حصلت قبل ثلاث سنوات على منحة جامعية (assistantship) ممولة من وكالة ناسا لاستكمال الدكتوراه، واليوم ولله الحمد اجتزت مناقشة الرسالة بنجاح، وقد وافقت اللجنة على منحي درجة الدكتوراه في الهندسة النووية. شكراً لكل من ساندني في هذه الرحلة 🙏🏼.
بمناسبة انتشار متابعة المسلسل القصير والرائع "تشرنوبل"، أضع تحت هذه التغريدة بعض المعلومات الإضافية المتعلقة بالحوادث النووية والتأثيرات الإشعاعية.
ملاحظة: المعلومات المطروحة في المسلسل دقيقة إلى حد كبير، كما أنها مبسطة بشكل جميل لغير المتخصصين.
جيلنا متفوق معلوماتياً على الأجيال السابقة مع تطور وسائل النشر، لكنه متراجع معرفياً مع تكاثر مصادر الترفيه وقِصَر النفَس على استيعاب المواضيع الدسمة، إضافة إلى فتنة البروز السريع القائم على مهارة الحديث لا عمق المعرفة.
إقرأ في التاريخ والعلوم والدين والفلسفة والرياضة والاقتصاد والأدب وكل ما يدفعك الفضول نحوه، تعلم مونتاج الفيديو وإدارة الأعمال وتصوير الطبيعة وكتابة الرواية واحترف كل ما تريد احترافه. تجاهل من يردد "خليك في تخصصك"، فكما يقول هاينلاين: "الاختصاص في شيء واحد من طبع الحشرات فقط."
من أساسيات العلم الحديث أنه بإمكان أي أحد يملك الأدوات المناسبة من تكرار التجربة بنفسه والتأكد من نتائجها. قمت مع صديقي
@NukeNaser
بتكرار تجربة أجريت قبل أكثر من ١٠٠ سنة، هذا ما حدث:
أجمل نقاشاتي كانت مع الأصدقاء الذين يجذبهم حديث الأفكار، أولئك الذين يدركون جهلهم من خلال علمهم، ولا يؤرقهم إثبات وجودهم، يهمهم توسيع مداركهم لا استعراض معلوماتهم، ينصتون بفضول وينتقدون بأمانة. حواراتهم عفوية دائماً ومتجددة لا تمل، ويلهمونك مع كل جلسة. تشعر معهم أن العالم بخير.
تعد رواية "٢٠٠١" التي ألفها الكاتب الكبير آرثر كلارك في أواخر الستينات من أشهر روايات الخيال العلمي على الإطلاق.
في سنة ١٩٧٤، طلبت قناة أسترالية من نفس المؤلف أن يصف توقعاته لعام ٢٠٠١ (بعد ٢٧ سنة من تاريخ السؤال)، فوصف واقعنا بشكل عجيب جدا!
كتب العالم "إسحاق أزيموف" مقالة في 1964 عن تصوره لشكل العالم بعد 50 سنة.
توقع وجود هذه الأشياء:
- سيارات ذاتية القيادة
- أفلام ثلاثية الأبعاد
- مكالمات فيديو من أي مكان بالعالم
- جعل البرمجة جزء من مقررات الثانوي
- أن يزداد عدد سكان العالم إلى ٦,٥ مليار
ثم ختم بهذه الفقرة:
القارئ والمغترب، كلاهما خرج من محيطه، قابل أناساً من غير بيئته، رأى افتراءات كل مجتمع عن الآخر، وعى أن المحاسن أو المساوئ ليست محصورة في جماعة دون أخرى، وأدرك أن البشرية ليست مختزلة في قومه. لا يمكن أن يكون القارئ متعاليا ولا المغترب عنصريا.
"قاتل غولدن ستيت" هو سفاح قام بالعشرات من جرائم القتل والاغتصاب في أمريكا وبقي مجهولا لأكثر من ٤٠ سنة. أعلنت الـFBI قبل سنتين عن مكافأة قدرها ٥٠ ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، لكن دون جدوى.
