هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه المقاومة اللي بده اياها معتز

لا تحتاج كثير وقت لتقف على عميق الفهم والذكاء والقدرة على الإقناع التي كان يتمتع بها القائد الشـ ـهيد أبو إبراهيم -تقبله الله- في أحد اللقاءات التي جمعتنا به، والتي كانت في أوج استفحال أزمة الرواتب في غزة، واشتداد الحصار حد الخنق التام. قام أحد الأخوة مستنفراً، وقال كلاماً عنيفاً جداً، حتى تجاوز في بعض عباراته. يشير له أبو إبراهيم -تقبله الله- أن أكمل، فلما فرغ من مداخلته، وفرغ الجميع. تكلم -تقبله الله- بهدوء تام، وبدأ ينقل الجميع من "الحالة الجزئية التي استسلم لها الجميع واستغرقت عليه حدود نظره" إلى نظرة شاملة خادمة للمشروع باعتباره مشروع أمةٍ كبيرة لها غاية أكبر. انتقل بنا لرؤية استراتيجية في المنطقة، وتقاطع المصالح فيها، واستنزاف المخزون الاستراتيجي للسلاح الأمريكي في مخازن العدو على أرضنا المحتلة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حتى بدأ يذكر أرقاماً تفصيلية لأنواع من السلاح، وتأثير ذلك على مستقبل أي صراع محتمل مع دولة الكيان، وعرّج على التطور الخطير الذي يتعرض له المسجد الأقصى، والتسارع الرهيب في محاولات تهويده، ثم ذكر الواجب المنوط بالكتائب وشباب الدعوة في هذه المرحلة، وأنّهم عماد تغيير هذه الخارطة السياسية التي يحاولون فرضها في المنطقة. انتقل بالحضور من حالة الاستغراق في الجزئيات إلى حالةٍ من التحرر من كلّ حظٍ أرضيّ يتقاصر أمام عظيم المهمة الربانية التي يجب أن يُرابط عليها، وأن يبذل في سبيلها كلّ غالٍ ونفيس. قام الأخ -الذي تجاوز في كلامه- ليرفع صوته في الحضور: واللهِ يا أبا إبراهيم لو خضت بنا البحر لخضناه معك.. حتى هذه لم يمررها -تقبله الله- فقاطعه -بلغة عامية- قائلاً: يا رجل احنا ما بدنا نغرّب احنا بدنا نشمّل -يقصد الشمال لانها جهة أراضينا المحتلة- . كان -تقبله الله- مميزاً في كل شيء، صادقاً في قيله، زاهداً في دنيا الناس، حتى شهادته كانت دعوةً تحريضيةً لن تستطيع كل قوى الأرض أن تنتزع آثارها في الجيل، ��قد عاش حياة رجل رسالي من عالم السلف في عالمنا اليوم. ربما كبُر على كثير من الأرضيين أن يعيشوا جزءًا من حياته -تقبله الله- أو يتحملوا نزراً من جهاده، فحاولوا على طول الطريق التنقص منه أو رميه بما ليس فيه، وهم في الحقيقة لا يتنقصون ولا يضرون إلا أنفسهم، فأبو إبراهيم -تقبله الله- قد جاوز القلتين وزيادة. رحم الله قائداً وشيخاً ومعلماً قد كان في الآخرين سلفاً ربانياً، لم يعش لنفسه قط، وإنما لدعوته وأمته في كل لحظات حياته. هَيهاتَ لا يَأتي الزَمانُ بِمِثلِهِ إِنَّ الزَمانَ بِمِثلِهِ لَبَخيلُ.

يرحلون ونبقى والأرض لنا ستبقى. #نتساريم