تدمير كبري شمبات ومصفاة الجيلي ومحطة كهرباء بحري تطبيق حرفي لمقولة الفريق شمس الدين كباشي: "يا سودان بي فهمنا، يا ما في سودان". لكن، ستذهبون أنتم وسيبقى السودان بفهم أجياله الجديدة من الثوار الأحرار.
استدعاء مصر للبرهان عقب زيارته لليبيا له ما بعده. فالمبلغ الخرافي الذي تسلمته مصر من الإمارات، والفشل العسكري للبرهان، وجلب ايران الى السودان، جعلت مصر تحصره في الخيار المر، الذي طالما أباه. نحن الآن على أعتاب فتنة الكيزان الكبرى، بعد أن نفقت كل الحيل والألاعيب، فاربطوا الأحزمة.
ظهور قيادة تقدم برئاسة حمدوك في المشهد الملتهب الراهن بلقائها للفريق حميدتي في أديس أبابا، وإعلانها توجهها إلى جيبوتي، يعيد الثورة إلى الأضواء بعد أن حرفتها الحرب عن مسارها، وإلى الحضور في دائرة الفعل، من جديد. هذه الثورة لن تموت. فقد جاءت لتبقى، علم من علم وجهل من جهل.
استمعت الى تقرير يقول إن أكثر الدول العربية إنتاجا للبصل هي مصر يليها السودان. لكن حقيقة الأمر أن البصل السوداني هو الذي جعل مصر في صدارة المنتجين. فأزمة البصل الراهنة في دول الخليج سببها عجز مصر عن تصديره لتناقص الوارد إليها من السودان بسبب الحرب. الخلاصة: جيشنا في خدمة مصر .
تصوروا فترة انتقالية جديدة يديرها البرهان وجنرالاته منفردين مستخدمين جهاز أمن الإنقاذ وشرطتها وقضاء ونيابة ابو سبيحة ليقوم هؤلاء بالإشراف على انتخابات تعيد "بالخج" المؤتمر الوطني والكيزان للحكم من جديد. وتصبح ثورة الشعب بعد كل التضحيات والخراب صفرا على الشمال. "أمانة ما فالحين"
ينفي الفريق البرهان وجود كيزان في الجيش، في حين يؤكد الفريق ياسر العطا ان الكيزان يحاربون إلى جانب الجيش. ياسر العطا صادق فيما يقول، وتلك حقيقة أكدتها الوقائع. أما البرهان فيكذب دون أن يرف له جفن سالكا درب التضليل والمكر، ناسيا قوله تعالى "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"
كل مدينة متبقية تحت سيطرة الكيزان يتحول مركزها العسكري والإداري إلى جسد منخور، متعفن. وما أن تصلها الحرب، يهرب كبار مسؤوليها، فينخرط عسكرها العاملون مع كيزانها الفاسدين في نهبها، ثم لا تلبث ان تسقط بالكامل. هذا هو حصاد الهشيم للصلف وللعجرفة وللتنطع ولما سمي "التمكين".
خطاب البرهان إلى الإيقاد بتجميد عضوية السودان في المنظمة ليس سوى فعل طائش من شخص يأئس بلغ به اليأس مبلغا عظيما. البرهان ليس رئيسا شرعيا للسودان ليخاطب بإسمه. هو قائد انقلاب فاشل قاد إلى حرب كارثية شاملة. لقد أسلم هذا الرجل الشرير عقله للأشرار فصار يتخبط كمن يتخبطه الشيطان من المس
ظهور افراد بزي الجيش وهم يحملون في ايديهم رأس انسان مفصول عن جسده وهم يهللون في وحشية وهمجية خلفتها البشرية وراء ظهرها، أكد ما ظللنا نقوله، وهو ان ما يقوده البرهان والعطا وكباشي الآن ليس جيش السودان المغدور ، وانما ميليشيا كيزانية إرهاببة متطرفة، لا تختلف في شيء عن مليشيا داعش.
لقد فشل الدعم السريع في السيطرة على "كسيبته" الذين لم يأتوا إلا للنهب. كما أنه لا يملك القدرات اللازمة لحكم البلاد إن تم له النصر. أما البرهان وقبيله فهم الماضي المقيت والفشل مجسدا. فأوقفوا الحرب وابعدوا عن الحكم ودعوا المدنيين يتولون إدارة البلاد، ولا تؤذوهم اكثر مما فعلتم.
لو صح خبر دعوة مصر حميدتي لزيارتها، فإن ذلك يعني أن مصر قد أدارت ظهرها للاسلاميين، رغم أنهم قد أتاحوا لها في السنوات الخمس الماضية فرصة لنهب موارد السودان، لم تنعم بمثلها منذ العصور الفرعونية. إن صحت الدعوة فهي مؤشر على أن مصر قد ذهبت تبحث عن حماية مصالحها مع المنتصر .
