
أمْ هل لها بتكلُّمٍ عهدُ
قال المتنبي يمدح سيف الدَّولة؛ وقد أوقع بالرُّوم هزيمةً مُنكرة:
وقَفْتَ وَما في المَوْتِ شَكٌّ لواقِفٍ
كأنّكَ في جَفْنِ الرّّدى وهوَ نائِمُ
تمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
قيل: لو سكت المتنبي بعد كلمة «الرّّدَى» لما أكملَ البيتَ شاعر.
أرسل معاوية -رضي الله عنه- إلى الأحنف بن قيس، فقال: يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟ قال: يا أمير المؤمنين ثِمارُ قُلوبنا وعِماد ظهورنا ونحن لهم أرضٌ ذَليلة وسماء ظَلِيلة؛ فإنْ طلبوا فأعطِهم وإن غَضبوا فأَرضهم؛ يمنحوك ودهم ويُحبوك جَهدهم؛ ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملَّوا حياتك
إذا جاءني يومَ القيامةِ قائدٌ
عنيفٌ وسوَّاقٌ يسوقُ الفرزدقا
لقد خابَ من أولادِ آدمَ من مشى
إلى النّارِ مغلولَ القلادةِ أزرقا
يُساقُ إلى ذُلِّ الجحيمِ مُسربلاً
سرابيلَ قِطرانٍ لباساً مُحرِّقا
فبكى الحسن والتزم الفرزدق وقال: لقد كنت من أبغض الناس إليّ وإنّك اليوم من أحبهم إليّ.
جاء في كتاب «تحريم آلات الطَّرب» للإمام الألباني رحمه الله تعالى:
أخشى أن يزداد الأمر شِدَّة، فينسى الناس حكم الغِناء؛ حتى إذا ما قام أحدٌ ببيانه أُنكِرَ عليه، ونُسِب إلى التشدُّد.
من أجلِّ حِكم المتنبي التي يتأسَّى بها الكِرام قوله:
وأعظَمُ ما تُكَلِّفُني اللَّيالي
سُكوتٌ عندما يَجِبُ الكَلامُ
ولو لم يكن لأمية بن أبي الصلت الأندلسي إلا هذا البيت لكفاه:
وَما غُربَة الإِنسانِ في بُعدِ دَارِهِ
وَلَكِنَّها في قُربِ مَنْ لا يُشاكِلُهْ
من تمام المروءة في الأدب حفظُ أبيات من قصيدة أبي تمَّام في رثاء القائد محمد بن حُميد؛ فلم تقل الشّعراء في غير قريبٍ ولا حَمِيم، أبدعَ ولا أكملَ ولا أجملَ منها:
فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ
دَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِّكرُ
وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
من أبدع التَّشبيهات في شِعر العرب، قول لبيد بن ربيعة العامري مختصراً حياة الإنسان في بيتٍ واحد:
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِّهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
فقال سعيد: أما والله لئن قلت ذلك؛ لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مَهدِك.
وكان سعيد من أكرم العرب، وفيه يقول الحطيئة:
لَعَمري لَقَد أَمسى عَلى الأَمرِ سائِسٌ
بَصيرٌ بِما ضَرَّ العَدُوَّ أَرِيبُ
جَريءٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ صَدرَهُ
وَلِلفاحِشاتِ المُندِياتِ هَيوبُ
قيل أنَّ أمدح بيت قالته العرب قول زهير:
تَرَاهُ إذَا مَا جِئْتَهُ متَهَلِّلاً
كَأَنَّكَ تُعطِيهِ الَّذي أَنتَ سَائِلُهْ
وعاب بعضهم هذا البيت، فقال: جعل الممدوح يفرح بغرضٍ يناله؛ وليس هذا صفة كبير الهِمَّة، والجيَّد قول أبى نوفل عمرو بن محمد الثقفى:
ولئنْ فرِحتَ بِما يُنِيْلَكَ
بلغ يزيد بن عبد الملك أنّ أخاه هشاماً -وقد كان ولي عهده- ينتقصه ويتمنَّى موته ويعيب عليه لهوه، فكتب إليه: أما بعد فقد بلغني استثقالك حياتي واستبطاؤك موتي، ولعمري إنك بعدي لواهي الجناح أجذم الكف، وما استوجَبْت منك ما بلغني عنك.
