أسوأ نومة ينامها الإنسان هي أول نومة ينامها بعد فقده لمن يحب، حينما يغمض عينيه بعد بكاء طويل تنتهي به طاقته ثم يستيقظ وهو لا يعلم كيف نام ويظن أن كل شيء كان حلما مخيفا، ثم يكتشف أنه لم يكن كذلك وأن الحلم في الواقع حقيقة
نواسي أنفسنا بأن رؤيتهم بالمنام تزيل قليلًا من الشوق، قد رأيت والدي رحمه الله كثيرا بعد وفاته وأحمد الله على هذا، لكننا نخدع أنفسنا بأن رؤيتهم تخفف عنا لكي نصدق والحال أننا نشتاق إليهم أكثر، ليت أحلامنا بمن فقدناهم لا تنتهي أو تطول قليلا
ليلة الأمس حلمت بأنني فقدت والدي، كان حلما مرعبا عشت فيه لحظة فقده وكأنها حقيقة وأنا أرى المعزين من حولي والجميع يدعو له، استيقظت مفزوعة أبكي فاستعذت من الشيطان وقرأت الكرسي ونفثت عن يساري، وحينما هممت بالنهوض لأرى والدي تذكرت أنه قد توفي منذ ٦ أشهر رحمه الله تعالى
أمنيتي الدائمة عند تلاطم الظروف واختناق المخاوف ومتاهات القلق؛ هي أن يهديني الله إلى رؤية الحياة بعين المؤمن الراضي، المحسن الظن بربه في جميع أموره،المنتظر تبدل الأحوال وهو موقن بلطف تدبير الله لأجله، المطمئن قلبه لعلمه بأن الله تعالى معه
{وهو معكم أين ما كنتم}
إيمان
أمان
اطمئنان
رسالة لم أتمن كتابتها في حياتي:
الحمدلله على ما قضى وقدّر
توفي والدي وحبيبي وسندي صباح الجمعة هذا اليوم، دعواتكم له بالمغفرة والرحمة والثبات عند السؤال، ولنا بالصبر والجبر والسلوان.
ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى، إنا لله وإنا إليه راجعون.
_
لها حبٌّ إذا قُسّم
على الأوطانِ ما كفّى
لها ثغرٌ إذا يبسم
كغيثٍ هلّ أو أصفى
تضمّ القلبَ تحنانًا
وترويهِ إذا جفَّ
وتحضنني بدعواتٍ
تميتُ القهرَ والخوفَ
أناصفها أحاسيسي
لأنّ مشاعري أوفى
فأمرض حينما تمرض
وأشفى حينما تشفى
أنا أمّي لها عمري
وفيها الحبّ لا يخفى ❤
من أعظم نعم الله علينا أننا وُلدنا مسلمين، لوالدين مسلمين، في عائلة مسلمة، فإذا قضى الله الأجل لأحدنا كانت مواساتنا بعد رحمة الله أننا سنجتمع به في جنة عرضها السماوات والأرض، ننام ونستيقظ على هذه الأمنية وهذه الدعوة، فالحمدلله الذي امتن علينا وفضلنا على كثير من عباده تفضيلا.
@_m9ry
قبل أشهر نزل مطر غزير وخفيف وكلنا كنا تحته مستمتعين إلا ابوي محتمي تحت المظلة، ناديناه يجي يقعد معانا تحت المطر قال بس الكرسي مبلل ماقدر، رحت قعدت قبله عالكرسي وقمت ومسحت باقي البلل بشيلتي ثم قعد ابوي وهو يقول "مسكين اللي ما عنده بنات"
الله يرحمه ويغفر له ويجمعنا به في جناته
مهما عثرتَ فلا تقِف
ما دامَ في القلب الشّغف
حتى وإن ذقتَ المرارةَ
في مسيرك للهدف
إنّ الحياةَ تجاربٌ
لا تستطِل زمنَ الأسف
واليوم يومُك
فاغتنم للنفسِ خيرًا واغترف
ظروفنا الصعبة، وخذلان أحبابنا، وخيبات آمالنا، وآلامنا وهمومنا، وكل ما يواجهنا في حياتنا مما قسمه الله لنا، أسبابٌ تزهّدنا بالحياة، وتذكرنا بأن كلّ شيء فان وأنّ الباقي هو الله، وأن الدنيا دار عبور وسفر وأن العيش عيش الآخرة، وأننا جميعنا لله، ومآلنا إلى الله، وأننا إلى الله راجعون.
كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر
وناسٍ بقوا في الحياةِ طويلًا
ولم تذكر الأرضُ منهم أثر
ومهما أردنا مكوثًا فإنّا
محالٌ علينا بأن نستقر
وتمضي الحياةُ ونمضي عليها
ونبقى بها دائمًا في سفر
{ويضيق صدري ولا ينطلق لساني}
كم مرة حبست الكلام الثقيل في صدرك؟ فازددت به ضيقًا واختناقًا وشعرت أن الهواء لا يسري إلى رئتيك؟
انظر إلى تعبير القرآن على لسان موسى عليه السلام والأنبياء أشد ابتلاءً منا، كان جواب الله له {(إنا معكم) مستمعون}
إن الله معنا في كل حين، الله رب العالمين
واذكر جهودكَ حينما
جاوزتَ أوّل منعطف
أرأيتَ أنّك تستطيع؟
أم أنّ مَن قطعَ المصاعبَ
كانَ شخصًا مختلف
أنتَ الذي إن شئتَ
حوّلتَ الخريفَ إلى ربيع
فاعبر وواصل بالمسيرِ
إلى طموحكَ.. لا تخف
قلبي أبي
بل قدوتي
بل قوّتي
بل مسندي
وإذا ذكرتُ خصالهُ
من أيّ فضلٍ أبتدي
جمعَ الحنانَ كغيمةٍ
في قلبهِ العذبِ النّديّ
مَن جاد لي من دونِ حدٍّ
من بدايةِ مولدي
حسبي نعيمًا في حياتي
أنّ هذا والدي ❤️
اللهم احفظه لنا وأسعده ومدّه بالقوة والصحة والعافية وطولة العمر ❤️
كلما تخيلت شكل الحياة بدون أب أرتجف رعبا وأستعيذ بالله من خيالي، رغم أنني أعيش هذا الخيال منذ 3 سنوات.
لا يعتاد الإنسان على غياب والده مهما مضى على غيابه، رحم الله أبي.
أنا لا أعلم كم من المرات ساق الله لي الألطاف والتسخير في غيبه، وكنت أظن الظروف التي تحدث معي أمرًا روتينيًا، ولكنني حينما أتأمل في تفاصيلها أندهش من عظيم رحمة الله التي حلّت فيها! لأوقن تماما أن الله سبحانه دائمًا معي، وأنني لم أكن يوما بمفردي، يقينا وإيمانا وتسليما 💛
الحمدلله💛
"أعتقد أن الله قسم عاطفة الأمومة بالتساوي بين الأم والخالة، الخالة تستطيع تبنّيك بالكامل كإبن حقيقي، بكل حب وخوف ورضا وقلق ودلال وحنان الأمهات، لذلك قيل دائمًا: الخالة أُم."
كلما أطفأ الحزن قلبي وأثقل الدمع عيني، وجدت في رحمة الله ما يسليني وإن جهلت حكمته، نحن لا نعلم كيف يقسم الله الرزق بين العباد ولكننا نثق بخيرته ورحمته ولطفه، وهذا ما يجعلنا عند كل كسر وابتلاء نعود بإيماننا إليه سبحانه، إليك نسلم قلوبنا يا رب العالمين
{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
الأهداف التي نطمح أن نحققها بعد عام/ أو بعد خمسة أعوام لا تكون إن لم نَسع نحن إليها، ويعظم السعي والمكابدة بعظمة غاياتنا وأمانينا، فتوكّل على المُعين في سعيك واستعن بالله ولا تعجز.