لم يفاجئني قط منع البرهان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق التي تقع خارج سيطرة دويلته الكيزانية. فالرجل مجرمٌ اكدت جميع أفعاله عبر خمس سنوات دمويته ولا مبالاته بما يصيب البلاد وأهلها. ولذلك سيذكره التاريخ بوصفه الحاكم الأرعن الذي مات وتشرد وجاع بسببه عشرات الملايين من المواطنين
يقول الفريق ياسر العطا إن شرط الفترة الانتقالية القادمة أن تكون برئاسة البرهان في حين ان البرهان عاجز عن تأمين القادمين عبر ميناء سواكن من اعتداءات البلطجية حملة السكاكين المتواطئين مع الشرطة، والميناء لا يبعد عنه بأكثر من 40 كيلومتر. إذهبوا أنتم وستكون البلد من دونكم بألف خير.
حرب الاتصالات المتمثلة في حجب الانترنت لخدمة الأغراض الإجرامية، نهج كيزاني عرفناه منذ فض اعتصام القيادة. الآن نقلوا الحرب بالسلاح إلى حرب أداتها قطع الاتصالات. ضحايا هذه الانعطافة في الحرب هم المدنيون. لكن، هل اكترث الكيزان منذ 1989 بما يصيب المدنيين جراء إجرامهم وجشعهم؟
اسلوب الشيطنة البائس الذي استهدف به الكيزان قوى الحرية والتغيير تبخر في الهواء. وتبخر معه انقلاب 25 أكتوبر . كما ذهبت الطلقة الأخيرة للقضاء على الثورة المتمثلة في اشعال حرب 15 أبريل أدراج الرياح. دعوة الإيقاد لحمدوك أكدت أن المجتمع الأقليمي لا يرى شرعية لغير حمدوك و"تقدم".
خيّب الفريق البرهان وجيشه المؤدلج، الذي لا نية له في التخلي عن السلطة، أمل الشعب السوداني في تحول ديموقراطي سلس وآمن. وها هو يخيب ظن المثقفين الذين انبروا لمناصرته، ويلقمهم حجرا بشروعه في تقوية ثلاث مليشيات عرقية، لن يلبث أن ينقلب عليها، لتستمر الحروب. الخلاصة ليس هذا بجيش.
الفيديو التي بثه شاب سوداني لجأ مع كثيرين مثله إلى كينيا، وعبر فيه عن انبهاره بتطور البنية التحتية لنيروبي، عكس فجيعته وصدمته، وكشف له ولغيره فشل حكامنا الكيزان، الذين امضوا خمسة وثلاثين عاما في النهب، وفي خيانة البلد والمواطنين، لينهوا عهدهم المقيت المظلم بحرب كارثية.
ما أظهره الخبراء الاستراتيجيون في مقابلاتهم على قناة الجزيرة، وما اظهره الفريق ياسر العطا، وما اظهره الفريق البرهان ونائبه مالك عقار في احاديثهم من ضمور في القدرات العقلية، وعياء فاضح في الناطقية، احدث دمارا هائلا لصورة البلاد في الخارج وعرضها وأهلها للاحتقار والامتهان.
اختفاء علي كرتي منذ تهريبه من السجن، وصمته عما سببه من مآسي للسودان وللسودانيين، وظهوره فقط لكي يرثي المرحوم إسماعيل هنية، لأكبر دليل على أن الإسلامويين ليسوا سوى أجانب، ذوي سحن سودانية، اختطفوا دولتنا.
استهداف والي نهر النيل لأصحاب الدرداقات وغيرهم من أبناء الولايات الغربية واتهامهم دون دليل بأنهم قناصة والتحريض عليهم عمل خطير ستكون له عواقبه الوخيمة على السلم الاجتماعي. هذا الوالي الذي اتسمت خطاباته بالرعونة وازكاء الكراهية والتحريض مرصود وسيجد نفسه مساءلا عقب هذه الحرب.
أشعل الكيزان هذه الحرب دون أن يعلموا أنهم قد سيقوا إليها سوقا، وهم معصوبي الأعين والبصائر، ومن غير أن يعلموا حكمتها ومآلاتها. فهي رغم قساوتها وكارثيتها ستكون المنعرج المفصلي الذي سينتهي فيه التضليل باسم الدين، وتنفضح فيه الأكاذيب باسمه وتضع فيه البلاد أرجلها على طريق النهوض.
قيام رئيس جهاز المخابرات برفع الحصانة عن قتلة الشهيد الأمين محمد نور في كسلا، مجرد مناورة للتهدئة ولامتصاص الغضب الشعبي بغرض شراء الوقت. والدخول، من ثم، في اجراءات قضائية مطولة تنتهي بموت القضية. لن تتحقق عدالة لأي صاحب حق في السودان، مطلقا، ما دام هؤلاء المجرمون ممسكين بالسلطة.
الفريق البرهان ومسؤولو وزارة خارجيته التي يسيطر عليها الإسلاميون يلعبون لعبة ساذجة تزيد من درجة احتقارهم داخليا وإقليميا ودوليا. يتساهل البرهان فتتشدد وزارة الخارجية، ويتشدد البرهان، فتتساهل وزارة الخارجية. فلا التشدد حقيقي ولا التساهل حقيقي. وهكذا هي الحركة الإسلامية في كل شيء.