فأجابه هشام: أما بعد، فإنَّ أمير المؤمنين متى فَرَّغ
ثلاثة أبيات جياد جاءت في معنى واحد وهي:
قول المتنبي:
فإنْ يكُنِ الفِعلُ الذي ساءَ واحداً
فأفعالُهٌ اللَّائي سَرَرنَ ألوفُ
وقول زُفَر بن الحارث:
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إن أسأتُهُ
بصالحِ أيامي وحُسْنِ بلائيا؟!
وقول ابن نُباتة:
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنُهُ بألفِ شفيعِ
من أجود ما قالته العرب في تزيين الصَّبر؛ وأنَّ مخاوف الإنسان قلَّما تحدث، قول ضابىء بن الحارث:
وَرُبَّ أُمورٍ لا تَضيرُكَ ضَيرَةً
وَلِلقَلبِ مِن مَخشاتِهِنَّ وَجَيِبُ
فإذا غلب على الظَّن وقوع الشَّر، فليكن للكريم تعزية في قول عبد العزيز بن زُرارة الكلابي:
لا يملأ الهولُ صدري
من تمام المروءة في الأدب حفظُ أبيات من قصيدة أبي تمَّام في رثاء القائد محمد بن حُميد؛ فلم تقل الشّعراء في غير قريبٍ ولا حَمِيم، أبدعَ ولا أكملَ ولا أجملَ منها:
فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ
دَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِّكرُ
وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيف��هِ
قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: يا بَنِيَّ، إنَّ المكارم لو كانت سهلةً يسيرة لسابقكم إليها اللِّئام؛ ولكنَّها كريهةً مُرَّة؛ لا يصبر عليها إلا من عَرفَ فضلها، ورجا ثوابها.
من أبدع التَّشبيهات في شِعر العرب، قول لبيد بن ربيعة العامري مختصراً حياة الإنسان في بيتٍ واحد:
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِّهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
ثلاثة أبيات جياد جاءت في معنى واحد وهي:
قول المتنبي:
فإنْ يكُنِ الفِعلُ الذي ساءَ واحداً
فأفعالُهٌ اللَّائي سَرَرنَ ألوفُ
وقول زُفَر بن الحارث:
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إن أسأتُهُ
بصالحِ أيامي وحُسْنِ بلائيا؟!
وقول ابن نُباتة:
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنُهُ بألفِ شفيعِ
من أمثال العرب:
1. أسَعْدٌ أمْ سُعَيْد
2. الحديث ذو شُجون
3. سَبَقَ السَّيْفُ العَذْلَ
كان لضَبَّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضر ابنان: يقال لأحدهما سعد وللآخر سعيد، فنفرت إبلٌ لضبة تحت الليل، فوجه ابنيه في طلبها، فتفرّقا فوجدها سعد، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب
سُئل بشَّار بن برد: أي بيت قَالته العرب أشعر؟ قَال إنَّ تفضيل بيتٍ واحدٍ على الشِّعر كلِّه لشديد، ولكنْ أحسنَ لبيد في قوله:
أكْذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثَتَهَا
إنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِى بِالأَمَلْ
ومعنى البيت: لا تُحَدِّث نفسَكَ بأنَّكَ لا تظفَر؛ فإنَّ ذلكَ يُضعِف من عزمِك.
كان هشام بن عبد الملك مشهوراً بالحلم والعفة، شتم مرة رجلاً من الأشراف فقال له الرجل: أما تستحي أن تشتمني وأنت خليفة الله في الأرض؟!
فاستحيا منه هشام وقال: اقتص مني.
