"يا جماعة، ابذلوا لله هنا، وهذّبوا أنفسكم بالإنفاق، ولاتكونوا أحرص على المال من الحسنات؛ فإن فيه خلفًا وزيادة، وإنه في دار دنيا، وتلك في دار القيامة! واعلموا أن القليل عندكم .. كثير عند الله".

"إنّ الصلاة في جوف الليل الآخر لايعدلها أيّ صلاة؛ إنّها الوقود لصحة القلب وحياته، فهي المنطلق والأساس في كلّ ما يُقال في تزكية القلب وتحقيق النجاح في الحياة. وبدونها يصبح القلب ضعيفًا، لايمكنه القيام بما أُنِيط به من واجبات ومهامّ ثقال".

"كما أنك قد سلّمت لله تعالى بأنه خالقك، فلم يرتَبْ في ذلك قلبُك، ولم تُنازع فيه نفسك، فكذلك سلّم له بأنه رازقك، تسليمَ من أيقن وأذعن، ولا يكن في صدرك منه أدنى ريب، ولا في نفسك عليه اعتراض".

"كلما قوي ارتباط المؤمن بالقرآن علا وارتفع، وزاد يقينه وثقته بربه عز وجل".

"شملتك رحمته وأنت لاهٍ، فكيف بها وأنت آيبٌ منكبٌ على بابه بقلبك وجوارحك؟" ♥️

"من أجلّ فوائد الاشتغال بذكر الله تعالى: قطع علائق التفكير الضّارة أو فضولها؛ فتسري الرّوح في رياض التّسبيح والتّنزيه، وتنطلق في ملكوت العظمة والجلال. وكلّما ازدادَ العبدُ ذِكرًا لربه = ازداد صفاء قلبه، ونقاء فكره؛ حتى يصير لُبّه متوجهًا إلى الحقّ وحده، لايلتفتُ إلى ما سِوَاه".

"إذا عرف المرء قدر نفسه صانها عن الرذائل، وحفظها من أن تُهان، ونزّهها عن دنايا الأمور والعلاقات وسفاسفها في السر والعلن، وجنّبها مواطن الذل بأن يحملها ما لاتطيق، أو يضعها فيما لايليق بمقامها؛ فتبقى نفسه في حصن حصين، وعز منيع، لاتعطى الدنية، ولاترضى بالنقص، ولاتقنع بالدون".

"شعور (إحاطة) الله بخلقه من أعظم موارد الاستقرار النفسيّ؛ به يأمَنُ الخائف، ويأنسُ المستوحش، وتثبتُ الثقة، ويشتدّ الحياء، وتتحققّ العصمة، ويكتملُ الغنى، وتستغني النفسُ بكفايتها".

ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "ورأيتُ رجلًا من أمتي يزحف -أو قال: يرجف- على الصراط مرة، ويجثو مرة، ويتعلق مرة؛ فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده فأقامته على الصّراط حتى جاوز…" فاللهمّ صلّ وسلّم على نبينا محمّد؛ عدد من لهج بحبّه، واشتاق لقربه، وعدد ما ذكره ذاكر، وعدد ما غفل عن ذكره غافل.

"يمحق جوهر حياته من يبني أمجادًا على أنقاض نفسٍ مشوهة، فيتفقه في دينه قبل أن يفقه نفسه، ويعقد علاقاته قبل أن يعقل قلبه، ويزرع علمه قبل أن يحرث عقله، فالبنية التحتية الواهية لاتنتج سوى السفيه الناجح، والورع الكاذب، والجاهل الواثق، والمحب الأحمق، والشرير المظلوم، وهلم خواء".

"عين الرّحمة إذا امتزجت بالفطنة ترى مشهدًا بديعًا من فهم سلوك البشر لايراه من لديه إحدى الخصلتين دون الأخرى؛ فالرّحمة قد لاتصيب التفسير، والفطنة تصيبه بمهارة إلا أنها قد تأخذه جامدًا بصفته واقعة من الوقائع".

"من أجلّ النعم: أن تحيط نفسك بصداقات نوعية، راقية، منتقاة كقطع الألماس النادرة".

"التوكل على الله خير معين للمرء على ضبط مخاوفه ومقلقاته ومشاعره وتوقعاته. ومن ضبط هذه المشتتات أقبل على ما بين يديه بقوة، ومن حضر بقلبه في عمل يومه فاز بلذة الإنتاجية وث��ارها".

"بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ما قال شيئًا قط إلا رأيت صدقه في الحياة وأثره الحي في نفسي. طُوي له الكلام وادّخر له مفتاح البيان وأُطلع على عالم الحقيقة وبلغ عن ربه الشريعة".

"تعز عليّ ليلة الجمعة، أحبّها وأحب سكينتها ورقّة روحانيتها، وأفكر بها كهدية ربانية أسبوعية نتروّح بها من علائق الأشغال الصارفة عن محاريب العبادة. أحب كرم الله حين صيرها فسحة تزود وشحن من مغرب الخميس إلى مغرب الجمعة؛ ٢٤ساعة من فرص الصلاة على الحبيبﷺ، والذكر والدعاء، وطلب الرضا".

"كان الرسول يقول: أنفِق بلال، ولاتخشَ من ذي العرش إقلالًا.. فإنّه جوادٌ كريم، وغنيٌ حميد، يرزق عباده ويخلفُ عليهم نفقتهم في سبيله".

"من أقبل على الله بقلبه؛ أقبل الله عليه برحمته، وأقبل بقلوب الخلق إليه".

"القلب إذا عرف الله؛ لجأ إليه، أحبّه، توكّل عليه، خافه، خشي عقابه، أقبل عليه، واستحيا منه. وهذه مورثات يرثها القلب إذا عرف ربّه، وجاهد نفسه على طاعته وابتغاء مرضاته".

"ورد القرآن اليومي يهذّب النفس ويصلها بمورد الذكر النافع الذي لاينضب. ومهما نأيت عن الله، فلا تقطع هذا الحبل الذي يعيدك إليه؛ فالقرآن كتاب للذكرى الحيّة، والموعظة البليغة، والتربية الراسخة، والتنمية المتجددة كل يوم".

"لاأعرف (التخابث)، ولاأُحسن إنهاء العلاقات بالتنازع والتلاحي. في أي علاقة، أفضّل أن أرسم صورة جميلة لي في ذهن الآخر ما أمكنني، فإن حال فساد طبعه أو إصراره على العداء دون ذلك؛ حجبت نفسي عنه وغيّبت وجهي دون أن أسمح له أن يستخرج مني سفهًا يشوّه صورتي في عيني".

"ولو لم يكن من عائدة لأذكار الصباح والمساء سوى دوام الصلة بالله -عزَّ وجل- والأنس به لكفى! هذه الأذكار التي نهمس بها تحفظنا -بعد توفيق الله- من نوائب الليل والنهار، وتربط قلوبنا بالله على الدوام".