أمر الطوارئ الذي أصدره والي نهر النيل بالتضييق على لجان المقاومة وأعضاء الأحزاب السياسية المنضوية تحت مظلة قوى الحرية والتغيير وحظر نشاطهم وتعبيرهم عن آرائهم السياسية، اوضح بجلاء لا مزيد عليه ان هذه الحرب هي حرب الكيزان وأنهم لا يرون لكطلق أحد غيرهم حقا في هذا البلد المنكوب بهم.
هل يا ترى أدركت قناة الجزيرة بعد عام ويزيد أن الصحفيين السودانيين الذين اختارتهم بعناية عقب اندلاع الحرب واستضافتهم عشرات المرات لم يكونوا سوى ابواق للنظام البائد وان مهمتهم هي التضليل وحجب الحقائق وأنهم لا يختلفون عن الخبراء الاستراتيجيين المضحكين؟
في كل يوم جديد يتأكد أكثر فأكثر أن من أوصلتهم الحركة الإسلامية إلى قيادة الجيش ليسوا ضباطا أكفاء، وليسوا رجال دولة كذلك. وكلما تحدثوا تبين ذلك اكثر، ودونكم خطاب البرهان الأخير بلغته السوقية المبتذلة.
آلمني جدا إعتداء الكيزان الآثم على المصلين في مسيد شيخ الأمين، واعتقاله، ومحبيه، وتعطيل تكيته التي قدمت لأشهر الأمان والطعام والعلاج للآلاف. لقد فضح ما قام به شيخ الأمين شحهم وقلة مروءتهم. لذلك.أعلنوا نيتهم قتله. فهم عاجزون بفطرتهم عن فعل الخير، ويؤذيهم جدا أن يعمل غيرهم الخير.
من يشاهد لقاء الأستاذ أحمد طه بقناة الجزيرة مع قائد المليشا مصطفى تنبور، ويرى ما عليه الرجل من تواضع التأهيل للقيادة ولممارسة السياسة، يمكنه أن يرى بوضوح أي مستقبل مظلم ينتظر البلاد، إن هي سقطت مرة أخرى في قبضة الإسلاميين، الذين لا ينفكون يصنعون ويستخدمون مثل هذه القيادات.
لقد اضطر المصريون لتغيير تكتيكهم في السودان، لكن استراتيجيتهم فيه تبقى ثابتة وأساسها حكومة ديكتاتورية أخرى عميلة كحكومة البرهان، تقمع الشعب وتمدهم بثروات السودان الخام، ولا تحاول استعادة حلايب وشلاتين، ولا تطالب بنصيبها الضائع من مياه النيل. فالحذر ثم الحذر، يا حمدوك ويا "تقدم".
بزيارته لإيران في الظروف الدولية الراهنة التي يهدد فيها الحوثيون صنيعة إيران في اليمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ويدخل فيها حزب الله صنيعة إيران في لبنان في المواجهة مع إسرائيل، يكون البرهان قد دق المسمار الأخير في نعشه بنفسه ويكون الإسلاميون قد عادوا إلى التسعينات من جديد.
اتفاق كينيا الذي ضم رئيس تنسيقية تقدم الدكتور عبد الله حمدوك، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو، وقائد حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد النور، خطوة جبارة في طريق هزيمة قوى الظلام واستعادة الثورة التي حاولت هذه القوى المجرمة وأدها، إلى الحياة من جديد.
الشخص الذي ينتظر أن يتعاطف الكيزان مع الشعب في تشرده وعذابه ومقاساته المتطاولة، وأن ينزعجوا لخراب البلد ورجوعها نصف قرن إلى الوراء، وأن يأتوا إلى كلمة سواء مع الشعب وثورته، فإنه، قطعا، شخص لا يعرفهم كما ينبغي.
رشح في الأنباء أن دويلة بورتسودان الهزيلة الملفقة تحاول جرجرة الحركات المعارضة في بعض دول الجوار لتحسين وضعها العسكري. يا ترى ماذا يريد الكيزان بالسلطة بعد 35 عاما من الظلم والفشل والدمار؟ هلا أقلعوا عن هذا الطيش وتابوا إلى بارئهم عسى ان يكفر عنهم سيئاتهم التي تنوء بحملها الجبال؟
أعلن والي الخرطوم المكلف، وهو أصلا "عمدة بلا أطيان"، انه سينشر قوات الشرطة في ولاية الخرطوم!! طيب: أين خبأتهم طيلة الشهور العشر الماضية؟ وماذا سيصنعون الآن بعد خراب سوبا؟ وهل تحت سلطتك الآن شيء سوى اجزاء من محلية كرري؟ الكيزان ظاهرة محيرة في "قوة العين" وقلة الحياء.