فقال: إذاً أنا سفيهٌ مثلك!
قال هشام: فخذ مني عِوضاً من المال.
قال: ما كنت لأفعل.
قال: فهبها لله.
قال: هي لله ثم لك.
للعرب قصائد بلغ من جودتها وشهرتها أن جعلوا لها لقباً تُعرف به فمنها: «القصيدة الدَّامغة» أو الفاضحة، وهي بائية جرير في هجاء الرَّاعي النُّميري، والتي أوّلها:
أَقلِّي اللَّومَ عاذِلَ والعتابَا
وَقُوْلِي إِن أَصبتُ لَقد أَصابَا
وكان يُسمّى جرير هذه القافية المنصورة
قدم وفد تميم على النَّبي ﷺ وفيهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب؛ وأرادوا المفاخرة بخطيبهم عطارد وشاعرهم الزبرقان في خبرٍ طويل.
ولمَّا أنشد حسَّان بن ثابت قصيدته التي يفخر بها بالصحابة -رضي الله عنهم- بعد أن خطب ثابت بن شمَّاس خطبته المشهورة، قال الأَقرع بن حابس:
قال الرَّافعي رحمه الله تعالى: وأشقى النَّاس من يتوقَّع الشقاء؛ فهو يتوهَّم الخوف ثمَّ يخاف مما يتوهَّم، ثم يخاف أن يكون الأمر أكبر مما توهَّم!.
قال البحتري في هذا فأصاب المعنى:
لَعَمْرُكَ ما المَكْرُوهُ إلاَّ ارتِقابُهُ
وأبْرَحُ مِمَّا حَلَّ ما يُتَوَقَّعُ
من الأبيات التي تزيد في المروءة قول الفرزدق، وقد أحسن وبلغ الغاية بأيسر لفظ وأتمِّ معنى:
لِكُلِّ اِمرِئٍ نَفسانِ نَفسٌ كَريمَةٌ
وَأُخرى يُعاصِيها الفَتى أَو يُطِيعُها
ولابن الرُّمي ��ي قريب من هذا المعنى:
فاستقضِ عقلكَ لا هواكَ فإنَّهُ
عندَ التباسِ الأمرِ أعدلُ قاضي
كان الوضَّاح بن خثيمة حاجب عمر بن عبد العزيز فلما مرض مرضه الذي مات فيه، قال الوضاح: فأمرني بإخراج قوم من السّجن وفيهم يزيد بن أبي مسلم -مولى الحجَّاج وكاتبه ومُشِيره- فأخرجتهم وتركته فحقد عليّ، فلمّا مات عمر وتولى يزيد بن عبد الملك؛ هربت إلى إفريقية خوفاً منه، وإني بها إذ قيل
انتصرت #فلسطين درع المسلمين الحصين في معركة #طوفان_الأقصى وهدمت مشروع #إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وصولاً لمدينة الرسول ﷺ.
هذه مُسلَّمة سوف تذكر في كتب التأريخ رغم صخب الأحداث وإرجاف المنافقين.
ما يحدث في #غزة يحدث من سبعين سنة والنصر مع الصبر، فرحم الله شاعر غزة غازي
مدح المتنبي لنفسه يكاد أنْ يكون نصف ديوانه، وعلى هذا فهو قريبٌ من النَّفس ولا يخلو من الحكمة، كقوله:
وَإِنِّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي
إِذا حالَ مِن دونِ النُّجومِ سَحابُ
غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني
إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ
أَعَزُّ مَكانٍ في الدُّنى
ثلاثة أبيات جياد جاءت في معنى واحد وهي:
قول المتنبي:
فإنْ يكُنِ الفِعلُ الذي ساءَ واحداً
فأفعالُهٌ اللَّائي سَرَرنَ ألوفُ
وقول زُفَر بن الحارث:
أيذهبُ يومٌ واحدٌ إن أسأتُهُ
بصالحِ أيامي وحُسْنِ بلائيا؟!
وقول ابن نُباتة:
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءت محاسنُهُ بألفِ شفيعِ
من المروءة التَّطيُّب؛ ورد عن مكحول أنَّه قال: من نَظُفَ ثوبه قلّ همّه، ومن طاب ريحه زاد عقله؛ ومن جمع بينهما ظهرت مروءته.
وكان الرَّسول ﷺ يُعرف خروجه من بيته برائحة المسك فإذا سلك طريقاً؛ عرف السَّائل عنه أين يمَّم؛ لطيب ريحه.
لمَّا ماتت النّوار امرأة الفرزدق أوصت أنْ يُصلِّي عليها الحسن البصري، فحضر جنازتها وجوه أهل البصرة.
فقال له الحسن: يا أبا فراس، ما يقول النّاس؟
قال: يقولون: حضر الجنازة خير النَّاس وشرُّ النّاس.
قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرِّهم يا أبا فراس؛ فما أعددت لهذا اليوم؟
قال الفرزدق:
لم يمر في تأريخ العرب في الجاهلية أنَّ عرباً حاصروا إخوانهم ليقتلهم العجم، فمن لم يمت قتلاً مات عطشاً وجوعاً. قاتلكم الله أليس فيكم رجلٌ رشيد؟! هذا والله أشد على أنفسهم من الحرب والقتل.
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى النَّفسِ مِن وقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
#غزه
فقال سعيد: مضت خَلَّةٌ وبقيت خَلَّتان.
فقال عمرو: وما هما يا أبه؟
قال: بناتي لا تزوجهن إلا من الأكفاء ولو بعُلق الخبز الشعير.
قال عمرو: وأفعل يا أبه.
قال سعيد: مضت خلّتان وبقيت خلّة واحدة.
قال: وما هي يا أبه؟
فقال: إخواني إنْ فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي.
فقال عمرو: وأفعل يا أبه.
قال الرَّافعي رحمه الله تعالى: وأشقى النَّاس من يتوقَّع الشقاء؛ فهو يتوهَّم الخوف، ثمَّ يخاف مما يتوهَّم، ثم يخاف أن يكون الأمر أكبر مما توهَّم!.
وقال البحتري في هذا فأصاب المعنى:
لَعَمْرُكَ ما المَكْرُوهُ إلاَّ ارتِقابُهُ
وأبْرَحُ مِمَّا حَلَّ ما يُتَوَقَّعُ
قيل للأحنف بن قيس: أنَّى لك هذا الحِلم؟!قال: تعلّمت الحِلم من قيس بن عاصم المِنقري، بينا هو قاعد بفنائه مُحتبٍ بكسائه أتتهُ جماعة فيهم مقتولٌ ومكتوف، فقيل له: هذا ابنك قتله ابن أخيك، فواللهِ ما حَلَّ حُبوتَه حتى فرغ من كلامه، ثمَّ التفت إلى ابنٍ له في المجلس فقال له: قم فأطلق عن
لما دخل المنصور المدينة قال للربيع بن يونس: ابغني رجلاً عاقلاً عالماً بالمدينة ليقفَني على دُورِها؛ فالتمس له الربيع فتى من أعقل النّاس وأعلمهم، فكان لا يبدأ بإخبار حتى يسأله المنصور فيجيبه بأحسن عبارة وأجود بيان وأوفى معنى؛ فأُعجب المنصور به وأمر له بمال، فتأخر عنه ودعته الضرورة
من أجلِّ حِكم المتنبي التي يتأسَّى بها الكِرام قوله:
وأعظَمُ ما تُكَلِّفُني اللَّيالي
سُكوتٌ عندما يَجِبُ الكَلامُ
ولو لم يكن للحكم بن أبي الصَّلت إلَّا هذا البيت لكفاه:
وَما غُربَة الإِنسانِ في بُعدِ دَارِهِ
وَلَكِنَّها في قُربِ مَنْ لا يُشاكِلُهْ
وبيت المتنبي ليس في ديوانه،
أعرق بيوتات العرب في الشِّعر بيت حسان بن ثابت، فهؤلاء كلُّ واحدٍ منهم شاعرٌ مُجِيد: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
