يا وهَّاب هَبْ لنا الهداية، حتى تبتعد خطواتنا عن كل مايُغضبك وتقترب خطواتنا من كل مايُرضيك، اجعلنا في معيَّتك لاخوف ولا فزع، مُحاطين برعايتك الإلهية، آمنين مُطمئنين هانئين.
" وما أدراكَ أنِّي لا أحنُّ؟
وأنّي من لظَى شوقي أُجَنُّ؟
وأني ليسَ يُضنِيني حنيني
وطيفُكَ في خيالي لا يَعِنُّ
تمنيتُ اللقاء وكان ظنّي
بأن تأتي الحياةُ بما أظنُّ
فخانَتني الحياةُ وتاهَ دربي
وظلَّ القلبُ في صدري يئنُّ "
"ياربُّ ليْ أُمنيةٌ في النفسِ أكتُمُها
وأنتَ تعلمُ مِن نفسي خوافيْها
إن كان ليْ الخيرُ فيها فاقضِها كرَماً
أو كان في غيرها فاجعلهُ لي فيها
أودعتَ في صَدرِنا يا ربُ أفئدةً
حاشاك تخلقُ ما للنفسِ يُشقيها"
خُذني إليك إذا أردت بقاءَنا
أما الفراقُ فما أقولُ لأمنَعك؟
أبقيْتني رُغم إنتظاركَ خائباً
وأنا الذي لاشيءَ مني أَوجعَك
حسبي بأنكَ إن أردتَ تكلُماً
أُسكتُ صرخات العِتابِ لأسمعَك
أبقِيكَ في عيني كأنك واقفاً
في طرفها حتى أخاف لأدمعَك!
أُخفيكَ عنهم بعيدًا بين أعماقي
ويفضحُ الحبّ لوعاتِي وأشواقي
وأُخبرُ الناس أن لا عِشقَ يسكُنني
ويقرؤونكَ في صمْتي وإطراقي
أقولُ إنّي بريءٌ منكَ عن ثِقةٍ
ويلمحونكَ في وجهِي وأَحداقي
"أنا المسجُونُ في حُلمي
وَ في مَنفى انكسارَاتي
أنا في الكون عصفورٌ بلا وطن
أسَافِرُ فِي صَباباتي
أنا المجْنونُ فِي زَمن ٍبلا ليلى
فأيْنَ تكونُ ليْلاتي
يَضيقُ الكونُ في عيني
فتُغريني خَيالاتِي
أنا وطنٌ بلا زَمن ٍ
وَ أنتِ زَمانِي الآتِي"
"يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلَتي
أو ليتَ أنَّكَ من أَقرَب قرابتي
ياليت أُمِّي في عيونكِ خالةٌ
أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
أو ليت تجمعُنا عُروق عُمومةٍ
أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
ياليت يجمعُنا جوارٌ دائمًا
لو أنّ بلدتك الحبيبةُ بلدتي"
سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ
ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً
فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر
سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها
ويجبرُ في الحنايا ما تكسّرْ