تعلمت أنه من البرّ إخفاء حزني لأي أمر أمام والداي لكيلا يحزنا معي، ولكن ماذا إذا كان حزني لأجلهما؟ لخوفي عليهما؟ يتضاعف كفاحنا في الملامح والشعور، وقد تخوننا حشرجة الصوت أو لمعة في العيون، اللهم احفظ والدينا من الألم والأذى واقسم لهما تمام الخير والعافية
وارحمهما كما ربياني صغيرا
أحيانا لا يملك المرء ما يُدافع به ظروف الحياة إلا حسن ظنه بالله تعالى، خاصة حينما تنفد الأسباب من يده، ولا يبقى غير اتكاله واعتماده على ربه، ويقينه بتدبير الله بالخيرة التي لا يتسعها إدراك الإنسان القاصر، وإيمانه بالحديث القدسي عن النبي ﷺ:
"أنا عند ظنّ عبدي بي؛ فليظنّ بي ما شاء"
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
لم يخلقك ليضيعك، ولم تكن يوما وحدك دون معية الله معك، سبحانه ذي الأسماء الحسنى الذي يواسيك في آياته حتى تزداد يقينا أنه لا ملجأ لك ولا منجا منه إلا إليه، وهو اللطيف بك ذو الرحمة، الخبير بحالك وماهو الخير لك، ألا يعلم بك وهو الذي خلقك؟ له الحمد
نشعر أن 24 ساعة لا تكفي لكي ننجز ما نريد إنجازه، ولا يملك الجميع رفاهية الاعتكاف والانقطاع عن الدنيا مع مصلّاه ومصحفه، ولكنّ من نعبده ونرجوه ربّ رحيم، لم يحصر لنا ما يمكننا التقرب إليه به وعبادته، فيقول سبحانه في الحديث القدسي:
"وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبّ إلي مما افترضته عليه"
"طرقتُ باب الرجا والناس قد رقدوا
وبتّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا أملي في كلّ نائبةٍ
يا من عليه لكشف الضر اعتمدُ
أشكو إليك أمورًا أنت تعلمها
مالي على حملها صبر ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل مفتقرًا
إليك يا خير من مدت إليه يدُ
فلا تردنها يا ربِ خائبةً
فبحر جُودك يروي كل من يردُ"
- أيام معدودات أصبحت ساعات معدودات-
قد تكون ليلة الأمس آخر ليلةٍ أحياها المشّاؤون إلى صلاةِ القيام، وهذا آخرٍ يومٍ لنا في صيامنا هذا العام، والعمل في ساعات رمضان المتبقّية أفضل من العمل باقي الأيام فاجتهدوا ما استطعتم فيها.
أحيانا من شدة الشعور فينا أو تراكمه نظنّ أننا إن تكلّمنا فلن نسكت لساعات، ولكن ما إن نبدأ بالكلام حقًا حتى يختفي الصوت وتختفي الحروف، لا نجد كلمات ولا مفردات للتعبير بها، نحاول أن نقول شيئا ولكننا لا نستطيع.
{إن الله عليم بذات الصدور} تواسينا حينما لا تجدي الكتابة ولا يجدي الصدى.
{وآتاكم من كلّ ما سألتموه}
إذا بلغت رمضان هذا العام واستجاب الله دعوتك التي دعوتها منذ عام في أن يبلّغك الله رمضان هذا العام، فهلّ تظنّ أنّ ما سواها سيكون عظيما؟
شهر الرحمات أقبل، استكثر لنفسك من الصالحات والدعوات وابتهل، وحسبك أنه لا يضيع عند ربك المجيب ما دعوته أبدًا.
في هذا الزمان التي لا تحصى فيه الفتن، أستشعر دعائي في كل وتر حين أطلب من الله أن يثبت قلبي على دينه، وأن يقبضني مؤمنة مسلمة غير مفتونة، وأن يهديني الصراط المستقيم، وأن لا يجعل مصيبتي في ديني، يا الله.. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا
أحيانا أفكر في بداية علاقاتي مع بعض الأصدقاء لأتذكر كيف بدأت، وكيف استمرت طوال هذه السنين ووصلنا إلى هذا اليوم معا، بعضها مألوفٌ ومعتادٌ كقرابة أو جيرة أو زمالة دراسة أو عمل، وبعضها مختلف لطيف أتأمل معه تدبير الله كيف ساق هذا الشخص إلى طريقي
ربّ غريب التقيت به صدفة ثم صار قريبا
أودعتُ قلبكَ يا حبيبُ إلهي
واللهُ يعلمُ ما دعتهُ شفاهي
إن جفّ ينبوعُ الوفاءِ فإنّ لي
من طهرِ بئركَ زمزمي ومياهي
أنتَ الذي أهديتَ قلبيَ أمنهُ
لا شيء فيما قد بذلتَ يُضاهي
ورعيتني حسنًا وجُدتَ محبّةً
ما كنتَ عنّي ما حييتُ بلاهِ
وأنا أباهي فيكَ أنّك والدي
فمن الذي سيلومُ حين أباهي؟
لا أحد يعلم ما بك، وإن أسهبت بالشرح لهم فلن يستطيعوا إدراك ما تحمله بصدرك، وإن شعروا به فهم لا يملكون لك ضرا ولا نفعا، وقد يكون أعظم ما يملكونه لأجلك هو الدعاء.
