وصلني هذا الفيديو من أحد الأصدقاء، يوثق أحد أبطال الإعلام العسكري في لواء الشمال، الشهيد القسامي العزيز: خالد أبو زر، الذي ارتقى في معركة جباليا الأخيرة. يظن بعض الناس أن هؤلاء الشباب المقاتلين لم تتح لهم الفرصة ليعيشوا حياتهم كغيرهم، ولم يتمكنوا من مغادرة غزة، أو تحقيق أحلامهم ورغباتهم كسائر الشباب العربي. لكن الحقيقة أنهم عاشوا حياتهم بأفضل ما يكون، وتمكن بعضهم من السفر والتنقل. فهذا خالد، الصحفي الرياضي الشغوف بكرة القدم، يعيش أجواء رائعة في كأس العالم في قطر، ثم يعود إلى غزة ليواصل مسيرته؛ إعلام رياضي في النهار، وإعلام عسكري في الليل. كان خالد يتشوق لانتهاء الحرب حتى يلتقي بزوجته وعائلته الذين نزحوا إلى الجنوب، لكنهم لم يجدوا منه سوى بضع عظام وقطع من ملابسه تدل عليه، عظامٌ ستظل شاهدة على بسالة هؤلاء الشباب، الذين باعوا الدنيا وملذاتها، واشتروا الآخرة رغم وعورة طريقها وعظيم عنائها. هؤلاء هم شبابنا الأبطال، الذين أبهرونا بنقل الصوت والصورة من قلب المعركة، حتى لقوا الله شهداء في أبهى ختام، وأشرف نهاية.