في مثلِ هذا اليوم „17.03.1981 م“ إقتَحَمَ قَتَلَةُ النِّظام السوريّ بيتَنا في آخِن وقتلوا زوجَتي بنان علي الطنطاوي بخمسِ رَصاصَات: رَصاصَتان في الجَبين، و رَصاصَتان في الصَّدر، و رَصاصَة تحت الإبط.
أنا أتذَكَّر في هذا اليوم الأليم الحَزين „بنان“ وكُلَّ شَ
تَجاوزتُ التسعين من عمري بسنين وأنا الآن في طريقي إلى المئة!
رَبِّ تقبَّل مِنّي، واغفِر لي، وأعِنِّي..
يا إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي ادعوا اللهَ تعالى لي بالمغفِرَةِ وحُسْنِ الخِتام وأن يُعينَني عَلى أداءِ الواجبِ ما حَييت
أشَدُّ ما يحزُنُني ويُؤلِمُني في شيخوخَتي وضعفي وعجزي أنَّ قُدرَتي دونَ غايَتي وهَدَفي وواجبي
اللهُمَّ اغفِرْ لي وأعِنّي
لا تُضيعوا أيّامَ القُوَّةِ والقُدرَةِ فما أسرَعَ ما تنطَوي هذِهِ الأيّام
أوْشَكْتُ أن أقولَ لَكُم وَداعاً يا إخوَتي وأخَواتي وقُرّائي وقارِئاتي وبَني وَطَني فقد بَلَغَ التعَبُ بي مُنْتَهاه؛ ولكِنَّني سَأظَلُّ معكُم إلى أن أُوَسَّدَ الثَّرى
من أشَدِّ ما يَحْزُنُني ويؤلِمُني ويُخجلُني قُصوري في الرَدِّ على رَسائِلِ أصدِقائي وقُرّائي
سامِحوني سامِحوني
ولو عرفتُم حالي وظُروفي في شطرٍ طويلٍ من حَياتي لرأيتُم لي بعضَ العُذر؛ ولكنَّني لا أعذِرُ نفسي
الشهيدة العظيمة بنان علي الطنطاوي زوجة عصام العطار وأم هادية وأيمن
إغتالها الطغاة البغاة المجرمون في بيتها في آخن في مثل هذا الشهر آذار سنة 1981 قبل 41 سنة
زوجَتي بنان علي الطنطاوي
---------------------------
مَضَى في هذا الشّهر مارس/آذار 2022 م واحِدٌ وأربعونَ عاماً على استشهادِ زوجتي بنان علي الطنطاوي „أم أيمن“ رَحِمَها الله تعالى في 17-3-1981م
واحِدٌ وأربعونَ عاماً مَضَتْ على غيابِ هذا الكوكبِ الذي
الحمدُ لله
أكونُ أحياناً شَديدَ التَّعَبِ والألَم لا أقوَى على الجُلوس، ولا يحرِمُني رَبّي سَلامَةَ ورَهافَةَ وعُمْقَ الإحساسِ والشُّعور، ووقدَةَ الفِكْرِ والقَلَم، فأملي على بنتي هادية ما أمليهِ من كلِمات
زوجَتي بنان علي الطنطاوي
---------------------------
مَضَى في هذِهِ السَّنَة 2021 م أربَعونَ عاماً على استشهاد زوجتي بنان علي الطنطاوي „أم أيمن“ رَحِمَها اللهُ تعالى في 17-3-1981م
أربَعونَ عاماً مَضَتْ على غيابِ هذا الكوكبِ الذي أضاءَ حَياتي وحَياةَ..
ما أصْعَبَ الغُرْبَةَ عَنِ الوَطَن
وما أصْعَبَ الغُرْبَةَ في الوَطَن
وما أصْعَبَ ما يُعانيهِ السورِيّونَ المَنْكوبونَ الآن في كُلِّ مَكان
اللهُمَّ اجْعَلْ لِلسورِيّينَ ولِسائِرِ العَرَبِ والمُسْلِمين مِنْ مِحَنِهِم وبَلائِهِم فَرَجاً وَمَخْرَجاً
السِّبابُ والشَّتائِم يا إخوَتي وأخواتي لا يهدي ضالاًّ، ولا يُؤَلِّفُ قلباً، ولا يجمَعُ صَفّاً، ولا يُحَرِّرُ وَطَناً، ولا يُقيمُ دولَةً، ولا يُقَرِّبُ إلى اللهِ عَزَّوَجَلّ
رَحِمَ اللهُ الشُّهَداءَ الفلسطينيّين في غَزَّةَ هذا اليوم
لا تترُكوا غَزَّةَ وحدَها أيُّها العرب والمسلمون
تركُ غَزَّةَ وحدَها خيانَة وذُلّ وعار
اللهُمَّ كُنْ مَعَ أهلِنا الصّابرينَ المُصابرينَ الأبطال في غَزَّة
قَضايا أهلِنا وأمَّتِنا وبلادِنا في القلبِ والفِكْر.. في الصِحَّةِ والمرض، واليَقَظَةِ والنوم، وسائِرِ الأحوال
أنا أملي بعضَ كلِماتي على بنتي هادية أحياناً وأنا في فراشي عاجزٌ عن مجرَّدِ الجُلوس، فسامِحوني على قُصوري.. سامِحوني على قُصوري يا أهلي وأبناءَ أمَّتي ووَطَني
تعجَبونَ لِهَزائِمِ منتَخَباتِ كُرَةِ القَدَمِ العربيَّة في مباريات موسكو؟!!!
إسمَعوني جيّداً
الشُّعوبُ والأمَمُ المنهَزِمَةُ نفسِيّاً وسِياسِيّاً واجتِماعِيّاً لا يُمكِنُ أن تنتَصِرَ في ميدانِ الرِّياضَةِ ولا في غيرِهِ مِنَ المَيادين
مبارك عيدكم يا إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي في سوريا وفلسطين والعالم العربي والإسلامي وكلِّ مكانٍ مِنَ الدنيا؛ وفرحٌ في قلوبكم وبيوتكم وحياتكم رغم الفواجع والمواجع والآلام والأحزان
يجبُ ألاّ يموتَ الفرحُ والأملُ في قلوبنا وبيوتِنا وحَياةِ أطفالِنا وشُعوبنا
يا ربِّ إنْ عرفتُك فبهدايتك، وإنْ أبصرتُ طريقي وغايتي فبوحيك، وإن عملتُ خيراً فبتوفيقك، وإن كُتِبَ لي فوزٌ في الدنيا والآخرة فبرحمتك وفضلك.. لا إلهَ إلاّ أنت، ولا ربّ لنا سواك
رَحِمَ اللهُ تعالى العالِمَ المُجَدِّدَ الشُّجاع محمد الغزالي
ورَحِمَ اللهُ تعالى الإمام القرضاوي
وأعانَنا على الحَياةِ وتَبِعاتِ الحَياةِ وواجباتِ الحَياة
زارَني رَجُلٌ سوريٌّ معروف ومعَهُ صورَةٌ ل أسماء الأسَد وقد بَلَغَ منها المرضُ الخبيث ما بلَغ وقالَ لي:
- لقد انتقمَ اللهُ تعالى لكَ من قتلَةِ زوجَتِكَ يا أستاذ عصام فماذا تُحِبُّ أن تَقولهُ لَها؟
قلتُ لَهُ:...
أيُّها السوريّونَ اسْمَعوني:
طَريقُكُم إلى بعضِكُمُ البَعض هُوَ طريقُكُم إلى التَحَرُّرِ والبناءِ والحَياةِ والمستقبَل
إمّا أن ننهَضَ مُتَّحِدين أيُّها السوريّون أو أن نَهلِكَ مُتَفَرِّقين
بادِروا بادِروا ولا تُضيعوا الزَّمَنَ والفُرَص
أديب الفُقَهاء وفقيه الأدباء الأستاذ الكبير علي الطنطاوي
رَحِمَهُ اللهُ تعالى وعَوَّضَ الإسلامَ والمسلمينَ والأمَّةَ والبلادَ منه أحسن العوض
توفي رحمه الله تعالى في جدة في مثل هذا اليوم ( 18 يونيو ) سنة 1999م
قيمَةُ العرَبِ والمسلِمين عندَ „ترامب“ بمقدارِ ما يمتصُّ من دمائِهِم ويغتَصِبُ من أموالِهِم ويستَخدِمُهُم في خدمَتِهِ وخِدْمَةِ إسرائيل
ومَعَ ذلِك فمِنَ العربِ والمسلِمين من يسيرونَ راضين أو كارِهين في رِكابِ هذا العَدُوّ
مِنْ أبشعِ عيوبنا أنَّنا عقباتٌ في طريقِ بعضِنا البعض إلى أهدافِنا العَتيدَةِ المشترَكَة بَدَلَ أن نكونَ عوناً لبعضِنا البعض على التقدُّم إلى هذِهِ الأهداف
هادية بنتي
هادية أحبُّ الناسِ إليّ
وأحنا الناسِ عليّ
هادية صلتي بالحياة ، وحاملة رسالتي في الحياة ، وعوني على النهوض بواجباتي ومسؤولياتي في الحياة
هادية عزائي في حياتي ، وأُنسي في حياتي ، وأملٌ من أغلى آمالي...
لو ملأ الباطل والظلم بسلطانه وطغيانه ما بين المشرق والمغرب ما زادني ذلك إلاّ ولاءً للحقّ ، واستمساكاً به ، ودفاعاً عنه ، ودعوةً إليه .. ولو كنت وحيداً فريداً دون رفيق أو نصير .
من كلمات سابقة للأستاذ عصام العطار
أنا أدعو في كُلِّ ليلَةٍ مِنَ الليالي لأهلِنا في سوريا وفي كُلِّ مكان ولِكُلِّ من يُقَدِّمُ عوناً لأهلِنا في سوريا وفي كُلِّ مكان..
- اللهُمَّ احمِهِم مِنَ البَلاءِ والوَباء، واجزِهِم خيرَ الجَزاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القِيامَةِ ��َتّى يُسْألَ عَنْ أربَع:
عَنْ عُمُرِهِ فيمَا أفْناه
وَعَنْ شَبابهِ فيمَا أبْلاه
وَعَنْ مالِهِ من أينَ اكتَسَبَهُ وفيمَا أنفَقَه
وَعَنْ علمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ
أفجعُ الفواجعِ والخسائرِ في الحياة، ألاّ تشعرَ بواجباتِك ومسؤولياتِك في الحياة قبلَ أن تنتهيَ الحياةُ، أو تعجزَ عن العملِ في الحياة
من كلمات قديمة لعصام العطار