فاختصر المسافة التي تقطعها مع الناس إلى ربهم، ومالك كل شيء، ومن بيده الأمر كله، والذي يعلم السر وأخفى، إنه سميع الدعاء.
قد تبدو متعبًا جدًا، وتشعر أنك منهك جدًا جدًا، وأن الأثقال قد زادت عليك، وأن الحياة أصبحت ثقيلةً على كتفيك، وأن مذاق الحلم أصبح مرّا، وأنك لم تعد تطيق صبرًا! ولكنك تصبر، وستصبر.. أوليست العاقبة حلوة للصابرين؟ ❤️
يأنس المؤمن إن رأى محبوبه على طاعة، والدان أو زوج أو إخوة أو أبناء أو رفقة، ويحزن إن رآه على معصية أو ذنب ويخشى عليه من عذاب الله كما يخشى على نفسه، ولايملك المرء تغيير من يحب مهما حاول إن لم يشأ الله، فاغنم فضائل الأوقات وابتهل لأجله، إنك لا تهتدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء
وأعلمُ إنّي قليلُ الوصـالِ
شحيحُ السؤالِ كثيرُ الهجر
وما عدتَ تدري أما زلتَ غالٍ
عليّ؛ أم الحبّ فيّ انكسـر
أُجيبُكَ أني إذا اشتدّ حـالُ
الغيابِ، ولم يَبقَ لي من أثر
سأبقى وفيًا بعتمِ الليـالي
بصوتِ الدُعاءِ وكفّ السَحر ❤
وأحبّكِ
حبًا إذا عبّرتهُ
والله لن تسع المشاعرَ أحرفي
وأحبّكِ
ملءَ الفؤادِ أقولُها
وإذا سردتُ فصولها
لن أكتفي
وأحبكِ
هذا اختصارُ مشاعري
وأردتكِ أن تعرفي ❤️
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}
علينا استحضار هذا المعنى عند كل طاعة نؤديها لله، فلا يركن أحدنا إلى خشوع صلاته ولا حسن صيامه، ولا إلى طول قيامه وتلاوته وإحسانه في أبواب الخير، ولا يظن أنه ناج بأعماله، فمن علامات الإيمان وقبول العمل أن يظلّ المؤمن خائفا وجلا هل تقبله الله مني؟
كم رفّ قلبي حين كنتَ المتصل
يا مَن بصوتكَ كلّ همٍّ يرتحـل
والسّعدُ في روحي أقامَ خيامه
فرحًا وقلبي قد تراقصَ في خجل
بالحبّ تسألُ كيف صارت حالتي
وأراكَ بين القلبِ أغلى مَن سأل
حتّى إذا نمّقت شكل إجابتي
تتلعثمُ الكلماتُ منّي والجُمل!
سويعات ما بعد الفجر وقت أثير في رمضان، غالبا يأتي بعد انتهاء مهام اليوم وتفرق الجمع واختلاء كل فرد بنفسه أو بمصحفه أو بمحابه، يملأ الجو سكينة وطمأنينة وهدوء وانشراح نستشعر معه قيمة الصباحات الرمضانية بعد انفراط ساعات الأمس السريعة، الحمدلله على نعمة هذا الشهر الذي هو نعمة ورحمة
"وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب"
تدبّروا معي هذا الدعاء وأكثروا منه، فكم ننجرف خلف مشاعرنا ونفقد السيطرة على كلماتنا، بالكلام أو بالكتابة، فيُجرحُ أحدهم أو يكسرُ آخر أو نكون سببًا في مشكلةٍ أكبر من دون أن نتعمّد، والندم على الصمت أهون من الندم على الكلام.
