ABDULHAMEEDSART Profile Banner
عبدالحميد الغبين Profile
عبدالحميد الغبين

@ABDULHAMEEDSART

Followers
3K
Following
155
Statuses
29

كاتب صحافي ومحلل سياسي. مختص في علم الاجتماع السياسي وعلم النفس السياسي، عمل في صحف الرياض، الجزيرة، عكاظ، السياسي. Saudi journalist and political analyst.

الرياض
Joined January 2025
Don't wanna be here? Send us removal request.
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
24 days
من يحكم ويحاكم الفساد لا يمكن تحقيق إصلاح حقيقي في أي مجتمع دون وجود عدالة بين أفراده. وتُعد غياب العدالة أحد أبرز المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية، حيث يزدهر الفساد في غيابها. ورغم أن الوضع العربي اليوم بات مكشوفًا أمام الرأي العام، إلا أن الفساد يوجَد ليس فقط في النظام السياسي، بل أيضًا في الإدارات والاقتصاد والقضاء. يتعذر على أي عملية إصلاح أن تؤتي ثمارها ما لم يُحَاسَب الفاسدين، سواء كانوا موظفين عاديين أو وزراء. تكمن المشكلة الأساسية هي أن بعض الدول العربية غالبًا ما تكتفي بإحالة المسؤولين الفاسدين إلى التقاعد بعد الانغماس في استغلال السلطة والفساد، مما يشجع الآخرين على التمادي في السلوكيات ذاتها، إذ إن العقوبة الوحيدة التي تلاحقهم هي التقاعد التي تعتبر عقوبة هزيلة، كما أشار نيكولو مكيافيلي، فإن "الفساد ينمو عندما يتلاشى الخوف من العقاب". في المجتمعات الغربية، تُعتبر قضايا الفساد واستغلال النفوذ بين موظفي السلطة من الجرائم الجسيمة، إذ تخضع لعقوبات صارمة. تُعتبر المحاسبة والشفافية من القيم العليا ومبادئ أساسية لأي شخص يتطلع لتولي منصب عام. فقد حُقِّقَت مساءلة كبيرة في الحالات التي تتعلق بالفساد، مثال على ذلك، القضية الشهيرة التي تعرض له وزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت، التي أدت إلى استقالته نتيجة استغلاله لنفوذه للضغط على إدارة الهجرة لتسهيل إجراءات إدارية خاصة، تتعلق بمحاولة منح إقامة للخدمة الفلبينية التي تعمل عند صديقته. رغم أن بلانكيت اعتبر نفسه أنه لم يفعل شيئًا خاطئًا، حيث قال: "لم أفعل شيئًا خاطئًا"، إلا أن الرأي العام البريطاني لم يغفر له، مما يعكس مدى الصرامة في مجالات المساءلة والمحاسبة. كذلك، تُظهر قضية هاميلتون، التي تُعتبر إحدى أكبر الفضائح السياسية في الولايات المتحدة. فقد اتُهم ألكسندر هاملتون، أول وزير للخزانة الأمريكية، باستغلال منصبه، مما أصاب مؤسسية الحكومة الأمريكية في مقتل. كما أدين وزير الداخلية الأمريكي ألبرت فول بتلقي رشوة كانت قيمتها 300 ألف دولار لقاء منح عقود لشركة نفط. سُجِن لسنة، وهي أحد الأمثلة التي تعكس قدرة القانون على محاسبة الفاسدين. مبدأ المحاسبة يعد من المبادئ الأساسية، كما أوضحت مارغريت تاتشر عندما قالت: "يصبح الفساد أمرًا معتادًا عندما لا نواجه أولئك الذين يقومون به بالعقاب". كان الفيلسوف أفلاطون من أول من أدرك خطورة الفساد في الحياة السياسية، حيث أشار إلى أن "الفساد السياسي يحدث عندما يولي الأفراد اهتمامًا أكبر لمصالحهم الشخصية عوضا عن المصلحة العامة." عند النظر إلى حال الفساد في العديد من البلدان العربية، نجد أن الإثراء من المنصب يُعتبر حقًا مشروعًا من وجهة نظر الفساد، بل إن الأجهزة المكلفة بمكافحة الفساد تُستخدم أحيانًا كأداة للابتزاز وليس للرقابة. فعندما يُكتشف أمر أحد المسؤولين، يتم بالطبع إحالتهم إلى التقاعد كحد أقصى للعقوبة، وهو ما يبقي هذه الظاهرة متفشية في العديد من الدول. ومع ذلك، بدأت بعض الدول مثل السعودية، بقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في تغيير هذا النهج، حيث أعلن عن عدم التسامح مع الفساد مهما كان حجمه، مُشيرًا إلى أهمية محاربة الفساد جذريًا لضمان نجاح رؤية 2030. وقال جملته الشهيرة والتي أصبحت مبدأ أساسياً في السعودية "لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواءً كان أميراً أو وزيراً أو أياً كان". وهذا ما حدث. هذا النهج جعل السعودية من أوائل الدول العربية التي أقامت محاكمات لوزراء وأمراء ومسؤولين كبار. كانت سياسته مُركزة على قطع أي صلة بين الفساد وبين التطور والنمو. تتحرك الكويت اليوم على خطى السعودية التي أصابتها بالعدوى أيضًا نحو محاربة الفساد بجدية، حيث تُعد محاسبة الشيوخ والوزراء ضرورة ملحة. مما يدل على أن جهود محاسبة المسؤولين، مهما كانت رتبهم، تعزز مفهوم أن لا أحد فوق القانون حيث يؤكد القادة الكويتيون أن تطوير البلاد لا يتحقق إلا من خلال محاربة الفساد، وتحقيق العدالة لجميع شرائح المجتمع. وعند دراسة الظاهرة تُظهر النظرة العامة للدول العربية أن تدهور الاقتصاد وسوء مخرجات التعليم والفساد الاجتماعي لا يعود إلى قلة الموارد، بل إلى الكيفية التي تُدار بها هذه الموارد من خلال زمرة فاسدة ترى أن الوطن مجرد مزرعة للتفريخ والانتفاع. ولعل العلاج يكمن في تقوية مبادئ الشفافية والمحاسبة، وتطبيق العقوبات المناسبة، لإعادة بناء الثقة وإعادة تأهيل المجتمعات العربية من براثن الفساد التي أصبحت قيمة عليا وثقافة متفشية.