لقد انتهى البرهان إلى مجرد حطام. فقد
استخدمه المصريون في خطة غبية سيئة الإعداد؛ رسموها له مستغلين أطماعه، ليصبح خادمهم المطيع في السودان. لكنها فشلت. والآن أرسلوا إليه كمال عبد المعروف ليرموا عليه وزر التعنت أمام الأمريكيين ورفض السلام. وسيتركونه وحيدا يواجه مصيره الأسود.
من حصاد هشيم الحركة الإسلامية أنها أوصلت شخصا أرعنا، فقير المعارف، عييا لا يحسن الحديث، كياسر العطا إلى قمة السلطة، ليجعل من السودان وشعبه أضحوكة بين شعوب العالم.
صمم البلابسة ملصقا ملونا وضعوا عليه صورتي مع عبارات فحواها أنني شامت في ضحايا قرية ود النورة. كل من يعرفني يعرف أن هذه ليست طريقة تفكيري، وأنني لا اكتب عبارات ركيكة غثة كهذه. أيها البلابسة: عندما تريدون الفبركة عليكم أن تختاروا من بينكم من يحسن الكتابة.
البلابسة قوم انذال جهلاء.
وضح أن الحركة الإسلامية هي من تدير المعارك الآن. وأن البرهان والكباشي لم يعودا يملكان سلطة القرار، ما يعني حتمية انهيار اي اتفاق قادم لوقف لإطلاق النار . وعليه، ربما أضطر المجتمع الدولي والإقليمي للتدخل للقضاء على مختطفي قرار الجيش من الجهاديين مثلما جرى منه ضد داعش في سوريا.
كتبت د. أماني الطويل: "ويمكن القول، إن الفشل في إدارة فترة الانتقال السوداني التي أعقبت الثورة السودانية عام ٢٠١٨، من جانب جميع الأطراف، أفرزت صراعا سياسيا مريرا على المستوى الداخلي"، متناسية أن مصر هي التي تسببت في ذلك الفشل بوقوفها باستمرار ضد الثورة ودعمها انقلاب البرهان.
اذا جرى إنهاء احتكار الكيزان المتطاول للسلاح، وجرى تفكيك قبضتهم الأمنية، وجرى فك سيطرتهم على جهاز الاتصالات، وأجهزة الإعلام، ثم جرت استعادة المال الذي سرقوه من موارد الدولة، فإنهم سيصبحون قوة سياسية بلا تأثير يذكر. فهم لم يشعلوا هذه الحرب إلا لكي لا يفقدوا هذه الميزات المغتصبة.
قصف مصفاة النفط في الجيلي له دلالة واحدة فقط، تعكس خبث النفس المتفشي وسط الإسلامويين. فالرسالة التي يبعثها تقول: نحن الذين أنشأنا هذه المصفاة وغيرها من المنشآت، أثناء فترة حكمنا. وما دامت الدلائل قد أخذت تشير إلى أننا لن نعود إلى حكمكم من جديد، فإننا لن ندعها لتنعموا بها بعدنا.
كشفت سناء حمد للطاهر التوم أن الحركة الإسلامية انتدبتها للتحقيق مع قادة الجيش والأمن حول سقوط نظام الإنقاذ. فطأطأوا رؤوسهم وخضعوا لتحقيقاتها بعد أدائهم القسم أمامها. أليس من العبط أن يعتقد أحد بعد هذا أن هذا الجيش جيش وطني وليس مليشيا حزبية تتحكم في كل شيء فيها الحركة الإسلامية؟
اجتماع الفلول وأتباعهم في القاهرة يدل على أن مصر لا تزال تراهن على الإسلاميين وجيشهم ومن يتبعونهم. وسوف لن تغير مصر خطها هذا. لأنها تعلم أن قيام حكومة مدنية ديمقراطية في السودان سوف يوقف تدفق المواد الخام شبه المجانية إلى مسالخها ومصانعها ومراكزها لإعادة التعبئة.
لن يستطيع البرهان الفكاك من قبضة الحركة الإسلامية وذراعها القوي المؤتمر الوطني. ولن يقوى على إعادة قادة المؤتمر الوطني الهاربين إلى السجون. وغالبا ما يترتب على هذا فشل نهائي لمنير جده. فيطول أمد الحرب، ويزداد تفاقم الكارثة الإنسانية ويطول العيش في ملاجيء الداخل والخارج.
مصر لا تتعب قط من محاولات هزيمة الثورة السودانية ودفنها، ولا تبالي كم مرة أخفقت في ذلك. السبب أنها تأكدت عمليا أن حكم العسكر يتيح لها وضع اليد على موارد السودان وفقا لأطماعها وشروطها هي.
من أجل العودة للسلطة، لن يتردد الكيزان في التحالف مع الشيطان. وهاهي إيران تتدخل، برعونتها المعهودة، في الحرب في السودان. يريد دهاقنة دويلة بورتسودان، وهم يعانون أقصى درجات اليأس، أن يقيموا ذراعا عميلا لإيران في السودان؛ كالحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان. لكنهم سيفشلون حتما.