لها حبٌّ إذا قُسّم
على الأوطانِ ما كفّى
لها ثغرٌ إذا يبسم
كغيثٍ هلّ أو أصفى
تضمّ القلبَ تحنانًا
وترويهِ إذا جفَّ
وتحضنني بدعواتٍ
تميتُ القهرَ والخوفَ
أناصفها أحاسيسي
لأنّ مشاعري أوفى
فأمرض حينما تمرض
وأشفى حينما تشفى
أنا أمّي لها عمري..
وفيها الحبّ لا يخفى ❤
شكرًا للأصدقاء الذين لا نتكلف عناء اختيار الكلمات معهم، ولا التفكير بما قد تضمره ظنونهم، ولا نحتاج إلى تبرير تصرفاتنا وكلماتنا عندهم، ولا إلى تذكيرهم بأن ما قلناه يجب أن يبقى بيننا.
تريدُ.. وكلّ ما تهوى
أتاكَ بعكسِ ما تطمع
كأنّ الكون مقتصرٌ
على وجهاتكَ الأربع
تحاولُ دائمًا عبثًا
ولا تدري بما تصنع
علي ما فاتَ.. لا تحزن
ولا تألم.. ولا تدمع
ألا يكفي بأنّ اللهَ
مَن يُعطي، ومَن يمنع؟
"ولا تجعل مصيبتنا في ديننا"
ما أعظم معاني الأدعية النبوية، فحياة الفرد منا لا تخلو من الابتلاءات والمصائب، وفي وقت تكثر فيه الفتن والريبة والانسلاخ عن الدين انتهاء بالردة أو الإلحاد، نستشعر في دعائنا إيماننا وتسليمنا لما سيقدره الله لنا، ولكننا نرجوه أن لا يجعل ابتلاءنا في دينه.
حينما تزيد الأيام على الناس شدة، لطفوها بمواساتكم، كونوا لهم عونًا بالكلمات، بالدعوات، الجميع لديه ما يشغله/ يثقله فلا تزيدوا عليه.
ليس مهمّا أن أحبك كي أقول لك صباح الخير أو أن أتمنى لك يوما جميلا، ولكنني إذا فعلت فقد أحسنت إليك، والله يجازي على الإحسان إحسانًا؛ فأحسنوا لأنفسكم.
{قل الله ينجّيكم منها ومن كلّ كرب}
كم واستني هذه الآية كثيرا في أيامي المظلمات، الخانقات، الضيقات التي ما لها من دون الله كاشفة، ما هو الكرب الذي نظنّ أننا سنموت فيه حزنًا؟
أو الهمّ الذي نظنّ أنه لن ينقضي أبدًا؟
سينجّينا الله منه، ليس منه وحسب.. بل {ومن كلّ كرب}
كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر
وناسٌ بقوا في الحياةِ طويلًا
ولم تذكر الأرضُ منهم أثر
ومهما أردنا مكوثًا فإنّا
محالٌ علينا بأن نستقر
وتمضي الحياةُ ونمضي عليها
ونبقى بها دائمًا في سفر
ربما أصبح الهم مظلما عليك، وما يقلقك ثقيلا على كتفيك، وتشعر أنك تتعارك في داخلك ولا أحد من الخارج يعلم، ربما..
ولكن هوّن على نفسك بأن الله يعلم، ليس ذلك فحسب، بل إن الله لا يحملك فوق طاقتك، ولن يكلفك إلا وسعك، رحيم بك، فاستعذ برحمته من حزنك وطمئن قلبك، ستكفيك معية الله.
كانت خلفية هاتفي في وقت ما عبارة تقول:
"تخيل لو أصبحت اليوم على النعم التي حمدت الله عليها بالأمس -فقط-، فعلى كم نعمة ستصبح؟"
ومن وصيّة نبيّنا ﷺ لمعاذ رضي الله عنه:
"يا معاذ، والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ؛ لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك"