هذه صفحتي غير الرسمية.
مؤلف كتاب: بنية علم الاقتصاد (2018).
ماجيستير المنطق وفلسفة العلوم (جامعة السوربون)؛ علوم الحاسوب (جامعة دوفين)؛ الاقتصاد (جامعة رين ١)
في مثل هذا اليوم، أسلَمَت زوجتي.
يومَ عرفتُها، كانت مسيحية لا كمسيحية السوق : مسيحية صلبة، ربما أكثر مشهد في الإنجيل يشبهها ويمثلها هو مشهد قلب عيسى لموائد الباعة والمشترين في ساحة الهيكل. مسيحية ليون بلوا، الذي تعرفت عليه بفضلها.
كأن القرآن، لا يفتحُه أحد، بلا واسطة، إلا ويتفجر نوره في قلب فاتحه، بلا واسطة أيضا.
اليوم، تُسأل عن سبب إسلامها، فتُجيب أحيانا : أسلمتُ بسبب العهد القديم. وتُسأل عن مسيحيتها الماضية، فتقول أن : إسلامها أكبر خطوة إلى الأمام في مسيحيتها.
ثم بعدها بدأتُ في القراءة معها في العهد القديم، لكن توقفت بعد قدر يسير، واستمرت هي. إلى أن وصلنا وقرأنا شيئاً من القرآن. كل هذا قبل إسلامها. يومَ فتحت القرآن بنفسها لأول مرّة، تقول أنها عرفت أنه الحق من أول آية.
ويومَ أزالت قلادة الصليب من عنقها وطلبت مني تلقينها الشهادة، كنت مع ذلك مصدوما : كنت لا أصدقني كما لا أصدق المشهد أمامي.
كان حديثنا على الدين باستمرار. قرأنا العهد الجديد بكامله سويّا، كانت تقرأ بصوت مرتفع، وكنا نعلّق سويا بعفوية على ما نقرؤه.
مسيحية بشكل متفرّد، تحبّ مَريم عليها السلام، وتركض وراء مزاراتها.
لم أطلب منها يوماً، ولو إيماءً أن تُسلِم، ليس لأني لم أكن أرجو ذلك، ولكن كأني كنت على يقين أنها ليست بحاجة لي ولا لكلمة مني. عقلُها وإيمانها كانا كافيان جدا لإقناعها.
التّرفع والاستعلاء عن التعاون والنقاش والتناصح لدى كثير من الباحثين وطلبة العلم في البلاد الإسلامية : شيءٌ قبيح جدا، يدلّ على سوء خلقٍ أولا، وسوء تقدير ثانيا.
سوء تقدير، لأن مصيرَك مقيّد بمجتمعك المعرفي شئتَ أم أبيت. وكلّ خسارةٍ للمجتمع المعرفي هي خسارةٌ لك.
من سوء الأدب أن تفترض في الناس الجهل بما تعرفه.
من سوء الأدب أن تُحدّث شخصاً لا تعرفُه بما (ربما) يعرفُه وكأنه لا يعرفُه.
هذا كمن يفترض في كل من يخاطبُه في الشارع أن لا دراية لهم بلغة المخاطبة، فيحيل كل مرة إلى القاموس دون طلبٍ بل بمجرّد افتراض سوءٍ منه.
"الثقة في النفس" التي تمنحها مواد تطوير الذات هي ثقة فارغة ووهمية. تبدو صلبة أثناء الموعظة وطيلة أيام الرخاء، لكن ما أن يصل موعد الحاجة إليها حتى تتحلّل كأنها لم تكن من قبل.
صدور مارجيت على الأبواب -بإذن الله-، من يود الالتحاق بنا على النسخة التجريبية، أسعد بمن يتواصل معي على الخاص، أو يكفي تعليق سريع تحت هذا المنشور.
مارجيت : منصة للتعليق التفصيلي على الكتب مع إمكانية مشاركة ذلك مع الآخرين بشكل تفاعلي.
مضى زمن كان العلماء المسلمون يحرثون فيه العلوم غير الشرعية طولا وعرضا ولا تجد في كلامهم نصا واحدا ينسبون فيه بحثهم للإسلام. ثم جاء زمن لا إنتاج، لا تفكير، لا فهم ولا أي نتيجة ذات قدر في العلم، لكن همّ النسبة للإسلام زورا وكذبا من أول كلمة في الكتاب إلى آخره. هذا هو مرض الأسلمة.
كلما تقدمت في علم من العلوم، كلما اكتشفت أن ما كان يقال لي أنه من "مبادئ" ذلك العلم هو في حقيقة الأمر من عويصه، إلى أن تيقنت أن كل مسائل العلم عويصة وأن كل شيء في العلم صعب. لهذا صرت اشعر أن فكرة "ألف باء" العلوم وكأنها فكرة تسللت فقط بخفاء من الفنون التطبيقية للعلوم النظرية.
تويتر أحياءٌ وعوالمٌ، وكذلك كل وسيلة تواصل اجتماعي : يكفي أن تُغير لائحة اشتركاتك لتجد نفسك في عالم آخر.
حسن اختيار عالمك في تويتر جزء ضخم من حسن تدبير وجودك فيه.
أكبرُ إفسادٍ لباب "التقدّم" في البلاد الإسلامية هو أن جُعِل للأدباء وليس الشأن شأنهم.
وما كلّ تراكمات الحديث عن هلاميات من قبيل "الهوّية" إلا نتيجة من نتائج هذا التشويه الذي دام ما يزيد عن قرن من الزمن.
مدح الكتب والكُتّاب كثير. أما معرفة ما جاءوا به من مخرجات، وهل جاؤوا بها أصلا؛ نادر.
هذا أول سؤال تعلمناه في قراءة النصوص في مادة اللغة العربية : "ما هي الفكرة الرئيسية ؟"
كأننا لم نتمرن عليه بما يكفي.
حلّ المشاكل الداعية لاستدعاء الثقة يكمُن في العمل والإنجاز والتحقيق لا في النفس. بل أكثر من ذلك، يَكمن في معاناة الاتقان وتدمير النفس لاستخراج نفس أعلى رتبة من سابقتها. النفس تُنحت، تُحرث وتُصقل. أما العنوان الحقيقي لحصص التطبيل لها واستكبارها فهو "الكذب على النفس".
@brabs12937816
لا، لم أكن أهنئها بالكريسمس ولم أكن حتى أخفي ذلك : حتى عدم تهنئتي كان معلنا.
التهنئة بأعيادهم ليست بالضرورة من الدعوة الحسنة، بل قد تكون "دفنا" لكل مواقع الصدام التي من المفروض استغلالها للدفع نحو الحوار.
صار بالإمكان الالتحاق بمارجيت عبر دعوة من أحد المستخدمين الأوائل (كل مستخدم يملك رابطاً خاصا يستطيع به دعوة 10 من أصدقائه).
فيما الاطلاق النهائي سيكون عما قريب مع صدور تطبيق الجوال -بإذن الله-.
ملاحظة : أنا أيضا أملك 10 دعوات طبعا، فمن يريد الالتحاق أبعث له الرابط :))
الثبات على الحق كالمشي على خيط رفيع له بداية ونهاية : إن مشيت عليه رافضا أن تحرك جسدك ميلا معه إذا مال؛ فقدتك توازنك عليه، وإن رفضت المشي وقررت السكون لم تبلغ نهايته. نصف الثبات الحركة، والنصف الآخر كيفيتها. أما الخيط -وإن كان رفيعا- فلا شبه له يخفيه. وأما نهايته، فلكل قدره عليه.
خذ مقطعا، أعد صياغته، ضع الصياغة الجديدة ثم أتبعها الإحالة قائلا: "ولهذا قال فلان".
ثم استمر مع المقطع الذي بعده إلى أن تكمل الكتاب.
بهذه الطريقة صدرت مئات الكتب، بلا أدنى فائدة، من رحم كتاب واحد.
ما دام الجميع يسأل، فأنا ايضا لدي سؤال. سؤال بريء ويهمني حقا سماع أجوبة عنه :
"في نظرك، ما هو المفهوم أو الفكرة الجديدة التي قدمها مفكر أو باحث عربي تستحق الاهتمام والإنتباه إليها ؟"
(فضلا، لا أريد عنوان كتابه ولا سيرته الذاتية... كما لا يهمني إن كان مشهورا أم لا)
ما إن تحاول فتح عينيك على الواقع حتى يأتيك الدجالون من كلّ حدب وصوب يشوّهون الحقائق ويحرفونها ظاهرا وباطنا. وما أن تهمّ بالعمل حتى يحتشد عليك الظلمة أفواجاً أفواجاً يسحبونك بتبريراتهم رجاءَ أن تصطف بجانبهم مؤيّداً للظلم وماحقاً للعدل.
من ميلانو، في غرفة خاصة، تعود نقوشاتها الى القرن الرابع عشر ميلادي، وأنا أتصفح إصدارات لَبلِياد لأعمال برنانوس وبيغي.
غير هذا، لم يعجبني تقريبا شيء من ميلانو: مدينة حزينة تُذكّر بالعمل والشره الاستهلاكي فقط.
لا نتعلّم التفكير والنقد إلا كما نتعلّم اللغة.
من يحفظ ما يجيب به في كلّ مشهدٍ على حدة، ما أن يقع أمام سياق لم يشهدُه من قبل يتلعثم ويضيع.
من يعلّم طلابه ما ينبغي قوله في كلّ مشهدٍ على حدة، ليسَ معلّما، بل مُبرمج.
#يصدر_قريبًا عن (دار الروافد الثقافية وابن النديم) كتاب: عالم في الظل..مقالات في الفكر الفقهي والعقدي لابن القيم الجوزية، تأليف: كاترينا بوري وليفنات هولتزمان، ترجمة: عمرو بسيوني.
الرياضة الجسدية كالقراءة؛ لم تتفرّد الحاجة إليها إلا بعد إنعزال مقصودها عن الحياة اليومية العادية للناس.
ما معنى الحديث عن فوائد القراءة؟
سؤال بنفس سخافة الحديث عن فوائد المشي والحركة.
بعد دخولي لغرفة في كلوبهاوس، تذكرت إحدى خاصيات من يخلطون العربية بلغة أخرى أجنبية، تجدهم في الغالب لا يحسنون لا العربية ولا الفرنسية ولا الإنجليزية ولا أي لغة. هذا يؤثر حتى على طريقة التعبير نفسها : كلهم يتحدثون بنفس الجمل المعلبة وبنفس الأفكار المكررة.
قلتُ مرّة أنه ثمة فرق بين طلب العلم والتنزه فيه. بَقي أن أقول أن أحد المعايير التي يُمكن لطالب المعرفة توظيفها للتعرف إلى ايّ الصنفين ينتمي؛ هو بأن يسأل نفسه صباح كل يوم :
"ما هي الإشكالية التي أشتغل عليها اليوم؟"
1686. يقولون أنه أقدم مقهى في العالم (لكن نعرف مبالغات الفرنسيين). لكن هو بلاشك أقدم مقهى في باريس. مرّ هنا بعض من أشرت إليهم بالأمس كفولتير وديدرو وآخرون كروسو وموليير.
في هذا العدد من مجلّة أوج، مقالي الجديد : "انفلات التاريخ: أين ذاكرة ما قبل الاستعمار؟"
كنت شاكراً للقائمين على المجلّة، قبل الإصدار، على حسن التعامل، الذي صار نادراً في الساحة؛ والآن أشكرهم زيادةً على حسن الإصدار وجماله.
ها أنا عُدتُ إلى حيثُ التقينا
في مكانٍ رَفرَفَت فيه "أوج"..
قراء #أوج الأعزاء: نزف لكم عددنا الثامن✨
عدد آخر من "أوج"، هو ثمرة كُتابها وقرائها، أردناه أن يكون إضافةً متميزة، لجمهور متميز، مع ثلّة من الأقلام الألمعيّة في الساحة المعرفية..
القطار متوقف بسبب "حادث شخص". كل السويسريين فهموا مباشرة المعنى الفعلي لهذه العبارة: "انتحار شخص على السكة" وعلى ما يبدو، أنا الوحيد المتأثر بخبر كهذا، هم متعودون.
صباح هذا اليوم، إنتقل خبراؤنا الأجلاء من الخبرة البيولوجية الصحية وعلم الفيروسات إلى الخبرة العسكرية والجيو-سياسية. ماذا نقول ؟ الله يخليكم لنا وصافي...