قال الفريق البرهان إنه لن يوقع اتفاق سلام فيه مهانة وذل للقوات المسلحة، ونحن نسأله من الذي أذل القوات المسلحة وجعلها تخوض حربا أشعلتها كتائب حزبية تتبع للإسلاميين وعرضها لسلسلة من الهزائم المذلة المتتالية؟
بتصريحاته الرعناء عن دولة الإمارات، المجافية للمؤسسية والدبلوماسية، أعاد الفريق ياسر العطا أحوالنا إلى الوراء 35 عاما. مجددا، مرة أخرى، مآساتنا التي بدأت بخطرفات الرائد يونس، ومراهقة الاسلامويين السياسية الباكرة. العطا يتحدث بلسان كرتي والإسلاميويين. فالجيش لا شأن له بالسياسة.
ورد في الأنباء نقلا عن وزير الخارجية أن القوات المسلحة وافقت على لقاء غير مباشر مع الدعم السريع في طرابلس برعاية تركية ليبية. وهذه "بطبطة" كيزانية لن ينتج منها سوى إطالة أمد.الحرب وزيادة معاناة الشعب ومضاعفة دمار البلاد. وستكون النهاية قبول مقررات المنامة. الكيزان قوم لا يتعلمون
تقول كل الشواهد إن الكيزان مستدرجون بالتسيير نحو الهاوية، وأن زمام الأمر قد أفلت من يدهم. فأصرارهم على وأد ثورة الشباب، وتفننهم في حياكة المكائد والفتن ضدها، وتسببهم في سفك دماء السودانيين وزعزعة أمنهم وتشريدهم قد أعمت بصائرهم عن تدبر قوله تعالى: "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون".
طاشت عقول ولاة السوء الفاسدين في الولايات التي لا تزال في قبضة الفلول وجيشهم المهزوم. وكلما اقتربت النهاية كلما طاشت عقولهم اكثر وتباروا في إصدار القرارات الجنونية. انهم يكتبون شهاداتهم على انفسهم وهم منخرطون في إشعال الفتنة التي أحالت نهار البلاد إلى ليل سوف يليه الصبح الأبلج.
ما دامت الحركة الاسلامية تملك السلاح بسيطرتها على الجيش، أو بمليشياتها، ستظل تسعى لاحتكار السلطة أو للشراكة فيها، عبر الابتزاز بالسلاح. شرط استقرار السودان ونهوضه هو نزع السلاح من يدها وتفكيك الاقتصاد النهبي الموازي الذي تشاركته، ولا تزال، مع قوات الدعم السريع. الحل مدنيٌّ فقط.
كلما استطال أمد الحرب وتوالت هزائم الكيزان، كلما اتأسدوا على الضعاف وأوغلوا في قتل الأبرياء، واثبتوا عمليا على أنفسهم بأنفسهم، انهم ليسوا سوى منظمة.إرهابية.
سوف يرينا البرهان وعصابته، وهم في هذه الحالة من جنون التشفي، ومن الاختلال العقلي والنفسي، صنوفًا من الشر نادرة الشبيه. وكل الذين وقعوا في حبائل تضليلهم، متجاهلين ماضيهم الحافل بالإجرام وبموت الضمير، سوف يرون في أنفسهم وفي غيرهم، من الكوارث والمآسي ما هو أفظع وأنكأ مما نراه الآن
قال وزير الخارجية المصري:
"من جانبي تحدثتُ عن الأهمية البالغة لعدم وضع الجيش السوداني الوطني في نفس الكفّة مع أي أطراف أخرى".
مصر تعلم تماما أنه لا وجود لجيش وطني في السودان حاليا. هي فقط تريد أن يحكم السودان من يمكنها من نهب ثرواته. وقد تأكدت بالتجربة أن هذه العصابة هي الأصلح.
الفريق البرهان الذي لم يعد يملك من امره شيئا، والذي افقدته وزارة خارجيته الإخوانية المتهورة سند كل دول الجوار الإقليمي، ذهب يبحث عن نصير وحيد في اقصى شمال إفريقيا، ملقيا امامه خطابا باهتا فاقدا للروح وللحرارة شاكيا له شعبه الذي شرده وجعله هائما على وجهه في جهات الأرض الأربع.
ما فهمته من خطاب البرهان المقتضب بمناسبة عيد الفطر هو الآتي: قفوا معي لنسحق قوات الدعم السريع ونقضي على ثورة ديسمبر ومشعليها تماما لتعود الأمور إلى ما قبل أبريل 2019 . حينها أجلس أنا في مكان الرئيس البشير وتعود الانقاذ كما كانت، لكن تحت قيادتي.
وأكون بذلك قد حققت حلم أبي.
مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس فاق في الرعونة واللادبلوماسية والمراهقة السياسية كل أرباب نعمته من عسكر الإسلامويين. امتن على الإمارات بأننا من بنيناها ناسيا ان حكومته في بورتسودان تتلقى إغاثاتها بلهفة. ابن بلدك اولا ثم تفاخر. زمان قالوا: "التركي ولا المتورك"
اي ترتيبات حكم للفترة الانتقالية المقبلة، سواء حدثت في وقت قريب أو بعيد، وجيء فيها بقيادات الجيش الحالية والإسلاميين لتكون ضمن مكوناتها، ستكون بذرة لحرب جديدة، طال الزمن أم قصر. فالإسلاميون وقياداتهم العسكرية لا يعرفون شيئا غير صناعة الحروب.
في مقابلة مع أحمد طه على الجزيرة مباشر قال الفريق فتح الرحمن، وهو من عينة الخبراء الاستراتيجيين إياها، مخاطبا القوى المدنية: (لن يكون هناك تفاوض موتوا في منافيكم) فأندهش أحمد طه واستنكر. حكم الفريق الأرعن على خصومه بدوام المنفى، ناسيا أن قائده الهارب يعيش منفيا في بورتسودان!
"الكوزنة" مرض نفسي يورث اختلالا كليا في البنية الأخلاقية للمصاب، فيموت فيه الضمير وحاسة التعاطف الإنساني. لذلك، هي داء لا شفاء منه. ولا يسلم الناس من شرور المصاب به، إلا بأن يدركه الأجل المحتوم، أو باعتزاله المجال العام.
ذهاب مالك عقار إلى روسيا والكباشي إلى مالي ودول الساحل الأفريقي محاولة رخيصة لابتزاز امريكا ودول الخليج، عبر التلويح بالتلاعب بأمن البحر الأحمر، مع إرهاب السودانيين بالنموذج السوري، وأسلوب البراميل المتفجرة. لكن، هل في وسع جيش مهزوم وحكومة طريدة تقيم في طرف البلاد ابتزاز الكبار؟
حاول الكيزان وقادة الجيش والأمن المؤدلجين حظر استخدام أطباق الأقمار الصناعية في تسعينات القرن الماضي وفشلوا. ثم ما لبثوا أن أصبحوا هم أنفسهم تجارا للأطباق والرسيفرات. والآن يحاولون منع أجهزة ستار لينك، وسيفشلون أيضا. ولو أمتد بهم الأجل في الحكم، لاقدر الله، فسوف يتجارون فيها.
على الأسر التي تقدم أبناءها إلى محارق حرب الكيزان أن تتذكر نصيحة علي عثمان لجماعته عن "إدخار القوة"، وتعني ألا يحاربوا بأنفسهم وإنما بأبناء الشعب. لذلك، هم يوفرون كتائبهم ويضحون بالمستنفرين. وحين تلحق بهم الهزيمة سيهربون إلى حيث أملاكهم وأموالهم. القتال أصلا مسؤولية الجيش وحده.
بسلوكها الشائن أثناء هذه الحرب تجاه ثوار ديسمبر ومواطني الغرب والجنوبيين، أثبتت الاستخبارات العسكرية أنها ليست استخبارات لجيش مهني، وإنما جهاز أمن مؤدلج، عنصري النزعة، ترك وظيفته العسكرية المهنية الأساسية وحصر عمله في حراسة الطغيان الإسلاموي العسكري.
يا للعار !!!!
عصابة البرهان/جبريل/مناوي/ عقار، المنهمكة في سرقة ذهب الشرق وتهريبه، تعجز عن تقديم أي نوع من العون لأهالي الشرق المنكوبين بالسيول. من يعلق على هذه الشلة آمالا من أي نوع، خير له أن يعلقها بالسراب. هذه العصابة هي التجسيد الأعلى لفساد وفشل الإنقاذ وعدم اكتراثها بالناس.
على مدى خمسة وثلاثين عاما استأسدت الحركة الإسلامية وجنرالاتها على الشعب الأعزل المسالم بقوة السلاح والمال. ولسوف لن تستقر البلاد ولن تنهض أبدا إلا بعد تجريدهم نهائيا من مزية الهيمنة المطلقة بالسلاح والمال المسروق الذي أنشأوا به منصات الإعلام التضليلي واشتروا به الصحفيين المأجورين
ظللنا نقول إن الفريق البرهان والقادة العسكريين خاضعون كليا لتوجهات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية. وها هو بيان وزارة الخارجية السودانية في التعقيب على مخرجات مؤتمر الإيقاد يأتي ليؤكد، من جديد، وبوضوح شديد، هذه الحقيقة. وليثبت ان الفريق البرهان لا يملك قرار إيقاف الحرب .
قال الفريق ياسر العطا إنهم سيواصلون الحرب حتى لو هلك 48 مليون سوداني. وكالعادة ما فتح الفريق العطا فمه إلا وأتى بالمضحك المبكي، وقدم دليلا جديدا على أن قادة الجيش الحاليين دون أدنى العوام إدراكا وضميرا.
الفريق البرهان هو طائر الشؤم الذي يحركه علي كرتي وقبيله من الموتورين. صعد البرهان إلى رئاسة مجلس السيادة فأحال الخرطوم إلى حطام. ثم ما لبث ان هرب إلى بورتسودان. وما من مدينة غشيها إلا وحل بها الدمار وهام أهلها على وجوههم. ومع كل هذا الدمار وأنهر الدم والهزائم بقي يحلم بالحكم.
