مساء الخير على الجميع
كنت في السجن لأكثر من شهرين بسبب حكم قضائي بعنوان ازدراء الأديان.
شكرا لكل من سأل وأهتم وتابع .. وسوف أظل كما كنت ناقدا لمجالات فكرية لم يتكلم عنها الكثير. فالحرية والرأي لها ثمن
عملية الفصل الجنسي بين الذكور والإناث في سنين الدراسة، وفي العمل، وفي الأماكن العامة، ساهم بنشوء حالة نفسية مريضة تجاه العلاقات الطبيعية بين الرجل والمرأة. فالاعتداءات الجنسية والفوقية الذكورية، تتزايد في المجتمعات التي تمارس الكبت والوصاية على أفرادها بحجة الفضيلة والتقاليد
حين تم فصل الدين عن الدولة في الدول المتقدمة اليوم ، لم تنتهي الأديان ولم تُلغى الكنائس ولم يختفي التعليم الديني ، بل كل ما اختفى هو الإستبداد السياسي والوصاية على الحريات الفردية وهيمنة رجال الدين على الإنسان والمجتمع
هذه الكراهية وهذا النفس العدائي لا يمكن أن تتواجد لدى أفراد طبيعيين يعيشون في مجتمع صحي بل لدى أفراد مرضى قد تشربوا كثيراً من فقه وتراث وفتاوى تدعوا إلى أخلاق لا إنسانية وتعاملات غير حضارية
من أخطر الفتاوى التي اهانت العقل العربي هي تحريم الفلسفة والشك والنقد، واعتبارهم مرادفاً للكفر والإلحاد، فبعد هذه الفتوى انتكس الإنسان العربي، وضاعت متعة التفكير النقدي، وتخلف الفكر العربي
خرجت من السجن وعشت القهر والظلم والفساد وما زال صديقي وزميلي أنور دشتي في داخله يعاني وينتظر لفترة أطول بسبب قوانين تخالف مبدأ حرية الرأي والتعبير.. فله كل التحية على الصمود
الرغبات الجنسية ليست قضية أخلاق أو إرادة أو دين ، وإنما هي قضية أعضاء عضوية وخلايا حية وتحولات انزيمية وتفاعلات هرمونية وتطورات بيولوجية، فالجنس أمر طبيعي يمارسه الإنسان ، بينما التحكم فيه لدرجة قمعه ومنعه يؤدي إلى الضرر النفسي والعقلي وبالتالي خلق سلوكيات عدوانية أساسها الكبت
هذا الشخص مارس ما يعتقد أنه دفاع عن الإسلام بقتله للعديد من الضحايا الأبرياء في النمسا.
هنا:
- إما أن تقول بأنه لا يمثل الإسلام لتكذب على نفسك وتخدع الآخرين
- إما أن تعترف بوجود أزمة في الإسلام كما أشار لها الرئيس الفرنسي ماكرون
- أو أن تبرر حتى يحدث فعل إرهابي آخر
عندما يتفوق التلميذ على الأستاذ .. هكذا تماماً ما يحدث في مصر صانعة النهضة. فبعد أن استوردت مخلفات الفكر الرجعي وتقاليد الرثاثة، تفوقت على من علمهم الجهل
نحن مسلمون بالوراثة فقط وليس بالإختيار، فلماذا كل هذا التعصب والإنغلاق، لماذا كل هذا التمجيد للذات واحتقار الآخر المختلف، فالآخر قد يكون أنت لو ولدت مكانه، فقيمتك كإنسان لا تكمن في أنك ولدت في هذا الدين أو ذاك المذهب، بل قيمتك تُقاس من المزايا والإيجابيات والأخلاق التي تؤمن بها
دينك لن يطاله الضرر اذا شاركت غيرك في مناسباته، أخلاقك لن تتزعزع اذا رغبت في الاحتفال بقدوم السنة الجديدة، عاداتك وتقاليدك ستظل هي نفسها ولن يطالها التغريب والفوضي. فقط المتطرف والمتخلف والجاهل من يخشى الحياة، من يرفض المشاركة، من يخاف من الإختلاف والحب والحريات
إن الإنسانية رتبة وليست دين، يصل إليها الفرد بعد أن يتجاوز عن أنانيته، وبعد أن ينصهر مع الآخر المختلف، وبعد أن يقبل المختلف عنه في التفكير والدين والميول الجنسية والفكرية ، فليس كل مؤمن بالضرورة إنساني
العرب أمة همجية يحركها الدين والمذهب والقبيلة والعرق في الصراع والحوار ، بينما إسرائيل دولة ديمقراطية استطاعت أن تقدم صورة حضارية توضح أن الشعوب تتقدم إذا ما فارقت هويتها البدائية وآمنت بالحضارة والتطور والدولة المدنية