Tweet media one
16
11
187
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
2 days
يشكل الخطاب السياسي، وفقا لتحليل ميشال فوكو في محاضرته "نظام الخطاب"، الإطار المرجعي الذي تستمد منه رؤية الدولة وسياساتها، لا بوصفه مجرد كلمات عابرة، بل بكونه نظاما يضبط شروط إنتاج المعنى وحدود ما يقبل قوله أو استبعاده في سياق مؤسسي. فالحكومات، لا تعطي وزنا حقيقيا للتصريحات الإعلامية أو الآراء الفردية، مهما بلغت حدتها، لأنها تندرج خارج "نظام الخطاب" المؤسس لسلطة الدولة. فالخطاب السياسي هنا ليس تعبيرا عن إرادة الحكومة التنفيذية، بل هو تجل لإرادة الدولة كمؤسسة فوقية، تحكمها آليات السلطة التي تحدد ما هو مشروع وما هو مهمش. وهذا ما يفسر التعامل الدولي مع البيانات الصادرة عن السعودية، رغم كونها بيانات من وزارة الخارجية، باعتبارها خطابا سياسيا يعكس إرادة الدولة الإستراتيجية، لا مجرد بيان إخباري عابر. فالإدارة الأمريكية، كطرف معني، تعاملت مع هذه البيانات انطلاقا من السياق المؤسسي الذي يحكمها، مستندة إلى ما أشار إليه فوكو من أن الخطاب يحمل "قوة الإفادة" حين ينتج ضمن شروط سلطوية تضفي عليه الشرعية، وتفرض قراءته بوصفه تعبيرا عن الحقائق العميقة، حتى لو احتوى على ما هو غير معلن. فالدلالة هنا لا تكمن في النص الظاهر، بل في النظام الذي يحكم إنتاجه وتلقيه، حيث يصبح الخطاب أداة لترسيخ الهيمنة، وليس ناقلا محايدا للمعلومات. وكما يؤكد فوكو: "الخطاب ليس مجرد تأويل للواقع، بل هو جزء من الممارسات التي تبني الواقع نفسه". بناء على ذلك، عندما تصدر السعودية بيانا، يجب أن نتأمل في المعنى، ونستنبط المقصود منه، حيث إن ليس كل ما يصدر عن الحكومات، حتى وإن كان بلسان رئيس الحكومة أو الرئيس، يعكس إرادة الدولة. #بيان_الفجر_السعودي #ولي_العهد
Tweet media one
3
6
86
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
2 days
عبدالحميد الغبين في حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت: أهداف السعودية تجاه القضية الفلسطينية واضحة لا لبس فيها وقد اكدتها وزارة الخارجية مرارا وتكرارا:    - تشترط إقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي لأي علاقة مع إسرائيل.     تؤكد على دورها التاريخي في دعم السلام والعطاء الإنساني.    تؤكد على ضرورة تحقيق الأمن والعدل للشعب الفلسطيني.  كيف ترى السعودية مستقبل قطاع غزة؟ "منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ارتكزت الرؤية على مبادئ راسخة، كان أبرزها إرساء دعائم السلام، حيث كان يؤمن بأن المملكة هي حجر الأساس لاستقرار المنطقة، وكان يؤمن بأن الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدول المجاورة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن السعودية، ولهذا كانت المملكة حريصة على مر التاريخ على التواجد في أي مبادرة إنسانية أو دعوة للسلام، انطلاقاً من إيمانها بأن "العدل أساس المملكة والعطاء رسالة الأمة". وبحسب الغبين، فإن هذه الرؤية واضحة تماماً في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. "إن السعودية لا تنظر إلى الصراع من منظور ضيق، بل ترى شعباً يعاني ويحتاج إلى الأمن والسلام، مؤكدة على قول الملك عبد العزيز طيب الله ثراه: "كونوا يدًا واحدةً في مواجهة الظلم، ولا تنسوا أن العون للضعيف شرفٌ لا يُدانَى." تصحيح المفاهيم:      - العداء ليس لليهود كشعب، بل للاحتلال.       - التاريخ يشهد تعايشاً بين الأديان في المنطقة. مفهوم السلام عند إسرائيل مختلف عن مفهوم العرب، إسرائيل تريد سلام من دون مقابل. المنطقة مقبلة على تغيرات جيوسياسية، كبيرة، أما السلام أو أنهار من الدماء.
Tweet media one
15
9
167
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
4 days
. هذا الطفل ذكي، في نهاية الفديو، اختصر لك الموضوع. #النصر_الفيحاء
14
70
341
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
5 days
يتساءل الكثير من الناس: ما الذي يوجه قراراتنا ويؤثر فينا، هل هي الغرائز والعواطف أم العقل؟ يجيب عالم النفس فرويد بأن الجماهير لا تُقاد بالمنطق، بل بالعواطف والغرائز. ويؤكد أن القائد الناجح هو من يعرف كيف يستغل اللاوعي الجماعي ويؤثر فيه. وعلى مختلف المستويات، بما في ذلك العلاقات بين الأفراد، تلعب العواطف دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرارات. لذلك، لا يمكن قيادة الجماهير أو تغيير المجتمعات من خلال التفكير العقلاني أو المنطق وحده، بل يجب الاعتماد على الغرائز والعواطف. حتى الديانات ركزت على هذا الجانب، مستخدمة أساليب مثل الترغيب والترهيب للتأثير على الأفراد. بشكل عام، يتم تسويق الأفكار والسلع وترويجها من خلال استهداف الغرائز والعواطف. وهذا ما أبرزه غوستاف لوبون في كتابه "سيكولوجيا الجماهير"، حيث أوضح أن الجماهير تتحرك بالعواطف وليس بالعقل والقائد الذي يستطيع أن يلامس مشاعر الجماهير يصبح قادرًا على السيطرة على الموقف. هذا يجعلنا نتأمل بعمق في حقيقة أننا قد نكون ضحايا لهذه العواطف، التي تُشكل قراراتنا وتوجهاتنا دون أن ندرك ذلك بالكامل.
Tweet media one
7
9
94
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
5 days
البيان السعودي الذي يعكس موقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من القضية الفلسطينية يستحضر مفاهيم فلسفية وسياسية عميقة من خلال استدعاء أفكار ابن خلدون، ميكافيلي، وكانط. فمن منظور ميكافيلي، الذي يؤكد أن "الملوك يجب أن يكونوا دائمًا على ثبات الرأي"، نرى أن القيادة السعودية تدرك أن الحكم الفعال يعتمد على العزم والثبات في المواقف، هذا الثبات ليس مجرد قرار سياسي بل هو تعبير عن رؤية استراتيجية طويلة الأمد. أما كانط، فيرى أن "العزم هو قوة العقل"، وهو ما يعكس فهم المملكة العربية السعودية لدور الإرادة القوية في دعم القضايا العادلة، مثل القضية الفلسطينية. هذا العزم ليس مجرد موقف سياسي، بل هو تعبير عن قيم أخلاقية راسخة تؤمن بها المملكة وتعمل على تعزيزها. من جهته، يوضح ابن خلدون أن "الدول تتمكن من بقائها إذا كانت تستند إلى مبادئ قوية"، وهو ما يعكس توجه السياسة السعودية نحو بناء مستقبل مستدام يعتمد على مبادئ ثابتة لا تتزعزع. هذه المبادئ تشكل أساسا متينا لسياسة خارجية واضحة ومتماسكة. الخطابات القوية التي يلقيها ولي العهد تعزز صورة القيادة السعودية كقيادة قوية وحازمة، مما يعزز الثقة في هذه القيادة ويرسخ مكانة المملكة كدولة رائدة على الساحة الدولية. وقد تضمن البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية مصطلحات قوية مثل "راسخ"، "ثابت"، "لا يتزعزع"، "واضح"، "صريح"، "لا يحتمل التأويل"، "دؤوب"، "رفضها القاطع"، و"ليس محل تفاوض". هذه الكلمات تعكس تصميمًا واضحًا وموقفًا قويًا لا يقبل المساومة، مما يؤكد أن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي لا يتزعزع. من حيث الدلالة والمعنى البيان السعودي يعكس رؤية استراتيجية عميقة تستند إلى مبادئ أخلاقية وسياسية راسخة، معبرا عن عزم قوي وثبات في الموقف، مما يعزز مكانة المملكة كدولة قوية ومؤثرة في المنطقة والعالم. #السعوديه_تنتصر_لفلسطين #محمد_بن_سلمان #السعودية
1
12
44
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
6 days
RT @KSAMOFA: #بيان | تؤكد وزارة الخارجية أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد س…
0
22K
0
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
6 days
تشريح سيكوبوليتيكي لصراعات خامنئي وأزمات الهزيمة وأوهام المقاومة العاصفة الوجودية بين الذل والبحث عن مخرج: في عَتَمَة العقل الجمعي للكيانات التي تتخذ المقدس إطارا لها، حيث تختلط الهوية بالأسطورة ويصبح القائد انعكاسا لأزمات أمته، مثالا على ذلك المرشد علي خامنئي بوصفه جسدا سياسيا وروحيا لإيران لا يعبر عن أزمته الفردية فحسب، بل عن صراع وجودي للأمة الفارسية التي تحاول الهروب من مصير العرب المنهك بالهزيمة، هذه الحالة النفسية المعقدة التي تتراوح بين الذل والخذلان والعجز عن الفعل ليست شعورا شخصيا، بل جزءا من هزيمة نفسية جماعية تعيشها الأمة الفارسية بوجه خاص، والعالم الشيعي عموما، هنا يطل سيغموند فرويد ليشخص الجرح النرجسي بقوله: "تظهر الهزيمة النفسية عندما تفرض الظروف علينا مصاعب تتجاوز قدرتنا على التكيف"، وهو ما يتجلى في عجز خامنئي عن تعويض الفراغ الإستراتيجي بعد فقدان قادة مثل قاسم سليماني وحسن نصر الله حيث كانوا تجسيدا للإرادة المطلق. وهنا نستحضر نظرية عالم الاجتماع الألماني، ماكس فيبر عن الزعامة الكاريزمية، التي رأى أنها "قوة تستمد شرعيتها من الإيمان الاستثنائي بشخصية الزعيم وقدراته". كربلاء الخامنئي وإعادة تمثيل المأساة: لا تنفصل أَزْمَة خامنئي عن السياق التاريخي للعالم الشيعي الذي يحمل في وعيه الجمعي جرح كربلاء كـذاكرة متخيلة تعيد إنتاج ذاتها مع كل هزيمة في الوجدان الشيعي، والتي تُحيل إلى مفهوم لبينديكت أندرسون في كتابة "الجماعات المتخيَّلة" التي تبني هويتها عبر سرديات تاريخية متكررة، فكما حوَّلت الطقوس الحسينية الهزيمة العسكرية إلى انتصار روحي، يحاول خامنئي اليوم تحويل تراجعاته إلى جزء من سردية المظلومية الشيعية، لكن الفارق الجوهري هو أن تكرار المأساة في الخطاب الإيراني لم يَعُد يُنتج مقاومة، بل يُغذي استسلاماً مُقَنَّعاً بلسان حالٍ يقول: "الهزيمة قدرنا الذي لا مفر منه"، وكأنه يتمثل صورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يُسقط الإمبراطورية الفارسية التي لم تنهض بعدها أبدا. هذه الديناميكية تذكرنا بتحليل عالم النفس إريك فروم في فلسفته، حيث تتحول الهزيمة إلى ميكانيزم دفاعياً لتفادي مواجهة الواقع، فهزيمة حزب الله القاتلة أمام إسرائيل وانسحاب إيران من سوريا، وسقوط بشار الأسد، وفقدان سليماني وحسن نصر الله وصفي الدين، ليسا مجرد خسائر عسكرية، بل انهيار لسردية المقاومة التي حولتها إيران إلى أيديولوجيا وجودية، لكن الكاتبة والباحثة السياسية حنة آرندت تحذر من أن الشر البيروقراطي ينتعش عندما تختزل السياسة إلى أدلجة تبتلع الحقيقة، وهو ما يحدث عندما يحول الخطاب الإيراني الهزائم إلى انتصارات وهمية. القيادة المفقودة الكاريزما كبديل عن الإستراتيجية: يشكل غياب القادة الكاريزماتيين فراغا وجوديا في بنية النظام الإيراني، خامنئي الذي يدرك أن سليماني، ونصر الله كانا جسرا بين السلطة والشعب، يعيش صراعا داخليا مركبا، كيف ينتج قيادات جديدة في ظل نظام يكرس التبعية؟ هذه الأزمة تذكر بنبوءة نيتشه عن موت الإله (متخيل نتشوي) وضرورة خلق قيم جديدة، لكن النظام الإيراني عوضا عن إعادة بناء ذاته يلجأ إلى صناعة أعداء وهميين، كما يصف إدوارد سعيد آليات الاستشراق، لتحويل الانتباه عن عجزه الداخلي هنا تتحول الهزيمة إلى إستراتيجية غير معلنة لتفادي الانهيار التام كما يرى الباحث الجزائري يوسف عبد اللاوي: الهزيمة النفسية حالة من اليأس والإحباط والاستعمار النفسي التي تتغلغل في النفوس دون إدراك خطرها. العرب والفرس تشابه الهزائم واختلاف السرديات: إذا كان خامنئي يخشى انزلاق فارس إلى الهزيمة العربية المزمنة منذ سقوط بغداد حاضرة الدولة العبَّاسيَّة على يد المغول عام ( 1258م) فإن العرب أنفسهم، كما يرى جمال حمدان في شخصية مصر، ما زالوا أسرى العقل المستلب، الذي تحدث عنه طبيب النفس والفيلسوف الاجتماعي، إبراهيم عمر فانون في كتابة معذبو الأرض، فالقمع الذي تمارسه أنظمة مثل انظمة الأسد والقذافي البائدة وغيرهم من الطغاة، ليس سوى تعبير عن عجز بنيوي ينتج مواطنا محطما، وفق نموذج ميشال فوكو عن السلطة المنتجة للخضوع، مما يعمق الهوة بين النخبة والجماهير، ومع ذلك يختلف السرد الإيراني عن العربي، فبينما يعيش العرب انهزاما استراتيجيا منذ قرون تحاول إيران تحويل هزيمتها إلى مقاومة مقدسة على رافعة تحرير القدس واطلاق مسميات إسلامية على منظومتها الصاروخية وفرقها العسكرية، مستخدمة خطابا دينيا لتعويض الفراغ الإستراتيجي. صعود السُّنّة، المرآة التي تُجبر خامنئي على النظر: لم يُدرك خامنئي أن انكفاءه في سوريا لصالح القوى السُّنية ليس مجرد تراجع تكتيكي، بل انهيارٌ لأسطورة القائد الشيعي الأعلى فصعود الدور السُّني كشف أن مشروعه الطائفي فشل في تجاوز حدود المذهبية رغم شعارات توحيد المستضعفين، هنا يجد المرشد الإيراني نفسه في مواجهة سؤال وجودي: كيف تحوَّل من زعيم الأمة الاتي لتحرير الـ،ـقدس من براثن الصـ،��هيونية إلى مجرد لاعبٍ هامشي في ساحةٍ يكتسحها خصومه المتمثلين في بني صـ،ـهيون وبني أمية؟ المخرج المستحيل بين عبثية سيزيف وإرادة سارتر: في قلب هذه العاصفة يبدو خامنئي مثل سيزيف يدرك عبثية المقاومة الوهمية، لكنه يواصل دحرجة الصخرة، ومع ذلك قد يكون الحل في مقولة جان بول سارتر الجحيم هم الآخر��ن فإيران لن تتحرر إلا بمراجعة علاقتها مع الآخر الداخلي (المعارضة) والخارجي (العالم) عوضا عن اختزال الوجود في صراع أبدي، مع أحفاد معاوية كما عبر خامنئي أكثر من مرة، بقولة: المعركة لا تنتهي أبدا بين الشيعة وأنصار يزيد بن معاوية. لكن هذا يتطلب قيادة تستوعب درس فيلسوف تمكين المقهورين، باولو فريري: التحرر لا يهدف إلى تغيير الواقع فحسب، بل إلى تغيير وعي من يعيشون فيه. هنا يصبح البحث عن مخرج من الذل والخذلان مسألة وجودية قبل أن تكون سياسية. هل تصلح الأزمة ما أفسدته الهزيمة؟ في قلب أزمة خامنئي تتجلَّى مُعضلةٌ أخطر مما تبدو تحوُّل النظام إلى آلة بيروقراطية تَستبدل الحقائق بشعارات جوفاء، وهو ما حذَّرت منه الكاتبة والباحثة السياسية، حنة آرندت بقولها: "أخطر أنواع الشرّ هو الذي يُرتكب بتفصيلٍ روتيني"، فخطاب المحور المقاوم لم يَعُد سوى غطاء لغياب استراتيجية واضحة بينما تُدار الأزمات عبر قرارات بيروقراطية تعكس عجزاً عن رؤية الواقع. هكذا صارت الهزيمة أمام إسـ،ـرائيل وتراجع نفوذ حزب الله ليس فقط في المنطقة بل في لبنان قلعته الحصينة وحاضنته الشعبية، وانكشاف الدور الإيراني في سوريا، مجرد أوراق عمل تُناقش في أروقة السلطة بلا أثرٍ فعلي. ربما تكون أَزْمَة خامنئي فرصة لـصحوة وجودية كما يقول علم النفس كارل يونغ حيث تجبر الهزيمة الأمم على مواجهة أوهامها، لكن النجاح مرهون بقدرة إيران على استعادة الإرادة السياسية، بتعبير عالم السياسة الفرنسي، موريس ديفرجيه، الأمة التي تصنع التاريخ لا تسايره فكما قال مالك بن نبي الحضارة تبنى بالإنسان قبل الحجر، وما لم تصلح النخب ذاتها، وتتحرر من ثقافة الهزيمة الاستراتيجية ستظل الهزيمة قدرا متوارثا والشمس التي تحذر باحمرار سمائها ستغيب لتخلف ظلاما لا ينجلي. هامش: تعريف: سيكوبوليتيكي، هو مصطلح يتكون من جزئين، سيكو، التي تتعلق بالعقل أو النفس، وبوليتكي، التي تشير إلى السياسة، يستخدام هذا المصطلح في مجالات مثل علم النفس السياسي، حيث يتم دراسة كيف تؤثر العوامل النفسية على السلوك السياسي، أو العكس، كيف تؤثر السياسات على الحالة النفسية للأفراد والمجتمعات.
Tweet media one
55
15
222
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
7 days
مع تقديري لرأيك، لا أحد يندم على إزاحة الطغاة، الحرية والأمن توأمان للوجود الإنساني، بعد 53 عامًا، أصبح النقد العلني للسلطة السورية -بما فيها الرئاسة- مُتاحًا دون خوف، وهو ما يعكس تحولًا جوهريًّا، أن سقوط الطغاة لا يعني بالضرورة سقوط هياكل السلطة، وهذا ما يفسر مفارقة سوريا: النظام سقط، لكن الدولة صمدت. وهذه مفارقة وظاهرة تستحق الدراسة، لأن التجربة السورية استثنائية لأنها كسرت القاعدة التاريخية التي تربط بين سقوط الطغاة وانهيار الدول (كما في ليبيا و العراق واليمن والسودان).
3
0
11
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
8 days
@saad_alsaeed_tv إقرار المقال من دون تحيز. هذا التحليل موجهة. ابدأ بتحليل السؤال، ثم حل��ل، قارن، ناقش. تحياتي لك.
0
0
6
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
8 days
@fhd2085898 ممكن قراءة المقال، مرة أخرى حتى يتضح المعنى.
0
0
2
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
8 days
@SalesRec2 شُكْراً مهندس محمد، على قراءتك الواعِيَةُ.
0
0
3
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
12 days