وقبل أيام قليلة تمكنوا من الوصول إليه أخيرا من خلال هذه الطريقة الجدلية:
كل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي هي نافذة ضيقة على العالم، يحدد فيها قائمة من تتابعهم انشراح مزاجك أو ضيقه، وتقييمك لهول الأمور وهونها. إن ناقشوا أمراً، ظننته حديث الجميع، وإن تغاضوا عن شيء، حسبته بلا وجود، والعالم أوسع وأعقد، وأسعد وأتعس، من ذلك بكثير.
٨٣٣: العالم المسلم الخورازمي يرسم نهر النيل ويحدد توقعه لمكان خط الاستواء.
١٠٣٧: العالم المسلم البيروني يبتكر طريقة لحساب قطر الأرض.
١١٥٤: العالم المسلم الإدريسي يبدأ موسوعته الجغرافية بشرح كروية الأرض.
(مرور ألف سنة)
٢٠١٨: مراهق في يوتيوب يؤكد أن كروية الأرض تتعارض مع القرآن.
هنا مقالي الجديد "كيف تقنع الآخرين بأن التدخين مفيد للصحة؟" أوضح فيه الحيل التي يستخدمها دجالو وسائل التواصل الاجتماعي في نشر خرافاتهم:
سأضع تحت هذه التغريدة اقتباسات من المقال.
عند تخرّجك من المدرسة، آخر مراحل التعليم الشامل والمتجانس، يحدّد لك المجتمع مسارات معدودة لتختار منها ما يضمن لك راتباً، ولمحيطك وجاهةً، ولوطنك إنتاجيةً. يحتّم عليك التخصص الذي يصبح جزءاً من هويتك، ومعياراً لقيمتك، ولعنةً تلاحقك بقية حياتك.
مقالي الجديد:
مابين الانغماس في التخصّص والتنقل بين شتّى المعارف والفنون، تتباين الآراء والقناعات.
هنا مقالة لفهد عبدالله، يستعرض فيها وجهة نظره، حول أهمية التعلم والاطلاع خارج التخصص، وفضيلة التحرّر من إساره.
لعنة التخصّص – فهد عبدالله
لا أحد يرى نفسه متناقضا وكلٌ يعتقد أنه صاحب مبدأ، فالإنسان له قدرة عالية على إقناع نفسه -قبل غيره- بمنطقية أفكاره واستقامة أفعاله مهما قلت معرفته أو كثرت مبادؤه. لا تستهن بقدرتك على إيهام نفسك بتوافق قناعاتك المتعارضة، ولا بقدرة البشر على ترويض ضمائرهم لتبرير أعمالهم الشنيعة.
قيمة مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي قائمة على الاستمرار بالظهور، ودائم الظهور لا يملك وقتاً لتكوين نفسه معرفياً، خصوصاً ممن اعتلوا المنصة في شبابهم. حين سحب "كورونا" البساط من كل الاهتمامات، وأصبح الخوض فيه مسألة إثبات وجود، كشف لنا مشاهير المظهر والتهريج اضمحلال عقليتهم مباشرة.
لم يكن كولومبوس أول من وصل إلى أمريكا، ولم يكن غاليليو أول من اكتشف أقمار المشتري، ولم يكن آدم سميث أول من نظّر بالاقتصاد، لكن هؤلاء وغيرهم كانوا أصحاب التأثير الأبقى. لا قيمة حقيقية لأن تكون "الأول" في شيء ما إن لم تكن أسبقيتك ذات فعالية وتغيير، حتى وإن نفخك إطراء الناس لك.
في وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الإنجاز الوهمي المصاحب ببهرجة خير من الإنجاز الحقيقي المصاحب بتواضع، براءة الاختراع أولى من براعة الاختراع، أن تتحدث عن إنجازاتك خير من أن تتحدث إنجازاتك عنك، أن تظهر للآخرين أنك تنجز أولى من أن تنجز.
تحية عظيمة لمن يعملون بصمت، أنتم عملة نادرة.
انتهيت من قراءة هذا الكتاب الرائع الذي صدر قبل أسبوعين. وعادة ما أتجنب تقديم توصيات للكتب، لأن التوصية بظاهرها إقرار على المحتوى، ولا كتاب يخلو من التحيزات أو الأخطاء. لكن أقول عن هذا الكتاب ما قاله أوتو كلاينبيرغ عن سيكولوجية الجماهير: اقرأوا هذا الكتاب بروح نقدية، لكن اقرأوه.
لا ألوم المشاهير السطحيين الذين تحولوا فجأة إلى كُتّابٍ وروائيين، فقد أدركوا متأخرا أن شهرة المظهر رخيصة، وأن تجاهل أفكارهم احتقار لجوهرهم. لكن صبغ القالب بطلاء المثقف يصنع تشوها دائما فور انقشاعه. قاعدة الحياة هي قاعدة المسرح: من يتقن التمثيل يغدو ناجحا، ومن يفشل به يصبح أضحوكة.
إذا انطلقت من الأرض بسيارة (تسير بسرعة ١٢٠ كم بالساعة) مباشرة دون توقف، فإنك ستحتاج إلى هذه المدة للوصول:
- محطة الفضاء الدولية: ٤ ساعات
- القمر: ٥ أشهر
- المريخ: ٥٠ سنة
- الشمس: ١٥٠ سنة
- زحل: ألف سنة
- بلوتو: ٤ آلاف سنة
- أقرب نجم: ٣٨ مليون سنة
أجمل الكتب التي قرأتها وجدها صدفة، لم يوصني بها أحد، لم ينصحني بها قارئ، عثرت عليها دون قصد في جولات عابرة. لا تنتظر توصيات من أحد، استكشف بنفسك، ابحث لوحدك، تصفح الكتب، اقرأ المقدمة، النبذة، أو حتى صفحات عشوائية إلى أن تجد ما يستثير فضولك. تفرد باختياراتك. هذه متعة اقتناء الكتب.
منذ بداية عصر الفضاء إلى اليوم:
- عدد رواد الفضاء: ٥٠٢
- عدد رائدات الفضاء: ٦٠
- الذين مشوا على سطح القمر: ١٢
- ذهبوا إلى القمر دون هبوط: ١٢
- ماتوا بالفضاء: ٣ (عادت جثثهم إلى الأرض)
- ماتوا أثناء الإقلاع: ٧
- ماتوا خلال العودة: ٨
- ذهبوا إلى المريخ: صفر
- حاليا بالفضاء: ٦
في سلسلة التغريدات القصيرة هذه تعليق على نظريات المؤامرة والدراسة العلمية التي تلمّح ضمنياً بأن فيروس كورونا ليس طبيعياً إنما مُعدّلٌ وراثياً في مختبر.
أن تبدأ بورقة وقلم فقط، وتستخدم أفضل أداتين نملكهما في التجريد والتفكير المنطقي: العقل والرياضيات، ويصل بك التسلسل إلى وجود شيء ما في الكون بغرابة الثقوب السوداء. ترفع المقراب إلى السماء فتجدها هناك فعلا! ذلك يجعلك تتساءل: أي انتظام هذا الذي في الكون؟
بعض الصفات النبيلة تسقط فور وصف الشخص نفسه بها. فلا يمكن أن تقول مثلاً "أنا عالم" أو "أنا قامة علمية" لأن العلماء أعلم الناس بجهلهم، ولا أن تقول "أنا كريم" لأن الكرماء أبعد الناس عن المنة، ولا أن تقول "أنا متواضع" لأن المتواضعين لا يرون أفضليتهم من الأساس.
ستنطلق في هذا الشهر ٣ رحلات إلى كوكب المريخ:
١٤ يوليو: مسبار الأمل الإماراتي
٢٣ يوليو: مهمة تيانوين-١ الصينية
٣٠ يوليو: مهمة مارس ٢٠٢٠ الأمريكية
على أن يكون الوصول في فبراير من العام القادم (بعد ٧ أشهر).
تحت هذه التغريدة معلومات إضافية:
هذه سلسلة تغريدات قصيرة لمن تابع مسلسل تشرنوبل:
يمكن تصيد أخطاء المسلسل، لكنه أدى دورا ممتازا في محاولة نقل الأحداث كما وقعت. قد لا يكون المسلسل دقيقا تماما في نقل تفاصيل الكارثة، لكنه بالنهاية ليس فيلما وثائقيا، هو عمل درامي والتغييرات والإضافات والمبالغات جزء من كماليته.
يموت يوميا حوالي ١٥٠ ألف إنسان حول الأرض لأسباب مختلفة. هذا هو المعدل الطبيعي دون كورونا.
لو طعمت اليوم جميع سكان الأرض، فلن يقل معدل الوفيات الطبيعي، لكن بعض الصحف غير المسؤولة ستكتب:
"وفاة ١٥٠ ألف بعد حصولهم على التطعيم"
لا تكن فريسة سهلة لهم، فرّق بين التزامن والسببية، وطعّم.
في مثل هذا اليوم من عام ١٦٠٠، أعدم العالم "جوردانو برونو" حرقا بحكم من الكنيسة بسبب أفكاره. كان أول من توقع وجود كواكب تدور حول النجوم الأخرى، وقد تمكنا حتى اليوم من رصد أكثر من 3000 كوكب خارج المجموعة الشمسية.
يلقب "برونو" اليوم بشهيد العلم، كما يوجد له تمثال في نفس مكان إعدامه.
هذه الفترة كئيبة قاتمة، لكن ثمة وسيلة دائماً للاستفادة من أحلك الظروف. إذا كانت لديك أحلام مؤجلة لتعلم لغة جديدة، لإتقان فن معين، لاكتساب مهارة، للعودة إلى القراءة، أو التدوين، أو التأليف، لتلك الأشياء التي كنت ستتفرغ لها يوماً ما، فلن تجد فرصة أثمن من هذه لينتهي التأجيل.
@MidoAlhajji
عندما تسأل الشخص عن برجه، كأنك تقول له لا تهمني خبراتك وتجاربك في الحياة وماذا تعلمت وكيف تغيرت، فخصالك الجميلة لا دخل لك بها وصفاتك القبيحة أنت ملعون بها، سأحكم عليك بناء على يوم ومكان ميلادك فقط، وسأتعامل معك وفق كتالوج معد مسبقا لمن هم من نوعك، أي احتقار للنفس البشرية هذا؟
للنبرة الجازمة أثر كبير على المتلقي، لذا تعج بها ا��خطب الرنانة. مع ذلك فإني أرتاح كثيرا لمن يَزدحم حديثه بكلمات من مثل "أظن"، "أعتقد"، "أزعم"، "برأيي"، "قد أكون مخطئا"، "من وجهة نظري"، وغيرها. أجدني أنصت له باهتمام مهما كان توجهه، لأن عفوية هذه المفردات سمة التواضع المعرفي.
في انتشار كورونا لمحة عن الواقع المعرفي الحالي. تسابق على شرح الفيروس للعامة، سلسلة تغريدات هنا وهناك، تنافس بين السبق والدقة، اقتيات على التهويل، إقحام سطحي للدين، نظريات مؤامرة، إشاعات بالواتساب، عزوف عن المقالات المتخصصة، اكتفاء بقصاصات عشوائية، وكسل معرفي وسط ازدحام معلوماتي.
في مثل هذا اليوم قبل 62 سنة، رفضت "روزا باركس" القيام من كرسيها في الباص لصالح رجل أبيض، فسُجنت.
"روزا" تلقب اليوم بالسيدة الأولى للحريات المدنية، أما من وقفوا ضدها فذكراهم مخزي.
أولئك الذين عانوا في وقوفهم ضد الظلم والفساد خلدهم التاريخ، أما العنصريون فهم بين العار والنسيان.
الإيمان بنظرية التطور كنظرية علمية لا يستلزم الإلحاد، والإلحاد لا يلزمه الإيمان بنظرية التطور. داروين نفسه كان مؤمنا، كما أن من الملحدين من لا يؤمن بالنظرية. الربط الأعمى بين نظرية التطور والإلحاد وإقحام أحدهما في نقد الآخر جهل له تبعات خطيرة.
"أما وقد حاز إنجازي الوحيد والمبالغ به على إعجابكم وتصفيقكم وفخركم بي، فدعوني الآن أعلمكم كيف تكونوا ناجحين مثلي. أولا لا تيأسوا، كونوا مكافحين مثلي. ثانيا لا مكان للحظ، كونوا مثابرين مثلي. أخيرا لا تجعلوا بداياتكم تحكم عليكم، كونوا حالمين مثلي."
عن وهم المركزية عند جيل الألفية.