مرعب أن تعيش في مجتمع عربي. فهنا لا تُصبح حياتك مهددة بالإغتيال أو السجن أو النفي، بقدر ما تتخوف من كيفية مواجهة تلك الأسئلة .. كيف تتعايش مع أفكارك المختلفة؟. وكيف تناقض ذاتك؟. وكيف تخفي حقيقتك؟.وكيف تخرج من ثقافة القطيع؟. وكيف تجامل الحمقى والأغبياء دون أن تفقد احترامك لذاتك؟
لا يمكن أن نقتنع بأن آينشتاين وانجلينا جولي ونلسون مانديلا وستيفن هوكنج وغيرهم ممن قدم للبشرية خدمات عظيمة، بأنهم وقود الجحيم بإعتبارهم كفار، بينما من يقتل ويفجر ويهتك دم الأبرياء ويقمع الإنسان باسم الدين يعيش منعماً في الجنة
كل الدول التي تقدمت لم تعتمد على رجال الدين والفقهاء، بل على الإنسان وعقله وصناعته، لذلك سيبقى العرب متأخرين حضارياً طالما مكانة رجل الدين أعلى من الفلاسفة والمفكرين
التدين في مجتمعاتنا العربية هو تدين مظهري أكثر منه أخلاقي، لهذا يتصرف كثير من الأفراد بشكل مناقض تماماً لخطابهم اللغوي أو شكلهم الخارجي، ما أحدث لديهم نوعاً من الانفصام والنفاق والإقصاء
لماذا غالبية مشاكلنا اليوم هي الحجاب والصلاة والكفار والتكفير والخلافة، بدلاً من أن تكون قضايانا هي العلم والفلسفة والفنون والحريات والديمقراطية والسلام. في الحقيقة أن الخلل هنا خلل عقلي حدث بعد تعزيز الشكليات والمظاهر الدينية على حساب القضايا الملحة والاساسية للمواطن العربي
لا تناقش رجل الدين عن الفقر والجهل والإستبداد ، لأنه سيقول لك أنه تكفير عن ذنوبك، وتقصير في عبادتك، وابتلاء حتى تتعلم الصبر لدرجة الموت قهراً وكمداً وذلاً
أي رأي مخالف لمعتقدك وثقافتك هو رأي مخالف فقط .. هكذا بكل بساطة علينا أن نفهم ونستوعب معنى الإختلاف والتنوع والتعددية حتى نعيش بشراً أسوياء بعيدين عن الكراهية والتكفير والإقصاء
تضخيم دور المرأة كأم ، على حساب غيره من أدوارها في الحياة اذا كانت مستقلة أو غير متزوجة، بحجة أهمية التكاثر والتربية في الحياة. هو دور استحواذي على المرأة ينطلق من مفاهيم قبلية دينية ، لاغياً أدوارها الأخرى ومستلباً شخصيتها وكيانها وحاجاتها النفسية، والجسدية والاجتماعية ؟
يدور مفهوم الحجاب القسري في بعد واحد. يُفرغ أي أبعاد إنسانية للمرأة في علاقتها مع نفسها، ويحصرها فقط في البعد الجنسي. فالمرأة في المفهوم التراثي والتقاليد، مجرد كائن يستحث الشهوة والميل الجنسي. حتى ظلت هذه النظرة الجنسانية للمرأة حاجب يعزل كيانها وحقها الإنساني في رفض الحجاب
تدمرت مجتمعاتنا العربية والإسلامية اليوم ، ليس بسبب جهلها أو تخلفها ، وإنما بسبب تجارتها بالدين وتمسكها بالعادات والتقاليد وابتعادها عن العقل والحريات والعلمانية
المرأة تتعرض للضرب والإعتداء والتحرش في الغرب والشرق ، ولكن الفارق أن المسلم يضرب المرأة ولديه نص ديني يمنحه المشروعية وعدم تأنيب الضمير بل وعدم محاسبته قانونياً غالباً ، بعكس الغربي الذي يواجه أحكاماً قاسية وتشهيراً كبيراً
من يطالب بعقاب من يجاهر بالإفطار في نهار رمضان، لا يعلم أن العصر الحديث الذي نعيش فيه يختلف تماماً عن العصور السابقة، من ناحية إحترام مفهوم حرية المعتقد الذي يسمح للإنسان أن يمارس حياته الطبيعية دون أن يأتي إليه شرطي من الدولة كي يقبض عليه بتهمة سخيفة وهي الأكل وجرح المشاعر
نحن مسلمون بالوراثة فقط وليس بالإختيار، فلماذا كل هذا التعصب والإنغلاق، لماذا كل هذا التمجيد للذات واحتقار الآخر المختلف، فالآخر قد يكون أنت لو ولدت مكانه، فقيمتك كإنسان لا تكمن في أنك ولدت في هذا الدين أو ذاك المذهب، بل قيمتك تقاس من المزايا والإيجابيات والأخلاق التي تتحلى بها
في السجن ألتقيت أو تم وضعي مع متهمين بالقتل وهتك العرض وتجار المخدرات والخمور والمتعاطين وأصحاب الشيكات وقضايا النصب والاحتيال. هناك رأيت ما كنت أسمع عنه، هناك عرفت كيف يتم تجاوز القانون وكيف تدخل الممنوعات وكيف أن الفساد في السجن يعبر عن فساد أكبر في المجتمع
عندما يقرأ المسلمون الكتب التي تنتقد اليهودية أو المسيحية، فإن هؤلاء المسلمين يعتبرون تلك الكتب مفيدة جدأ ، لكن عندما يقرأون مقالا عربياً أو غربياً ينتقد الإسلام والمسلمين ، فإنهم يصيحون بانفعال وغضب، هذا اعتداء سافر على مقدساتنا. إنها الازدواجية المريضة
الإنسان البالغ الراشد، رجلاً كان أم امرأة، من حقه أن يحيا بدون زواج، ولكن ليس بدون جنس، فالجنس ضرورة طبيعية للإنسان لكي يحيا حياته بشكل طبيعي دون كبت نفسي أو جسدي. أما الزواج فهو ليس ضرورة طبيعية أو غريزة إنسانية، وإنما ضرورة اجتماعية فرضتها ظروف تطور المجتمع والعقد الاجتماعي
دفاعك عن القضية التي تؤمن بها، مهما كانت خاطئة أو صحيحة، لا يتطلب أن تكون أخلاقك سيئة أو ألفاظك ساقطة، فهذا لا يعني سوى أن قضيتك فاشلة، وأن أخلاقك وضيعة
لا يمكن أن نفهم حالة الهجوم البذيء على وفاة #نوال_السعداوي ، دون أن نفهم الأذى النفسي والتحيز الذكوري والهيمنة الموروثة التي طبعت الثقافة العربية، والتي تأثر بها جمع غفير من النساء اللاتي استلذوا البقاء تحت الوصاية، ومن الرجال الذين يحاربون كل إمرأة تثور على ثقافتهم وتهدم اصنامهم
العرب أمة تعيش بلا فلسفة، فلا تعرف معنى التفكير ولا الحوار ولا المنطق، لأنها تنطلق من ثنائيات تقدس الإقصاء والكراهية، وتخشى التعايش وقبول الآخر واحترام المختلف
مازال طالب الابتدائي وربما في مرحلة أبكر، في مجتمعاتنا العربية، يدرس عن عذاب القبر والموت والكراهية والتكفير وأهل القبور، بينما لا يعلم شيئا عن الحرية والسؤال والنقد والمستقبل
تعيش غالبية الشعوب العربية في حالة من ازدواجية الشخصية، بحيث يتربى العربي منذ صغره بشكل متناقض كلياً مع الذات الكامنة في داخله. فهو في العلن ملزم على تقديم نفسه كما يريد المجتمع والتقاليد، بينما في الخفاء يكون ويمارس شخصيته الحقيقية، مما خلق شعوب كاذبة وفاسدة ومنافقة بكل شيء
علمانية فرنسا ليست متطرفة أو ملحدة كما يتهمها الإسلام السياسي والغوغاء، بل هي نتاج عقلاني تاريخي لتطور مؤسساتي ودستوري على صعيد حماية الإنسان والحريات من أي انتهاكات دينية تُمارس ضده أو ضد الأقليات، وبنفس الوقت فإنها الجدار الذي يحمي المجتمع من الإنقسام الأهلي ومن استبداد الحكام
مرعب أن تعيش في مجتمع عربي إسلامي. فهنا لا تُصبح حياتك مهددة بالموت أو السجن أو النفي، بقدر ما تتساءل كيف تتعايش مع أفكارك؟. وكيف تناقض ذاتك؟. وكيف تخفي حقيقتك؟. وكيف تجامل الحمقى والأغبياء دون أن تفقد أخلاقك؟!
لا ترفعوا أعلام المثليين لأنهم شواذ ، لا تنتقدوا الفقه والتراث ورجال الدين لأن انتقادكم يؤذي مشاعرنا ، لا تعلمونا الفلسفة والفن والجمال لأنها حرام ،، ثم بعد هذا يقول نحن أكثر أمة تحترم الرأي الآخر ؟!
أنت مجرد إنسان، دينك لا يصنع منك فرداً مميزاً، صلاتك وصيامك وعباداتك وطقوسك لا يجعلون منك شخصاً أفضل من الآخرين. ما يجعل منك أفضل وأحسن، أن تكون أخلاقك مميزة، وتعاملك مع الآخر المختلف بالحسنى، وأن لا تستخدم دينك أبدا في الشتم واللعن لمن تختلف معه