حرية التعبير أم استفزاز المقدسات، هل الغرب يغذي الإرهاب باسم الديمقراطية؟ حالة مقتل سلوان موميكا إطار الأزمة وسياقها: تشكل حادثة مقتل سلوان موميكا، الذي تعود أصوله إلى العرق الأشوري في العراق، مسيحي الديانة، نموذجاً معقداً لتصادم القيم بين "حرية التعبير" والحماية من الاستفزاز الجماعي، مع إشكالية تحليل الدوافع النفسية والاجتماعية وراء العنف. بينما يصور الإعلام الغربي الحدث كدليل على "التطرف الإسلامي"، يتجاهل السياق النفسي لسلوان واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الذي عاناه بعد مقتل عائلته على يد تنظيم داعش، وفقاً لروايته. هذا التناقض يطرح أسئلة جوهرية عن حدود الحرية، ومسؤولية الحكومات الغربية في قراءة السياقات الخفية، وإدارة الصراع بين الحماية الذاتية للجماعات واستفزازها. الصدمة والانتقام الرمزي: وإذا ما بحثنا عميقا من منظور علم النفس، تُظهر أفعال سلوان موميكا غير السوية ملامح واضحة لـاضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)، الذي يصفه علم النفس: "بأنه يؤدي إلى تكرار الذكريات المؤلمة وسعياً لإعادة السيطرة عبر أفعال انتقامية رمزية". هنا، تحولت معاناة سلوان إلى رغبة في معاقبة المسلمين جماعياً عبر إحراق القرآن، كمحاولة لتحويل الألم الشخصي إلى ألم جماعي، وفقاً لنظرية عالم النفسي الألماني إيريك فروم التي تربط بين الإحساس بالعجز والرغبة في التدمير كتعويض نفسي. أما بيسيل فان دير كولك، وهو عالم نفس وصاحب كتاب جسمك يتذكر كل شيء، فيشير إلى أن ضحايا الصدمات غالباً ما يختزلون هويتهم في الحدث المؤلم، مما يدفعهم إلى تبني سلوكيات استفزازية كوسيلة من أجل إسماع صوت معاناتهم. وهذا ما يفسر تحويل سلوان (القرآن الرمز الديني للمسلمين) إلى هدف، كمحاولة لإيصال رسالة ألمه عبر استفزاز المشاعر الإسلامية. حرية التعبير مقابل إدارة الاستفزاز: على الصعيد السياسي، تتعارض السردية الغربية التي ترفع شعار "الحرية المطلقة للتعبير" مع فكرة "المسؤولية الأخلاقية للسلطة" التي ناقشها الفيلسوف البولندي زيغمونت باومان، في سياق الحداثة، حيث يرى أن الدولة مطالبة بحماية الأفراد حتى من "الحرية المدمرة" التي تهدد التماسك الاجتماعي. هنا، يُطرح سؤال جون ستيوارت ميل في كتابه عن الحرية": أين يبدأ "الضرر" الذي يحد من الحرية؟ ففي حين يدافع ميل عن الحرية ما لم تُسبب ضرراً للآخرين، فإن إحراق القرآن كاستفزاز جماعي يُعتبر لدى البعض "ضرراً معنوياً" يُحفز العنف، مما يستدعي تدخل السلطة لمنع الفوضى، وفقاً لـنظرية العقد الاجتماعي. لكن الغرب، وهذا ملاحظ لأي متابع، يتبنى ازدواجية في تطبيق هذه المبادئ: فبينما يُقيد الخطاب المعادي للسامية بحجة "حماية المشاعر"، يُترك الاستفزاز ضد الرموز الإسلامية تحت ذريعة "الحرية". هذا الانتقاء يعكس كما يرى إدوارد سعيد في نقده للاستشراق، صورة "الآخر المسلم" ككيان معادٍ للحضارة في الذاكرة الجمعية الغربية. مسؤولية السلطة، بين العلاج النفسي والرقابة: تتجاهل الحكومات الغربية، وهي التي لديها مراكز أبحاث تهتم بأدق تفاصيل سلوكيات البشر في هذه الحالة، دورها في "الرعاية الوقائية"، كما يؤكد عالم الاجتماع إميل دوركايم على ضرورة تدخل الدولة لضمان التكامل الاجتماعي. فبدلاً من معالجة اضطرابات سلوان النفسية، (التي قد تكون دفعته للاستفزاز)، مُنِح مِسَاحَة لتحويل أزمته إلى صدام حضاري. هنا، تبرز إشكالية "التسيس المرضي"، حيث تُستخدم المعاناة الفردية كأداة في صراع الهويات، عوضا عن اعتبارها قضية إنسانية تحتاج إلى تعاطف وعلاج. نحو مقاربة شمولية: قضية سلوان تذكرنا بتحذير فريدريك نيتشه: " كن حريصا، وأنت تصارع الوحوش، كي لا تصبح واحِدًا منهم ". فالعنف سواءً بالاستفزاز أو الرد عليه، يغذي دوائر الكراهية في النفس البشرية. الحل يكمن في تبني مقاربة تجمع بين الفحص النفسي للدوافع الخفية وراء أفعال الاستفزاز، وليس النظر إليها من ناحية أيدولوجية أو عرقية مسلم بها. وهذا يقودنا إلى إعادة تعريف حرية التعبير بحدود تحمي الكرامة الجماعية، دون انتقائية، استناداً إلى مفهوم "الهويات المتعددة" التي لا يخلو منها مجتمع ما اليوم. وتفعيل دور السلطة بما تملكه من أدوات في منع الاستغلال المرضي للحرية، عبر آليات تشريعية تستند إلى فهم عميق للسياقات الثقافية والنفسية. فكما قال فيكتور فرانكل، مؤسس العلاج بالمعنى ومؤلف كتاب البحث عن معنى: "بين المثير والاستجابة، هناك مِسَاحَة، فيها تكمن حريتنا". وعلى السلطة أن تساعد على توسيع هذه المساحة، عوضا عن اختزالها في صراع بين الحرية والكبت. #SalwanMomika #سلون_موميكا
Tweet media one
40
35
588
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
13 days
RT @AJELNEWS24: عاجل 🔴 سمو #ولي_العهد الأمير #محمد_بن_سلمان يعزي الأمير تركي بن محمد بن فهد وإخوانه أصحاب السمو في وفاة والدهم الأمير #مح…
0
238
0
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
13 days
الاستبداد والمازوخية الاجتماعية، تشريح النفس العربية تحت سطوة التاريخ. لقد جذب انتباهي بشدة لماذا لا يزال الكثيرون يعبرون عن حبهم ورغبتهم في عودة حكام مثل بشار الأسد وصدام حسين ومعمر القذافي وغيرهم من الطغاة على الرغم من كل ما ارتكبوه من أفعال. هذه الظاهرة تعكس حالة مرضية تحتاج إلى تفسير. هنا الإجابة التي تشخص حالتك المرضية كونك عربي. لم يكن الاستبداد في التاريخ العربي مجرد نظام حكم، بل تحوّل إلى (عقد نفسي-اجتماعي) تُبادل فيه الجماعة حريتها بأوهام الأمان، حتى صار القمع مُسْتَساغًا كـ "ألم مألوف". يقول عالم النفس الفرنسي جاك لاكان: "العبودية تصبح جزءًا من الهوية حين يتحول الخوف إلى لغة وحيدة للحياة". يطرح علم النفس سؤالًا مركزيًا: كيف تحوّل القبول بالاستبداد إلى سمة شبه مازوخية في اللاوعي الجمعي العربي؟ الاستثناء التاريخي حين يتحول العدل إلى تهديد! لم تكن نهايات عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وعمر بن عبد العزيز مجرد حوادث اغتيال بل إشارة إلى رفض النظام السياسي التقليدي لفكرة "العدل الثوري" الذي يهدد امتيازات النخبة. يصف المؤرخ ابن الأثير ردة فعل النخبة على إصلاحات عمر بن عبد العزيز: "كرهوه لأنه منعهم من ظلم الناس، فكأنما ظلمهم! ". هنا، يُظهر التحليل النفسي أن العدل يُدرك كخطر حين يُقلب معادلة السلطة، مما يدفع الجمهور – وفقًا لعالم النفس الألماني "إريك فروم" – إلى "الهرب من الحرية" بحثًا عن طمأنينة الاستبداد. الحجاج بن يوسف: هندسة الخوف وإدمان الطاعة. لم يكن الحجاج مجرد حاكم مستبد، بل مهندسًا لـ "علم نفس الخضوع" عبر آليات نفسية معقدة. التطبيع مع العنف، الإذلال كطقس يومي. استخدم الحجاج الإهانة العلنية كأداة لتحطيم الكرامة الإنسانية، فكان يقول لخصومه: "أنا أحقر من أُقاتل، ولكنني أقوى من أُهان" (الطبري، تاريخ الرسل والملوك). يُعلّق عالم النفس "ستانلي ملجرام" على هذه الآلية: "الطاعة العمياء تنتج من تفكيك الذات، وتحويل الإنسان إلى آلة تنفيذ". "المنفعة المازوشية"، الألم في مقابل البقاء! فرض الحجاج ضرائب باهظة على منهم تحت سلطته، لكنه وفّر حدًا أدنى من الأمن، مما خلق لدى الناس – حسب تحليل مدرسة "فرانكفورت" – "عقدة التضحية بالكرامة في سبيل البقاء". يُشير عالم الاجتماع العراقي علي الوردي إلى أن العربي "يقدس القوة حتى لو قتلته، لأنها تعطيه، وهما بالحماية". الدين كـ "مخدّر" جماعي: حوّل الحجاج الدين إلى أداة لتسويغ القمع، مكرّسًا مفهوم "الطاعة العمياء للحاكم"، وهو ما يراه المفكر فرانس فانون نموذجًا لـ "العنف الروحي" الذي يقتل إرادة التمرد. الاستبداد كمازوخية جماعية، تشريح السيكولوجيا العربية. يمكن فهم تقبّل الاستبداد عبر ثلاث نظريات نفسية رئيسة: عقدة "ستوكهولم". يشبّه عالم النفس "دارسي نازارث" العلاقة بين العربي والحاكم بـ "متلازمة ستوكهولم"، حيث الضحية تتعاطف مع جلادها بعد سنوات من القمع. يُفسّر هذا هتاف الجماهير للطغاة حتى عند سقوطهم، وهذا ما رأيناه من الجماهير في تقديس صدام حسين ومعمر القذافي وبشار الأسد، وحتى عمر البشير، الذين لم تزل ترفع صورهم كأنهم مُحَرَّرُونَ ودعاة للعدل والمساواة. وكما قال الشاعر أبو العلاء المعري: "رَضُوا بِذُلِّ الْحَيَاةِ، فَمَا لَهُمْ وَاللهِ مِنْ عُذْرٍ سِوَى الْجُبْنِ". "المازوخية الدفاعية". يرى "سيغموند فرويد" أن المازوخية ليست حبًا للألم، بل آلية دفاعية لتحويل المعاناة إلى "متعة زائفة" تُمكّن الفرد من تحمّل الواقع. يُطبّق هذا على الخطاب العربي بكل صنوفه السياسي والاجتماعي والثقافي والديني الذي يمجّد الصبر على الظلم كفضيلة دينية، ويسخر من المطالبة بالحقوق كـ "تمرد غير أخلاقي". "الانقياد المرضي". في تجربته الشهيرة عن الطاعة، وجد "ستانلي ملغرام" أن 65% من الأفراد يواصلون الصعق الكهربائي حتى الموت لمجرد أوامر سلطة مزيفة. يربط عالم النفس المصري مصطفى حجازي هذه النتيجة بالعقل العربي: "التربية على الخنوع تنتج مواطنًا يرى في الانصياع فضيلة، وفي العصيان انحرافًا" (كتاب الإنسان المهدور). الحرية كصدمة، لماذا يرفض العقل العربي التحرر؟ حسب نظرية "الصدمة التاريخية" للعالمة "جوديث هيرمان"، فإن المجتمعات التي تعيش تحت القمع لفترات طويلة تُصاب بـ "الشلل الإرادي" حيث تتحول الحرية إلى مصدر رعب. يشرح المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز هذه المفارقة: "الحرية تُشبه ضوء الشمس لمن اعتادوا العتمة... تؤذي عيونهم قبل أن تنيرهم". هل يمكن كسر الدورة المازوخية؟ التاريخ العربي ليس سجنًا أبديًا، لكن تحريره يحتاج إلى ثورة نفسية موازية للثورة السياسية. كما يقول الفيلسوف "نعوم تشومسكي": "أقوى سلاح للاستبداد هو تدمير قدرة الناس على تخيل عالم آخر". ربما يكون الحل – كما تقترح عالمة النفس "كارول فولر" – في "العلاج الجماعي" عبر تفكيك ثقافة الخوف، وبناء ذاكرة جديدة لا تخلط بين "الاستقرار" و"الاستعباد". السؤال الذي يبقى: هل العرب مستعدون لدفع ثمن الحرية، لا سيما من عانوا من الاستبداد... أم أن الألم المألوف أحب إليهم؟!
Tweet media one
84
123
766
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
15 days
يتعين على الأردنيين والمصريين تحمل رؤية الفلسـ،طينيين كمواطنين، ويجب على العرب تحمل رؤية التهجير القسري للفلسـ،طينيين. كانت تصريحات ترامب واضحة "تطهير" عندما طرح فكرة نقل أو توطين الفلسطينيين إلى الأردن ومصر. لم يكن يتحدث عن أعداد قليلة، بل عن أكثر من مليون ونصف المليون من سكان غزة، مشيرًا إلى ضرورة "تنظيف غـ،زة". وفي ظل هذا الوضع، ماذا يمكن أن تفعل الأردن ومصر؟ لا شيء يمكن فعله من دون وجود موقف عربي موحد ودعم من القوى الكبرى، مثل أوروبا والصين وروسيا. وهذا قد يكون متعذر. ترامب، من جهته، لن يرسل جنديًا واحدًا؛ لفرض ذلك، بل سيعمل على رفع الغطاء السياسي ووقف المساعدات، مما يمنع التعامل مع الأردن ومصر، بينما يتم إيقاف تعامل البنوك والشركات، بما في ذلك الصين. هذه الخطوات تشكل نوعًا من الاختناق الذي قد لا تتحمله الدولتان. إذا كان هناك ما يمكن اعتباره "خيارات"، فهي محدودة، وتحتاج إلى موقف عربي موحد، حيث تكون الرسالة واضحة: دعم الأردن ومصر في مواجهة إرادة ترامب مهما كانت التكلفة. و��ذا يتطلب كسر إرادة ترامب وأمريكا في آن واحد. ولكن، هل يتحمل الوضع العربي لاستقبال مثل هذا الموقف الجريء؟
56
40
338
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
16 days
عندما يأتي ترامب لأكل التفاح، لا لسقي الأشجار. في عالم السياسة، حيث تتداخل الكوميديا بالتراجيديا، نجد أن مسرحية "ترامب والخامنئي" تتطور إلى مستويات جديدة من السخرية. دعونا نتخيل لحظة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يأتِ ليسقي الأشجار، بل لأكل التفاح منها. هذه الفكرة تعكس بعض الجوانب الأكثر طرافة في سياساتهم. ترامب و"تفاحة الفخر الأمريكي": منذ أن أعلن ترامب أنه "المدافع الأكبر عن الاقتصاد الأمريكي"، بدأ البعض يتساءل: هل جاء فعلاً لزراعة الأشجار أم لأكل التفاح؟ بالنسبة إليه، التفاحة الوحيدة التي تستحق الاهتمام هي تلك التي يمكنه وضع اسمه عليها وبيعها بسعر مرتفع. تخيلوا "برج ترامب للتفاح"، حيث يتم إعادة تسمية التفاح إلى "تفاح ترامب الذهبي"، مع تغليف فاخر وسعر يجعلك تفكر في كيفية دفع الفاتورة. وفي الواقع، هو أشبه بالجراد الذي يأكل كل شيء حتى تصبح الشجرة عارية. يتحدث عن "جدار التفاح" لمكافحة "التفاح المكسيكي"، وفي الوقت نفسه يحاول بيع "التفاح الأمريكي" بأسعار تجعل المستهلكين يشعرون، وكأنهم يشترون تفاحة الخلود. خامنئي والحديقة الإيرانية: على الجانب الآخر، لدينا خامنئي الذي يمتلك حديقة تقليدية مليئة بالتفاح المثالي للتجارة والتعاون الدولي. بدلاً من أن يدعو لسقي الأشجار لتحسين جودة محصوله، يفضل الحفاظ على الحديقة مغلقة، حيث التفاح يعد مخصصاً للمخلصين أو يُصدر سراً لدعم الميليشيات الموالية له. سياسته حول برنامجه النووي تماثل جمع التفاح لصناعة الأسلحة بدلاً من استخدامه لتعزيز الاقتصاد المحلي ورفاهية الشعب الإيراني. في المقابل، يُخبر الشعب أن "التفاح ينمو بالصبر والتضحيات"، مما يثير تساؤلات حول وجود التفاح من الأصل. المواجهة الكوميدية: لنتخيل مواجهة بينهما في مَعْرِض تفاحي عالمي. ترامب يتوجه نحو شجرة التفاح الإيرانية قائلاً: "أحب التفاح الكبير"، ليرد خامنئي مازحاً: "التفاحة الإيرانية ليست للاستعراض، بل للسيادة." في تلك اللحظة، يقترح ترامب "صفقات تجارية": "نبيع التفاح معًا!" و"أنا أبيع التفاح، وأنت تسقي الأشجار!"، مما يدفع خامنئي للضحك، ويعبّر عن شكوكه في قدرة ترامب على سقي أي شجرة بدلاً من مجرد أكل ثمارها. في عالم، حيث يتحكم هذان الرجلان في الحديقة، يبدو أن التفاح سيبقى مصدراً للضحك والسخرية، ويتساءل الجميع: هل سيأتي اليوم الذي نرى فيه الأشجار تسقى، أم سنستمر في رؤية التفاح يأكل على نحو مفرط ودون تنظيم؟ أنا هنا لا أتحدث عن التفاح. #Trump
Tweet media one
31
7
127
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
17 days
. هذه الصورة، قتلت كل السردية الإسرائيلية، دلالاته ومعنى. #ما_خفي_اعظم
2
6
66
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
21 days
ترامب: الشرطي الجديد في الساحة السياسية العالمية دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد جديد مع وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، حيث أثارت سياسته الداخلية والخارجية جدلاً واسعاً حول مفهوم "أمريكا أولاً". تعكس هذه العبارة جوهر فلسفة ترامب، إذ تندرج في إطار رؤية استراتيجية تحدد من هم الأصدقاء من منظور مصالح الولايات المتحدة، مما يجعل فهم السياسة الأمريكية مرتبطاً بفك رموز هذا الخطاب. يظهر ترامب قلة اهتمامه بالمبادئ الأخلاقية أو برغبة الولايات المتحدة في أن تكون نموذجًا للعالم. ففلسفته تتقاطع مع ما تبناه ماكيافيللي، حيث يُعتبر أن "الغاية تبرر الوسيلة"، وهو ما يتجلى في سعيه للحفاظ على الدولة عبر تحقيق ازدهار اقتصادي مؤثر. إن ترامب ليس مجرد رئيس عابر، بل هو ممثل لمرحلة قد تغير وجه العالم. فهو يدرك تمامًا قوة ونفوذ أمريكا، ويعبر عن رغبته القوية في استثمار هذه القوة لتحقيق مصالح بلاده وإعادة إحياء صورتها العالمية. يلمح ترامب إلى أن "قوتنا ستوقف الحروب، وتجلب وحدة للعالم"، في إشارة إلى قدرة الولايات المتحدة على فرض نظام جديد. تتعرض الساحة الدولية لضغوطات شديدة نتيجة النزاعات والحروب، بما في ذلك الصراع المدمر بين روسيا وأوكرانيا، الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد الأوروبي وأزماته المتعددة. يتفطن ترامب إلى أن هذه الأزمات السياسية ستنتج تبعات اقتصادية سلبية على الولايات المتحدة، ولذلك أكد ضرورة "وضع حد للحروب جميعها"، مكرراً شعاراً يعبر عن رؤية شاملة ولا استثناءات. يبدو أن ترامب عازم على إحلال السلام، بين العرب وإسرائيل مُتطلعاً لإكمال ما بدأه في فترته الرئاسية الأولى. يسعى لاستخدام نفوذه لتحقيق نهاية للصراعات التاريخية، ليس فقط بين العرب وإسرائيل، بل في العالم الإسلامي بأسره، حيث تعاني منطقة الشرق الأو��ط من تاريخ طويل من الحروب، هو يريد أن يحقق ما عجز عنه الجميع في منطقة تتصارع فيها العقائد والأفكار الدينية قبل صراع الهيمنة والنفوذ السياسي والاقتصادي، فمنطقة الشرق الأوسط لم تهدأ الحروب فيها منذ نحو 3000 سنة وحتى اليوم، وهذا ما أكده: "أريد أن يكون إرثي هو أنني صانع سلام ووحدة". عبر تصوره، يسعى ترامب لأن يُذكر كصانع للسلام والوحدة، رافضًا أن يكون مجرد جنرال يصنع الحروب أو محامياً لحقوق الإنسان. بل هو يُمثل دور الشرطي الذي يضبط إيقاع السياسة الدولية، مستشعرًا أن هذه المهمة قد تترسخ في ذاكرة التاريخ. بهذا الشكل، يعكس ترامب تحولاً في السياسة الأمريكية، متجاوزاً الأعراف التقليدية، ويلقي بظلال من الشك حول مستقبل العلاقات الدولية في ظل سياسته.
