المبتعثون بين الغربة والاغتراب نفرق بينهما اصطلاحياً في أن الأولى تعني الابتعاد عن الوطن أو المسكن، أما الثانية فتعني شعور الإنسان بدوامة هو وحده يشعر بها، لا فرق فيها بين وجوده فيه وطنه أم غيابه عنه… فالأولى غربة للجسد والآخرى غربة للروح… يشعر فيها الشخص بعد عودته بشعور غريب من السعادة والصمت الغريب لا يعلم ماذا يقول في المناسبات العائلية الكبرى فالأوجه لم تختلف والأماكن ما زالت كما كانت ولكن ذلك المغترب مازال مغترباً…فاته الكثير من المناسبات والأخبار… فكما كان يلبس قناع السعادة وراحة البال المزيفة أثناء البعد عن الأهل كما كانوا هم أيضاً يفعلون كيلا يصيبه الهلع عليهم… في هذه المرحلة لا تعلم هل تغير المجتمع أو أنه فاتك الكثير أم أن غربتك ومحاولتك النجاة في غربتك قد أنضجت روحك وجعلتك تستسيغ مجالسة نفسك أكثر… ويبقى لهذا الحديث تساؤلات عدة، لم تجب لدى الكثير من العائدين…