وكانت ابنتة ليلى كذلك شاعرة، فجلس -رضي الله عنه- ليلةً وقد أصابه الأرق بعد أنْ كبرت سِنِّة وجعل يريد شعراً يقوله، فقال:
دخلت بَكَّارة الهلالية على معاوية وقد كبرت سِنُّها ورقَّ عظمها، ومعها خادمان متَّكئة على أحدهما وبيدها عكّاز، فسلّمت عليه بالخلافة؛ فأحسن عليها الرّد وكان عنده مروان بن الحكم وعمرو بن العاص وسعيد بن العاص؛ فابتدأ مروان فقال: أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين؟! هي التي قالت يوم صفين:
كان خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان من رجالات قريش المعدودين سخاءً وفصاحةً وعقلاً وعلماً، وكان قد شغل نفسه بعمل الكيمياء فضاع زمانه. وكان عظيم القدر عند عبد الملك بن مروان، فبينا هو يطوف بالبيت إذ بصر برملة بنت الزّبير؛ فعشقها عشقاً شديداً ووقعت بقلبه وقوعاً مُتمكِّناً
تأبَّط شرَّاً، هو ثابت بن جابر الفهمي، له قصيدة من عيون قصائد العرب، جمَّةُ الفوائد غنيةٌ بالشواهد؛ لذا كانت أول قصيدة في أول كتاب لأجود ما قالته العرب، وهو المُفَضَّلِيَّات، وهي قصائد انتقاها للخليفة المهدي الإمام اللٌّغوي المُفَضَّل الضَّبِي. ويُستجاد له منها قوله:
وَلا
من أبيات الشِّعر الجاهلي التي تدلُّ على شمائل المروءة ومكارم الأخلاق، قول عبد قيس بن خُفاف التميمي يوصي ابنه، في قصيدةٍ كلُّها محاسن:
وَإِذا تَشاجَرَ في فُؤادِكَ مَرَّةً
أَمرانِ فَاِعمِد لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ
قال الأحنف: من لم يصبر على كلمة سمع كلمات، ورب غيظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه.
وكان شبيب بن شيبة يقول: من سمع كلم�� يكرهها فسكت عنها انقطع عنه ما يكره؛ فإن أجاب عنها سمع أكثر مما يكره، ثم يتمثل بهذا البيت:
وتجزَعُ نفسُ المرءِ مِنْ وقْعِ شتْمَةٍ
ويُشْتمُ ألفاً بعدَها ثمّ يصبِرُ
الحكمة في شعر طرفة بن العبد عميقة بديعة، تدلُّ على صِدق النَّظر وقوة الفراسة وحِدَّة الفكر، والعجيب أنَّه مات وله من العمر ستٌ وعشرون سنة! وهي في شعره كثير، مثل قوله:
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
ومثل قوله:
والصِّدقُ
لم يعرف قدر المتنبي في مصر إلا أبو شجاع فاتك الكبير، وهو من أكبر قواد كافور الإخشيدي، فقال في مدحه قصيدة مشهورة مطلعها:
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
فَليُسعِدِ النُّطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
قال أبو العلاء المعري في شرح ديوان المتنبي الذي سمَّاه مُعجز أحمد: يقول لنفسه:
سُئل بشَّار بن برد: أي بيت قَالته العرب أشعر؟ قَال إنَّ تفضيل بيتٍ واحدٍ على الشِّعر كلِّه لشديد، ولكنْ أحسنَ لبيد في قوله:
أكْذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثَتَهَا
إنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِى بِالأَمَلْ
ومعنى البيت: لا تُحَدِّث نفسَكَ بأنَّكَ لا تظفَر؛ فإنَّ ذلكَ يُضعِف من عزمِك.