كيف حدث ماحدث تلك الأيام ..
وكيف مرت الشتاءات بعدها طويلة كئيبة باردة ..تعاقب الوجوه والخيبة ذاتها تكبر وتنمو ، كم مرَّ مني لست أدري ..ولماذا هذا الاحتراق لم ينطفئ ..
لا أعرف متى ..ولكن أنا أراني في الطريق .. تلك العلب الفارغة تركت على أغلفتها ذاكرتي ..تعبت ورأسي ضاق بي وسقط وأسقطني ..
لست أدري هل مبكرا هذا الغياب الأخير
أم تأخر جدا .. جدا
ربما لستُ " أيام "
ما عدت " أيام "
أنا الثانية الأخيرة بعد التاسعة والعشرين
أنا تمام النصف الأول من الدقيقة الأخيرة
أنا " نصف الدقيقة " المتبقية مني
أنا " نصف الدقيقة "
لاشيء يدعو للقلق .. وهل أبقت العواصف بي مالم يُكسر ..؟
فـ لماذا القلق إذا ؟
ستأتي الريح ولن يكون بوسعها أن تفعل أكثر مما فعلت سوى أنها ستبعثر أغصاني المتكسرة .
محاطة بالضباب : تقول المرايا
وكل الوجوه عواصف
لا تنتهي أزمنتي
في دروب السرد مُرة معتمة
وكأنني النهايات التي لا تنتهي
أو أنني كل احتمالاتي
تقول المرايا : كفيفة رسائلك
فلا هي ترى ولا أنا أراني