Tweet media one
0
0
57
@ABDULHAMEEDSART
عبدالحميد الغبين
22 days
بشار الأسد سقوط القناع: كيف تتلاعب الأنظمة الاستبدادية بعقول البشر، وتُعيد تشكيل الحقائق! عندما سقط نظام بشار الأسد ظهرت الحقائق المؤلمة عن بشاعة و (حيونة الإنسان،) وعن العلاقة المعقدة بين الغريزة والعقل، وكيف تؤثر الظروف الاجتماعية والسياسية على سلوك الإنسان، وتهوي به إلى درجة التوحش من أجل الحفاظ على السلطة، سلطة التفرد بالقرار والمال، حتى تصبح أرواح الناس وآمالهم وأحلامهم مثل ذرة رمل منسية وسط كثبان الرمال. تُرسّخ الأنظمة الاستبدادية سلطتها عبر آلياتٍ مُتقنةٍ تتجاوز القوة الغاشمة لتشمل تشويه المفاهيم وقلب الموازين المجتمعية. فلا يقتصر الأمر على فرض السيطرة الأمنية، واستخدام وسائل الإرهاب النفسي، والتعذيب الجسدي، بل يتعداها إلى بناء بنيةٍ فكريةٍ تُخضع العقول، وتُشكّل الوعي الجمعي بما يخدم النظام. ويُعدّ هذا التشويه، كما بيّن ميشيل فوكو، آليةً جوهريةً في إنتاج السلطة وإدامتها. يُمثّل التحكم في المعلومات والرواية التاريخية ركيزةً أساسيةً في هذا السياق. تُروّج الأنظمة الاستبدادية لنسخةٍ مُزيفةٍ من الحقيقة، تُمجّد النظام وتُشوّه معارضيه. يُلصق بالمعارضة صفاتٌ سلبيةٌ كمُهددين للاستقرار والأمن الوطني، بغضّ النظر عن شرعية مُطالبهم، كما فعل نظام عائلة الأسد على مدى نصف قرن في تشكيل بنية عقل الإنسان السوري، وترك هذا أثراً عميقاً على المجتمع امتد آثاره نفسيا، وماديا وفكريا. حيث يعاني الأفراد من الإحباط، الخوف وفقدان الثقة بالنفس، وعدم اليقين؛ بل تجذر في وجدانه أن الوطن لم يعد فيه شريكا فحسب، بل مجرد رقم في التعداد السكاني، ووصل إلى مرحلة فقد الانتماء. أما على المستوى المادي، فإن الفساد وسرقة المال العام والرشوة يساهمان في تدمير الاقتصاد، مما يزيد معاناة الناس. وفكريًا، يُعيق الاضطهاد الفكري الإبداع، ويؤدي إلى هجرة العقول المبدعة والقادرة على الإنتاج. والمستبد دائما ما يكون نرجسي، ويرى أنه يمثل الخير ضد الشر، وأنه هو العدالة، وقال بشار الأسد ذات يوم "لا يمكن أن يكون المرء ديكتاتورًا وألا يكون مسيطراً على الأمور. إذا كان المرء ديكتاتوراً، فهو يسيطر على الأمور كلها. وإذا لم يكن يسيطر على الأمور كلها، فهو ليس ديكتاتوراً أنا لست الأول ولا الثاني". نافيا صفة الديكتاتور عن ذاته، ولكنه مسيطر على الأمور. ويشرعن المستبد لنفسه كل وسائل القمع بما فيها القتل والإخفاء القسري والتعذيب والسجون، ويقيم المحاكم والمحاكمات تحت مسميات كثيرة، ويصبح القضاة مجرد أدوات للقمع، لكل من يحمل فكرة أو حلما في رأسه، بوطن تسود فيه قيم العدالة والمساواة، والدفاع عن المظلومين والمستضعفين، ويغيب مفهوم العدالة التي تعني عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر كان. ويتحول كل من ينشد الحرية من وجهة نظر المستبد، زمرة متآمرة كما يقول بشار الأسد: "المؤامرات كالجراثيم تتكاثر في لحظة، وفي كل مكان، ولا يمكن إبادتها، وإنما يمكن العمل على تقوية المناعة في أجسادنا لصدها." ويتجلى هذا في إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان، وتزييف نتائج الانتخابات، والسيطرة التامة على وسائل الإعلام لتوجيه الرأي العام. كما يُطبّق النظام استراتيجيات “المراقبة والمعاقبة "التي ذكرها فوكو، في كتابه الشهير “المراقبة والمعاقبة" حيث تُستخدم التكنولوجيا وأجهزة الأمن لمراقبة السكان ومعاقبة أيّ شكلٍ من مُعارضة، مُشجّعةً السلوك المُطواع. ولا يقتصر هذا التشويه على عامة الشعب، بل يستهدف النخب الفكرية والإبداعية. تُساقط هذه النخب تحت ظلّ الخوف والرقابة، مُجبرةً على مُجاملة النظام أو الصمت المُطبق، وتنشأ ما يمكن تسميته مجازا الشرطة الفكرية. تُتحوّل المؤسسات التعليمية والثقافية إلى أدواتٍ للدعاية لعبقرية القائد، فُيُغيّر المُنهج التعليمي ليُشجّع التعصب والولاء للنظام. ويُكافأ الفنانون والكتاب الذين يُمجّدون النظام، بينما يُضطهد من يُعارضه. وهذا ما يُعرّفه فوكو بإنتاج معرفةٍ مُسيّسةٍ تُعزّز سلطة النظام، وتُساهم في إدامتها. وتزخر المكتبات بكتب تظهر عبقرية القائد، فكل كلمة هي منهج، وتحمل معاني ودلالات عميقة، هكذا كُتب عن كل طاغية، منهم بشار الأسد حيث ألفت مئات الكتب عن عبقريته منها كتاب الدكتور محمد عبد الستار السيد، ضوابط وقواعد تفسير القرآن الكريم تفسيرًا معاصرًا (التفسير الجامع نموذجًا) وفق المرتكزات الفكرية للسيد الرئيس بشار الأسد في الإصلاح الديني. وهذا تشويه لمفاهيم ومعتقدات المجتمع حيث تستخدم الأنظمة الاستبدادية أدوات عديدة لتشويه المفاهيم الأساسية مثل الحرية، العدالة، والحقيقة. فعبر تكرار الأيديولوجيات المغلوطة والإعلام الموجه، تغيّر هذه الأنظمة أبعاد المفاهيم، مما يؤدي إلى انحراف القيم وتقويض مبادئ العقلانية والعدالة. يصبح الوعي الجماعي مشوشًا، وتتلاشى القدرة على التفكير النقدي، مما يهيئ الظروف الملائمة لاستمرار السيطرة. يُمكن ربط هذا التشويه بمفهوم فوكو عن “إنتاج الحقيقة "، فالحقيقة في مثل هذه الأنظمة ليست مُحايدة أو مُوضوعية، بل هي بناءٌ اجتماعيٌ يُستخدم لتعزيز سلطة النظام. وتُصبح الخطابات الرسمية والقصص المُ��وّجة هي الحقيقة الوحيدة المُعترف بها، مُغيّرةً الوعي الجمعي، وتُشكّل هويةً مُصطنعةً. كما أنَّ استخدام “الآليات الانضباطية" التي ناقشها فوكو يُصبح أداة أساسية في إخضاع الأفراد وتوجيه سلوكهم. لا تنحصر آثار هذه الأنظمة على عامة الناس، بل تمتد لتطال النخب الفكرية والإبداعية. في كثير من الأحيان، تُهدم هذه النخب تحت ضغط المراقبة والاضطهاد، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الإبداع والتفكير الحر. فالطغاة يسعون إلى تشكيل عقول هذه النخب وفقًا لما يتناسب مع توجهاتهم، مما يؤدي إلى تقويض المشروع الثقافي والمجتمعي بشكل عام. في حديثه عن المراقبة والعقاب، يشير ميشيل فوكو إلى أن السلطة ليست مجرد نظام سياسي، بل هي بنية تتغلغل في كل جوانب الحياة. عبر "حفريات المعرفة"، يُبرز كيف يمكن للسلطة أن تُشكل المعرفة ذاتها، مما يؤدي إلى تكريس الأوضاع القمعية. تُظهر أفكاره كيف يتداخل العقل والجسد في تجربة المراقبة، ومن ثم كيف تصبح المجتمعات مُتَقَبِّلَةً للأفكار الاِسْتِبْدادِيَّةُ حتى دُونَ وعي. نتيجة هذا التشويه الممنهج، تنحرف البوصلة المجتمعية وتنقلب القيم. يُصبح الطاعة والخضوع فضائل، بينما يُصبح التفكير النقدي مُداناً. تُضعف المبادرات الفردية والجماعية التي تسعى إلى التغيير، ويُخنق أيّ حماسٍ للتجديد أو التقدم. وبذلك، تُصبح المجتمعات الأسيرة لأنظمة استبدادية تُسيطر على أفكارها ومشاعرها وسلوكها على حدٍ سواء. وهذا يُؤكد أهمية التفكير النقدي ومُقاومة آليات السيطرة والإخضاع التي تستخدمها هذه الأنظمة. #Trump #ترامب #سوريا #لبنان
Tweet media one
16
19
226