جاء ضياء الدين بلال وزمرته من الدوحة إلى بورتسودان لكي يحدد لهم البرهان محتوى ما يقولون وليقبضوا الثمن. في المؤتمر الصحفي، الذي يبدو أنه فوجئ به، خرج صوته مرتجفا. وكما قيل قديما: "يكاد المريب ان يقول خذوني".
سيظل الإسلاميون وقادة الجيش الفاسدون يتراكضون منهزمين من مدينة إلى أخرى، يحدو ركب هزائمهم وانكساراتهم المتصلة الناجيان الأبلهان، وهم يتخبطون في خطهم المتعنت الرافض للتفاوض، إلى أن يقطع الله دابرهم ويخرجهم من تاريخ السودان، مرة، وإلى الأبد
الرسائل المبطنة في حديث الفريق الكباشي الأخير في القضارف ومناقضتها لحديث الفريق ياسر العطا قبل أيام، تكشف أن الشرخ وسط قادة الجيش قد اتسع على الراتق. فهل سيخرج الجيش فعلا من قبضة الحركة الإسلامية وكتائبها ويتمكن من إيقاف الحرب؟ دعونا ننتظر، فالأسابيع المقبلة ستكون حبلى بالكثير.
طيلة هذه الحرب وما صحبها من تشرد وعوز ظلت اكثريتنا تمني النفس باتفاق يوقفها. لكن، غالبا ما لا يحدث، ما بقي القرار السياسي في يد علي كرتي وبقية الكيزان. فخطتهم أن يماطلوا كسبا للوقت، أملا في تحسين وضعهم العسكري، وتحقيق نصر حاسم يفرضوا به إرادتهم على الجميع، من جديد، ولكن هيهات.
ورد ف�� الأنباء أن "تقدم" ستكون حضورا في لقاء جدة في 18 ابريل الجاري، لكن قبل يومين فتحت نيابة حكومة بورتسودان بلاغا ضد الدكتور عبد الله حمدوك وآخرين من قيادات تقدم. فهل سيصطدم جيش بورتسودان بجيش وادي سيدنا، أم سيبقى البرهان والكباشي في قبضة العطا وكتائبه ويغيبان عن لقاء جدة؟
تنشأ مع كل حرب ظاهرة معروفة تاريخيا تسمى "ظاهرة أثرياء الحرب". فتأملوا كل ما يجري داخل البلاد الآن، وستجدون أن أكبر منخرط فيها هي أجهزة الجيش والشرطة والأمن الكيزانية ومعها من تستخدمهم من مرتزقتها.
عندما تفشل المشاريع السياسية المتلفعة بقداسة الدين، فإنها تبلغ دركا من الانحطاط لا تبلغه المشاريع السياسية، غير الدينية. فالكذب والغش بفبركة الفيديوهات الذي تقوم به منصات الكيزان، هذه الأيام، يمثل واحدا من أقوى الأدلة على ما تصل إليه المشاريع الدينو/سياسية من التردي الأخلاقي.
حاول البرهان في خطابه الأخير أن يبدو كحاكم ممسك بزمام الأمور حتى بعد أن خرج نصف البلاد من يديه وأضحت جزرا متقطعة، بسبب حبه الجنوني للسلطة وخضوعه المذل للإسلاميين. وهذه حالة إنكار معهودة تعتري الطغاة في آخريات أيامهم؛ من هلتر إلى موسيليني إلى صدام إلى القذافي.
بعد ان فشلت خطة الحرب الكارثية ووضح ان كسبها اضحى مستحيلا تلقى الطاهر التوم الضوء الأخضر الكيزاني للتبشير بفصل دارفور، كما جرى من قبل للجنوب. هذا النهج الهروبي سوف ينتهي بالكيزان إلى الانحصار في أفضل السناريوهات في دولة حدودها بين مروي وحوش بانقا، بعدد سكان لا يتجاوز المليون.
تماطل عصابة بورتسودان في الذهاب لمفاوضات جنيف لأنها تود أن يتعامل معها المجتمع الدولي كحكومة. هذا في حين ظل زعيم العصابة نفسه يخرج ليعلن، كل حين وآخر، أنه ينوي تشكيل حكومة !!!!!!
بعد قرابة نصف القرن يعود بنا الكيزان مرة أخرى الى هوسهم القديم: "إيران إيران في كل مكان". ولا غرابة! فالأيديولوج شخصٌ مصمت العقل كآل بوربون الذين لا يتعلمون شيئا ولا ينسون شيئا. كل ما في الأمر: تشبثٌ بالسلطة حتى الرمق الأخير، بلا مشروع وبلا هدف، سوى الإكثار من حطام الدنيا.
تشبث جيش الإنقاذ والإسلامويين ببقايا سلطتهم المنهارة غير مجدي. أفضل لهم أن ينسحبوا من المشهد السياسي بما هو متاح لهم الآن من بقايا كرامة. فللتاريخ في أوقات بعينها دفع غير قابل للمغالبة.
انحطت الصحافة وفقدت استقلاليتها ومصداقيتها ومهنيتها على يد الكيزان حتى أصبح الصحفي يقطع الفيافي ويعبر البحار جارا وراءه من يشبهونه ليصل إلى بلاط الحاكم بأمره ليحدد له ما ينبغي ان يقوله.
لقد دعونا منذ اندلاع هذه الحرب إلى التفاوض والحل السلمي ولم يستجب الجيش وحدث كل هذا الخراب وهذه الزعازع. ومؤخرا جاءت تصريحات الفريق ياسر العطا الرعناء وفظاعات كتائب الإسلاميين. أقول باختصار، أي اتفاق مقبل يمنح عسكر الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة دورا سياسيا مصيره الفشل.
السيدة الفلسطينية التي تداول الناس حديثها في وسائط التواصل الاجتماعي هذه الأيام، نطقت بالحكمة وفصل الخطاب. قالت السيدة: ما قامت به حماس داخل إسرائيل في أكتوبر الماضي لا يمثلنا. ثم قالت: "أينما حل الإخوان المسلمون حل الدمار والخراب". وها هو دمار السودان وغزة يجسد أسطع الأدلة.
حين تقع أي بلاد في قبضة عصابة شريرة لا تبالي بتشرد الملايين وبموتهم بالقصف الجوي وبالجوع وبالأمراض، يصبح التدخل الدولي ضرورة أخلاقية لا تبرير البتة للتقاعس عن الاطلاع بها وبأسرع ما يكون.
لقد أصبح جيش الكيزان جزرا متقطعة منتثرة على طول البلاد وعرضها. جيش فقد القدرة على المبادأة وأصبح قابعا في الخنادق. وحين بلغ البرهان خبر سقوط سنجة ترك، كعادته، من انتزعوا منه سنجة وغيرها عنوة، والتفت إلى "تقدم" قائلا: لن تعودوا ولن يكون هناك تفاوض، وكأن "تقدم" هي التي احتلت سنجة!
تنحت مصر الآن بأسنانها في الصخر لكي تجهض ترتيبات جنيف سياسيا وتجد للفريق البرهان فترة جديدة في الحكم تقضي بها على تطلعات الثوار، ولتستمر في نهب موارد السودان وفي ارتدافه على سرجها في كل شيء.
من يقرأ بيان خارجية كيزان بورتسودان الركيك الذي يعرض شروطهم للذهاب إلى جنيف، لا يفهم منه سوى شيء واحد فقط، وهو أنهم يريدون من أمريكا والمجتمع الدولي أن يحاربا بالإنابة عنهم ويعيدان لهم ما فقدوه بالحرب التي أشعلوها.
أحبولة الشركة الألمانية لإعادة إعمار السودان مجرد حيلة جديدة لجبريل ابراهيم لتعويض ما فاته من نهب، حين كان معارضا للإنقاذ. فهو يريد اللحاق برفاقه القدامى الذين سبقوه في جمع الثروات الضخمة، رغم معرفته أنه لا يملك شرعية للتعاقد باسم السودانيين. الرجل مهجوس باحتمال فقدان الوزارة.
علا عواء الطاقم الإعلامي للكيزان في حث البرهان على عدم الذهاب إلى مفاوضات جنيف، الأمر الذي يعكس أن الاحتكاك داخل بنيتهم المنهارة قد قارب نقطة الاشتعال. اسبوعان فقط ويحصحص الحق على صورة ما.
كلما يجري إعلان موعد لمفاوضات مقبلة وتلوح في الأفق بشائر للسلام، تنخرط الأبواق الإعلامية الكيزانية في الهجوم على الفريق البرهان لتعويق تحقق السلام غير مبالين بتشرد الناس وآلامهم وجوعهم، مراهنين على الوقت أملا في إحراز نصر عسكري لا يوجد في الواقع الآن ما يشير إلى إمكانية تحققه.
لم يكن هناك مناص من أن تتجسد ثمار شجرة حسن البنا الخبيثة في هذا الدرك السحيق من الوحشية والبشاعة في السودان، حتي يجري اجتثاثها من جذورها، مرة وإلى الأبد.
إذا صح أن عقار ومناوي وجبريل رفضوا التوقيع على البيان الختامي وهم قوة محاربة، وأضفنا إلى ذلك أن مصر لم تدع الدعم السريع أصلا للمؤتمر، وهو القوة المحاربة الأخرى، فكيف ستقف الحرب؟ وكيف ستصل الأغاثة؟ "شطارة مصرية مش"؟
قال الفريق البرهان في زيارته لولاية نهر النيل اليوم: لن يكون هناك سلام ولا مفاوضات قبل هزيمة قوات الدعم السريع نهائيا. قريبا ستجري المفاوضات وسوف نعرف صدق هذا الحديث من كذبه، من رجل ما اعتدنا منه صدقا قط.